ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›قلق الحرب›الأسئلة›حكم العمليات الانتحارية حكم العمليات الانتحارية الخميس 5 ربيع الأول 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 771 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص السؤال: هذا سؤال مكرر يقول: فيما لو ثبت أن القائم بالتفجير هو من المسلمين، هل تعتبر هذه عملية استشهادية، أم يعتبر هذا من قتل النفس؟الجواب: طبعاً لم أحب أن أشير لهذه النقطة؛ لأنني سبق أن تكلمت عنها في كلمة مستقلة نُشرت في الإنترنت بعنوان: رؤية في أحداث أمريكا، وخلاصة ما ذكرته أنه أولاً: نحن لا نستطيع أن نوجه أصابع الاتهام لأحد؛ لأنه لا زال الأمر في دائرة الاتهام، ودائرة الاتهام واسعة جداً، كما هو واضح ومعروف، فلذلك لا يمكن أن توجه أصابع الاتهام لجهة معينة.لكن بقطع النظر عن هذا الجانب، فنسأل سؤالاً آخر: مثل هذا العمل، هل من السائغ أو من اللائق أو من المناسب أن يقوم به أحد من المسلمين، غيرة لدين الله، أو نصرة للدعوة، أنا أقول: ديني الذي في قرارة قلبي، وأدين الله تعالى به عن علم وفهم وبحث ورؤية، لا تردد عندي فيها ولا شك، ولا ألزم به غيري، لكن من حقي أن أكون واضحاً في هذه القضية، بحيث لا يفهم مني أحد خلاف ما أقول وأعتقد، أنني أرى أن مثل هذه الأعمال ليست جائزة شرعاً، لأن استهداف طائرة مدنية، وأن تضرب بها عمارة مدنية أيضاً، ويذهب فيها أيضاً ربما عشرات الآلاف من القتلى الذين فيهم الأطفال وفيهم النساء، وفيهم الدهماء، الذين ليس لهم ناقة ولا جمل، وليسوا أصلاً ممن يقاتل، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لم تكن هذه لتقاتل ).إضافة إلى من يكون فيهم من المسلمين وهم كثرة، ربما يزيدون على ثمانمائة مسلم مثلاً، فمثل هذا في تقديري أنه لا يجوز من الناحية الشرعية، إضافة إلى أن اعتبار أننا في حالة حرب مع هؤلاء القوم، أنا أقول: هذا الأمر أيضاً- في تقديري ورأيي واجتهادي الفقهي- ليس بصحيح؛ لأننا لو قلنا: أننا في حالة حرب معهم، لكان يسع أي مسلم مقيم في أمريكا مثلاً إذا ظفر برجل في غفلة أن يقتله، أو ينهب ماله، أو يهتك عرضه- مثلاً-، وهذا لا يكاد يقول به أحد من أهل العلم.وكيف توجه الدعوة إلى هؤلاء وأنت تمد يدك إلى جيوبهم لتنهبها مثلاً؟ أو توجه الدعوة إليهم وأنت تعد العدة للقضاء عليهم؟ فلا شك أن الموقف موقف دعوة، وإصلاح، وبيان، وهداية، ونحن نجد أن هذا الحدث مثلاً، جعل ثلاثمائة مليون في أمريكا، وأضعافهم في أوروبا وغيرها يسمعون لأول مرة بشيء اسمه الإسلام، لكنهم لم يسمعوا به من خلال ما يشجعهم على اعتناقه، وعلى الدينونة له، وعلى الإيمان به، وإنما سمعوه بصورة ربما تجعلهم يبتعدون عنه، أو يعتبرون أنه دين القتل، ودين التدمير، ودين إهدار الأرواح، ودين الاعتداء على الأبرياء، وعلى الآمنين كما يعبرون.فلذلك أقول وأعيد ما ذكرته سابقاً، إنه تقديري: أن مثل هذا العمل ليس بجائز ولا بسائغ من الناحية الشرعية، وإذا كان ذلك كذلك، فإنني أؤكد أن مثل هذه الأعمال إذا كنا لا نراها أن تقع في تلك البلاد التي هي بلاد كافرة في الأصل، فمن باب الأولى أننا نعتبر أن من أعظم الخطأ والجرأة أن يقدم أحد على مثل هذه الأعمال في مناطق أو بلاد إسلامية، لأن هذا هو الذي سوف يكون سبباً في اضطراب الأمن، واختلاف القلوب، وتشتت النفوس، وكثرة المتربصين الذين ينتظرون مثل هذه الساعة حتى يلقوا بالحطب على مثل هذه النار.وأعتقد أن الأمة الإسلامية فيها من الجراح في مشرق الأرض ومغربها، من إندونيسيا، إلى باكستان، إلى كشمير، إلى البوسنة، إلى بلاد البلقان، إلى الشيشان، إلى غيرها، ففيها من الجراح ما يكفيها، فأن تكون هناك مزيد من الجراح في الأمة الإسلامية، وفي بلاد الإسلام، أعتقد أن هذه جناية عظيمة، ينبغي أن نكون جميعاً واعين تجاه مثل هذه الأشياء التي تهدد الأمة في أعراضها، وفي أخلاقها، وفي أمنها، وفي عيشها، وفي مالها، بل وفي دينها ودعوتها كما أشرت عرضاً إلى مثل هذا. التالي الحرب الباردة على الإسلام الأسئلة السابق الأحداث الراهنة محكاً في بيان قوة الإيمان الأسئلة مواضيع ذات صلة إثارة قضية الجهاد في هذا الوقت أخبار الجهاد في أفغانستان نظرة شرعية في وجوب الجهاد وتحريم الصلح مع اليهود ما نقل عن الشيخ عبد العزيز بن باز في موضوع السلام مع اليهود بيان ما يدل عليه ترك النبي صلى الله عليه وسلم الإغارة إذا سمع أذاناً