الرئيسة ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1427›حقوق الإنسان -2›حقوق الإنسان بين الواقع الغربي والتشريع الإسلامي حقوق الإنسان بين الواقع الغربي والتشريع الإسلامي الخميس 26 رمضان 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 3834 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: هنا مشاركة أنا أود أن أستشهد بها، وقد تكلمتم بأشياء أنا أتوقع أنها من الأشياء الجديدة على المسامع، بالذات في قضية حقوق الإنسان وعلاقتها ما بين الذات وما بين الآخر، وأن الشريعة الإسلامية كما حفظت حقوق الإنسان الشخصية حفظت للغير، وأنها متداخلة ومندمجة مع بعض. إحدى المشاركات تقول: إن الدول الأوربية نجحت إلى حد بعيد في ضمان حقوق مواطنيها، فلماذا فشلت في تعاملها في بلاد أخرى مثل بلادنا؟ السبب -كما ترى هي- أن حقوق الإنسان هناك ليس لها بعد روحي، بقدر ما هي أبعاد مصلحية توافقية، أما عندنا بالطبيعة الروحانية المتعلقة بالأديان فإننا نقر أن الأديان وحدها قادرة على صنع الإنسان العادل. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. هذا جزء أساسي من الجواب، أعتقد أن كون الإنسان الأوربي أو الأمريكي في بلده يتعامل بحقوقية وإنسانية، فإذا خرج غير النمط وغير النظام، هذا أمر مفهوم ومعقول؛ لأنه بنى الموضوع على قاعدة نفعية مصلحية في بلده، فإذا انتقل إلى بلد آخر؛ وجد أن الأنظمة لا تسير، هذا على النطاق الرسمي: تعامل الإدارات، تعامل السياسة؛ ولذلك نجد ما جرى في سجن أبي غريب، أو في الفلوجة ، أو في أي مكان آخر، قتل الناس في المساجد، وما يجري إلى حد اليوم وأمس من الفظائع والانتهاكات شيء مذهل جداً، ولأول مرة يعترف الرئيس الأمريكي أمس بأوجه التشابه بين العراق وبين فيتنام ، فأعتقد أنه كان مستنقعاً وكان مأزقاً خطراً، ليس فقط للسياسة الأمريكية أو للعسكر الأمريكي، بل هو مأزق للقيم الأمريكية؛ ولذلك أعتقد أن عملية نشر الديمقراطية، ونشر الحرية التي يتحدثون عنها، أعتقد أنها تمر بمنعطف خطير، وأنها توشك أن تنتهي وتنهار على ضوء هذه الإخفاقات في الخارج. وفي أستراليا التاريخ وعى لنا كيف كان المستعمرون يمارسون ألواناً من الفظائع والعدوان والقتل، بل أكل لحوم البشر بالفعل كان يمارس، فهذه ظاهرة موجودة، لكن لما ننظر للتاريخ الإسلامي انظر إلى تعامل المسلمين خارج البلاد المفتوحة، مثلاً: أبو عبيدة لما فتح حمص وأخذ الجزية، وعلم أن الروم يعدون للرجوع إليها؛ رد الجزية إلى أهل البلد وقال: سندافع عنكم، فإن انتصرنا عدنا إليكم، وإن انهزمنا لا نكون أخذنا الجزية منكم ولم نفلح في الدفاع عنكم، هذه حقيقة تاريخية. أو أهل سمرقند لما يبعثون بشكوى إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز أن إجراءات الفتح لم تكن سليمة؛ فيرسل قاضياً، ويحكم القاضي في الميدان، ويصدر أمراً فورياً بانسحاب الجيش من المدينة؛ فيضج أهل المدينة بالتكبير والتهليل، ويقولون للمسلمين: تعالوا. ادخلوا المدينة، فيفتحون قلوبهم قبل أن يفتحوا بلادهم؛ ولهذا تلاحظ أن البلاد التي فتحها الإسلام كـمصر مثلاً أصبحت بلداً وفية للإسلام، وهي التي تنطلق منها الفتوح، بينما هي لم تكن بلداً إسلامياً. وهكذا بلاد المغرب والبربر وغيرها تحولت إلى بلاد حاضنة للإسلام، ومستوعبة له، ومدافعة عنه. الأكراد كشعب من الشعوب تحولوا إلى قواد، وإلى فاتحين، وإلى أئمة عظماء، بينما بمجرد أن يخرج المحتل من أي بلد إسلامي تجد أن الناس ينقضون عليه وينقلبون عليه، بل هم الذين يطردونه طال الزمن أم قصر، أعتقد أن هذا من أهم الأسباب، قضية أن القيم الحقوقية في الإسلام قيم لها ارتباط روحي أو ارتباط إيماني، والغرب ليس كذلك، إنما علينا ونحن نتحدث عن هذه القضية أن نتذكر أنه حتى القيم الروحية إذا لم يكن لها تطبيق عملي، امتداد عملي؛ فسوف تكون كلاماً جميلاً، ويسيطر عليَّ إحساس -أمس واليوم- أنه نحن نتكلم بكلام جميل، ونسمع كلاماً جميلاً، ولكننا نمارس أحياناً تطبيقات بعيدة عنه، حتى القرآن الكريم نحن نسمعه وهو أحسن الكلام وأعظم الكلام، ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا))[الزمر:23]، لكن السؤال: ممارستنا الاعتيادية التي تعودنا عليها -سواء في جانب حفظ الحقوق للنفس أو للغير- بعيدة عن هذه الممارسة، وأعتقد أنه آن الأوان لأن تتحول قضية حقوق الإنسان إلى مشروع: مشروع دعوي، مشروع حقوقي نستطيع به أن نحافظ على ذاتيتنا كعرب ومسلمين، ونستطيع به أيضاً أن نقدم أنفسنا للآخرين بشكل صحيح. التالي ضرورة المحافظة على النفس والعناية بطاقاتها حقوق الإنسان -2 السابق مقدمة الحلقة حقوق الإنسان -2 مواضيع ذات صلة الرفض المطلق للحرية بحجة أنها موروث غربي يحمل ثقافة الغرب صلة الحرية بالرقابة الذاتية سجون وإصلاحيات الأحداث (صغار السن) كيفية التعامل مع أهالي السجناء والسجين بعد خروجه القيد الأخلاقي للحقوق في الإسلام