ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›المتفائلون في زمن اليأس›الأسئلة›موقف المسلم من الفتن المعاصرة موقف المسلم من الفتن المعاصرة الاثنين 6 رمضان 1423هـ طباعة د. سلمان العودة 669 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص السؤال: بارك الله فيك، ما موقف المسلم من الفتن المعاصرة؟الجواب: لا شك أن الفتن كثيرة، وهي أنواع، منها الفتن العامة، كالفتن التي نراها اليوم مثلاً في القنوات الفضائية أو في مواقع الإنترنت أو في الأسواق أو في المجتمعات أو في الأسفار، مما سيطر على عقول ونفوس كثير من الشباب، فأصبح همهم أسفار إلى تلك البلاد البعيدة التي فيها مما يسمى بالترفيه أو السياحة الشيء الكثير مما حرم الله عز وجل، ومما يأتي على الناس بالأضرار والمفاسد العظيمة في أديانهم وفي أخلاقهم وفي عقولهم، بل وفي صحتهم وعافيتهم، وكم من إنسان ذهب صحيحاً وعاد مريضاً يحمل الإيدز، ثم نقل هذا الإيدز إلى زوجه البريئة الطيبة الطاهرة النقية، ومثل هذه حالات كثيرة جداً وقفت عليها، وربما ترتب على ذلك مثلاً أن يقع له حمل من سفاح لا من نكاح، فيتحير فيه، وقد حدثني واطلعت على أحوال كثيرة حتى قال لي أحد الإخوة: إنه في يوم من الأيام أقام علاقة مع امرأة يقول: ثبت طبياً أنها عقيم لا يمكن أن تحمل، يقول: وبعد أن أقام مع هذه العلاقة الحرام، قدر الله تبارك وتعالى ابتلاء وامتحاناً أن حملت وبتوأم أيضاً، وهو متحير كيف يصنع بهؤلاء؟ فيقع للإنسان من جراء الوقوع في مثل هذه الفتن التي ربما يكون بدايتها نظرة عابرة أو كلمة طائرة أو خاطرة في القلب، يقع للإنسان في ذلك -وخصوصاً الشاب- من الفتن العظيمة ما لا يعلمه ولا يقدر قدره إلا الله تبارك وتعالى.ولا شك أن المخرج من ذلك هو بأن يحفظ الإنسان فرجه وسمعه وبصره، وأن يقبل على ربه تبارك وتعالى، وأن يشغل نفسه بالباقيات الصالحات، فالله تعالى يقول: (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ))[الكهف:46].وأما ما يتعلق بالفتن العامة مثل: الحروب والمعارك وتسلط الأعداء، وما نجده الآن من تسلط القوى والتحالفات الغربية على العالم الإسلامي، وما يقابل ذلك من الضعف الشديد في المسلمين، الضعف في قدراتهم العسكرية، والضعف في قدراتهم الاقتصادية، والضعف في أوضاعهم الاجتماعية والإدارية والسياسية وغيرها، فلا شك أن هذا أيضاً من الأمور الضخمة الصعبة، وقد أشرت في المحاضرة إلى طرف من ذلك، وهو أن مثل هذه الأمور هي عبارة عن أزمة واجهتها الأمة على غير ترقب وعلى غير انتظار، لم تكن الأمة مهيأة لمواجهة مثل هذه الأزمات، ولا زال فيها من الضعف والشتات ما لا يخفى على أحد، وأنت تجد أن هم كثير من المسلمين حتى من الصلحاء والعقلاء والدعاة والخطباء والأغيار والأخيار، أن همهم في كثير من الأمور القريبة منهم، وأنهم لا يستشعرون الخطر الداهم العام الذي يخشى على الأمة كلها منه، وهذا معناه أننا لا زلنا بحاجة إلى أن نبني بناء صحيحاً، وأن نهيئ الناس، وأن ننشر ونصنع الوعي عندهم في مواجهة مثل هذه الأزمات والفتن والأحداث المتلاحقة، وأن نقول: إن الله تعالى إذا ابتلى الأمة ببعض الفتن التي تخافها، فسيكون ضمن هذه الفتن فرص كثيرة لو أن الأمة استطاعت أن تستثمرها في إغاثة ملهوف أو تفريج مكروب أو فك أسير أو إعانة محتاج أو دعوة ضال أو هداية حيران، لو أن الأمة استغلت ذلك لربما تحولت بعض هذه المحن إلى منح، وبعض هذه المصائب إلى نعم وخيرات، ولا شك أن في قضاء الله تعالى وقدره العام للمسلمين خيراً كثيراً، (( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النور:19]. السابق أثر التعلق المفرط بالدنيا على الأخوة الإيمانية الأسئلة مواضيع ذات صلة موقف المسلم من معتقلي جوانتانامو الاجتماع على النقاط المتفق عليها بين المسلمين دعوة إلى نبذ الخلافات وإلى وحدة الصف في مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة جمع التبرعات للمسلمين من عوامل تحقيق الوحدة الإسلامية والمحافظة عليها