الرئيسة ›محاضرات›هموم الفتيات›الفتاة ووسائل الإعلام›استغلال وسائل الإعلام للفتاة لمجرد الإثارة استغلال وسائل الإعلام للفتاة لمجرد الإثارة الجمعة 1 رجب 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 337 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يحاول الإعلام في عصر العولمة ترويج الثقافة والقيم وأنماط السلوك الأمريكي باعتبارها هي الثقافة العالمية، ويمهد لسيطرة وسيادة النموذج الاستهلاكي الغربي الذي يحول المرأة إلى سلعة، ويتاجر بجسدها، ويعتني بمواضع خاصة من جسمها ليستثمرها اقتصادياً، ويستثمرها سياسياً، تقدم الفضائيات مذيعات كل رصيدهن مسحة من الجمال، وربما جزء غير قليل من هذا الجمال هو بسبب مستحضرات التجميل، وبسبب العمليات الجراحية، وارتداء الملابس القصيرة، والدلال والتغنج في الكلام، والضحك بلا أسباب وبلا حساب؛ ليتم بعد ذلك فرض هؤلاء المذيعات كقدوة لبناتنا، وهن لا يملكن أي موهبة سوى أجسادهن، وربما لو تم تشليح الأجسام الخارجية المركبة لم يبق لهذه الفتاة ما يميزها عن غيرها.وهناك ما يسمى بفتيات الإعلان، حيث 76% من إعلانات التلفاز تركز على المرأة، وحسب الدكتورة عزة الكحكي 84% من الإعلانات تركز على أجزاء معينة وخاصة من جسد المرأة، وعلى الحركات والكلمات بشكل يخاطب الغرائز، وكذلك ممارسة الرقص، وارتداء الملابس المثيرة، وتعاطي الكلمات المثيرة، وحركات العين، واللسان والشفتين، وكان للإعلان تأثير سلبي جداً على الفتيات، حيث أشارت دراسة على عينة من خمسمائة فتاة في إحدى الدول الإسلامية الكبيرة، ولا أحب أن أسميها ممن يشاهدن القنوات الفضائية بانتظام، خمسمائة فتاة أجري عليهن دراسة أشارت إلى إصابة بأمراض في الجهاز التناسلي للفتاة، وحدوث تطورات كبيرة جداً على السلوك والأخلاق، حيث انحصر التفكير معظم الوقت في الجنس، واجتاحهن مرض جديد اسمه مرض دش سندروم، هذا المرض الذي أصبح معترفاً به من قبل الجمعيات الطبية العالمية، وتم تسجيله في بعض كتب الطب يؤدي إلى تغيير عادات وسلوكيات المصابين، وزعزعت قيمهم الأخلاقية.وهناك فتيات الترويج، وعارضات الأزياء، حيث يوجد في دبي وحدها أكثر من خمس عشرة شركة، هذه الشركات مهمتها فقط إدارة أعمال عارضات الأزياء، اللاتي لا يقل عددهن عن ثلاثة آلاف، والمتزوجات من هؤلاء لا يزدن عن 1%، وباعتراف العاملين في المجال نفسه فإن قلة المتزوجات يعود إلى السمعة السيئة لهذه المهنة، وأن بعض العاملات تكون فتاة إعلان بالنهار، وتكون فتاة ليل في بقية وقتها.وفي البرامج في القنوات الفضائية في البرامج الغنائية المصورة يجوبون العالم بحثاً عن صبايا بمواصفات معينة، ثم إخضاعهن للتدريب لجذب أكبر عدد من المشاهدين، وهذه الصورة أقول: إنها أحط مما كانت عليه المرأة في سوق النخاسة -سوق الرق- حيث كانت تباع وتشترى؛ لأنها في سوق النخاسة كانت سلعة بذاتها، بينما هي اليوم أقل من سلعة؛ إنها فقط وسيلة لترويج السلع الأخرى، إنها وسيلة لترويج الأغنية، وزيادة مبيعات هذا الشريط، أو وسيلة لترويج هذه القناة الفضائية، وتوسيع دائرة مشاهديها، أو لتوسيع دائرة ونشر سلعة معينة، وكثرة من يشتريها من خلال الإعلام.عشرون أو ثلاثون فتاة في دوران شهواني حول المغني، ماذا يعني هذا؟ أليس تحقيراً للمرأة، وإعادةً لها إلى عصر الجاهلية، والبحث عن الرجل، والبحث عن الشهوة الذي نقرأ عنه في الأساطير، وفيما يسمى بحكايات ألف ليلة وليلة؟ أليس تستراً على تخلف الفن، وضعف الأداء، وهزال المضمون، بل ورداءة الصوت؟ أليس تدميراً لقيم الأمة، وتخديراً لها، وإلهاءً عن قضاياها المصيرية، وعن قضايا البناء والتنمية، والحاضر والمستقبل؟ أليس تخديراً وإبعاداً لنا عن واقعنا؟إنه يصور امرأةً قد لا يملك الشاب الحصول عليها، ولا حتى في الأحلام، ويتجاهل الواقع وظروف الفقر، والعوز والحاجة، وظروف الشباب، وإمكانياتهم في الحصول على منزل، أو عمل أو زوجة، كما أنه يتجاهل الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية التي تعيشها المجتمعات العربية، ربما تكون الفتاة أو الفتى في حي شعبي عشوائي، أو في بيت من الصفيح وهو يشاهد مثل هذه الأشياء، ويتلقى منها الكثير، وتؤثر في عقله وفهمه وسلوكه وقيمه. في الوقت الذي تحمل فيه وسائل الإعلام على تعدد الزوجات مثلاً، فإنها تعرض هذا الكم الهائل من المراهقات وهن يدرن في فلك المغني، ويتعرضن له ويغازلنه، ولأي إنسان الحق أن يتخيل إذا كان هذا ما يراه ويشاهده فماذا يجري وراء الكواليس.وفي الوقت الذي تحارب فيه قوامة الرجل على المرأة المحكمة بكتاب الله عز وجل: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ))[النساء:34]، نرى ترسيخ هيمنة ذكورية سلطوية واضحة، وتفوقاً رجولياً، واختصاراً للمرأة في جسدها، وفي إغراء الرجل وإثارته، وتحريك عاطفته الجنسية الشهوانية، إنها لا تتعامل مع المرأة حقيقة، ولكن مع فئة خاصة من الفتيات.إن الفضائيات تتعامل مع أخطر شريحة في مجتمعنا، مع المراهقين والمراهقات، والشباب والفتيات، إن هؤلاء يشكلون 70% من المجتمع السعودي، ولديهم قابلية قوية جداً للتشكل والاقتباس والتقليد، وهم يرسمون مستقبلهم من خلال ما يرون ويشاهدون، وهؤلاء يقدمون لهم النموذج والقدوة، والأثر يبدو جلياً من خلال الأنماط السلوكية للانحرافات الأخلاقية التي يعملونها، والعلاقات المحرمة، بل وحالات الهروب من المنزل التي قرأت ورأيت لها تقارير في الشام ومصر والمغرب مخيفة جداً، ومحزنة جداً، عدد كبير من الفتيات يهربن من المنازل، فضلاً عما يمكن أن نعبر عنه بالهروب المعنوي، بالانفصال عن الأهل، والاستقلال بالنفس وبالعلاقات والأفكار والخطط المستقبلية. التالي من المسئول عما يحدث من فضائح في وسائل الإعلام الفتاة ووسائل الإعلام مواضيع ذات صلة التأثير الإيجابي غير الملحوظ على الزوج واجب المرأة في تغيير المنكر وحكم مشاركتها في الإعلام ظاهرة عضل البنت أو حجرها على قريبها الكلام عن الفتيات يقصد به العموم ولا ينحصر في فئة من النساء قِبلة الهاربات