الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›لبيك›محاربة الوثنية في مظاهر الحج وغيره محاربة الوثنية في مظاهر الحج وغيره الجمعة 6 ذو الحجة 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4302 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بدون شك أن الحج -فضيلة الشيخ- له مقاصد سامية في التشريع، ولا شك أنه يتجاوز حكاية الأشياء الفعلية أو الحسية، وفي هذا تكلم الكثيرون، وأيضاً يبدو لي أن هنالك شيئاً من كتابات في العصر الحديث أخذت تضج جاهلية وسوء نية -الحقيقة- حول قضية إعادة، أو كما يقولون: إعادة لظاهرة الأصنام والوثنية أو شيء من هذا القبيل، هنا من هذا المنطلق نحن لا نرد، لكن نتكلم عن مقاصد الحج الكبرى، كيف ترى المقاصد؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هو -أولاً- بالنسبة لدعاوى الوثنية كما يقول البعض، كل الديانات السماوية جاءت لحرب الوثنية؛ لكن الإسلام كان صارماً في هذه القضية بما لا مجال للتردد معه، يعني: الكعبة بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام أبو الأنبياء وأبو الحنفاء، وبناها لتكون قبلة وبيتاً لعبادة الرب جل وتعالى كما هو معروف: (( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ))[الحج:26]، فحولتها الجاهليات إلى وثنية، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، وكان في مكة ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يزيلها؛ ولهذا أول ما فتحت مكة للإسلام ودانت دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وكان معه عود بيده يضرب هذه الأصنام واحداً بعد الآخر، حتى تهاوت وتساقطت، وهو يقول: (( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ))[الإسراء:81]، (( جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ))[سبأ:49].عمر رضي الله عنه -مثلاً- لما كان يقول كلمته المشهورة التي يعرفها الجميع، حينما كان يستلم الحجر الأسود ويقبله ويقول: [ إني أقبلك وأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ].فكون الكعبة قبلة للعبادة أو للطواف يطاف بها، المؤمن يعبد ربه سبحانه، لا يعبد الكعبة، ولهذا ما قال فليعبدوا هذا البيت، وإنما قال: (( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ))[قريش:3].إذا كان هذه القبلة يتجه إليها المصلي، أو يطوف بها الطائف، يعني: هذا عمر رضي الله عنه لما يعلن هذه الكلمة كان يقصد أن يؤكد عند المسلمين هذا المعنى؛ لأن جميع الأمم مع الوقت تنسى أحياناً المقاصد الأساسية، وتنشغل بالشكليات والمظهريات والرسوم، بل قد يتحول الأمر عندها إلى ضد ما هو مقصود تماماً، وسوف أوضح -إن وجد وقت- هذه النقطة حتى بالنسبة للمؤمنين، يعني: الشيء الذي شرع من أجل محاربة الوثنية قد يقع عند بعض المسلمين معان فاسدة منحرفة في هذا، لكن أصل التشريع، وعمر رضي الله عنه كان يقول: [ إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ].إذاً: هنا ليست عبادة لهذا الأحجار وغيرها، وإنما هي عبادة لله الواحد القهار، من خلال الامتثال، ومن خلال اعتقاد الفضيلة والمزية -مثلاً- للكعبة وما حولها. التالي تأكيد معنى العبودية في صورة تفضيل مكة على المدينة لبيك السابق معاني التلبية ودلالاتها لبيك مواضيع ذات صلة مقدمة متعلقة بعنوان كتاب الحج الحج في ضوء القرآن الكريم حكم تكرار العمرة حكم سفر المرأة للعمرة بدون محرم ذكر الحج في القرآن؟