ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1428›التحفيز التحفيز الأحد 4 رمضان 1428هـ طباعة د. سلمان العودة 5396 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص مقدمة الحلقة المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة والأخوات! سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، مشاهدينا عبر شاشة (mbc1) ومستمعينا عبر إذاعة (mbc بانوراما) أسعد الله مساءاتكم وأيامكم كلها باليمن والخير والمسرات، حجر الزاوية يصحبكم في يومه الرابع، ويسرني في البدء أن أُرحب بفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ، حياك الله يا شيخ! الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً! أهلاً وسهلاً. المقدم: ثم إنني أُذكر بأرقام الهواتف وهي من داخل المملكة العربية السعودية (014418855)، ومن خارج المملكة العربية السعودية الرقم الدولي (0096614410680). المعنى العام للتحفيز المقدم: لا زلنا معكم حول محور البناء بعد أن كنا في الإيجابية، وأدت الإيجابية إلى أن نعرف المزيد من قيم العمل، أطرنا ذلك كله أو نؤطره الآن بالتحفيز. حلقتنا إذاً هي عن (التحفيز)، وفي البدء فضيلة الدكتور! هل لنا أن نعرف معانٍ حول التحفيز أو المعنى العام له؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. بسم الله الرحمن الرحيميا رب! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك! حمداً لمن علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. التحفيز ظهر لي أن المقصود به الإشارة إلى عدة معانٍ:المعنى الأول: الإشارة إلى أن الحياة زاخرة بعدد كبير جداً من الفرص بعدد الناس، وهذه الفرص ليست مخفية أو مدفونة في الرمال، ولكنها متبرجة واضحة تتألق وتتطلع إلى من يأتي ليهتبلها أو يقتنصها أو يفتضها، هذا هو المعنى الأول أن الحياة مليئة بالفرص. المعنى الثاني: أن الإنسان لديه طاقة ضخمة مكبوتة في الغالب، فهذا الإنسان الذي يرى نفسه بسيطاً أو ساذجاً أو غبياً أو فاشلاً هو في حقيقته عبقري ومبدع، ولكن عليه أن يكتشف الإبداع ويكتشف العبقرية داخل نفسه وألا يسمح للازدراء والتحقير بأن يُسيطر عليه، ففي داخلك شخصية كبيرة ولكنها مقموعة.إذاً: ثمة حاجة إلى استخراج هذه الطاقات الكامنة في داخل النفس. المعنى الثالث: هو الوقت، فإن الوقت أو الزمن هو ميدان العطاء والإبداع والإنجاز، ولذلك فإن موضوع الوقت موضوع مهم جداً. يعني: قد يبدع الإنسان أو يُنجز عملاً ولكن هذا العمل كان يمكن أن يُنجزه في نصف الوقت الذي أنجزه فيه. فهنا لا يكون أنجز؛ لأنه ضاعف الوقت الذي كان يمكن أن يستخدمه، وكذلك البعض يظنون أنهم لابد أن يقفوا في طابور أو صف طويل جداً في انتظار الفرص التي تأتي لهم، لا. ليس بالضرورة أن تكون واحداً في طابور طويل جداً تنتظر حتى يأتي دورك أو تأتي فرصتك، لا، بل هناك طرق سريعة، وهذه الطرق السريعة ليس عليها إشارات ضوئية، وليس فيها تحديد للسرعة، وليس عليها رادارات، وبقدر ما تتسع طاقتك وسرعتك العقلية والذهنية والبدنية تستطيع أن تقطع هذه الطرق السريعة.المهم هو كيف تكتشف هذه الطرق السريعة، قد تكون هذه الطرق طرقاً إلى الله تبارك وتعالى والدار الآخرة، مثلاً: ذكر لله سبحانه وتعالى يُضاعف به الأجر والثواب (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض). التحفيز إذاً هو محاولة استفزاز طاقات الإنسان المكبوتة أو الكامنة لاقتناص الفرص المخبوءة في الكون والحياة، واغتنام الوقت في هذا العمل. إشارات القرآن الكريم إلى التحفيز المقدم: جميل، هل لنا إذن من سنن التشريع الإسلامي من القرآن والسنة بشواهد من ذلك، يعني: أنا أذكر أن أحد الإخوة في الموقع الإلكتروني يتكلم عن الوعد والوعيد وأنهما أبرز عاملين للتحفيز على العبادة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم هذا صحيح، ولذلك أستطيع أن أقول: إن القرآن كله هو كتاب تحفيز، يعني: ماذا تأخذ وماذا تدع من ((الم))[البقرة:1] إلى ((مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ))[الناس:6]، كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: [إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك، فإنها خير تؤمر به أو شر تُنهى عنه]. فبالنسبة لموضوع القرآن الكريم هو الأمر بالخير والنهي عن الشر مطلقاً، بالنسبة للحوافز لم يبق حافز إلا وأشار إليه القرآن الكريم سواء كانت حوافز الجنة، حوافز الرضا، وحتى الحوافز الخاصة كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسيلة: (إنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة). النظر إلى وجه الله الكريم، العفو، العافية، بل حتى النار كما هو معروف، النار ذكرها الله تعالى وخلقها الله تعالى رحمة؛ لأن الله يمنع بها العباد عن فعل الأعمال السيئة ويُحفّز بها العباد إلى فعل الطاعات وإلى الهروب عن النار، ولهذا قال بعض السلف: [يا عجباً للجنة! نام طالبها، ويا عجباً للنار نام هاربها]. معالم التحفيز في سورة الكوثر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: القرآن كله كتاب تحفيز، ولكن خطر في بالي سورة خاصة سورة ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ))[الكوثر:1] هذه سورة تستحق وبجدارة أن نسميها سورة التحفيز ، ووجدت أن كلام العلماء والإداريين في التحفيز كله يمكن أن يُستدرج في تفسير هذه السورة، يعني: مثلاً لما تبدأ السورة بقوله سبحانه: (إِنَّا) هنا الإشارة إلى الذات الإلهية، إلى الله تبارك وتعالى الذي هو أعظم موجود وحقيقته أعظم حقيقة في الكون، فكون السورة (سورة العطاء) تبدأ بـ(إِنَّا) إشارة إلى مصدر التحفيز مصدر العطاء، ومصدر التحفيز مهم، يعني: لما يكون التحفيز كلمة أو هدية أو مكافأة أو درعاً تذكارياً أو أي شيء آخر يعتمد على المصدر الذي جاء منه، أن يكون من زميل أو يكون من مدير أو يكون من المدير العام أو أن يكون من الرئيس أو الملك، فضلاً عن أن يكون من الناس كلهم بالثناء والإشادة والإطراء على إنجاز أو نجاح فعله الإنسان، فكيف إذا كان هذا التحفيز من عند الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا). التحفيز المستمر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ثم يقول سبحانه: (أَعْطَيْنَاكَ) وهنا التحفيز، التحفيز عطاء، العطاء قد يكون عطاءً مادياً بالمال والخير والرزق، ولكن ليس كل الناس يهمهم العطاء المادي ، والعطاء المادي قد يكون مثل المرتب أحياناً مقابل الجهد الذي يبذله الإنسان وليس تحفيزاً، ولكن ممكن يكون التحفيز المادي من خلال فرض نسبة أو مكافأة أو ترقية أو ترفيع للإنسان، ولكن ليس كل الناس يهمهم المال، يمكن الإنسان يحب الذكر الحسن، الله تعالى منح النبي صلى الله عليه وسلم الذكر الحسن، يمكن الإنسان يحب العلم والمعرفة ويفخر بمدى المعلومات التي حصل عليها، يمكن الإنسان يحب أن يكثر المتأثرون به والمستفيدون منه والأتباع الذين يتلقون عنه، فمن هنا الله سبحانه وتعالى لما يقول: (أَعطينا) يعني: يذكر العطاء بمجمله بكل ألوان العطاء.وأيضاً هنا لما يقول سبحانه: (أَعْطَيْنَاكَ) إشارة إلى أن هذا عطاء لا رجعة فيه، ليس شيئاً مؤقتاً وإنما هو أمر دائم وأبدي وسرمدي، ثم لما يقول: (أَعْطَيْنَاكَ) الكاف هي كاف الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها إشارة إلى شخصيته عليه الصلاة والسلام. إذاً: من التحفيز الاهتمام بالإنسان نفسه، المُحفَّز، المخاطب، الحفاظ على شخصيته، الاحترام، التقدير، الثناء عليه، الإشادة به، وهذا حاصل بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لما يُخاطبه ربه ويقول: ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ))[الكوثر:1]. تفاوت التحفيز ودرجاته الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ثم لما يقول ربنا سبحانه: ((الْكَوْثَرَ))[الكوثر:1] هذا هو الخير الكثير، الكوثر كلمة عربية من كلمات معدودة جداً على هذا الوزن فيها مبالغة، يعني: الكوثر هو الخير الكثير، إذاً: هنا ليس فيه تحديد، الكوثر يعني: النبوة، الرسالة، العلم، الجنة، النهر الذي وُعده النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، كثرة الأتباع، كثرة الذكر له، كثرة الثناء عليه.. كل هذا داخل في مفهوم الكوثر، وهذا إشارة إلى أن حاجات الإنسان ليست واحدة، يعني: ما يُعطى الإنسان يختلف ويتفاوت. أنا أعرف مثلاً عدداً من النظريات التي تتكلم عن التحفيز مثلاً نظريات تكلمت عن المال كما لو كان هو المحفز الوحيد، وثبت فشل هذه النظريات، لكن هناك نظرية تتحدث عن ما يسمونه بالحاجات الفطرية، وهذا الرسم يمكن أن.. المقدم: توزيع الهرم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه، يوضحها أو يُبينها، فهناك مثلاً الحاجة إلى البقاء أو الحياة كل إنسان يحب الحياة، وكما قالت عائشة رضي الله عنها: [كلنا يكره الموت]، وضمن الحياة طبعاً العطاء، الصحة، العافية، الرزق، الأكل، الشرب.. إلى آخره الناس يحتاجونه.هناك حاجة ثانية وهي الحاجة إلى الأمن، هنا الحاجة الأولى: ((الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ))[قريش:4] الحاجة الثانية: ((وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ))[قريش:4]، حاجة الإنسان إلى الأمن، الأمن في الحياة، الأمن في الوظيفة، الأمن في المنزل، الأمن على شخصه، الأمن على سمعته، الأمن على أسراره، هذه أيضاً حاجة مهمة. أرقى منها الحاجة إلى الانتماء، وهذا يُعطي للإنسان حفزاً أن يكون منتمياً إلى المؤسسة أو إلى الشركة أو إلى الإدارة أو الوزارة أو إلى الأسرة أو إلى الدولة أو إلى الأمة، فـ الشعور بالانتماء من أقوى وأعظم الحوافز التي تجعل الإنسان مندمجاً وهو يشعر أنه يقدم لنفسه وليس يُقدم للآخرين ، ثم الشعور بالاعتبار يعني: أن الآخرين يعطونك قيمة وأهمية ويُقدرون إنجازك وعملك، وأخيراً تحقيق الذات، يعني: أن الإنسان يستطيع أن يُحقق ما ينتظره أو ما يطلبه منه الناس، فهذا داخل في قوله: (الكوثر)، (أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ). التحفيز الذاتي الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ثم يقول سبحانه: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ))[الكوثر:2] الصلاة هنا أمر، أن الله تعالى يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة، وهذه إشارة إلى ما يمكن أن نسميه بالدافع الذاتي أو التحفيز الذاتي، يعني: يكون فيه تحفيز من داخل الإنسان، وهنا أتذكر الحسن البصري رحمه الله فيما يروى عنه أنه كان إذا قسا قلبه ذهب إلى المقبرة وتمدد في القبر وقال: [((رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ))[المؤمنون:99-100] ثم يستيقظ ويقول: قد رجعناك فاعمل قد رجعناك فاعمل]. ووجدت أن هناك تجربة جميلة جداً لو عملناها لأنه ((أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ))[المؤمنون:100] ما هو العمل الصالح؟ هل هو فقط أن يصلي.. أن يصوم؟ نعم هذا من الصالحات، لكن فيه ما هو أوسع من ذلك: الإحسان إلى الناس، عمل الخير، التعبير عن المشاعر الجميلة، نفع الناس، فـ أحدهم عمل هذه التجربة التي هي عش على فراش الموت وهي تجربة مرعبة مخيفة جميلة جذابة ومثيرة يحسن بنا أن نجربها، أن ينام الإنسان ويتخيل نفسه في ساعة الاحتضار، وشيئاً فشيئاً سوف يبدأ يتقمص هذه الحالة حتى ربما يصيبه حالة من الفزع وحالة من البكاء.. ستجد ما هي المشاعر التي تسيطر عليه؟ سوف يستذكر كل الناس الذين يحبهم: أطفاله، زوجته، إخوانه، أصدقاءه.. وكيف أنه كان يدّخر مشاعر كبيرة جداً من الحب والأحاسيس التي لم يكن يتحدث عنها في حياته، فستجده بعد ذلك وبعد هذه التجربة التي مرّ بها ثرياً كريماً معطاءً بمشاعر الحب والتعبير عنها بطلاقة لكل الناس الذين يستحقون مثل هذه المشاعر، فهنا ربنا سبحانه لما يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ))[الكوثر:2] سوف تكون الصلاة والذكر هي أقوى الحوافز الذاتية التي تربط الإنسان بربه وتزيل عنه العقبات ، والصلاة هنا (صل لربك) لاحظ هنا الانتماء (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) فيه معنى الانتماء كما هو واضح جداً في موضوع سلم الحاجات الفطرية. تحفيز الآخرين الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وأيضاً لما يقول ربنا: ((وَانْحَرْ))[الكوثر:2] هذا مفهوم آخر من التحفيز، يعني: كما أعطاك الله فأنت أعط الناس أيضاً، فالنحر هنا فيه معنى الذبح، فيه معنى الإنفاق على الناس، العطاء، البذل، الجود، الكرم، ((وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ))[القصص:77]. دور البيئة في التحفيز الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ثم يقول ربنا سبحانه أخيراً: ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ))[الكوثر:3] فكيف تلاحظ هنا أن البيئة التي تبعث على الإحباط أحياناً، يعني: أناس حول النبي صلى الله عليه وسلم لا يهمهم ولا يريدون أن ينجح ولا أن يُحقق تفوقاً ولا أن يكون له أتباع ولا أن يقيم دولة ولا أن يحيى ملة، ولذلك هم يقولون: ((شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ))[الطور:30] ظاهرة مؤقتة وسوف يموت وينتهي أمره كما انتهى السابقون، يقولون كلاماً محبطاً، كلاماً مدمراً مثلما يقع في بعض البيئات التي تزخر بالعداوات، تزخر بالشائعات المغرضة، تزخر بالتقارير الفاسدة، تزخر بالحسد أحياناً، تزخر بإحباط الإنسان ومحاولة تدمير طاقته واندفاعه، هنا ربنا سبحانه يقول: ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ))[الكوثر:3] يعني: هؤلاء الذين يشنئونك ويبغضونك هم الذين كتب عليهم الانقطاع والانتهاء، وأما أنت -هذا مفهوم الآية الكريمة- فأنت لك البقاء ولك الخلود ولك الذكر الحسن، فكيف تلاحظ هنا أن هذه السورة المختصرة زاخرة بعدد كبير جداً من ألوان التحفيز الذاتي والخارجي للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكل الناس الذين يتبعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم. عقبات التحفيز المقدم: هذا جميل، أنا فضيلة الدكتور عندي رسالة جاءتني أمس الحقيقة عن قيم العمل، لكن وجدت أنه من المناسب أني أدخلها الآن وبالذات إزاء حديثك الجميل حول سورة الكوثر، أحد رؤساء الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية كنا نتحدث عن قيم العمل بالأمس لكن جاء على لسانه أو من ضمن كلامه عن التحفيز فقال: إن هناك أسلوباً جديداً تتبعه كثير من الجمعيات الخيرية وحري الحقيقة أن يُعمم، وهو تقديم الحافز للأسرة الفقيرة أكثر من تقديم اللقمة الجاهزة، الحافز إلى العمل، الحافز إلى العطاء، الحافز أيضاً للانتماء إلى البلد، كل هذه حوافز وبالتالي تكون النتيجة أنهم أصبحوا في دولاب العمل في داخل البلد أكثر من كونهم أسرة محتاجة. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لأن هذه الأسر الفقيرة لماذا كانت فقيرة؟ هذا الإنسان الفاشل لماذا كان فاشلاً؟ هو في داخله شخص ناجح، ولكن المشكلة هنا أنه لم يجد من يسلط الضوء على هذا النجاح أو من يُحفّزه، أو أنه وجد عقبة أحياناً أمامه، إما أن تكون هذه العقبة شخصاً أو مشكلة حالت بينه وبين تحقيق النجاح، فهنا دور الجمعيات الخيرية أو دور الإنسان المحفز أياً كان أن يُزيل هذه العوائق وأن يُشجع هذه الطاقة الموجودة والمخبوءة في داخلك، هذه العبقرية الكامنة يُشجعها على البروز، وأعتقد أن هذا كلام صحيح وسليم، وأنه بناءً عليه نستطيع أن نقول: إنه كما أن الناس بحاجة إلى التحفيز الإيجابي في الأعم الأغلب هم بحاجة إلى إزالة ما يمكن أن يسمى بالإحباط ، والإحباط ظاهرة سلبية جداً في كثير من المجتمعات، بمعنى: أن الإنسان يجد أمامه من يُحبطه، من يُحاول أن يزرع اليأس في طريقه، وقد رأيت هذا بنفسي، وربما أكون صريحاً معك وجدت أناساً ربما على مستوى راقٍ، قد يكون لديهم معرفة، علم، شهادات علمية، أناساً جاءوا من بعثات خارجية ولديهم طموحاً معيناً أنهم سوف يصنعون نجاحاً لأنفسهم ونجاحاً لمجتمعاتهم أو مؤسساتهم أو جامعاتهم، لكن وجدوا عقبات قد تكون بعض هذه العقبات أحياناً السخرية ممن حوله، أنك أنت تريد أن تصنع شيئاً غريباً أو كما يقال: (بشِّر الزرع بفلاح جديد) يعني: هذه مرحلة مؤقتة وبعد ذلك سوف تنتهي وتعود مثل غيرك تأخذ دورك الطبيعي بدلاً من هذا الطموح المبُالغ فيه في نظرهم، أو تجد مثلاً من يحاول أن يعرقل حصولك على مكافأتك أو حصولك على تعيين مثلاً أو حصولك على حقك الوظيفي، أو يحاول أن يحد من نشاطك، فهذه العوامل كلما كثرت عوامل الإحباط في المجتمعات كلما قل التحفيز بطبيعة الحال وقل العطاء وأصبح الناس يشعرون في كثير من الأحيان بالاستسلام لهذه العوامل. استثمار فرص الحياة الكثيرة المقدم: هل لأننا فهمنا مبدأ التنافس في المجتمعات خطأ، يعني: أنه مقعد محصور والكثير الذين يتنافسون عليه؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تماماً، ولذلك أنا قلت في بداية التحفيز: إن التحفيز هو الإيمان بأن الحياة هي مجموعة كبيرة من الفرص بعدد الخلق ، الله سبحانه وتعالى: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً))[مريم:64] ما نسي أحداً، كل أحد له فرصته ورزقه وكرسيه وموقعه، وأيضاً أن الفرص الموجودة عند الناس هي ما استثنت أحداً، ومن الخطأ أن يظن الإنسان أن فلاناً نجح مثلاً لأنه ذكي، أو لأنه كذا أو لأنه كذا، لو نظرت -وأنا هذا جربته بنفسي- المؤثرين في واقع الحياة سواءً كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو حتى علمية وشرعية المؤثرين ليسوا هم الأكثر ذكاءً وإنما هم الأكثر صبراً ، وهذا لو أردنا أن نترجمه بلغة أخرى لقلنا: إن المؤثرين هم أولئك الناس الذين يتأبون عن أن يستسلموا لليأس أو أن يستسلموا للإحباط، فعندهم قدرة على مقاومة الإحباط واليأس والصبر وعلى تنشيط عوامل التحفيز حتى من داخلهم ، و لا شيء يُحفز الإنسان مثل إيمانه بالله عز وجل. الدين سلوى النفس من آلامها وطبيبها من أدمع وجراح أهمية الحوافز المادية المقدم: أنتقل إذاً للحوافز المادية التي درجت الشركات والمؤسسات عموماً على اتخاذها حافزاً يعتبر حافزاً خارجياً؛ لأنهم يُنشطون الدافع الذاتي لدى الإنسان في حبه لعمله، المؤسسات الغربية وعموم مؤسسات العمل الغربية نجحت في ذلك نجاحاً باهراً، في حين نحن على أول المدرج في ذلك. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هناك دراسة أجريت في أمريكا على عشرة آلاف شخص ناجحين، وتبيّن أن (85%) منهم سبب نجاحهم هو ما يتعلق بقدرتهم على بناء العلاقات الإنسانية.و (15%) منهم ما يتعلق بالجوانب المادية أو التدريب أو الخبرات أو ما أشبه ذلك. وحتى (15%) هذه لها اعتبار، والحاجات المادية هي حاجة فطرية عند كل الناس، يعني: على الأقل القدر الضروري منها، ولكن هناك الراتب، الراتب هو مقابل العمل، إنما الحاجة المادية أحياناً تكون بكون الإنسان يشعر بأنه كلما حقق مزيداً من النجاح كان لذلك مردود عليه، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ))[العاديات:8] أما إذا كانت القصة راتباً فقط، ويتساوى فيه الجميع دون أن يكون هناك معرفة بالمتفوق من غيره، فهذه ربما تقتل الطموح وتقتل الإبداع؛ لأنها تساوي بين الناس أحياناً. الحافز الديني.. والتوظيف الصحيح له المقدم: جميل، أنا أرجع مرة أخرى إلى الحافز الديني؛ لأن هنالك أكثر من سؤال ورد عن الحافز الديني، سأحول جملة هذه الأسئلة لأصيغها في ناحية معينة، هنالك أن الحافز الديني أو من يقول عن الحافز الديني: إنه يجب أن يؤخذ بحدود؛ لأن كثيراً من المشاكل التي عجت فيها المجتمعات الإسلامية والعالم كله أن الحافز الديني زاد عن حده، فتحول الإنسان إلى كتلة متفجرة تمشي على الأرض. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ليس بالضرورة أنه زاد عن حده، قد يكون الحافز الديني انحرف هنا أو استخدم استخداماً سيئاً، يعني: الحافز الديني هو عنصر محايد، فأنت لما تُثير عند الإنسان مثلاً الرغبة في إرضاء الله والرغبة في دخول الجنة هذا شيء فطري، وكل الناس يستجيبون له، لكن كيف توجه هذا الحافز؟ هل توجهه مثلاً إلى عملية تدمير أو عملية قتل الأبرياء أو عملية انتحار جماعي أحياناً كما يحصل في الغرب؟ الخلل في توظيف هذا الحافز، أم يكون توظيف هذا الحافز الديني بوعي ومعرفة وعلم، ولذلك أقول: إن القدرة على صياغة الخطاب الديني أساسية جداً، لأن الناس لابد لهم من دين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، أقوى حافز على الإطلاق هو الحافز الديني، لا تجد أحداً مستعداً أن يموت أكثر من الذين لديهم استعداد أن يموتوا في سبيل دينهم ، وكون الإنسان الحاجة الأولى عنده هي الحياة ومستعد أن يُضحي بها وهو يقول: فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن على شرجع يعلى بخضر المطارف ولكن أحن يومي سعيداً بعصبة يصابون في فج من الأرض خائف عصائب من شيبان ألف بينهم هدى الله نزالون عند التزاحف إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى وصاروا إلى موعود ما في المصاحفليس أقوى من الدافع الديني، ولكن أيضاً بقدر هذه القوة هناك الخطورة بسوء توظيف الدافع الديني، ولهذا أقول: إن المخلصين ليس فقط للدين، المخلصين للدنيا، المخلصين لمستقبل البلاد العربية والإسلامية، المخلصين لمستقبل البشرية كلها يدركون أن التمرد على الدين ليس هو الحل للانحراف الديني، وإنما الحل هو التعامل مع الحافز الديني بشكل صحيح، ومنح الفرصة للخطاب الرشيد ومنح الفرصة للعلم والمعرفة التي من شأنها أن تعدّل الناس، وإلا فحتى الناس الذين ينحرفون عن الدين أحياناً إذا رجعوا رجعوا بقوة شديدة ولديهم استعداد للاستفزاز والاستثارة أكثر من الناس العاديين. الأزمات.. ودورها في التحفيز المقدم: حول هذا تقول حواء : هل الحافز بمعنى أن يكون دوماً بعبارات تشجيعية ووعود جوهرية يطمح إليها الشخص؟ أليست نكبات الأمة وويلاتها في أمصار الدنيا من أكبر الحوافز للمسلم الإيجابي التي تُثير اهتمامه للعمل والإنتاج؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: قد تكون بعض الأمور المحبطة هي حوافز، وهذا أمر مدروس في الحياة، لكن الناس الذين يستجيبون لهذه الحوافز المحبطة ليسوا كثيرين، الغالب هم من يستسلمون لها وتفضي بهم إلى اليأس، وفئة قليلة ربما تتحول هذه العوامل المحبطة إلى دوافع، إنما أعتقد أن ما يتعلق بـ الحافز الديني من الخطأ ربطه أو قصره على قضية نكبات أو أزمات؛ لأنه ليس كل الناس ينغمسون في الأزمات. أود أن أُشير هنا إلى نقطة مهمة ومهمة جداً: ثبت الآن علمياً أن نسبة الانتحار تقل في أوقات الأزمات، وهذه كانت بالنسبة لي مفاجأة بل صدمة ، نسبة الانتحار تقل في أوقات الأزمات وتكثر في أوقات الاسترخاء، لماذا؟ هذا سؤال مهم في جوابنا على الأخت.. المقدم: حواء .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: حواء ؛ لأن الناس في أوقات الأزمات يصبح لهم قيمة، لهم أهمية، كل فرد.. كل مواطن تجده يتكلم ويُحلل ويتحدث عن دوره وماذا يجب أن يفعل وماذا عليه.. إلى آخره. فهو يشعر بأنه شخص مسكون بالأهمية وله دور ينتظره وله أهمية.. إلى آخره، ولذلك يكون شحيحاً بالحياة، لكن في أزمنة الاسترخاء حيث لا أزمات ولا أحاديث قوية تهز الناس وتشغلهم وتأخذ أوقاتهم واهتماماتهم يبدأ الناس كأنهم يُفيقون -إن صح التعبير- على الحقيقة، وأن الحقيقة أن دورهم ضعيف أو محدود، ومن هنا يبدأ الإنسان يشعر بالإحباط واليأس، وربما تثور لديه عوامل الشعور بالاحتقار للذات، وأنه ليس له دور، وقد يفضي بهذا إلى حالات الانتحار. إذاً: أعظم حافز يا أخي فهد سواءً كان حافزاً دينياً أو اقتصادياً مالياً هو الحافز الذي يُخاطب ذات الإنسان، يحيي ذات الإنسان ويكرس أهميته. دور المجتمع في التحفيز المقدم: جميل، أنا عودة إلى المجتمع بوصفه هو المفعل للحافز، والمفترض أن يفعل الحافز والحاضن له، لكن سآخذه من رسالة فيها تشاؤم قليل، سناء تقول: حينما يتم منح الإنسان فرصته الحقيقية لتحقيق ذاته وتحقيق أهدافه وقناعاته، حين لا يجد الإنسان مكانه ما قيمة أن ندفعه إلى اللامكان؟ ما قيمة الحافز إذاً إذا كان المجتمع لا يقدر؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لا هو فيه مكان، أتذكر الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رجل يدخل الجنة لما يقول الله له: (اذهب فادخل الجنة، فيأتي ويقف عند باب الجنة ويقول: يا رب! وجدتها ملأى، فيقول الله تعالى له: اذهب وادخل الجنة فإن لك الدنيا وعشرة أمثال الدنيا) فهذا الإنسان قلت: إنه كان في الدنيا ممن كلما أتيحت لهم فرص أو بانت لهم مجالات أو حُفّزوا إلى عمل معين ذهبوا وقالوا: ليس لنا مكان، المكان مليء، العمل الخيري مليء، المساجد مكتظة، العمل الدعوي، العمل الإعلامي.. أو قالوا: إن الفرص ضيقة وإن الناس قد حرمونا منها وأغلقوا الأبواب. أبداً، النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: (إن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً) هذا الحديث رواه البخاري ، وذلك لأن الشيطان ضعيف، لكن أنا وأنت بشر ومؤيدون برسالة، ولذلك علينا أن نفتح الأبواب المغلقة، وأن نبحث عن الأسباب، وألا نقول قبل أن نتأكد فعلاً أنه ليس ثمة مكان أو ليس ثمة فرصة. التحفيز.. ومجالاته المتعددة المقدم: أم محمد تقول: الحافز عموماً إما أن يكون جزرة أو عصا، يعني: إما أن يكون طلباً للمتعة وإما أن يكون بعداً عن ألم، لكن هل من تجارب معينة على سبيل الواقع فيها نوع من التكامل بالحوافز؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، أولاً: قضية أن الحافز قد يكون إيجابياً أو سلبياً، يعني: من الحوافز أن يُعاقب الإنسان، لكن يُعاقب عقاباً ليس مدمراً يقضي عليه، وإنما عقاباً يُحفزه إلى أن يتجاوز هذا الخطأ، وبالمناسبة التحفيز ليس خاصاً بالموظفين أو بالشركات والمؤسسات، التحفيز في المنزل للأطفال مثلاً، كيف تُحفز أطفالك ليأكلوا هذه الوجبة مثلاً؟ عملية مسابقة؟ هنا الشعور بالأهمية أيهم يُنجز يُخلص صحنه أولاً، هذا من شأنه أن يُحفز الطفل على أن يقوم بعمل جيد يطلبه والداه. التحفيز بين الزوجين، التحفيز في مجالات الحياة المختلفة بين الجيران، بين الأصدقاء، التحفيز هو قصة في الكون والحياة كلها، وقد يكون التحفيز إيجابياً أو سلبياً، بمعنى كما يكون عقاباً يكون مثلاً حرمان الإنسان من شيء، حتى لو حُرم الإنسان من خطاب الشكر أو حُرم من الدرع الذي يمكن أن يحصل عليه وأُقيم لصديقه مثلاً حفل تكريم أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي من شأنها أن تُحفز الإنسان إلى العمل، لا شك أن هذا تحفيز. لكن سؤالك يُذكرني ربما بنقطة خطرت في بالي أعتقد أن هذا أفضل مجال أستطيع أني أستأذنك فقط دقيقة لأذكره، يعني: هناك شركة أمريكية اسمها: (google) معروفة في الإنترنت هي عبارة عن محرك بحث ضخم جداً، هذه الشركة حقيقة أنا البارحة قرأت وعشت وصممت أني أشرك الإخوان معي ولو لدقيقتين، هذه الشركة عمرها الآن ثمان سنوات فقط، الذين أنشئوها طالبان ليسوا كباراً أو دكاترة، هم طلاب من إحدى الجامعات الأمريكية، كان رأس مال هذه الشركة مليون دولار فقط، أما الآن فكم تتوقع أن قيمة هذه الشركة في السوق أخي فهد ؟ خمن. المقدم: ولا تخميناً، أنا أعرف أنها ماركة عالمية على رءوس الماركات.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أنا قلت: يمكن مكتوب خطأ الرقم، لكن تبين أنه صحيح، مائة وخمسين مليار دولار، ثمان سنوات من مليون إلى مائة وخمسين مليار دولار!! شيء مذهل، وأنا قلت: لعل أحداً يسمع ويُفكر من رجال الأعمال.. من المسئولين.. من الوزراء يُفكر أن يُحاكي هذا الإنجاز، يعني: ليس حكراً على شعب من الشعوب ولا على مجموعة من الناس، نحن نستطيع أن نصنع ذلك وغيره وأفضل منه. طبعاً بدأت أول شيء ستمائة موظف.. إلى آخره، المهم الآن أخذت حسب مجلة فورتشن الأمريكية أخذت المركز الأول بلا منازع، داخل هذه الشركة حرم كبير جداً للموظفين، فيها أحد عشر مقهى ومطعماً للموظفين، هذه المقاهي والمطاعم تُقدم كل شيء للموظفين وبشكل مجاني، طول وقت الليل وطول وقت النهار أيضاً، وراعت ظروف الناس، هذا عنده حمية هذا نباتي كما يسمونه (فيجيتبل) لا يأكل اللحوم، هذا يريد سمكاً، الأطعمة السريعة راعت ذلك كله، حمامات للسباحة، صالات رياضية، صالات ألعاب إلكترونية، بلياردو، ترفيه، ليس هناك ساعات للعمل محددة، المقصود هو الإنجاز، و الإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف ، قضية الغسيل الكوي مجاناً، حلاقين، مراكز تجميل، علاج طبيعي، تعلم لغات، خدمات شخصية، كل ذلك يقدمونه بشكل مجاني لكل الموظفين، صحة الأفراد يولونها أهمية بالغة، عيادات طبية متوفرة بشكل مجاني لكل الموظفين داخل حرم هذه الشركة، دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين، بل الباصات التي تنقلهم من بيوتهم إلى الشركة وضع فيها كمبيوتر ووضع فيها إنترنت بدون اتصال، وأجهزة كمبيوتر، بحيث أن الموظف من بيته إلى الشركة وهو في الباص يستطيع أن يستخدم اللابتوب ويستفيد ويدخل ويتعامل بشكل جيد، وسمحوا لهم داخل الشركة بأن يأتوا معهم مثلاً بأطفالهم وبأزواجهم وبحيواناتهم، حتى واحد ذات مرة جاء بثعبان خاص وضاع وصارت مشكلة وإعلانات وبحث وتحرٍ وأشياء غريبة، حتى الاقتراح الذي قلت لك: هذا الإنترنت قدمته إحدى الموظفات، فأعطوها مليون دولار ونفذوا اقتراحها فوراً بدون دراسات ولا دراسة جدوى ولا شيء، كانت مذهولة هي، ولذلك في النهاية قالت: أنا لا يمكن أن أعمل خارج شركة (google) مهما قدم لي من إغراءات أو خدمات، هذه الشركة أصبحت جزءاً مني وأصبحت أشعر أنه أنا شركة (google). يعني: ممكن الموظف يعمل بالبجامة.. بلباس النوم.. بشكل عادٍ، يعني: ربحية ضخمة جداً، أصبح كبار رجال الأعمال مثل محمد يونس هذا الذي حاز على جائزة نوبل وكبارهم يأتون لزيارة هذه الشركة وتلقي الدروس منها ومن شبابها الصغار، وأصبح هنا عند الشركة مشكلة جديدة، أتدري ما هذه المشكلة؟ المقدم: ما هي؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عندهم مشكلة كيف يستطيعون إقناع الموظفين بالانصراف، هذا شيء يدعو للضحك، يعني: الموظف يقول: الحمد لله بكرة السبت سوف أداوم، ويبقي ويسهر وينام الليل، فأصبحوا يفكرون أحياناً ببعض الوسائل لإقناع الموظفين بأن ينصرفوا من الشركة أو ينصرف بعضهم على الأقل في أوقات معينة من الشركة. إذاً: هذا النجاح الذي حققته هذه الشركة هو نموذج لتقديم كم هائل جداً من الحوافز للناس، جعل هذه الشركة تقفز خلال ثمان سنوات، جعل هذه الشركة تكون الشركة الأولى بلا منازع، بل إن كلمة (google) الآن التي تعدت (yahoo) وتعدت كل محركات البحث دخلت قاموس اللغة الإنجليزية ككلمة جديدة معناها (ابحث) ، هذا نجاح يمكن أن يفسر باختصار بحوافز ولكنها مدروسة. المقدم: فضيلة الدكتور! أنت الحقيقة تفتح شهيتنا إلى بيئة عمل مثالية لم تكن من قبل، يعني: ما سمعته منك أقرب ما يكون إلا أنه ممكن يصير معادلة واضحة جداً في يمينها، ممكن يكون صاحب العمل مع الموظف وقد رسمت حوله دائرة انتماء وثيقة؛ لأن صاحب العمل أعطى الموظف ما يجعله ينتمي إليه، وفوق الخط هو عبارة عن عامل مساعد وهو التحفيز وبالتالي لابد أن يكون على يسار المعادلة الإنتاجية كأفضل ما يكون. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وربما نقول: مثل هذا ليس غريباً أن يحدث في السعودية أو في دبي أو في الكويت أو في الأردن لماذا؟ لأن الشركة هنا خاصة، يعني: يأتيها الموظفون على وفق كفاءة معينة بحيث أنها تصنع لهم مناخاً داخل هذه الشركة وتصنع التحفيزات المناسبة. أسئلة المتصلين المقدم: أستأذنك أن آخذ اتصال، أحمد من الجزائر تفضل. مداخلة: ألو السلام عليكم. المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: ورمضان كريم.المقدم: علينا وعليك يا أحمد .مداخلة: والشهر الفضيل، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا.مداخلة: وأن يجعلنا من عتقائه من النار.المقدم: آمين.مداخلة: أشكر للشيخ سلمان بن فهد العودة على هذا البرنامج.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. مداخلة: وأقول له: إن شاء الله للسنة الثالثة وأنا معكم أتابع حجر الزاوية، وإن شاء الله ربي يوفقنا لمواسم أخرى بإذن الله.المقدم: نتشرف فيك يا أحمد .مداخلة: شيخ! فيه عندي اقتراح لمؤسسة الحياة كلمة كمؤسسة تكون موجودة في عدد من الدول العربية لتبليغ الدعوة، ودائماً تكون تنصح وتبين للناس كيف يعيشوا الحياة. وبالنسبة للتحفيز والحوافز، وكون الإنسان المسلم لم ينس دوماً عقيدته، لكنها فقدت دورها الإيجابي، دورها الإيجابي في تسيير الحياة؛ لأن الحياة تقدم فرص رائعة، والعوائق في حد ذاتها فرص لإثبات الوجود والنجاح، ونحن المسلمين دائماً ما ننسى أن الجنة هي أكثر حافز لنا مهما كانت صعوبات الحياة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي)، وفي هذا المجال أيضاً ننصح بأمثال أيضاً ديل كارنيجي كان يقول: (اصنع من الليمونة المالحة شراباً حلواً) وأيضاً: (ارض بما قسم الله لك تكن أسعد الناس) وكما قال جبران خليل جبران : كيف أفقد إيماني بالحياة وأنا أعلم أن أحلام الذين ينامون على الحرير لا تختلف عن أحلام الذين ينامون على الأرض.هذا مثال يدل على أن الحياة تتسع للجميع، وكما قلت أنت: الله لما خلق خلق فرصاً لكل إنسان، وبالنسبة للشيخ الحلم (google) فيه أيضاً حلم عربي لعالم مصري ذهب إلى ألمانيا للدراسة في الكمبيوتر، وعندهم مشروع يسمونه مشروع الخوارزمي هو بدأ في مؤسسة في مصر ، وأيضاً ينتظر تمويله من المؤسسات الأخرى إن شاء الله.يا شيخ! هناك عندي استفسار أيضاً أن الإنسان المسلم دائماً لازم يبحث عن الثقافة والمطالعة والكتب مهما كانت أصناف هذه الكتب، يعني لناس مسيحيين لناس مسلمين، ليس لازم أن نقول مثل هذا الكلام، دائماً لابد نتبع الحكمة، لأن فيه ناس لما تقول له مثلاً: أدباء غربيون أدباء مهاجرون يقول لك: والله هذا مسيحي والله هذا كافر، والله هذا كذا والله هذا كذا، وكما قلت: دائماً ثقافة الرفض موجودة وثقافة الرفض لا تعطينا دائماً الأمان. المقدم: أحمد نحن معك ثقافة الرفض دائماً لا تعطي الأمان، أشكر لك مداخلتك أحمد ، شكراً لك على هذه الإضافة الكريمة، عبد الخالق من السعودية ، أو ناصر من ليبيا عفواً، ناصر تفضل، تفضل ناصر ، ناصر معك على الهواء. مداخلة: السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام، تفضل ناصر .مداخلة: كيف حال الشيخ سلمان ؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أهلاً أخي ناصر بارك الله فيك. مداخلة: أنا أولاً أشكر الشيخ سلمان على هذه الدروس المباركة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. مداخلة: وكذلك الشيخ فهد .المقدم: شكراً لك سؤالك.مداخلة: الحافز استعمله رب العالمين في قرآنه الكريم في إغراء عباده بجنات عرضها السماوات والأرض، وكذلك رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث نبوية متفرقة في السنن.المقدم: ناصر إصرارك على أن يكون التلفزيون مرفوعاً ...مداخلة: ولكن.المقدم: تفضل سؤالك ناصر باختصار لو سمحت.مداخلة: سؤال لفضيلة الشيخ: أحياناً يقتل الحافز عند الشخص بما يحيط به من حوله من المجتمع، لا يعينه ذلك على مكنوناته وطاقته الداخلية في بلوغ مراده وبلوغ إتقانه للشيء الذي يريده، فالمجتمع أحياناً يكون عامل إحباط للشخص في بلوغ مراده ومقصده من عوامل الفقر وعوامل عدم التعلم، ومن عوامل.. عدة عوامل أمنية أو علمية أو اقتصادية هذه تؤثر في الشخص بحيث يخفق في بلوغ مرامه، وتكون عنده ازدواجية، هو يريد يبذل شيء معين ولكن أحياناً المجتمع أو الواقع كعموم واقع الأمة ككل يكون إما محفز وإما يكون محيط لذلك أردت التوضيح فقط للشيخ سلمان وجزاك الله خير. المقدم: شكراً ناصر ، عبد الخالق من السعودية تفضل. مداخلة: السلام عليكم. المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: في البداية أبارك عليكم بالشهر.المقدم: وعليك إن شاء الله البركة.مداخلة: بالأمس تكلمتم عن نقطة مهمة جداً ورد فيها نموذج جامعة الملك سعود، وكيف أنها حصلت على بعض الحائزين على جائزة نوبل، وللعلم فإن الجامعة تقدم شيء مذهل للغاية، وذلك بعد قدوم الدكتور العثمان لإدارة الجامعة، وكيف أن الجامعة حصلت على أدوات تحفيزية من شركات داعمة ومن المسئولين في الدولة ممثلة في كراسي البحث، أقول للشيخ: كيف يمكن لنا يا فضيلة الشيخ أن نقوم نحن الطلاب بتحفيز الجامعة ومساعدة الجامعة للنهوض؛ لأننا نحن الدعامة الأساسية في الجامعة، ورسالتك كذلك إلى أعضاء هيئة التدريس باستغلال هذا الدعم لكي يخرجوا طلاباً لعلهم يأتوا في العاجل القريب بأن يحوزوا على جائزة نوبل، ولكم ألف شكر. المقدم: شكراً عبد الخالق ، محمد من السعودية تفضل. مداخلة: السلام عليكم يا شيخ. المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وعليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: كل عام وأنتم بخير أول شيء يا شيخ.المقدم: كل عام وانت بخير.مداخلة: عندي سؤالان بسيطان: السؤال الأول: هو عن فتح مكتب استقدام، بحيث أن يدخل فيه الشغالة تأتي بدون محرم، هل هذا حرام وإلا حلال؟ السؤال الثاني هو عن النسأ، فأنا لست فاهم طريقته بالضبط، يعني: إذا كان ذهب بذهب، طيب لو كان سيارة بسيارة والا بأي شيء.المقدم: وضح السؤال الثاني يا شيخ؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النسأ؟ مداخلة: إي نعم، الربا.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه. مداخلة: الذي هو النسأ الذي مثلاً ذهب بذهب، هذا هو سؤالي.المقدم: شكراً لك، عبد الله من الهند تفضل عبد الله ، عبد الله ! مداخلة: ألو.المقدم: تفضل.مداخلة: السلام عليكم. المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: كل عام وأنتم بخير.المقدم: كل عام وأنت طيب.مداخلة: أنت والشيخ سلمان والمشاهدين جميعاً.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الله يجعلك بخير. مداخلة: أنا أكلمك من الهند أنا عبد الله الفهيد مسافر صار لي حوالي 18 يوم تقريباً قبل رمضان بأسبوعين وأنا في الهند ، سؤالي أولاً: هل يجوز لي الصيام على اعتبار أني مقيم لمدة أسبوعين قبل رمضان؟ثانياً: سؤال مهم جداً: يا أخي هذا الكلام الذي قاعدين نسمعه من الشيخ سلمان الله يحفظه يا أخي هذه محاضرات ومشاريع علمية اقتصادية عائلية صناعية زراعية يا ليت تجيبونها في وقت أفضل من الوقت هذا لأجل الكل يستفيد منها؛ لأني أنا تفاجأت صراحة بهذا الكلام، هذا كلام يا أخي يحيي العقل الميت صراحة، وهناك ناس كثيرون يريدون يشتغلون عندهم فلوس ما يعرفون كيف يتصرفون، وناس أصحاب عقول يريدون يشتغلون ما هم عارفين كيف يشتغلون، فيا ليت هذا استثمار كبير كبير جداً الذي يقوله الشيخ سلمان ، رجاءً تجيبونها في أوقات بعد إحدى عشر بالليل بتوقيت السعودية ، وكل عام وأنتم بخير.المقدم: كل عام وأنت طيب عبد الله ، شكراً جزيلاً. أجوبة أسئلة المتصلين مؤسسة الحياة كلمة المقدم: أرجع لأول اتصال إلى أن تأتي اتصالات أخرى، أحمد من الجزائر يقول طبعاً بعد الشكر له على المتابعة ثلاث سنوات، يقول: الحياة كلمة كمؤسسة شاملة. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مؤسسة الحياة كلمة يا أحمد أنت من أبرز موظفيها، هي عبارة عن هذا الحديث الطيب، هي الكلمة، الكلمة الطيبة هي الحياة، نحن نسبح في بحر من الكلمات الجميلة، وأنت يا أخي أحمد وأمثالك يتواصلون معنا هم زاد هذه المؤسسة. العقيدة ودورها في التحفيز المقدم: العقيدة فقدت حياتها في كثير من الأحيان أو فقدت دورها الإيجابي كحافز في الحياة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: صحيح، ولعل من أهم أسباب ذلك سوء فهم العقيدة، كيف نستطيع أن نحول العقيدة إلى حافز للبناء والإنجاز بدلاً من أن تكون حافزاً للهدم، إلى حافز للحياة بدلاً أن تكون حافزاً للموت، الأخ أحمد ذكر الجنة وأنها حافز عظيم، أنا أقول: الله سبحانه وتعالى أعظم حافز، يا ويل أولئك الذين حبسوا أنفسهم في نطاق ضيق بعيداً عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى، إن الزاد الذي يأخذه المؤمن من ربه خلال دقائق حتى لو كان مؤمناً مفرّطاً والله تعالى يفتح له بابه ويتقبله ويبسط يده له سبحانه ويعطيه بغير حساب، فهذا حافز ضخم جداً لكل الذين آمنوا بالله وعرفوه، عرفوه برحمته، وعرفوه ببره، وعرفوه بلطفه وعطائه. أيضاً أحمد أشار إلى موضوع المقارنة بين الآخرين، وأن الإنسان عليه أن يكتشف الطاقات بدلاً من أن تلوم الزمان (نعيب زماننا والعيب فينا) أو الآخرين أو تحسدهم، عليك أن تكتشف الطاقات الهائلة المذخورة في داخلك. مشروع الخوارزمي وبداياته العربية المقدم: جميل، ناصر من ليبيا يتكلم عن.. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عفواً هو ذكر حلماً. المقدم: ذكر نماذج.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه، الخوارزمي، هذا مشروع الخوارزمي. المقدم: هو ذكر أكثر من نموذج، يمكن أنا جلس في ذاكرتي نموذج عالم عربي ذهب إلى ألمانيا ويبحث..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحقيقة أنا سأبحث عنه في الإنترنت، سنرجع إلى (google) ونبحث عن مشروع الخوارزمي يا أخي أحمد ، وقد نجد أن هذا المشروع يحقق شيئاً جميلاً ويستحق المساندة والدعم. قتل الحوافز ودور المجتمعات العربية والإسلامية في ذلك المقدم: ناصر من ليبيا يتكلم عن المجتمع والواقع عندما يُثبط الحوافز. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: قتل الحوافز، هذا كلام صحيح جداً، مجتمعاتنا العربية والإسلامية في الغالب أنها تقتل الحوافز وتدمر الإبداع، وتحاول أن تلقي على الناس كثيراً من الأعباء والتبعات ، الإبداع محمدة، الإبداع جمال، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها) هذا هو الإبداع، أحياناً تعليقاً على كلام أخوي ناصر : أحياناً يأتي في بالي خاطر في بعض الحالات العابرة، أبدأ أقول في قرارة نفسي: المجتمع صعب، الحياة صعبة، وهناك عقبات أكبر من طاقة الإنسان، لكن على الإنسان أن لا يستسلم لهذا الصوت الضعيف الموسوس الذي ينبعث من داخله، عليك أن تئد هذا الصوت وتسمح للصوت الآخر القوي المنعش أن يندفع وأن يحرك فيك الطاقة. . أشار للجانب الأمني صراحة هذا جانب مهم جداً، يعني: قضية تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات بوليسية أحياناً، وشعور الإنسان بالرعب يلاحقه وهو مثلاً في بيته أو في الفصل أو في السوق أو في المسجد، يعني: هذه من أخطر القضايا التي قتلت عوامل الإبداع والطموح والنهوض عند كثير من الناس. الكلمة الطيبة أعظم الحوافز المقدم: عبد الخالق يقول عطفاً على إشاراتك لجامعة الملك سعود هنالك مشاريع حفز عن طريق شركات وكراسي بحث، ماذا يمكن نفعل نحن كطلاب للمساهمة في هذا الحافز؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أولاً بدون شك أن أقل ما يجب لهم واتفقنا قبل قليل على أن الحوافز أحياناً قد تكون الكلمة الطيبة هي من أعظم الحوافز، والكلمة الطيبة ليس بالضرورة أن تكون من أدنى لأعلى، قد تكون لزميلك أو لشخص حتى لا تعرفه، فأنا لم يسبق -فيما أذكر- أني قابلت الأستاذ مدير الجامعة، ولكنني أعجبت بهذا التوجه الأكاديمي المعرفي وهذه الخطوات المبادرة، وأحسست أن الكلمة التي نقولها هي على الأقل من باب أن نقول للمحسن: أحسنت، وتحفيز الناس إلى فعل ما هو أفضل وأكثر، يمكن الأخ عبد الخالق أيضاً هو يعطي حافزاً آخر، والذين يسمعون كلامه من الجامعة سوف يسرهم أن يكون طالب يبحث ويقول: نحن كطلاب كيف نستطيع أن نحفز الجامعة؟هذه الروح يا أخي فهد علينا أن نحافظ عليها، أخشى ما أخشاه أحياناً أن تأتينا بعض العقبات التي تقتل هذه الروح، وإلا لو استطعنا أن نحافظ عليها روح الشباب كما هي نكبر وروح الشباب لا زالت تعمل في داخلنا أعتقد أننا سنصنع الكثير، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة فيهم كفاءات كبيرة جداً من شأنهم بعلاقاتهم الحميمة مع الطلاب، وبتجاوزهم لكثير من البيروقراطيات والرسميات أن يصنعوا من الطلاب المبدعين أساتذة للمستقبل. المقدم: إذاً هذه رسالة لأعضاء هيئة التدريس.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. حكم فتح مكاتب الاستقدام المقدم: محمد من السعودية يقول: ما حكم فتح مكتب استقدام وما يجري في حكم استقدام خادمات بدون محرم. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يجوز فتح مكتب استقدام؛ لأنه يستقدم عمالاً لمصالح مختلفة.والناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم استقدام الشغالات قد تكون الشغالة هذه جاءت لحاجة أولاً، والناس يحتاجون.. كثير من البيوت تحتاج إلى عاملة في المنزل، هذه الشغالة تأتي مع مجموعة، وإذا جاءت مع رفقة من النساء وفي البيت أيضاً ينبغي أن يكون فيه حفظ وصيانة، لكن أيضاً التبعة والمسئولية عليها هي، وإلا في الواقع إذا افترضنا أن عندنا مثلاً كذا مليون شغالة لو جاء معها كذا مليون مرافق سيكون هذا عبئاً على المجتمع، وربما تكون أضرارهم أعظم من النفع المتوقع؛ لأن هؤلاء قد يتحولون إلى مدمني مخدرات وإلى لصوص وإلى صناع للجريمة داخل المجتمع، فبقدر الحاجة يُسمح في ذلك. حكم ربا النسيئة المقدم: يتكلم عن بعض أنواع الربا.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الربا، هو محمد يسأل عن النسأ، طبعاً أنا ظننته يسأل عن النسيء ((إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ))[التوبة:37] والنسيء في القرآن الكريم هو ما كانت الجاهلية تعمله من تأجيل الشهور، يعني: إذا احتاجوا إلى شهر المحرم أن يقاتلوا فيه أجلوا التحريم إلى شهر آخر. أما النسأ في الربا فإن الربا نوعان: ربا النسيئة وربا الفضل. ربا الفضل هو الزيادة، يعني: الدرهم بالدرهمين والصاع بالصاعين، هذا يسمى ربا الفضل؛ لأنه زيادة. أما ربا النسأ فهو أن يكون بالآجل، يعني: تعطيه مالاً وتأخذ منه مالاً أكثر بالآجل، فهذا ربا النسأ، وهو أشد، ولذلك ابن عباس رضي الله عنه كان يقصر الربا على ربا النسأ كما هو معروف عنه. حكم صيام المسافر الذي لا يدري متى ينتهي سفره المقدم: عبد الله طبعاً بعد أن نشكره جزيل الشكر على هذا الحديث الجميل، يتكلم أنه أتى إلى الهند قبل أسبوعين من رمضان، هل يكون صياماً لهم؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: العلماء مختلفون اختلافاً كبيراً جداً في مسألة السفر، وأقوالهم تزيد على عشرة أقوال، و أعدل الأقوال فيها أن الصوم لا يتحدد بوقت ثلاثة أيام أو أربعة أيام أو أسبوع، وإنما ما دام الإنسان له صفة المسافر وهيئة المسافر فهو يقصر، النبي صلى الله عليه وسلم مكث بـمكة ثماني عشرة يوماً يقصر الصلاة في الفتح، وكذلك في تبوك جلس عشرين يوماً يقصر الصلاة وهكذا نُقل عن أنس بن مالك و عبد الله بن عمر وغيرهم، فنقول: ما دام الإنسان مسافراً وسفره مؤقتاً لغرض معين ينتهي بانتهائه وليس له صفة المقيم ما استأجر بيتاً لمدة سنة وجعل أولاده يدرسون في المدرسة وقام بالأعمال المختلفة، وإنما إقامة مؤقتة لأيام معدودة ولغرض معين متى انتهى رجع، ولا يدري متى ينتهي بعد عشرة أيام أو بعد شهر فهو يعد مسافراً، فأنت أخي عبد الله مسافر لك الصوم ولك الفطر، وكذلك لك أن تقصر الصلاة وأن تجمع الصلاة عند الحاجة. الفكرة أساس الإنتاج المقدم: أشكره على هذا الكلام الجميل وبوصفه لهذا البرنامج وهذا العطاء الذي ينتج منه، ونرجو إن شاء الله عز وجل أن نكون عند حسن ظنك وأن نكون عند هذا الكلام الرائع الذي أفضت، أما قضية الوقت فالحقيقة هذا الكلام يتجه مباشرة لإدارة القناة مع تقديم الشكر الجزيل لإدارة القناة؛ لأننا الحقيقة ما فتئنا نحن وإياهم في تواصل على اختيار الوقت الجميل وهم يبادرون دائماً مبادرات إيجابية في تحري أفضل الأوقات مشاهدة ويعطونا إياه مشكورين. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هو ذكر الأخ عبد الله الحقيقة التكافؤ، الحقيقة نقطة مهمة جداً، يعني: في داخل مجتمعنا يقول: هناك عقول لديها فكر وتحتاج إلى تمويل، وهناك أموال تحتاج إلى مشاريع وأفكار، طبعاً الأفكار خطيرة جداً، أهم شيء الأفكار، الإنسان بفكرة واحدة يمكن أن يصنع شيئاً عظيماً ، (google) كانت فكرة بسيطة، دبي كانت فكرة بسيطة، سنغافورة كانت فكرة بسيطة، جامعات كانت أفكار بسيطة ثم تطورت. أسئلة المتصلين المقدم: سمية من السعودية تفضلي، تفضلي سمية ، سمية على الهواء؟عبد الله من السعودية تفضل، تفضل عبد الله .مداخلة: ألو.المقدم: تفضل.مداخلة: السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.مداخلة: كل عام وأنتم بخير.المقدم: كل عام وأنت طيب.مداخلة: كل عام وأنت بخير يا شيخ سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك أخي عبد الله . مداخلة: لا فض فوك.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وإياك. مداخلة: أنا ما أسمعك يا شيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: معك يا أخي عبد الله تفضل. مداخلة: أيوه يا شيخ! لا فض فوك وجزاك الله خير على هذا الكلام الطيب، أنا أعود قبل حلقتين وجهت رسالة لـأسامة بن لادن كانت هي أنا أعتبرها مناصحة وليست مهاجمة؛ لأن البارحة في قناة العربية قدموا برنامج وكتبوا فيه أن الشيخ سلمان يُهاجم الشيخ أسامة بن لادن ، فأنا يمكن أنك توضح هذا الكلام الذي أنت وجهته لـأسامة بن لادن . الشيء الثاني عندنا في البلد الذي هو نظام التحبيط وليس نظام التحفيز؛ لأسباب كثيرة، يعني: في آخرها الملك عبد الله حفظه الله فتح باب الابتعاث لجميع الطلاب السعوديين والموظفين والموظفات والطالبات، لكن بعض الوزارات حطت شروط معينة أنه إذا كان الموظف أو الموظفة أو الطالب أو الطالبة تعدى الأربعين سنة لا يحق لهم الابتعاث، ونحن نسمع في بعض الدول الغربية والأوروبية أن هناك شخص ما أو رجل أو امرأة أخذوا شهادات دكتوراة ما بعد التسعين سنة. المقدم: عبد الله ! مداخلة: فكيف أنه يعني..المقدم: عبد الله ! وضحت، الحقيقة الوقت جداً يضيق علي، وضحت الفكرة تماماً، ووضح النقطتين التي أحببت أن تداخل فيهما، ريم من ليبيا آخر اتصال، تفضلي ريم . مداخلة: السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام تفضلي باختصار ريم .مداخلة: حضرة الشيخ! أنا مخطوبة لشخص لكن الشخص هذا ليس طموح، فبالتالي أنا عائشة في عائلة ثرية، فبالتالي طلباتي وحاجاتي التي أريدها هو ليس مقدر الأمر هذا، وأنا بعض المرات أشعر أستحي أني أطلب منه أن يشتغل شغل إضافي أو حاجة هكذا، يتحسس من الموضوع هذا، فبالتالي ما رأيك أنت؟ المقدم: شكراً لك يا ريم . أجوبة أسئلة المتصلين تعقيب على نداء الشيخ لأسامة بن لادن المقدم: عبد الله يقول: رسالتك لـأسامة بن لادن هل كانت هجوماً أم كانت مناصحة؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لا شك أن المقصود هو المناصحة، فعلاً أنا أشارك عبد الله نفس الملاحظة، كان القصد المناصحة، الذي نتمناه أن كل الناس يفيئون إلى الصواب ويعودون، والعوام يقولون: (من رد ما صد) ولا شك أن هناك جماعات عاشت سنين طويلة جداً في فكر العنف وقتلت ثم فاءت، وكان يخطر في بالي أني أحياناً أقول لنفسي: بعد ماذا؟ ثم رجعت وقلت: الخطأ موجود في الحياة، والانحرافات هذه حتى الضخمة موجودة، لكن نحن نقول: ليته لم يقع في الخطأ، لكن أيضاً نتمنى أنه إذ وقع أن يخرج من الخطأ، فيسعدنا أن يكون رجع ولو بعد فترة طويلة هذا أفضل من أن يكون الإنسان أيضاً واصل في مزيد من القتل ومزيد من سفك الدم. أعتقد أن الرجوع إلى الحق فضيلة. هنا نقطة مهمة أيضاً الأخ عبد الله أعطاني فرصة أن بعض الإخوة يقولون: الرسالة لماذا كانت في هذا الوقت؟هي كانت بناءً على سؤال من أحد الإخوة، نحن كنا نتوقع بمناسبة أحداث سبتمبر أن يأتي مثل هذا السؤال.نحن -ولله الحمد والمنة- أول من أدان أحداث سبتمبر نفسها قبل ست سنوات، وهناك مقال مكتوب حول هذه الأحداث بأكثر من لغة أيضاً باللغة العربية والإنجليزية ومُنزّل على موقع الإسلام اليوم يتكلم عن الموقف الشرعي والموقف المصلحي وتحريم وتجريم مثل هذه الأعمال. إذاً: ليس في الأمر جديد. بذل الجهود لتجاوز عوامل الإحباط المقدم: يقول: مجتمعاتنا تُحبط ولا تحفز، والنموذج هو الابتعاث الذي فُتح من قبل خادم الحرمين الشريفين، إلا أن بعض المؤسسات وضعت شروطاً يقول: إنها تعجيزية، أو على الأقل تقصر فرص العمل. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مسألة التحبيط أو الإحباط هذا موجود في المجتمعات، ولكن علينا أن نطرح سؤالاً: طيب ما هو المخرج؟ هل نزيد مجتمعاتنا تحبيطاً، أم أنه يُفترض للخروج من هذا المأزق أن نحاول أن نُخرج في كل مجتمع، في كل مدينة أو جامعة أو مدرسة ومن خلال هذه الكلمة والجهود المختلفة أن نُشجع الناس ونُحفزهم على أن يظلوا يرفعوا الراية ويرفعوا المشعل ويُضيئوا هذه الشموع ويصبروا، حتى يلتف حولهم أيضاً من يكون مثلهم، وبالتالي نستطيع أن نُقلص عوامل الإحباط في مجتمعاتنا. أما مسألة الابتعاث وقضية السن هذه قضية تنظيمية، وأعتقد أن الابتعاث كفكرة هو أحد العوامل الإيجابية المحفزة ولا يمنع هذا من تطوير هذه التجربة، وضمن التطوير يمكن أن يراعي قضية أربعين سنة أو حتى قضية الأشخاص. أذكر مثلاً اتصل بي شخصياً قبل بضعة شهور واحد من الرياض يقول: عنده فكرة لتطوير زراعة بعض الفواكه، وجرى حديث بيني وبينه، وطبعاً أنا كنت مرتاحاً للفكرة، لكن لم نصنع شيئاً، فوجئت أنه بعد شهور قليلة هذا الرجل يقوم بعقد مع شركة هولندية بحوالي ثمانمائة مليون ريال لرعاية مثل هذا الإبداع والابتكار وتطويره إلى آخره.يعني: كم من الفرص يمكن أن تضيع بمئات الملايين. التوافق بين الزوجين إذا كان أحدهما ثرياً المقدم: ريم من ليبيا تقول: إنها مخطوبة لشخص ترى أنه غير طموح، ولا يتوازى أيضاً عمله الحالي مع طلباتها وهي من عائلة ثرية. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني: كأنك تقصدين ريم أنه غير طموح من الناحية المادية، ما دام عنده عمل فهذا خير وبركة، يمكن يكون اعتداله في الطموح المادي مقابل أن هذا الشخص لديه ثراء في العواطف، لديه قدرة على العطاء، عندك اندماج معه، هذا يُعوّض، وهذه بتلك، الحياة ما فيها شيء كامل. المقدم: هي من عائلة ثرية، وهذا أيضاً ملمح آخر، يعني: ليس بالضرورة أن تجد نفس الحياة التي عاشتها.. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم نعم، ممكن أن تتعلمي نمطاً من الحياة الجديدة، وأيضاً ثراء عائلتك ممكن أن يساعد في أن يكون هناك مشروع مشترك بينك وبين زوجك يزيد الحياة الزوجية اندماجاً وقوة ورسوخاً، ويكون مصدر دخل إضافي للعمل. كلمات تحفيزية المقدم: بقي دقيقة وأنا والمشاهدين بحاجة إلى كلمات تحفيزية بمناسبة انتهاء كلمة.. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أعيد ما ذكرته في صدر هذه الحلقة، أن التحفيز هو استفزاز الطاقات الكامنة داخل الإنسان، اقتناص الفرص المخلوقة في الحياة والفوز بها، لا تعتقد أنك لكي تنجح عليك أن تقف أمام طابور طويل جداً، هناك طرق سريعة بلا إشارات وبلا سرعة محددة وبلا رادارات، وهذه الطرق مهمة جداً، المهم هو القدرة على اكتشافها، أقرب وأعظم هذه الطرق هو الطريق إلى الله تبارك وتعالى، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (سبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماء والأرض). خاتمة الحلقة المقدم: باسمكم جميعاً مشاهدينا الكرام عبر شاشة (mbc) وباسمكم جميعاً أيضاً مستمعينا الكرام عبر إذاعة (mbc بانوراما) نشكر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ، وهذه كانت حلقة حجر الزاوية في اليوم الرابع، وكانت عن التحفيز، بعد أن كنا مع الإيجابية ثم تحدثنا عن قيم العمل، وأبحرنا فيها قيمة قيمة، نتحدث الآن عن التحفيز كعوامل مساعدة.بقي أن نعرف في الغد شيئاً عن الفقه الإداري، الفقه الإداري بوصفه الشرعي ثم بوصفه أيضاً تأصيلاً شرعياً ثم بوصفه تطبيقاً واقعياً، يمخر بنا الشيخ لنبحر نحن وإياكم على سفينة البناء التي وعدنا أن تكون هي المحور الأول من هذا الشهر الفضيل، نلتقيكم في الغد، دمتم بخير.قبل ذلك أنا أذكر فقط بالمنتدى الإلكتروني، الحقيقة الإخوة في المنتدى يريدون التذكير فيه كثيراً، وسأذكر إن شاء الله في كل حلقة، على شاشة (mbc نت) موقع (www.mbc.net) ستجدون أيقونة تتحدث عن منتدى حجر الزاوية، نلتقيكم هناك، دمتم بخير وسلام الله عليكم.