الرئيسة ›برامج›مع المصطفى›الرؤيا الرؤيا الاثنين 11 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 982 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وقفات مع تفسير الصديق للرؤيا بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أتباع هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وأن توردنا حوضه، وتدخلنا في شفاعته، وترزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً. أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له وأنت أحييت أجيالاً من الرمم هو الكتاب الذي من قام يقرؤه كأنما خاطب الرحمن بالكلم جاء النبيون بالآيات فانصرمت وجئتنا بكتاب غير منصرم آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جلال العتق والقدم فقد بعث الله تعالى بهذا النبي أجيالاً من الرمم والظلام والجهل، وأنار قلوبهم بهذا الدين، وهذا القرآن، فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس، وتحولوا من رعاة الغنم إلى سادة ورعاة الأمم.كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه، وأول من آمن به، وهو الصديق، وهو ثاني اثنين إذ هما في الغار، وهو أول الخلفاء الراشدين، وله فضائل جمة لا يأتي عليها العد والحصر هنا. في سنن أبي داود : ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! إني رأيت رؤيا، فعبرها لي، قال: ما رأيت؟ خيراً رأيت؟ قال: رأيت كأن في السماء ظلة أو غمامة، ينزل منها السمن والعسل، والناس يأخذون بأوعيتهم؛ فمستقل ومستكثر، ورأيت ورأيت.. )، ذكر رؤيا، ( فلما انتهى منها قال أبو بكر: يا رسول الله! دعني أعبرها، قال: عبرها، فعبرها أبو بكر رضي الله عنه، وقال: الظلة: هي ما أنزل الله تعالى من القرآن، والمستقل والمستكثر: هم الناس بحسب ما عندهم من الإيمان والعلم.. )، وذكر أشياء من هذا القبيل، مما يتعلق بخلافة الخلفاء الراشدين وغيرهم، ( ثم قال: يا رسول الله! أصبت أم أخطأت؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً، قال: والله يا رسول الله! لتخبرني أين أصبت وأين أخطأت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم ). عناية أبي بكر الصديق بتفسير الرؤيا خبر جميل، عبر، وقفات، أولاً: تلاحظ عناية أبي بكر رضي الله عنه -وهو الصديق- بالرؤيا؛ لأن الرؤيا مرتبطة بعالم الغيب، مرتبطة بالآخرة، مرتبطة بما لا يحيط الناس به أصلاً، وإنما جعلها الله تعالى نافذة يكتشف أو يحاول الناس أن يكتشفوا من خلاله بعض ما خفي عنهم؛ ولهذا جاء في حديث: (أنها جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة)، ولذلك تلقت عنه -كما يقول بعضهم- أسماء بنته رضي الله عنها، ومن هنا جاء نقل ابن سيرين للرؤيا؛ لأنهم كانوا موالي عند أسماء رضي الله عنها، فكان ابن سيرين هو سيد المعبرين من التابعين، وهناك كتاب في الأسواق في تعبير الرؤيا ينسب له وليس صحيحاً؛ لأن الناس حينذاك لم يكونوا يدونون حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن أن يدونوا تعبير الرؤيا في القرن الأول، وليست الرؤيا بهذه الأهمية حتى تكون هي أول ما دون بعد القرآن، فهذا الكتاب لا شك أنه مختلق ولا يصح، وإن كان ينسب ويصح لـابن سيرين كثير من التعبيرات التي يتناقلها العلماء.المهم هنا نلاحظ أبا بكر رضي الله عنه وكيف فسر الرؤيا، انتهى الأمر: ( يا رسول الله! أصبت أم أخطأت؟ قال: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً )؛ فيه صواب وفيه خطأ، طيب ( أخبرني يا رسول الله! ماذا أصبت وماذا أخطأت؟ وأقسم على ذلك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم )، لن أخبرك. تعلق الرؤيا بالشدة والفرج الرؤيا وإن كانت من المبشرات، وهي جزء من أجزاء النبوة، وفيها آثار كثيرة جداً، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعبر الرؤيا، وكان يرى الرؤيا، وفي القرآن الكريم ذكر قصة الرؤيا في سورة يوسف عليه السلام، وهي رؤيا الملك التي فسرها يوسف صلى الله عليه وسلم. فالمقصود أن الرؤيا فيها أحياناً فرج؛ ولذلك نجد أن أكثر من يتعلقون بالرؤيا هم الناس الذين يعيشون نوعاً من الضيق أو الكرب، مثلاً: السجين، السجين غالباً يتعلق بالرؤيا، والسجناء إذا كان عندهم فرصة أن يلتقي بعضهم ببعض غالباً يتحدثون: ماذا رأيت البارحة؟ ويذكر عن علي بن الجهم -وكان قد سجن أيضاً- أنه كان يقول، وهو شاعر مشهور، يقول عن السجن: خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا إذا جاءنا السجان يوماً لحاجة عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا فإن حسنت لم تأت عجلى وأبطأت.. يعني: إذا كانت الرؤيا جميلة يقول: تتأخر علينا. ..وإن قبحت لم تحتبس وأتت عجلى طبعاً هذا مما يظنه، ويقول: إذا كانت الرؤيا مخيفة جاءت بسرعة، فتأويلها متحققاً، أما إذا كانت رؤيا سارة فإنها تتأخر وتبطئ علينا.وهكذا نجد في قصة يوسف عليه السلام الرجلين الذين كانا معه في السجن: ((قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ))[يوسف:36]، إذاً: الرؤيا مرتبطة بالضيق والانسداد، طبعاً قبل ذلك هي مرتبطة بالنوم؛ لأن الرؤيا لا يراها إلا النائم؛ ولذلك إذا صح أننا معاشر المسلمين اليوم لدينا ولع غير عادي -بل أنا أزعم أنه مرضي أحياناً- بالرؤيا، وتفسير الرؤيا، وكل ما يراه الإنسان فإنه يتحدث عنه، ويسأل، وأصبح اليوم هناك مثلاً برامج للتعبير، ومواقع كبيرة في الإنترنت، وكتب، وأشياء كبيرة، طبعاً هذا لا يعني: نقد مثل هذه الأشياء كلها، لا، فيه أشياء سليمة، وفيه أشياء صحيحة؛ لكنني أقول: إن الناس مسرفون جداً في تفسير رؤاهم، وأصلاً الإنسان لما ينام لمدة أربع.. خمس.. ست ساعات، الرؤيا ربما ومضة وبضع ثواني، ولو كان يراها بتفاصيل طويلة وأحداث إلا أنها ثواني، إذاً: ممكن وجائز نظرياً أن الإنسان يرى في هذا النوم أشياء طويلة جداً؛ أضعاف مضاعفة بهذا الوقت الذي هو ست ساعات، فلو أن الإنسان أصبح يستذكر كل ما يرى ثم يقيده ثم يسأل عنه، صارت هذه مشكلة كبيرة، معنى ذلك: أنه لن يكون عندنا وقت آخر لنسأل حتى عن أمور دنيانا.. عن مصالحنا.. عن فتاوينا.. عن أمور ديننا.. عن مشاكلنا، سنكون غارقين جداً في النوم، ولعل هذا هو السر الأول من أسرار الولع بالرؤيا؛ أن العالم الإسلامي ضمن العالم النائم، كما يسمى؛ ولذلك يستغرق في النوم، ويكثر من الرؤى، ويتعلق بالرؤى؛ لأنه يشعر بالانسداد أو يشعر بالعجز عن مواجهة الواقع، وعن محاولة الواقع، وعن اختراع وابتكار المشاريع الإصلاحية والتنموية التي تبني وتؤسس وتصلح؛ ولذلك يلجأ إلى الأحلام، ويلجأ إلى الرؤى التي يراها في المنام، وربما تشكل له تعلقاً أو سلواناً أو غير ذلك، ونحن لما نجد أن الإنسان السجين؛ لأنه يشعر بالانسداد ربما يكترث للرؤيا ويهتم بها، ليس عنده أخبار ولا وسائل لمعرفة الأحوال، ولا يدري ما خبر أهله وزوجته وأمه وبنته وولده وقريبه وجاره وظروفه؛ ولذلك تأتي الرؤيا أحياناً إجابة على هذه التساؤلات، قد تكون إجابة صحيحة أو ظنية، أو تكون غير ذلك. مفاهيم خاطئة عند الناس في الرؤيا والواجب تجاه ذلك فكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول لـأبي بكر الصديق : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً )، ثم يأبى أن يخبر أبا بكر أين أصاب وأين أخطأ، هذا فيه دليل على أن الرؤيا ليست من الأمور التي يجب أن يعرفها الناس، وأن يعرف أين الخطأ، وأين الصواب، وأن يكون هناك إلحاح وملاحقة لكل ما يراه الإنسان في نومه، ومتابعة وسؤال، ونوع من برمجة مثل هذه الأشياء وتوظيفها، وقد تتحول أحياناً إلى مكاسب مادية عن طريق التفسير بمقابل مادي، وليست المشكلة فقط في المقابل المادي بقدر ما إن المشكلة في تعلق الإنسان، وتسمح لي بعض أخواتي الكريمات أن أقول: أنه ربما المرأة أحياناً؛ لروحها العاطفية وتوهجها الانفعالي أكثر تعلقاً بالرؤيا، وأكثر سؤالاً عنها من الرجل أيضاً، وهذا أمر ملحوظ وملموس. ولذلك أقول: ينبغي أن نضع الرؤيا في نصابها، ممكن تكون الرؤيا مبشرة، تعطي الإنسان فرحة وفرصة وسعة في أمره، ممكن تعطيه وعداً، ممكن تعيطه تفاؤلاً، هذا جميل، ويحسن بالإنسان أيضاً إذا فسر أن يفسر بما يعطي للإنسان نوعاً من المتنفس والخير والبركة؛ ولهذا كان في كثير من الأحيان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه لما يسأل عن رؤيا يقول: خيراً رأيت )، أو: ( خيراً لنا وشراً لأعدائنا ). إذاً: مسألة التفاؤل جميلة وجيدة؛ لكن هذه غير أن نحول الرؤيا إلى برنامج، وإلى إلحاح شديد، وإفراط، وكثرة سؤال، حتى إن الإنسان يسأل عن الرؤيا أكثر مما يسأل عن أمور الشريعة التي تهمه، وأكثر مما يسأل عن مشكلاته، وأكثر مما يحاول الأسباب المادية والأسباب الطبيعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الكون، وكأن الناس ينتظرون شيئاً غير مألوف، غير متوقع، كثير من الناس يبنون قرارات على أساس الرؤيا؛ مثلاً: فتاة تريد الزواج، وهذا خاطب، صلت ركعتين استخارة، بعد ذلك تنام وهي تنتظر الرؤيا؛ بل يصل الحال إلى حد الاحتيال، بعضهم يقول: إذا شربت ماءً مملحاً أو أكلت طعاماً مملحاً ونمت فإنك ترى، وهذه أشياء يراها الإنسان من تغير وتعكر المزاج، ولا تقدم ولا تؤخر، لا تدل على شيء، وبمجرد الإنسان ما يصلي ركعتين ويسأل الله تعالى أن يوفقه إن كان هذا الأمر خيراً أو يبعده عنه إن كان شراً، خلاص، انتهى دوره، سأل الله ودعا الله واستخار، وهذا هو المطلوب منه، وليس معناه: لا بد أن ترى رؤيا تدلك على أنه افعل أو لا تفعل. قرارات قد تكون متعلقة بالشركة.. بالأسرة.. بالمؤسسة.. بالعمل، بل أحياناً قرارات متعلقة بالأمة تكون مبنية على رؤيا يراها الإنسان، ثم يعول على هذه الرؤيا، ويبني عليها نتائج ضخمة وكبيرة، فضلاً عن بناء الأحكام الشرعية أيضاً: الحلال والحرام، والحق والباطل، والخطأ والصواب، أن يبنيه الإنسان على رؤيا. زد على ذلك بناء أحياناً مواقف؛ أنه يكره هذا الإنسان ويحب ذاك، ويعتقد هذا أقرب وذاك أبعد؛ بناءً على مجرد الرؤيا، والرؤيا -كما قلت- لا تدل على شيء؛ بل غالب ما تكون الرؤيا انعكاس لحال الإنسان، ولهذا ( النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الرؤيا ثلاثة أشياء: قد تكون من الله، وقد تكون من الشيطان، وقد تكون حديث نفس )، والذي أعلمه من خلال قراءتي ومتابعتي لهذا الباب، ومعرفتي بأحوال الناس في هذه النقطة: أن غالب ما يراه الناس هو من حديث النفس، يمكن 90% هو حديث نفس، يعني: خواطر وأفكار وأشياء تشغلك في اليقظة، فتتراءاها بالمنام، كما أن الإنسان أصلاً لما يكون مشغولاً بموضوع كلما جلس تحدث عنه، فهكذا في النوم يظل الإنسان يحدث نفسه بهذه الأشياء التي تشغله في اليقظة، وهذا حديث لا يدل على شيء، حديث سلبي، حديث محايد، لا يدل على خطأ ولا على صواب، ولا افعل ولا لا تفعل، ولا يمين ولا شمال، إنه مجرد انعكاس لشعورك أو حديث لنفسك أثناء ما أنت نائم، هذا هو الغالب؛ لكن الإنسان قد يرى هذه الرؤى مربوطة برموز ومربوطة بأشخاص ومربوطة بأشياء، ينبغي على الإنسان أن يعتدل في هذه الرؤيا، وألا يبالغ، ولا داعي أيضاً للسؤال؛ لأنه طالما أضعنا أوقاتنا، وأضعنا أوقات الآخرين الذين نطلب منهم أن يعبروا رؤانا، وقد تكون الرؤيا أحياناً -كما قال لي أحدهم- فيلم هندي؛ طويل وقصير، وسالفة، وقصة، وشيء من هذا القبيل، فقصة الرؤيا نفسها يحتاج إلى عشر دقائق.. ربع ساعة، وقد تكون النهاية من هذه الرؤيا لا تعني شيئاً، وإنما هي حديث نفس. الحمد لله عند الإنسان قرآن، وعنده حديث، وعنده إيمان بالله سبحانه وتعالى، وعنده عقل أيضاً يستخدمه، يفكر فيه، ويعرف أين الخطأ وأين الصواب، وماذا يفعل في هذه المواقف، وعنده استشارة إخوانه المؤمنين؛ من أهله.. من والديه.. من زملائه.. من الناصحين من الناس، في المواقف التي تلم به، في الحاجات التي يتطلبها أمره، وتبقى الرؤيا مبشرة إذا كانت من الله سبحانه وتعالى، وهذه واضحة، والله سبحانه وتعالى قال: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ))[يونس:62-64]، بعض المفسرين قال: من البشرى -وهذا صحيح- الرؤيا الصالحة، يعني: تبشر الإنسان بخير، وقد تكون تحذيراً للإنسان من شيء.. أو ما أشبه ذلك، فهذه تشكل نسبة من الرؤيا، وهي موجودة وواقعة، ولا ينبغي أن يكون هناك مجال للعبث والتلاعب، فإن الله سبحانه وتعالى ورد في كتابه ما يدل على أن الرؤيا فتوى: ((قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ))[يوسف:41]، إذاً: الرؤيا فتوى، وينبغي على الإنسان أن يتوقع فيها؛ فأولاً: لا يسأل، حتى الفتوى ليس معناها: أن الإنسان يسأل عن كل شيء، والمفتي أو المعبر عليه أيضاً أن يرفق بالآخرين، فلا يعبر له أشياء تخيفهم أو تزعجهم، وكم من إنسان مثلاً قضى حياته فترة طويلة وهو مهموم. أعرف ناساً كثيرين يتنظرون الموت أحياناً أو ينتظرون مصيبة أو نازلة، أو يعيشون هماً أو غماً؛ بل أعرف من أصبح يخاف على دينه أشد الخوف؛ لأنه رأى رؤيا وفسرت له بأنك سوف ينحرف سلوكك، وتبتعد عن دينك، وتضل عن سواء السبيل، فأصبح قلقاً مهموماً، ينتظر هذه الساعة، وهو يتساءل ويقول: كيف يحصل مثل هذا وأنا مؤمن وأنا.. وهو صدق هذه الرؤيا، لولا أن الله سبحانه وتعالى قيض له من يكشف عنه هذه الغمة، ويقول له: هذا تأويل خاطئ، ولا يمت إلى الحقيقة بنسب ولا بسبب.إذاً: قضية الرؤيا كما فسرها أبو بكر رضي الله عنه، وعلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي في أمور خاصة، وغالب ما يراه الإنسان من الرؤى الصحيحة -التي هي من الله- هي تتعلق بك وبشخصك، وبظروفك. بعض الإخوة يربطونها بأحوال الأمة ومستقبل وقضايا كبيرة، لا، ولو كانت رموزها كبيرة، إلا أن الغالب أن هذه الرؤيا تتعلق بك، وربما تتعلق بقضية صغيرة، ليست بالحجم الذي تتخيله وتتوقعه. أؤكد أن الكثيرين يعطون الرؤيا حجماً كبيراً في اعتقاد أنها رؤيا وليست حلماً من الشيطان، ثم في السؤال عنها، ثم في تفسيرها تفسيراً ضخماً بعيداً، يتجاوز الحدود الطبيعية التي تتعلق بها الرؤيا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان المرشد الأمين، حينما قال لـأبي بكر الصديق رضي الله عنه: ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً. يا رسول الله! والله لتخبرني أين أصبت وأين أخطأت، قال صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقسم ).صلى الله على نبينا محمد، ورضي الله عن الصديق وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.