ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›أساليب خصوم الإسلام›الأسئــلة›خطر البدعة ومنزلة العقيدة من الدين خطر البدعة ومنزلة العقيدة من الدين الاثنين 25 رجب 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 721 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص السؤال: أحسن الله إليك شيخ! يقول السائل: فضيلة الشيخ! جزاكم الله خيراً. قد ذكرتم الأسلوب الأول في محاربة الإسلام وهو الاحتواء، ولا شك أن خطورة أهل البدع على الإسلام أشد من أعدائه الكفار، وأهل البدع خاصة من يجعل العقيدة في الخلف، يسلك هذا الأسلوب باحتواء الشباب حولهم، بإعطائهم المناصب وغير ذلك، ألا ترى أن هذا الأسلوب يعم الكفار وأهل البدع؟ وما رأيكم فيمن يدعي أن العقيدة تفرق بين المسلمين؟ الجواب: البدعة هي إحدى مصائد الشيطان، لكنها ليست كالكفر، وهذا الأمر هو ظاهر لكن يحتاج إلى بيان، فالكفر درجة أعظم من البدعة، وإذا حصل الشيطان من الإنسان على الكفر؛ فلا يهمه بعد ذلك شيء من أمره، فإذا لم يقع منه على الكفر، قنع منه بالبدعة، فإذا لم يقع منه على البدعة، قنع منه بالمعصية الكبيرة، فإذا لم يستطع قنع بالمعصية الصغيرة، فإذا لم يستطع فقد يقنع من الإنسان بأن يشتغل بالمفضول ويترك الأمر الفاضل، فالشيطان له مراحل متدرجة من الإنسان.أهل البدع أنواع: هناك بدع مكفرة؛ يعتبر أصحابها الذين يقولون بها ويعرفون معناها -فعلاً- من خارج الأمة الإسلامية، كما هو ظاهر -مثلاً- في القاديانية والبهائية والتيجانية، وكثير من الطوائف التي تعتقد كفراً بواحاً صراحاً لا لبس فيه ولا غموض، فهذه الطوائف لا يمكن أن تحسب من الإسلام، ولا من الثنتين والسبعين فرقة التي أخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بضربٍ من التأويل، وهؤلاء يصدق عليهم الكلام الذي ذكرته قبل قليل. وهناك بدع دون ذلك؛ بدع لا يصل الأمر فيها إلى حد الكفر، منها بدع غليظة، ومنها بدع خفيفة، والناس مراحل في هذا الباب، وينبغي أن نفرق بينهم ونميز بينهم، فلا نعاملهم معاملة واحدة، وهؤلاء ليسوا أعداء للإسلام دائماً حتى نستطيع أن نقول: إنهم يسلكون هذه الأساليب لحرب أو ضرب الإسلام، بل قد يكون فيهم أناس صالحون وفيهم دعاة إلى الله، وفيهم من نفع الله بهم، وهدى الله على أيديهم بعض الكفار، وإن كانت ليست هداية مطلقة، لكنه تحول من الكفر الصراح إلى إسلام مشوب ببدعة، وهذا خير من بقائه على الكفر، وخير من ذلك لو أنه سلك مسلك الاعتدال، وآمن بالعقيدة الصحيحة وسار على طريقة أهل السنة والجماعة، فإذا تيسر هذا فهو غاية المطلوب.أما موضوع العقيدة فيجب الاهتمام بالعقيدة، والعقيدة تعني أموراً:فمن العقيدة: معرفة أسماء الله تعالى وصفاته، والإيمان بها وإثباتها كما أثبتها السلف الصالح رضي الله عنهم، دون أن يدخل الإنسان في تأويلها أو تكييفها أو نفيها، أو ما أشبه ذلك. ومن العقيدة: الإيمان بربوبية الله تعالى، وأنه الخالق المالك المتصرف المدبر.ومن العقيدة: الإيمان بألوهية الله، وهذا جانب مهم جداً ويغفل عنه الكثيرون، وهو أنه لا يجوز صرف العبادة لغير الله تعالى، (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الأنعام:162] (( لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ))[الأنعام:162]. فكثير من المنتسبين إلى الإسلام أصبحوا يثقون بأصحاب القبور مثلاً، يثقون بمن يسمونهم بالأولياء أكثر مما يثقون برب العالمين، فإذا نـزلت بالواحد منهم نازله، نادى فلاناً أو علاناً من المقبورين أو الأموات يرجوه كشف الضر أو دفعه أو ما أشبه ذلك. هذا قضية توحيد الألوهية. كذلك الحكم بغير ما أنـزل الله، واستيراد قوانين وأنظمة كافرة وتحكيمها في أموال الناس ودمائهم وأعراضهم ورقابهم، هذا أيضاً مما ينافي توحيد الألوهية، (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ))[الأعراف:54]، (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ))[الشورى:21].من العقيدة: إحياء المعاني العقدية في نفوس الناس، وهذا يغفل عنه الكثير أيضاً، قضية حب الله تعالى وخوفه ورجائه والتوكل عليه، وتفويض الأمر إليه، وما أشبه ذلك من معاني العقيدة التي يغفل عنها الكثيرون ولا يتحدثون عنها، وهذا أمر ينبغي التنبه له. فالمسلم يهتم بهذه الأشياء وهي المنطلق، لا يتصور إنسان مسلم بدون عقيدة، بل لا يتصور إنسان بلا عقيدة، إما عقيدة صالحة أو منحرفة؛ لأن هذه ميزة الإنسان أنه يعتقد، بخلاف الحيوان الأعجم الذي لا ينطق ولا يفهم ولا يخاطب، أما الإنسان فهو مخاطب، وأول ما يخاطب به العقيدة؛ ولذلك أول واجب على المكلف هو شهادة أن لا إله إلا الله، وهذا هو أول ما بعث به الرسل وأول ما قالوا لأممهم، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم. كما في حديث ابن عباس، حين ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن -كما في الصحيحين- فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله )، فالعقيدة أولاً، ولا إشكال في هذا، وهي أولاً وأخيراً أيضاً، بمعنى: أنه لا يعني أننا ندعو إلى العقيدة ثم تنهي دور العقيدة، وبدأنا ندعو إلى غيرها، ليس هناك تجزئة، بل ندعو إلى العقيدة وإلى غيرها، وفي جميع المراحل. القرآن الكريم نـزل في المدينة، كان يرسخ العقيدة في نفوس الناس، حتى في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فالعقيدة لا ينتهي تعليمها عند حد معين، بل ينبغي سقي شجرتها، ولا تنتهي إلا بموت الإنسان (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:99]. التالي تبيين الأخطاء والرد عليها الأسئــلة السابق اختلاف الناس في الأصول والفروع الأسئــلة مواضيع ذات صلة أثر دراسة العقيدة على قلب الإنسان وسلوكه الالتفاف حول العقيدة الإسلامية والأخلاق الحسنة إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على الخطيب بين يديه نصيحة لمريد فهم الكتاب والسنة على المنهج الصحيح استخدام العقيدة بشكل صحيح