ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›بنات خلف القضبان›أسباب وقوع البنات في الجرائم›العيش في حياة رومانسية ونسيان الواقع ومتعته الحقيقية العيش في حياة رومانسية ونسيان الواقع ومتعته الحقيقية الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 692 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ينبغي أن تدرك الفتاة أن الواقع ليس فقط أحلام رومانسية؛ تشاهد البنت مثلاً بعض المسلسلات، تسمع بعض الأغاني، تشاهد بعض الصور التي تعرض في الشاشة، وترى مثلاً شباب في مثل سنها وفتيات، وهم يضحكون ويمرحون، وقد يكونون بالقرب من -مثلاً- مسبح أو في مطعم، وهم يترامون بالماء، أو يتبادلون الشراب أو الطعام، وضحكات عالية.. يا أختي! هذا مشهد تمثيلي، لو كتب لك أن تشاهدي أو تقرئي السيرة الشخصية لكل واحد من هؤلاء الذين شاهدتهم أنا أؤكد لك وعن تجربة أن كل واحد من هؤلاء عنده ملف في العيادة النفسية، تشوفين هذا عنده اكتئاب واكتئاب حاد، لكنه يتعاطى أنواعاً من المهدئات، وهذه البنت التي ترينها الآن هذه أيضاً حاولت الانتحار أكثر من مرة.أما هذه البنت الثالثة عندها اضطراب نفسي واضطراب عاطفي شديد جداً، وهكذا هم يمثلون دوراً، والدور هذا منتقى بعناية وملتقط بالكاميرا التقاطاً حتى يكون جذاباً لك؛ لأن أصحاب هذه القناة يريدون المزيد من المتابعين لهم، لكن إياك أن تتخيلي أن ما تشاهدينه على الشاشة هو الحياة، لا، الحياة ليست أحلاماً وردية فقط، وليست حالة رومانسية، الحياة جميلة، أنا أقول لك بكل وضوح: الحياة جميلة وجميلة جداً، وممكن نحن جميعاً نستمتع بجمال الحياة، نستمتع ونحن نأكل ونشرب وننام ونضحك مع أطفالنا، مع زوجاتنا، مع أصدقائنا، نكت، طرائف.. متعة متعة لا نهاية لها كبيرة جداً، وإذا كانت هذه متعة الحياة الدنيا، فكيف بالمتعة عند الله سبحانه وتعالى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17].الحياة متعة، لكن مسئولية أيضاً مسئولية، تتحملين مسئوليات كبيرة أنت بالذات يا أختي الكريمة، أكون صادقاً معك، أكثر من الرجل، أنت تحملين، والحمل تسعة أشهر: (( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ))[الأحقاف:15]، ثم تضعين وعند الوضع المرأة تعاني ما يشبه الموت، حالة صعبة جداً، أنا أقول لك: أشداء الرجال لا يتحملون الحمل ولا الوضع، ولا يتحاملون الواحد منهم يجلس في المطبخ ساعتين ثلاث ساعات يعد وجبة الغداء أو العشاء، فأنت عندك صبر ما يوجد عند أشداء الرجال، وعليك مسئولية ما يستطيع الرجال أن يتحملوها، فلا تنظري فقط إلى الوجه الجميل المتعة العابرة في الحياة، انظري إلى المسئولية.الورد يا أختي في شيء أجمل وأحسن من الورد؟ الورد أيضاً فيه شوك كما تعرفين، الحياة جميلة وردة، لكن أيضاً فيها أشواك. إذاً: المتعة التي نبحث عنها ليست فقط المتعة الرومانسية، وإنما هي أولاً: متعة جميلة في ظل الشرع، فيما أحل الله؛ لأنه إذا لم يكن حلالاً يكون في قلبك إحساس بالندم والذنب والإثم ووخز الضمير وتأنيب الضمير؛ ما يعطيك فرصة أنك تستمتعين، ولذلك يقول الشاعر: يحزن المرء على ما فاته من لذاذات إذا لم يقضها وتراه فرحاً مستبشراً للتي أمضى كأن لم يمضها إنها عندي كأحلام الكرى لقريب بعضها من بعضها فإذا كانت المتعة بالحلال هذا شيء طيب، وأيضاً متعة يقابلها مسئولية تتحملها المرأة مثلما يتحملها الرجل. لما أحد ملوك الأمويين في الأندلس أظنه عبد الرحمن الناصر عاش أكثر من ثلاثين أو أربعين سنة في الحكم، وكان له سلطان وأبهة، ولو قيل لأحد في ذلك الوقت: أفضل إنسان؟ قال: فلان، سألوه يوماً من الأيام عن سعادته؟ فقال: إنني حسبت أيام السرور في حياتي فوجدتها أربعة عشر يوماً فقط، عدها عد أربعة عشر يوماً، هذه هي الأيام التي كان يعيش فيها بسرور، أما بقية الأيام فهي أيام فيها كبد وفيها نكد.أنا أقول: أنه لو حسبت أنا الأيام السرور في حياتي ربما ولله الحمد وهذا كما تعرفين ملك لوجدت أن أيام السرور في حياتنا ربما مئات أضعاف أيام السرور عند هذا الرجل، السرور ينبعث من داخلنا، أن يكون في قلوبنا استعداد للسعادة، وتقبل السعادة، والرضا، والقناعة، والصبر، بذلك تتحول الحياة إلى جنة فعلاً، ولا بد من الصبر؛ لا بد من الصبر يا أختي الكريمة على الأشياء التي تنتظرينها، إن شاء الله قدامك زواج، قدامك توفيق، بيت، أسرة سعيدة، تفوق، دراسة، أهدافك وطموحاتك كلها بإذن الله سوف تتحقق، فقط اصبري قليلاً، ومع الصبر ابذلي بعض المجهود، لا بد أن تصبري حتى تحصلي على ما تريدين: أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا ثانياً: لا بد من الصبر على الأشياء التي لا أمل لك فيها، يعني: هناك أشياء ميئوس منها، ممكن نتخيل أخت مثلاً كريمة أصيبت بشلل رباعي، ووجدت نفسها معوقة تدفع على كرسي، والطب يقول: لا أمل إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى، هنا هذه البنت ممكن أن يغلب عليها الهم والغم والقلق والتوتر، فتعيش بقية حياتها في عناء طويل، لكن إذا تذكرت الرضا بقضاء الله تعالى وقدره: (( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ))[التغابن:11]، يعني: العبد تصيبه المصيبة كما قال بعض السلف فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم، فيتحول قلبها إلى جنة، تؤمن ترضى، تجدين وجهها يفيض بالبشر والسرور، ربما هي تمنح السعادة للأخريات بسلاسة حديثها، بطيب كلامها، برضاها، بأنسها، بقبولها، بما يجري عليها من الخير والرضا والاستسلام، بينما ربما إنسانة أخرى قد تكون غنية وزوجة غني أو زوجة أمير أو زوجة وزير أو كبير أو شهير.. ومع ذلك تعاني من الآلام الشيء الكثير، فلابد من الصبر، الصبر على الأشياء التي نحاولها حتى نصل إليها، والصبر على الأشياء التي لا أمل لنا فيها حتى نتطبع على نسيانها ونتركها. التالي الفقر والغنى الشديدان أسباب وقوع البنات في الجرائم السابق الاحتفاظ بذكريات سابقة والاعتذار للنفس أسباب وقوع البنات في الجرائم مواضيع ذات صلة القبيلة ومفهوم العنصرية المشكلات التربوية والأسرية لدى المسلمين في أوروبا ترك التكلف في التربية المجافي للفطرة أزمة غياب الحوافز أقفال التفكير