الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›اليتيم›اليتيم في سورة الضحى وفي السور المكية والمدنية اليتيم في سورة الضحى وفي السور المكية والمدنية الجمعة 4 جمادى الأولى 1429هـ طباعة د. سلمان العودة 4454 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة الدكتور لعل أفضل ما يمكن أن نبدأ به هو قبس من سورة الضحى، في صدر السورة الله عز وجل امتن على نبيه أنه كان يتيماً فآواه الله، وفي نهاية السورة أيضاً جاء خطاباً واضحاً بالنهي عن قهر اليتيم. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ))[الضحى:9]، وبشكل عام في القرآن الكريم..بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. الله عز وجل ذكر اليُتم في القرآن في نحو ثلاثة وعشرين موضعاً، بصيغ مختلفة، وفي كلها عِبَر. هذه السورة التي تفضلت بالإشارة إليها سورة (والضحى) فيها امتنان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقَسَم من الله العظيم بأن الله ما ودّعه ولا قلاه ولا هجره ولا تركه، ويُعدد الله سبحانه وتعالى بعض آلائه ونعمه على نبيه عليه الصلاة والسلام فيقول: (( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ))[الضحى:6]، وكان هذا هو أول شيء؛ لأن اليُتم هنا صاحبه منذ الميلاد عليه الصلاة والسلام، فقد مات أبوه قبل أن يُولد النبي عليه الصلاة والسلام، وماتت أمه بعد ذلك، و العرب عادة يسمون من مات أبوه وماتت أمه باللطيم ، يعني كأنه ملطوم لطمته الحوادث على وجهه لكثرة ما يعرض له.واليُتم هنا هو ما قبل البلوغ .. ما قبل الاحتلام؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يتم بعد احتلام ) يعني: المقصود بالاحتلام هنا البلوغ للذكر والأنثى؛ لأن الإنسان إذا بلغ أصبح عنده الكفاءة والقدرة أن يقوم بشئونه بنفسه، لكن قبل ذلك فهو محتاج إلى من يرعاه، فلهذا بدأ الله سبحانه وتعالى هنا بقوله: (( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ))[الضحى:6]، وهنا لم يقل: (فآواك)؛ لأن آوى أبلغ بحيث أنها تشمل إيواءه صلى الله عليه وسلم بذاته وإيواء أصحابه، وإيواء ذريته وآل بيته الطيبين الطاهرين، وإيواء أمته أيضاً، ففيها معنى إطلاق الإيواء، وفي ذلك إشارة وإيماء إلى أن هذا هو الحق بالنسبة لليتيم، فهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي كان يتيماً هو إمام البشرية كلها، ليس إمام الأيتام فقط، وهو الرجل الأول في تاريخ البشرية كلها، وفي ذلك دعم وتعزيز لمكانة اليتيم، وأن اليتم هنا يكون تحدياً يُحرّك الإنسان نحو مزيد من العمل والإنجاز. هذه السورة مكية، وفي مكة كان القرآن يتكلم عن اليتيم من ناحية إثارة المشاعر والأحاسيس، وتحريك الضمير، وإرساء جانب القيم والأخلاق برعاية الضعفاء من أطفال.. من أيتام.. من مساكين؛ ولهذا في هذه السورة قال ذلك ثم قال سبحانه: (( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ))[الضحى:9]، يعني: مقابل النعمة التي أنعم الله بها عليك وأنت كنت يتيماً في طفولتك (( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ))[الضحى:9]؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) ، وهذا حديث متفق عليه. قال: (( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ))[الضحى:9] وهكذا تجد أيضاً من الآيات المكية نظير هذا في سورة (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ))[الماعون:1]، الذي يُكذب بالدين ولا يؤمن به مَن هو؟ ما علامته؟ قال: (( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ))[الماعون:2]، (يدعه) يعني: يدفعه دفعاً شديداً، وهذا نقيض ما هو مطلوب؛ لأن المطلوب بالنسبة لليتيم هو الحنو عليه، حتى جاء في أحاديث كثيرة صحيحة أنه ( من أراد أن يلين قلبه فليمسح رأس اليتيم ) ، فأحياناً الطفل الصغير كما يقول علماء التربية وعلماء النفس هو بحاجة إلى ملامسة، يحتاج يومياً إلى ستين لمسة .. سبعين لمسة، تلمسه على خده، وعلى رأسه وتُقبله وتحضنه، كل هذه المعاني يحتاجها لأنها تزوده بطاقة ، فهذا الذي يكذّب بالدين، بلغ من قساوة قلبه وجفاف طبعه أنه يدعّ اليتيم، بدلاً من اللمسة الحانية يدفعه دفعاً، وهذا فيه إشارة إلى تنكره لجانب الحاجات المعنوية، الحاجات الفطرية، (( وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ))[الحاقة:34] يمكن هذا إشارة إلى الحاجات المادية لأن اليتيم غالباً يكون مسكيناً؛ ولهذا قال: (( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا ))[الكهف:82].أيضاً هنا إشارة إلى الحاجات المادية؛ من الطعام والشراب والغذاء، وهذا يدخل في كفالة اليتيم (أنا وكافل اليتيم) كفالة مادية وكفالة معنوية. المقدم: جميل! طيب هذا من قبس هذه السورة، وأيضاً بعض من الآي الذي ذكرته.سنتطرق إلى بعض من الأدبيات أيضاً في معاملة اليتيم. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: طبعاً يمكن نقول: في القرآن المدني الموضوع نفسه يتكرر، ولكن فيه جانب إيجاد التشريعات مثل: (( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ))[النساء:6]، (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ))[البقرة:220]، ما يتعلق بنكاح اليتيمة، هذه التشريعات التي حوّلت الجانب الأخلاقي إلى جانب تشريعي قانوني في المدينة المنورة . التالي كيفية دمج اليتيم في المجتمع اليتيم السابق مقدمة الحلقة اليتيم مواضيع ذات صلة الرحمة بالأيتام وكفالتهم لزوم صفة دع اليتيم لمن كان كافراً بالله كلمة توجيهية للاهتمام باليتيم الفلسطيني العمى الحسي مشاركة