الرئيسة ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1427›المسئولية›علاقة الأمانة بالإيمان والحياة علاقة الأمانة بالإيمان والحياة الاثنين 9 رمضان 1427هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 5028 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: طيب، أنا لدي سؤال عن الأمانة، والحقيقة ناسب هذا السؤال سؤال الأخت ياسمينة يعني وتستعرض الآية: ((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا))[الأحزاب:72]، هي تقول: هذه الأمانة إذاً: هل هي مسئولية خاصة أم عامة؟ثم تقول -وهو أيضاً من المحور الآخر-: ما علاقة الآية التي بعدها: ((لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ))[الأحزاب:73]؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: جميل! قد يبدو لي والله أعلم أنه.. أولاً بالنسبة للعلاقة، علاقة الآية بما بعدها: أن أعظم أمانة هي أمانة الإيمان والتوحيد والعقيدة والعمل الصالح ، هذه أعظم أمانة؛ ولهذا الله عز وجل قال: ((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ))[الأحزاب:72] لأن التكليف هو للعقلاء، أما الجبال والسماوات والأرض ونحوها فليس لها تكليف، فهذا فيه إشارة إلى أعظم أمانة يحملها الإنسان وهي أمانة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والالتزام الأخلاقي، والدين والعقيدة، وهذا المعنى القلبي ينعكس على الجوارح وعلى السلوك؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث الترمذي وهو صحيح: (المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) ، انظر هذا المعنى العظيم: المؤمن، وفي الحديث الآخر أيضاً في الصحيحين: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). إذاً: هنا الالتزام الأخلاقي القلبي الإيماني أثره يفيض على الجوارح، وبالذات في تعامل الإنسان مع الآخرين في هجر الخطايا..مسألة حقوق الناس: رأيت أن كثيراً من المؤمنين ربما يتأولون فيها ويتوسعون، قد تكون هذه الحقوق حقوق أعراض، يعني: قرض الناس بالمقاريض، فيتأول؛ الغيبة والنميمة يسميها ملاحظات، وأحياناً يقول: تقويم، وأحياناً يقول مثلاً: هذا مخطئ، وأحياناً يقول: والله لو كنت أمامه لقلت هذا الكلام، طيب حتى لو كنت أمامه وقلته صار وقاحة، يعني: لا يبرر أنك تتكلم في ظهور الناس؛ لأنك تقول: لو كنت أمامه قلت هذا الكلام.فمسألة التأول في الوقوع في أعراض الناس، وأحسنهم هو من إذا انتهى من المجلس قال: (سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك)، نعم، هذا دعاء ويُرجى به أن الله سبحانه وتعالى يقبله من صاحبه، لكن أيضاً حقوق الناس لا تغفر إلا بأن تعاد إليهم حقوقهم.كذلك الحقوق المالية أيضاً، حقوق الناس المالية، وقد تجد من الصلحاء أحياناً من يكون عندهم شركات أو مساهمات عقارية أو مساهمات في الأسهم أو شركات توظيف الأموال، وكثير من هذه القضايا التي صار فيها فضائح وأموال بمئات الملايين بل بالمليارات أحياناً، وضاع فيها ضعفاء ومساكين وأموال نساء وأموال فقراء وأموال شباب في مقتبل التكوين، تجد أنه قد يقوم عليها أناس ظاهرهم الخير وظاهرهم الصلاح، لكن داخلهم قدر كبير جداً من التأول في مسألة أموال الناس، وأن الإنسان لا يراعي فيها الأمانة والمسئولية بشكل جيد.إذاً: قضية الآية الكريمة ربما فيها أمانة الإيمان؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ((لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ))[الأحزاب:73]، إشارة إلى أن هذه هي الأمانة العظمى. أمانة العبادة أمانة الكلمة أمانة الأسرة أمانة الصداقة وحفظ الأسرار أمانة العلم أمانة الأرض أمانة السلطة والحكم الرشوة منافاة للأمانة التالي مسئولية تربية الأبناء المسئولية السابق أنواع المسئولية والأمانة المسئولية مواضيع ذات صلة الاستقامة ليست تمرداً على الطبيعة درجات الشر كما قسمها ابن القيم منقلب النفس المطمئنة في دار الكرامة عدم ربط القلب بالله سبب الخلل والتفريط في الأولويات وعلاقة ذلك بآية الكرسي الحكمة من وقوع الحوادث والمصائب