الرئيسة ›محاضرات›ملتقى خير أمة - الأمن قيمة...›أهمية الأمن في الحياة›الأمن بين الحقيقة والزيف الأمن بين الحقيقة والزيف الخميس 24 محرم 1432هـ طباعة د. سلمان العودة 169 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إذاً: الأمن ليس شيئاً سهلاً، الأمن ليس مصادرة لحراك الناس، ولا تسلطاً أو قسوة عليهم، ولا عدواناً على الأرواح البريئة، ولا خنقاً أو حبساً لأنفاس الآخرين، الأمن ليس رفعاً لمستويات الخوف، تجد دولاً كثيرة في الشرق والغرب ترفع مستوى الخوف عند الناس، وكل يوم تعلن أن المستوى انتقل من الأصفر إلى البرتقالي إلى غير ذلك، نسبة الخطر وصلت إلى قمتها؛ لأنها تكتسب شرعيتها من خلال إخافة الناس، وإشعارهم بأنها هي التي تقوم بحمايتهم، فيكون في ذلك زراعة للخوف في نفوس الناس بحجة تحقيق الأمن، أو ما يسمى بالأمن القومي، والمبالغة كما نجد في كثير من وسائل الإعلام يوماً من الأيام الحديث عن الجمرة الخبيثة، الحديث عن طرود مفخخة، الحديث عن خلايا نائمة، أحياناً أمور تحدث فعلاً، ولكن يبالغ في توصيفها إعلامياً من أجل زراعة الخوف والرعب عند الناس، وبعض القوى قد تتعمد ذلك من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين في نفوس المواطنين العاديين الذين أصبحوا يعتقدون بأن مهمة المسلمين هي فقط قتل الأبرياء، وإزهاق الدماء.هنا كلمة عثمان رضي الله عنه في أهمية الأمن لما يقول: [ إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ]، كنت حقيقة أسمع هذه الكلمة، وأتساءل عن معناها، هل معناها أن أثر السلطان أعظم من أثر القرآن؟ حاشا لله أن يقول ذلك أمير المؤمنين عثمان الذي هو جامع القرآن، والذي مات والمصحف في حجره. تمنى كتاب الله أول ليله تمني داود الزبور على رسل إنما مقصود عثمان رضي الله عنه والله أعلم [ أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرن ] يعني: أن من الناس من لا يردعهم الإيمان، ولا الوعظ، ولا الخوف من الله، ويقدمون على الجراءة، لكن هؤلاء يردعهم الأمن، القوة الأمنية، ولذلك نقول: إن المعالجة لأي مشكلة أو جريمة هي في البداية معالجة إيمانية، معالجة أخلاقية، معالجة تربوية، هذا أولاً، ثم هي ثانياً معالجة أمنية. فما هو إلا الوحي أو حد مرهف تقيم ظباه أخدعي كل مائل فهذا دواء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل فالإنسان الذي يمكن يرتدع بالوعظ بالإرشاد بالنصيحة بالكلمة الطيبة بالصبر لا داعي إلى استخدام العصا معه.أيضاً نؤكد أن الأصل هو القرآن، وليس هو السلطان، ومع السلطان فإن الهيبة العادلة هي الأساس، الهيبة العادلة هيبة الأب، والسلطان ليس هو الحاكم فحسب، الأب، والمعلم، والرئيس، والمدير، والحاكم، وغيرهم. السابق الأمن حاجة إنسانية وضرورة بشرية أهمية الأمن في الحياة مواضيع ذات صلة روح الريف أم صخب المدينة؟ الأولويات .. بين التوافق والتصادم اقتراح صرف عائد المخالفات في تحسين منشآت المرور ثقافة إعاقة الإبداع في البلاد العربية محفزات العمل الطوعي في الإٍسلام ومميزاته