الرئيسة ›برامج›برامج عامة›تداعيات تفجيرات الرياض بين...›التكفير في الشريعة الإسلامية›مستويات التكفير مستويات التكفير الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 263 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني: في تقديري أولاً: إن التكفير له أكثر من مستوى: المستوى الأول: التكفير بمعنى الحكم على غير المسلمين بأنهم كفار، يعني: لما نقول مثلاً عن يهودي أو نصراني أو وثني مشرك بأن هذا كافر، هذه في القرآن الكريم قضية واضحة، يعني الله سبحانه وتعالى قسم الناس إلى ثلاثة أقسام كما تجد في أول سورة البقرة مسلمين وكفار ومنافقين، المسلم هو الذي يؤمن بهذا الدين. الكافر: هو الذي يرفضه. المنافق: هو الذي يؤمن به ظاهراً أو يعترف به ظاهراً ويرفضه باطناً، وليس هناك قسم رابع.طبعاً الكفار قد ينقسمون إلى أقسام كما هو معروف بحسب الدين الذي يدينون به، طبعاً الحكم عليهم بأنهم كفار هذا يتعلق بأحكام الدنيا، لكن هل هؤلاء الناس في الآخرة هل هم مثلاً في جهنم؟ هل هم في النار؟ هذا معتمد على بلوغ الحجة لهم، وعلى وصول الرسالة الصحيحة إليهم ورفضهم لها؛ إصراراً على الكفر وبغياً وعدواناً كما ذكر الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال الله تعالى: (( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ))[الأنعام:19].وقال سبحانه: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ))[الإسراء:15].فمهمة المسلمين إذاً: هي البلاغ، إبلاغ الرسالة للناس، وإيصال الحجة إليهم، (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))[النساء:165]، فيعني هذا جانب مهم في هذا الأمر، وإن كان الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة، ذكر في هذه المسألة تفصيلاً طويلاً يمكن للأخ الذي يرغب التوسع أن يرجع إليه؛ لأنه وضع نوعاً من المجادلة والمناظرة في هذه الجزئية في مسألة الإثم، تسمية هؤلاء، ونحن نقول: ما الذي يضير أن يسمى هؤلاء كفاراً كما سماهم الله تعالى في نصوص الكتاب والسنة بشكل عام، مع أنه حتى الكافر له أحكام، يعني: الكفر لا يعني استباحة الدم مثلاً، الكافر قد يكون ذمياً، قد يكون معاهداً، قد يكون مستأمناً، قد يكون في حالة صلح مع المسلمين، قد يكون فيه اعتبارات كثيرة جداً، بل الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ))[التوبة:6] هذا جانب.المستوى الثاني: ما يتعلق بتكفير المسلمين أو من ينتسبون إلى الإسلام، وهذه مشكلة ربما أكبر، يعني: الآن مثلاً هل نحن متعبدون بأن نكفر الناس الذين ربما وقع منهم الكفر أو هكذا نظن؟ هذه قضية مشكلة جداً؛ لأن مسألة التكفير حتى بالتاريخ الإسلامي، فضلاً عن الواقع، صار فيها إشكالات كبيرة جداً، وأصبح كثير من الناس بمجرد ما يقع الاختلاف بينهم يشعر أحدهم بالحاجة إلى تكفير الآخر؛ لأنه بهذا التكفير قد يرى أنه أقام حجة شرعية، أو يرى أنه يحمي الناس من التأثر مثلاً بهذا الفكر المنحرف، أو لغير ذلك من الاعتبارات الكثيرة. التالي نصوص التكفير في الشريعة الإسلامية التكفير في الشريعة الإسلامية مواضيع ذات صلة الردة في العصر الحاضر التكفير في الشريعة الإسلامية جواز إطلاق لفظ الكفر على بعض المعاصي خطورة التكفير وضرورة التأني فيه التحذير من التكفير وبيان خطره