الرئيسة ›برامج›نبض›العطاء والفضل العطاء والفضل الثلاثاء 22 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 1141 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وقفات مع سورة الليل المقدم: بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أسعد الله مساءكم بكل خير، وحياكم الله وبياكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي نبض، وحيا الله فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ، حياكم الله أبا معاذ .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً أهلاً وسهلاً. المقدم: عنوان حلقتنا اليوم إن شاء الله عن موضوع العطاء، أو عن موضوع الفضل.في البداية: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الدعاء: ( اللهم إني أسألك من فضلك )، ماذا كان يقصد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى فضيلة الشيخ؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ((ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ))[الحديد:21]، نسأل الله الكريم من فضله اللهم لك الحمد، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. ((وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللهِ))[النحل:53] فضل الله في الدنيا وفي الآخرة وفضل الله على العباد بالعلم وبالدعوة، وبالتقوى وبالإيمان، وبالإجابة، وبالمال والأهل والولد، فكل فضل فهو من الله وإليه. تحفيز الله لعباده على العطاء الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والعطاء معنى جميل، الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم تلك الآية التي هي من الآيات القلائل التي ذكر فيها العطاء غير مربوط بشيء، ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى))[الليل:1-2]، فعبر بالليل والنهار، إشارة إلى التنوع في الخلق، ((وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى))[الليل:3-4]، فأشار الله تعالى أيضاً إلى تنوع الذكر والأنثى، تنوع الخلق البشري الإنساني، وكأن الذكر يشبه النهار، والأنثى تشبه الليل في معاني كثيرة يمكن للإنسان أن يراقبها، لكن العجب والشاهد هنا: قوله سبحانه: ((إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى))[الليل:4]، يعني: كما خلق الله الليل والنهار وخلق الذكر والأنثى، وهذه أشياء قدرية إلا أنه فيما يتعلق بالاختيار؛ اختيار الناس فالسعي مختلف أيضاً.((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى))[الليل:5-7]، إذاً: الله تعالى هنا يحفزنا على العطاء، ولما يقول الله سبحانه وتعالى: ((أَعْطَى)) لم يقل: أعطى المال، وإن كان هذا جاء في آية أخرى، ((وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ))[البقرة:177]، وإنما قال: ((أَعْطَى)). المقدم: مفتوحة. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مفتوحة، معناها أن يشمل كل عطاء، وكل عطاء محمود، وكل عطاء مقبول، وكل عطاء محتاج إليه؛ ولذلك: ( اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً )، فهنا العطاء سبحان الله هو جبلة، حتى في حديث لطيف في البخاري ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق؛ لأنه لاحظ أنه في الآية الكريمة قال: ((وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى))[الليل:8]. الفارق بين الشخصية المعطاءة والبخيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إذاً: العطاء مقابله.. المقدم: البخل. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: البخل؛ البخل بالمال، وأحياناً البخل بالابتسامة، وأحياناً البخل بالكلمة الطيبة، بالحب، بالعطف، بالرعاية، بالمجلس، بالجاه، يعني حدث ولا حرج.فبعض الشخصيات سمتها أنها شخصية معطاءة، وأنا عاشرت مثل هؤلاء الناس.. فئة من الناس. المقدم: ما هو يا شيخ الجامع بينهم؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الجامع أنهم يفرحون بإشراق الآخرين، وكأنهم منصات انطلاق، يدفع الناس إلى التفوق، أنا وجدت أشخاصاً عايشتهم تجد أنه يحب أن يكون هو منصة انطلاق للناس، يشجع حتى الصغار على أن يتقدموا، أن يحاولوا، يعطيهم الرأي، يعطيهم المشورة، الخبرة، التجربة، يعطيهم.. المقدم: الدفع المعنوي.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: التحفيز والدفع، يعطيهم طبعاً إذا احتاجوا معرفة، مثلاً واحد عنده درس أو محاضرة أو خطبة، تجده يعطيه الكتب، يعطيه المراجع، يصحح له، يدربه على الإلقاء، ممكن يحضر له، ممكن يعدل بعض الأشياء، كأن تقول هنا: (طيب) ما هي مصلحة هذا الإنسان؟ هذا الإنسان هو في طبيعته معطاء، وهؤلاء يحبهم الله؛ لأنهم استجابوا لأمره.ولذلك سبحان الله أبو بكر الصديق هو الذي نزلت فيه سورة: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى))[الليل:1] كما هو معروف، ((وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى))[الليل:19-20]، انظر، نعم يعطي الآخرين، يقدم وليس يريد إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ((وَلَسَوْفَ يَرْضَى))[الليل:21]، فالله يعطيهم؛ لأن الله تعالى إذا أعطوا أعطى أكثر وهو أكرم منهم، كما قال سبحانه: ( يا ابن آدم! أنفق أنفق عليك )، فالإنسان المعطاء شخصيته معطاءة، يجب أن يعطي الآخرين، وده أن الناس كلها تتفوق، وكلها تنجح، وكلها تستغني، وتصح أبدانها، وتنجح في مشارعها وبرامجها، وتتوفق في حياتها، وتستغني عن الآخرين؛ ولذلك من أعظم ما يكافئ الله بهذا الإنسان المعطاء أنه في الدنيا يكون سعيداً، كل يوم يسمع خبراً سعيداً، هذا توظف وهذا تزوج، وهذا أنجب، وهذا عاد من الدراسة، وهذا حصل على وظيفة، وهذا نجح في كذا، وهذا..بينما على العكس، ذلك الإنسان البخيل، كأنما ينفق من نفسه، كأنما كل أحد ينجح كأنه على حسابه؛ ولذلك دائماً تجده مهموماً مغموماً مكروباً ولا يفرح بنجاحات الآخرين. اتصاف البعض بعطاء الغريب والبخل على القريب المقدم: أنا أخشى يا شيخ أن هؤلاء الناس المعطاءين الذين عبرت عنهم يكون عطاؤهم للغير، وأقرب الناس لهم بعيدون من هذا العطاء.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: المعطاء هو بطبيعته معطاء إذا كان معطاء حقيقياً، طبيعته العطاء، كما كان في خلق النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين، والسابقين، والعظماء عبر التاريخ، فهذا الإنسان إذا كان عطاؤه للبعيد فللقريب أولى، أما إن كان الإنسان ممثلاً، يمثل، وهذا صعب، العطاء صعب فيه التمثيل إلا في حالة واحدة إذا كان له هدف، بعض الناس قد يكون يخطط عليك مثلاً، يمكن يظهر لك التسامح أو العطاء وهو يخطط أو يرمي لهدف بعيد، فهذا لا تستطيع أن تسميه معطاء وإنما هو إنسان انتهازي أو نفعي.. المقدم: صاحب مصلحة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أو مصلحي، إنما المعطاء ما عنده حسابات، هذا هو الشيء الأساسي، ليس عطاؤه مبنياً على حسابات؛ ولذلك يعطي الغريب، ويعطي الفقير، ويعطي والناس لا يعرفون أحياناً، وإذا عرفوا ليس عنده مشكلة أيضاً؛ لأنه يجد متعة في البذل والعطاء في الحالة هذه. دور العطاء في إطالة العمر وزيادة الرزق الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وسبحان الله! إذا قلنا شخصية معطاءة، هنا تحدث عن كل شيء، تجد هذا الإنسان كريماً بوقته، كريماً بمشورته، كريماً بخبرته، كريماً بعقله للآخرين، كريماً بماله، والعادة أيضاً أن هؤلاء أشخاص استيعابيون، تجد حولهم أعداداً غفيرة من الناس.وربما أستطيع أن أتجرأ وأقول: في الغالب هؤلاء تجدهم طوال الأعمار، عظام الآثار؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه )، هذا على صعيد الفرد نفسه، يعني: وصلة الرحم نوع من العطاء، وهي عطاء للقريب، وربما يدخل فيها الواجب، فهنا هذا سبب في طول العمر، وبسط الأثر للفرد، وكذلك المجتمعات.انظر المجتمعات المعطاءة في العالم اليوم، تأتي إلى المجتمع فتجد فيه ثلاثمائة ألف أربعمائة ألف جمعية خيرية، لكل شيء؛ حتى للحيوانات والقطط والكلاب فضلاً عن البشر، جمعيات للبيوت والمنازل، وجمعيات للتطوع، وجمعيات للصحة، وجمعيات للحدائق، وجمعيات للشوارع، وجمعيات للنفايات، وجمعيات للأطفال ورعاية الأطفال، وجمعيات للمسنين، وجمعيات للأرامل، وجمعيات للعجزة، وجمعيات للمطلقات، وجمعيات للغرباء، وحدث ولا حرج، تفكيك وتشقيق ليس له حد في موضوع أعمال تطوعية، مثل المجتمعات هذه الله يبارك فيها، ويمد لها في العمر؛ لأن الله يحب هذا الفعل لعباده؛ ولذلك قال سبحانه: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ))[الرعد:17]، هذا ينفع الناس فيمكث في الأرض.وتجي لمجتمعات أخرى وقد تكون أحياناً مجتمعات إسلامية، فتجد الجار لا يدري عن جاره، وتجد أن الجمعية الخيرية مظنة شبهة عند الإنسان، ما يبغى بالجمعية هذه، لماذا أقامها؟ ما هدفه من ورائها؟ لماذا؟ وكيف؟ الفلوس من أين له؟ آلاف الأسئلة، أو الإجراءات مطولة ومعقدة والوصول إليها صعب، وكأن العمل الخيري مظنة شبهة أو تهمة، فهذا مؤذن بفساد عريض وعظيم. ضرورة تحفيز الناس بعضهم بعضاً على العطاء الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ولذلك سبحان ربي يقول: ((كَلَّا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ))[الفجر:17-18]. إذاً: هنا العطاء يمتد ليس فقط أن الإنسان يعطي وإنما يحفز الناس على العطاء، سواء بفعله كما قال الله سبحانه وتعالى: ((إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))[البقرة:271]، فأحياناً إبداء الصدقة حتى يتأسى به الناس، كما في حديث الجماعة من مضر الذي في صحيح مسلم ، وإن أخفاها فهو على سبيل التقوى والورع والبعد عن الرياء، فهنا الله تعالى قال: ((وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ))[الفجر:18]، إنه يفترض أن الإنسان مع العطاء يحض الآخرين على العطاء، يحفزهم، أنا أعرف مثلاً أناساً عندهم أوقاف، عملوا أوقافاً بالمليارات، ليس هذا فقط، بل قاموا بجهود مباركة وحميدة في حفز التجار على الإيقاف، فوضعوا برامج ونماذج وصكوك وجمعية أيضاً، جمعيات متخصصة في موضوع وقف، بحيث يذهبون إلى التاجر ويحفزونه على الإيقاف لنفسه، لولده، للمجتمع، لعمل خيري، بحيث هنا يصبح المجتمع يتحاض على طعام المسكين. ممن يكون العطاء المقدم: أنا يا شيخ الذي أخشاه إني أول ما يتبادر لأسماع الناس مثل هذا الكلام أن يقولوا: أن العطاء مرتبط بالناس الذين عندهم مال، الذين عندهم مثلاً من الثقافة.. من الوجاهة، هل العطاء يصلح على كل الناس؟ عطاء الميسر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هؤلاء بدون شك إن قلنا أن العطاء نسبة وتناسب، فكلما زادت نعم الله على العبد كان العطاء في حقه أوجب؛ ولذلك لو نظرنا إلى الزكاة وهي من العطاء، الزكاة هي نسبة في المال، فمن كان عنده مليار ليس زكاته كمن عنده مائة مليون، أو مليون، أو مائة ألف، فلا شك أنه بقدر من الله أعطاك عقلاً أو علماً أو شهرة أو مالاً أو مسئولية ومنصباً، فالواجب في العطاء عليك أكثر وأعظم، هذا لا شك فيه، وهو جزء من كما قال موسى عليه السلام: ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ))[القصص:17] ولكن أيضاً يجب أن ندرك أن كل أحد عنده ما يعطيه، عنده ما يقدمه. المقدم: هذا ما أردته يا شيخ!الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، وكما أنه يحتاج للآخرين فالآخرون يحتاجون إليه، يمكن هذا الإنسان الذي ما عنده مال عنده قدرة على إقناع الآخرين أصحاب الأموال بأن يعطوا وأن يتصدقوا. عطاء المعسر المقدم: جميل. أنا يا شيخ أدعو في هذا الموضوع إلى أن الشخص يمعن النظر في ذاته، ويجلس اتصال ذاتي بينه وبين نفسه حتى يعرف ما هي الأمور التي متوفرة لديه حتى يقوم بالعطاء.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، صحيح، من السهل جداً أن كل أحد يرى أن المسئولية على الآخرين، وأنه ليس لديه ما يعطيه، لكن هذا قد يكون جحوداً لنعمة الله سبحانه؛ لأن العبد مهما كان لا ينفك عن عطاء ربنا سبحانه.دعنا نضرب هذا المثال البسيط: مسألة الدعاء، الدعاء كلام، ليس أكثر من أن تتوضأ وتستقبل القبلة وتصلي ركعتين، وفي سجودك أو بعد التشهد قبل السلام أو بعد السلام تتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في الدعاء، أو في محل القنوت الذي هو قبل الركوع أو بعد الركوع، ترفع يديك وتدعو بما أحببت من خير الدنيا والآخرة، هذا عطاء، هو طلب ولكنه عطاء الله، ((هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[ص:39]، فهنا بعض الناس على طريقة الأعرابي: ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً أبداً )، هذا نموذج للبخل، ونموذج للشخصية المنقبضة غير المنبسطة، القابضة غير الباسطة، بينما بعض الناس إذا دعا لا يستثني أحداً، يدعو لنفسه ثم لوالديه، ثم لزوجه، ثم لولده، ثم لشيوخه، لأصدقائه، لتلاميذه، لمحبيه، لجيرانه، لمعارفه، ثم يدعو للصالحين، للمجاهدين، للعاملين، للمخلصين، للنافعين لعباد الله، ثم يدعو للمؤمنين أجمعين، ثم يدعو للمسلمين أن الله تعالى يغفر لهم ويتوب عليهم ويصلح أحوالهم، ثم قد يدعو لخلق الله أجمعين، ما يمنع، فضل الله واسع: ((وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ))[الرحمن:10]، يدعو للخلق كلهم أن الله يولي عليهم الخيار، وأن الله يصلح أحوالهم في الدنيا، وأن الله يهديهم لأرشد أمرهم، وأن الله يمن عليهم بالصلاح والاستقامة والهداية إلى دين الإسلام، هذا كله باب واسع وباب مشروع وهو تعبير عن سعة القلب. أنا نسيت أقول لك الحديث الذي هممت أن أذكره في بداية الحلقة، الحديث اللطيف في البخاري لما ( ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق، قال: مثل رجلين: الأول: -هذا الذي هو المتصدق أو المعطاء- عليه جبة من حديد واسعة، حتى أنه إذا مشى مشت خلفه، فهي تعفو أثره وتقفو بنانه )، هذا معطاء، يعني عليه درع من حديد واسعة جداً، أما البخيل: ( فهو رجل عليه جبة ضيقة جداً ) يعني: تلم جسمه كله حتى أنه يرفع يديه يريد أن يوسعها فلا تتسع. المقدم: نعم. (طيب) يا شيخ هذا يعني كأنك تعبر عن الشخص المعطاء أن عنده مزيد من الوقت من الجهد.. كذا.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. وقفة مع قوله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم) المقدم: جميل. (طيب) يا شيخ لفت نظري قول الله عز وجل: ((وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ))[البقرة:237]، حتى مع الافتراق مع الحياة الزوجية ما زال هناك بقاء لمثل هذه المعاني الجميلة. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، صح، العطاء، طبعاً العطاء حتى مع الاختلاف، عطاء البعيد، يعني: يفترض إنسان أراد أن يستغني عن موظف عنده يجعل النهاية جميلة، أحياناً قد يكون هو موظف له خمسة عشر سنة يعمل عندك، وصار فيه رفقة ومعرفة ومحبة، لماذا تكون النهاية أحياناً قاسية؟ وتجعل الإنسان ربما نسي كل فضلك السابق؟ ختمتها بسوء، لماذا ما جعلت النهاية جميلة؟ ولذلك الله تعالى أيضاً جعل عند الطلاق -وهذا من معاني الآية الكريمة- المتاع، ((وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ))[البقرة:241]، في سورة البقرة في آيتين؛ فيمتع الإنسانة المطلقة، يعطيها قدر ما يعطى مثلها، حتى مع الانفصال.كذلك الكلام الطيب، الإنسان مثلاً طلق، يعني قد يقول: السبب مني وفلانة ما جاء منها تقصير، وقد يظهر أنه نادم، أو ما أشبه ذلك من المعاني، وكذلك المرأة، وقد يكون بينهم أولاد، وهذا أدعى إلى أن يتزوج الرجل من أخرى، وأدعى أن تتزوج المرأة من آخر. المقدم: جميل. تحديداً يا شيخ التعليق على الآية: ((وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ))[البقرة:237]، ما هو المقصود بالفضل؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا الذي ذكرته، يعني: سواء الفضل من العطاء والفضل من الكلام الطيب. المقدم: جميل جداً. شكراً لك فضيلة الشيخ على ما أتحفتنا به من هذه الكلمات.إخوتي وإخواني المستمعين والمستمعات نلقاكم إن شاء الله في حلقة جديدة من برنامجكم نبض، كونوا معنا على الموعد، ودام نبض عطائكم، نلقاكم إن شاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.