الرئيسة ›محاضرات›حقوق الإنسان في الإسلام›الإنسان في الإسلام›تكريم الله للإنسان تكريم الله للإنسان الاثنين 5 جمادى الآخرة 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 327 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص (الله تعالى خلق آدم بيده) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ثم جعل ذريته مكرمين، ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً))[الإسراء:70].والله تعالى من فوق سبع سماوات يخاطب هذا الإنسان، وهذا أعظم تكريم متصور للإنسان؛ أن الله سبحانه وتعالى الغني القدير الكبير المتعال يتلطف على هذا العبد الفقير الضعيف، فيقول له: ((يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ))[الانفطار:6]، ((يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ))[الانشقاق:6].الإنسان هو الكائن الوحيد المكلف المبتلى ((إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً))[الإنسان:2]، فهو الذي كلف بمسئولية، وقيل له: إذا قمت بهذا الواجب فلك الأجر العظيم، وإذا قصرت به أو تخليت عنه؛ فالويل لك يوم يقوم الناس لرب العالمين. حتى صورة الإنسان وشكله متميز؛ كما قال الله تعالى: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))[التين:4]، نعم، ليس الإنسان في خيلاء الطاوس، ولا في قوة الفيل، ولا في خفة الطيور، ولكن يبقى خلق الإنسان خلقاً متميزاً معتدلاً مكتملاً؛ حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره، قال عليه السلام: (إذا قاتل أحدكم أخاه -يعني: ضاربه- فليتق الوجه، فإن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته)، يعني: خلق الإنسان سميعاً بصيراً مكتمل الحواس، وجعل كرامة الإنسان أكثر ما تكون في وجهه، ولهذا كان السجود الذي هو أعظم عبادة هو انحناء الإنسان لربه ووضعه جبهته في التراب لرب الأرباب.ولهذا أيضاً (لما مرت جنازة -كما في صحيح مسلم- قام لها الرسول صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله! إنها جنازة يهودي. فقال عليه الصلاة والسلام: إن للموت لفزعاً)، وفي رواية أنه قال: (أليست نفساً؟)، فقام وأمر بالقيام للجنازة، وكثير من أهل العلم يرون أن هذا الحكم باق غير منسوخ، وأنه يستحب للإنسان إذا رأى الجنازة أن يقوم لها.إذاً: كرم الإسلام الإنسان من حيث هو.ولو نظرت إلى تكريم الإسلام لفئات خاصة من الناس كالعبيد الأرقاء مثلاً أو الأيتام أو الضعفاء أو المعوقين أو النساء، أو غيرهم، أو الفقراء لوجدت أمراً عجباً، فكيف بتكريم الإنسان بغيره؟! التالي حقوق أخرى جاء بها الإسلام الإنسان في الإسلام مواضيع ذات صلة مواطن بلا هوية! (1/2) ربط الحق بالواجب الحرية ضمان لبقاء المجتمع جبلة الحرية في الإنسان السماح بحرية الاختيار الواعي