ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›العبادة العبادة الأربعاء 2 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 5520 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص مقدمة الحلقة المقدم: أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم: حجر الزاوية، البرنامج الذي يتواصل معكم يومياً بمشيئة الله طوال شهر رمضان المبارك، كما يتجدد بتواصلكم وتفاعلكم يومياً، نرحب أيضاً ونجدد الترحيب باسمكم وباسم البرنامج بضيف البرنامج الدائم فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً بك وبالإخوة المشاهدين. المقدم: حياك الله يا دكتور!الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: حفظكم الله جميعاً. المقدم: حجر الزاوية سيتواصل معكم كما نبهنا على ذلك بالأمس عبر موقع الكتروني مميز هو: (www.azaoya.com ) هذا الموقع سيحظى بمشيئة الله عز وجل بإعداد فريق عمل دائم له، وسيتواصل معكم، وسيرحب أيضاً بجميع تعليقاتكم واختياراتكم ومحاوركم التي تودون أن تطرحوها.كما أن البرنامج سيحظى بمشيئة الله بتواصلكم عبر الهواتف التالية: من داخل السعودية : (014418855)، ومن خارج السعودية : (0096614410680)، نرحب بكم على هذه الهواتف طيلة ساعة زمن تبدأ من الآن. العبادة والإخلاص المقدم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان نبهنا بالأمس على أن عنوان هذه الحلقة مستوحى من فاتحة الكتاب، وهو بعنوان: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ))[الفاتحة:5]، فاتحة الكتاب حاضرة معنا الآن، كما أن وحي رمضان ببواكيره الأولى حاضر معنا الآن، ولا زلنا نتنسم عبق روحانيته الأولى.من فاتحة الكتاب، ومن: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ))[الفاتحة:5] السؤال الأهم: لماذا نطرح مفهوم العبادة الآن ونحن نتلبس بمفهوم الصيام أيضاً؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.أكرر الترحيب بك وبالإخوة المشاهدين والأخوات المشاهدات في اليوم الثاني لهذا البرنامج المبارك.الإيمان بالله تعالى هو حجر الزاوية في الحياة كلها، فالذين آمنوا بالله هداهم وزادهم هدى، وفي هجير الحياة وصخبها وضجيجها يجدون في اللجوء إليه وعبادته ملجأً ومستقراً، فيقول قائلهم وهو في غمرة التعب والنصب:منطرحاً أمام بابك الكبيرأصرخ في الظلام أستجيريا راعي النمال في الرمالوسامع الحصاة في قرارة الغديرفتخيل هذا القلب الذي يستشعر عظمة الرب وحضوره واطلاعه على الدقيق والجليل، وحاجته إليه في كل نفس وفي كل ذرة من كيانه.إلى رحابك كل الخلق قد وفدوا وهم ينادون يا فتاح يا صمدفأنت وحدك تعطي السائلين ولا يرد عن بابك المقصود من قصدواوالخير عندك مبذول لطالبه حتى لمن كفروا حتى لمن جحدوا ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ))[العنكبوت:65].إن أنت يا رب لم ترحم ضراعتهم فليس يرحمهم من بينهم أحدولهذا كان أعظم ركن في العبادة والحياة هو الإخلاص لله سبحانه وتعالى ؛ أن تكون الحياة وأن تكون العبادة لله: ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي))[الأنعام:162] ليس هذا فقط، بل: ((وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ))[الأنعام:162-163].وكان أبشع وأحط ما يمكن أن يكون في الحياة والعبادة هو أن يريد الإنسان بعمله الرياء والسمعة والتجمل والتصنُّع بغير الحق وبغير الواقع ، فهؤلاء الذين: ((يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ))[الماعون:6-7]، وهم الذين توعدهم الله عز وجل.و الإنسان قد يرائي في أصل العمل، وقد يرائي في بعض جزئيات العمل، حتى إن أهل العلم ذكروا من دقائق الرياء أن الإنسان قد يرائي حتى بعد موته ، كيف يرائي بعد موته؟ المقدم: كيف يرائي بعد موته؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، يرائي بعد موته أن يقول: إن شاء الله بعدما أموت يكون حضور جنازتي خلق كبير، ويتحدث الناس أنه ما شاء الله جنازة فلان ما رئي مثلها قط، فهذا نوع من الرياء، وقد يرائي الإنسان في عبادته في الدنيا، كقصة الأعرابي الذي ذكره الأصمعي : أنه رآه يصلي وقال له: ما شاء الله عبادة جميلة وركوع وسجود وخشوع، فقال له ذلك الأعرابي: فكيف لو علمت بأني صائم مع ذلك.ولذلك العبادة الخالصة الخاشعة حتى لو كانت يسيرة فهي عظيمة، كما سئل بعض السلف: هل يسجد القلب؟ قال: نعم، يسجد سجدة لا يقوم منها إلى يوم القيامة .إذاً: ينبغي أن ندرك أن الإخلاص لله سبحانه وتعالى هو الأساس، وأن التعرف إليه وإلى أسمائه الحسنى شيء عظيم: ((فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ))[الأعراف:180]، ((هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ))[الحشر:22]، وأنا أقول: ربما كل البيوت يعرفون تفاصيل كثيرة جداً عن أمور الحياة الدنيا، عن أسماء اللاعبين.. عن أسماء الفنانين.. الممثلين.. الشخصيات الإعلامية المختلفة، لكن ليس بنفس القدر يعرفون ما يتعلق بأسماء الله تعالى وصفاته.والحق أن الأب والمعلم وحتى الوسيلة الإعلامية ينبغي أن يفردوا جزءاً كبيراً للتعرف إلى الله سبحانه وتعالى، وحبذا أن يكون هناك مطوية واضحة فيها أسماء الله الحسنى من القرآن والسنة بشكل سهل بسيط للصغير والكبير والعالم والجاهل والذكر والأنثى وجميع الناس؛ حتى يتحفظوها ويدعوا الله تعالى بها ويتفهموا معانيها، وتعيش معهم في حياتهم بشكل صحيح يستشعرون فيها معية الله سبحانه وتعالى لهم، فأعتقد أن هذا جانب مهم جداً. من صور العبادة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أما ما يتعلق بـ لماذا نتحدث عن العبادة ونحن متلبسون -كما ذكرت- بالصيام؟ فلأننا متلبسون بالصيام يكون من المناسب جداً أن نتحدث عن العبادة لنسأل: هل العبادة هي الصيام فحسب؟ وما معنى هذه العبادة أيضاً؟ من الأمثلة التي تخطر في بالي كثيراً: أن في المجالس والكتب نسمع من يقول: إن فلاناً مات وهو ساجد، وهذا لا شك خاتمة حسنة أن يموت الإنسان وهو واضع جبهته لربه يسبحه ويحمده ويستغفره.. دون شك، هل النهاية الحسنة مقصورة على هذه الصورة فقط؟ طيب، لماذا لا نمدح فلاناً الذي مات وهو مجتهد في حقله ومزرعته يعمل حتى يكفي نفسه من العيش الحلال أو يكفي زوجته أو ولده أو والديه الشيخين الكبيرين؟ لماذا لا نثني على من مات وهو منهمك في إبداع أو اختراع أو ابتكار يخدم من خلاله الإسلام والمسلمين؟ لماذا لا نثني على من مات وهو منهمك في وظيفته التي من خلالها يقوم بواجبه ويخدم مجتمعه ويسترزق أيضاً في العيش الكريم الحلال؟ لماذا نظن أن الشيء الذي يثنى عليه هو فقط ما يتعلق بهذا الجانب القربة المحضة، أما جانب الحياة فكأنه معزول أو بعيد؟ التلازم بين العبادة والحياة المقدم: لحظة شيخنا أنت تتحدث عن مفاهيم شمولية أكثر بكثير من المفهوم الحسي للعبادة، إذاً: كأنما تقول: إن العبادة ليست هي محراب وليست هي عبادة حسية، إنما العبادة أشمل من ذلك، إذاً: دعني أسألك سؤالاً أكثر تحديداً وأكثر تماساً مع الواقع: كيف هي العبادة من الحياة في مجتمعنا؟ ما هو مدى التواصل عند المؤمن.. عند المسلم ما بين العبادة والحياة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وجواباً على سؤالك: أذكر أننا كنا -في مجلس قبل أيام- عدداً من الشيوخ، وكنا نتذاكر أيام الطلب، فكنا نتحدث ونذكر: أن الشيخ فلاناً رحمه الله وهو من أفاضل أهل العلم أنه كان يمنع الطلاب من أن يغشوا مثلاً في مادة التوحيد أو في مادة الفقه، لكن في مادة اللغة الإنجليزية.. المقدم: لا بأس بذلك. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وآخر يعني في مادة الجغرافيا ممكن أنه يحرس الطلاب، يعني: غشوا تحت نظري؛ حتى لا يأتي أحد ويقبض عليكم متلبسين بالغش والجرم المشهود.فهناك نوع من الانفصال حقيقة، فنحن لما نقرأ أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جاءوا ليقولوا: ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ))[الأعراف:59] أو: ((أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ))[هود:2] كما هو معروف في هديهم عليهم الصلاة والسلام وفي نصوص القرآن الكريم والسنة المتكاثرة، وأن الأنبياء كانوا يعيشون الحياة كلها بشكلها الطبيعي، بل حتى يعدوا الناس: ((اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا))[نوح:10]، ما قال: يدخلكم الجنة فقط، قال: ((يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:11-12]، وهذا أيضاً مع نعيم الجنة الذي وعدوه.الصحابة رضي الله عنهم الذين هم حواريو محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه المتلقون عنه، تلقوا عنه هذا العلم، كانوا يعبدون الله تعالى في المحراب خلف محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكن لا يجدون تناقضاً حينما يكونون في الحقل والزرع، أو حينما يكون أحدهم في السوق والمتجر، أو حينما يكون في منزله.وقصة سلمان مع أبي الدرداء لما عاتبه وقال له: (إن لنفسك عليك حقاً، ولبدنك عليك حقاً، ولزوجك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه)، فقضية أن العبادة ليست عزلة عن الحياة وليست بعداً عنها، وإنما هي نوع من تهيئة النفوس لها وتقوية الناس عليها ، يعني: الإنسان قد يضعف عن الحياة إلا إذا كان هناك محطات يتزود بها، هذه المحطات ما هي؟هي لحظات الصلوات.. لحظات الصوم.. لحظات الذكر والتجلي وسؤال الله تعالى، حتى لو كان الإنسان في سيارته أو في الشارع، يعني: ليست العبادة مقصورة أيضاً على مكان معين، وإنما: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)، ولذلك نجد قصة علي رضي الله عنه: لما جاءت فاطمة للنبي عليه الصلاة والسلام وسألت عائشة فلم تجده فرجعت إلى بيتها، وأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم: أن فاطمة رضي الله عنها جاءته تسأله خادماً يعينها على عمل البيت؛ لأنها طبخت حتى تعبت، وجرت بالرحا حتى اخشوشنت يدها، فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم جاء فاطمة و علياً رضي الله عنهما وهما نائمان، فدخل عليهما وقعد بينهما قعدة الأب الحنون، وحادثهما ولاطفهما حتى وجدا برد يديه على أجسادهما، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أتيتم لأجل ماذا؟ قال علي : يا رسول الله! فاطمة احتاجت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وهللا ثلاثاً وثلاثين) أو سبحان الله والحمد لله والله أكبر، التسبيح والتهليل والتكبير، (فإنه خير لكما من خادم)، فكانت فاطمة رضي الله عنها تجد بهذا قوة على عمل المنزل، و علي يجد فيه رضي الله عنه قوة على عمل الحياة، حتى يقول: (ما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل له: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين).وهكذا الصحابة والعلماء والأئمة والقادة عبر التاريخ كانوا يجدون عوناً في هذه العبادة على شئون الحياة؛ على العلم.. على الاكتشاف.. على المثابرة.. على طلب الرزق.. على السفر.. على الإقامة.. على الصحة والعافية من المرض.. وعلى أشياء كثيرة جداً، حتى كان ابن تيمية رحمه الله يقول عنه ابن القيم : إنه كان يجلس بعد الفجر حتى يرتفع النهار؛ يسبح ويذكر الله تعالى ويقرأ القرآن، وكان يقول: هذه غدوتي، لو لم أتغدها لم تحملني قواي، يعني: كأنه يقول: هذه وجبة الإفطار بالنسبة لي لو لم أتناولها لم أستطع أن أقوم بشكل قوي؛ لأن النفوس يطرقها أحياناً من المعاني الصعبة ما تحتاج به إلى العون والمدد.هذا ليس بغريب؛ لأن الحالة النفسية التي يعيشها الإنسان مؤثرة جداً في عمله وإنتاجه، إذا كان الإنسان مرتاحاً أبدع، وإذا كان كئيباً أو حزيناً أو مهموماً ظهر ذلك عليه، ودعنا نستذكر قليلاً موضوع الصيام.الكثير من الناس الآن وهم متلبسون -كما ذكرت قبل قليل- بالعبادة ربما يجدون الصوم عذراً في التخلي عن العمل وعن الإنجاز وعن أداء العمل بشكل جيد ومتقن: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، فالذي يحب التوابين ويحب المتطهرين سبحانه -وهذه عبادات- يحب أيضاً المتقنين. المقدم: إذاً: هذا وجه من وجوه الانفصال الذي ذكرت قبل قليل، لأنه شبيه بوجه تغشيش الإنجليزي، يعني: شبيه بنفس الانفصال الذي يحدث أن قضية ألا تغش في التوحيد لكن لا بأس أن نغششك في مادة الإنجليزي ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، وقد تجد أن كثيراً من الناس قد تكون ثقافتهم في الغالب أنهم قد يخلصون في العبادات المحضة، في الصلاة مثلاً: ما يمكن يصلي وهو غير متوضئ، هذا بحد ذاته ما في شك أنه إيمان، لكن قد يغش في تجارته أو في عمله أو في وظيفته، قد يكذب في قوله؛ لأنهم يشعرون بأن هناك انفصالاً بين الحياة وبين ما يسمونه هم العبادة ويقصدون بها الشعائر المحضة.. المقدم: الحسية.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إي نعم. المقدم: هل يمكن إذاً أن أقول: إن العبادة هي الحياة والحياة عبادة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: من دون شك أن الحياة كلها يمكن أن تكون عبادة ولو لم تكن من الشعائر، يعني: نفرق بين المعنى العام والخاص للعبادة.هناك المعنى الخاص الذي يقصد فيه بالعبادة الشعائر: الصلاة والزكاة والصوم والحج، هذه أركان الإسلام الأربعة، لكن هناك المعنى العام للعبادة الذي هو جميع ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، وبهذا المعنى تدخل كثير من الأشياء، حتى الأشياء المباحة والعادية والمادية والدنيوية تدخل في العبادة من جهة أنه يؤجر عليها.دعني أستذكر معك حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: (وفي بضع أحدكم صدقة)، لم يستغرب الصحابة رضي الله عنهم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً: إن الصلاة صدقة والزكاة والصوم، لكن لما قال: (وفي بضع أحدكم) يعني: الواحد يجامع زوجته وصدقة! قالوا: (يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟) استغربوا؛ لأن هذا شيء فطري، فبين النبي صلى الله عليه وسلم لهم وكشف وعمم هذا المعنى: (أليس لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)، فينبغي أن يعمم هذا المعنى لتكون حياتنا كلها لله رب العالمين كما ذكر. العبادة وثمرتها في الحياة الدنيا المقدم: طيب، فضلاً يا شيخ توقفني أنا الحقيقة كلام جميل جداً لأحد المشاركين عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج.الأخ كان اسمه حمزة ويتصل أو يتداخل من النمسا ، لكن كان يقول مثلاً بما معناه: أليس للعبادة وجه دنيوي نستفيد منه؟ يعني: لماذا يكثر المشايخ ويكثر وعاظنا أن العبادة لها أجر في الآخرة.. في الآخرة.. في الآخرة.. ذكرونا بوجهها الدنيوي؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذه من أعظم النعم، وبالمناسبة النقطة هذه كنت أمس كاتبها لكن ضاق عنها الوقت: أنه من رحمة أرحم الراحمين أن العبادات التي تُعبِّدنا بها ووعدنا بالأجر عليها في الآخرة ليست عبادات لا معنى لها، مثل: أن نُتعبَّد بالجلوس في الشمس، أو أن نُتعبَّد بتعذيب النفس، لا، العبادات التي وعدنا بالأجر عليها في الآخرة هي عبادات ثمرتها موجودة في الدنيا : الصلاة مثلاً وأثر الصلاة في ضبط الوقت وتنظيمه، أثر الصلاة في دعم الإيمان وقوته، أثرها في صحة البدن، أثرها في العلاقة بين الناس، يعني: الصوم وأثره المعنوي وأثره الجسدي والصحي والإيماني، الزكاة وجمع الناس على معنى التكافل، الحج أيضاً، كل ما تنظر في عبادة، وفي كتاب جيد للشيخ أبي الحسن الندوي اسمه: الأركان الأربعة ، جميل جداً.فالمقصود: أن العبادات التي كلفنا بها ليست من الأشياء التي نقول: نفعلها ونحن لا نعقل معناها، بل نفعلها ونحن نعقل معناها وندرك جانباً من أسرارها. شمولية العبادة لميادين الحياة المقدم: جميل جداً، طيب ونحن نتكلم أيضاً في مجال آخر يا شيخ في قضية: معنا تحديات كبيرة جداً على المجتمع المسلم، تحديات أحياناً تخرجه من الاستذكار الحسي للعبادة، فهنا يتطلب منه الأمر أن يحاول قدر المستطاع أن يرسخ كل الجهود لأن يتذكر أن العبادة شمولية في الحياة، لكن في الواقع هذا لا يحصل، حتى من قبل من يتصدر للوعظ كثيراً من الأحيان، أنت ذكرت كلاماً جميلاً يا شيخ أنه جميل أن يموت الإنسان وهو ساجد، لكن أيضاً جميل جداً أن يموت الإنسان وهو في معمله أو في مختبره أو كذا، دعنا نتكلم عن خطوات لعلاج هذا الموضوع، في محاولة تعميم مفهوم العبادة أنها هي الحياة، كيف السبيل إلى ذلك؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: في الواقع فيما يتعلق بانفصال الحياة عن العبادة، قد نجد أن العالم الغربي مفهوم عندهم انفصال عبادتهم عن الحياة، ولا غرابة أن توجد العلمانية في المجتمعات الغربية؛ لأنه مجتمع انفصل عن حقيقة الدين، والدين الذي عندهم دين محرف ودين يصادر العقل ويصادر المكتشفات العلمية ويصادر الفرد أيضاً واستقلاليته، وأصبح الدين للإقطاعيين ، ولذلك كانت العلمانية بالنسبة لـأوروبا كانت حلاً.. المقدم: مبررة، نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، وكانت مبررة، وربما نحن نقول الآن: إن العلمانيين في الغرب في أمريكا مثلاً وأوروبا أفضل من اليمينيين والإنجيليين والمحافظين وغيرهم من الذين ينطلقون من منطلقات دينية ، لكن بالنسبة للعالم الإسلامي؛ العالم الإسلامي لا يشهد مثل هذه الحالات، بل تاريخ الإسلام هو تاريخ الحضور، وتاريخ العلم، والفقهاء جنباً إلى جنب مع العلماء والمبدعين عاشوا في جو واحد، وكانت المسئولية على الحاكم عن حماية المجتمع وتطوير كل ألوان العلوم، فليس هناك نوع من التناقض، لكن في واقع المسلمين اليوم أنا أعتقد أن فيه شيئاً من التناقض، ومن الانفصال في الحياة، يعني: لما ننظر مثلاً الآن ونحن نتكلم عن العبادة مثلما ذكرتها للأخ من النمسا ، تجد الآن كثيراً ما نتكلم عن الجوانب التعبدية المتعلقة بالشعائر، يعني: أنا أسأل نفسي: الدروس العلمية في المساجد تجد أن (90%) من هذه الدروس يتعلق بالشعائر، الكتب المؤلفة، حتى إنك تجد كتاباً مؤلفاً قديماً ربما توارد على شرحه مئات العلماء عبر العصور كلها، وكلهم يتكلمون عن نفس القضايا ويكررون نفس الأدلة ونفس الأقوال، ونحن جزء من هذا لا ننكر، وليس ممنوعاً أن الإنسان يعالج، لكن المطلوب إعطاء كل ذي حق حقه . كذلك ربما أنا أستميحك العذر أن أطرح حتى الأسئلة في البرامج ومنها مثل هذا البرنامج أو غيره ليس مطلوباً ألا يسأل الإنسان عن دينه، لا، لكن لو نظرنا إلى نوع الأسئلة في برامج الفتوى في القنوات الفضائية كلها وفي الإذاعات كلها، احسب كم عدد الأسئلة المتعلقة بالشعائر التعبدية وقد تكون أسئلة دقيقة جداً، ولعله لو نجحت حلقة الفتوى أذكر لك نماذج من الأسئلة التي ربما تكون مضحكة أحياناً وفيها تنطع وتكلف وبُعد عن روح الشريعة ومقاصدها، فهناك نوع من الإفراط في السؤال في هذا الجانب، بينما قلما تجد السؤال عن مقاصد العبادة، ما هو المقصد من العبادة؟ كيف أستفيد من العبادة؟ كيف أوظفها؟ بل هذا يفرض على الناس فرضاً أحياناً من أجل تعليمهم إياه، فهذه مشكلة كبيرة جداً عندنا وفي واقعنا. العبادة بين الوسائل والغايات المقدم: طيب، قبل أن نتلقى أول اتصال يا شيخ، أنا أود أيضاً الإشارة إلى قضية الفرق بين الوسائل والغايات، يعني: كثيراً من الناس الآن في مجتمعاتنا العربية يخلطون الوسيلة بالغاية؛ وبالتالي هنا يكون فيه لبس كبير جداً في مواضيع العبادة؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: صحيح، يعني: مثلاً القرآن الكريم، القرآن واضح أن قراءته وإن كان فيها أجر بذاتها، وقراءة القرآن أفضل من كون الإنسان صامتاً أو لا يقرأ فضلاً عن أن يكون منشغلاً بحرام، لكن واضح أن القراءة هنا وسيلة للتدبر: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ))[ص:29]، فأنت تجد أننا دائماً مشغولون بالكم عن الكيف، يعني: عندنا دائماً في رمضان: كم قرأ الإنسان؟ وكم صلى؟ لكن فكرة كيف قرأ؟ وكيف صلى؟حتى أنه من الطريف أنه قبل أن آتيك فكرت أن أرجع إلى بعض القواميس وأنظر كم مرة وردت في القرآن الكريم كلمة (كم)، وكم مرة وردت في القرآن الكريم كلمة (كيف)، فقلت: حتى لو وصلت إلى هذه النتيجة، معناه أنني: حتى أنني بهذا التحليل والتحديد أكرس قضية الكم؛ لأنه إذا كانت الكلمة وردت في القرآن أكثر معنى، فأدركت هنا أنه فعلاً في طريقة نظرنا للقضايا نحن منشغلون جداً ربما نغلِّب قضية من صلى مائة ركعة أو حتى ألف ركعة، وختم القرآن مائة مرة، نغلِّبها وهي روايات قصاراها أن تكون عن بعض السلف وقد تصح أو لا تصح على الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى أصبح بآية واحدة من القرآن يكررها ويبكي: ((إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))[المائدة:118]، فهنا ممكن أن تتحول العبادة إلى شيء له معنى وتأثير في الحياة. أسئلة المتصلين المقدم: جميل جداً، وحول هذه النقطة بالذات كنت أود لو أفضنا أكثر، لولا أن هناك عدداً من المتصلين على الخط.الأخ خالد من قطر تفضل.مداخلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مداخلة: جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج، يعلم الله أني أحبكم في الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أحبك الله أخي خالد وبارك فيك. مداخلة: شيخ سلمان جزاك الله خيراً على هذا البرنامج، لكن أريد يا شيخ أن أستوضح نقطة يعني: هم يقولون: بأن العبادات لها تأثير دنيوي وتأثير أخروي، ولكن هناك سؤال: لماذا لم تؤثر فينا هذه العبادات؟ يعني مثلاً: الغربيون وهم كفار لا يعبدون الله تقدموا علينا بالتكنولوجيا وبالطائرات ويحاربونا بها.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ممتاز. مداخلة: طيب، يعني: لماذا لم تؤثر فينا العبادة؟ ولماذا هم سبقونا؟ أرجوك أنك تجاوبني على هذا السؤال.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أبشر. المقدم: جميل، شكراً لك، شكراً لك أخي خالد شكراً.الأخت أم شهاب من سلطنة عمان تفضلي.مداخلة: السلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مداخلة: السلام عليكم.المقدم: عليكم السلام تفضلي معك.مداخلة: لو سمحت ممكن أكلم سعادة الشيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: معك أم شهاب معك. مداخلة: لو سمحت سعادة الشيخ عندي زوج مريض بالكلى زارع كلى، فمن أربعة شهور زارع، يقول لي الطبيب: لا تخليه يصوم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. المقدم: واضح، انتهى السؤال أم شهاب ؟مداخلة: نعم، ما صلت.. الفطرة كم الفطر الذي أطلعه عنا؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه طيب. المقدم: واضح أم شهاب .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: واضح إن شاء الله. المقدم: شكراً، شكراً جزيلاً. لدينا سؤال من الأخ محمد من السعودية تفضل.مداخلة: السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: كل عام وأنتم بخير، ومبروك عليكم الشهر الفضيل وعلى الأمة الإسلامية جميعاً.المقدم: آمين آمين.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تقبل الله منا ومنكم. مداخلة: سؤالي الله يطول لي بعمرك: القرض يا شيخ هل يحق عليه الزكاة أو لا، قروض البنوك وقروض من الشركات؟المقدم: أيش المقصود بالقرض يا أخي محمد ؟مداخلة: أنا أخذت قرضاً من إحدى الشركات..المقدم: قصدك شراء بالتقسيط؟مداخلة: الشراء طال عمرك الذي ما هو بالتقسيط الذي هو يسمونه الأونصة الشراء بالذهب أو المعادن أو.. هل يستحق عليها الزكاة أو لا يا شيخ إذا حل؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: طيب. المقدم: طيب، شكراً لك، شكراً أخي محمد .الأخ جمعان من السعودية أيضاً تفضل.مداخلة: السلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.مداخلة: كيف الحال عساكم طيبين.المقدم: أهلاً وسهلاً.مداخلة: شهر مبارك إن شاء الله لكم وللشيخ سلمان العودة ونسأل الله أن يطيل أعماركم في طاعته.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: آمين آمين بارك الله فيك. مداخلة: هو موضوع يعني بصراحة كثر في مجال التلفزة الفضائية حتى على مواقع الإنترنت تقريباً وهو موضوع: إنسان يخرج أو ربما طلب العلم لسنة أو سنتين يخرج أمام الناس بأنه العالم الفذ الذي يفتي وينهى ويحرم ويحلل على كيفه، وربما كان من بعضهم من دون ذكر أسماء، كان من بعضهم من عنده انحراف عقدي ربما يؤثر بسلوكه وانحرافه العقدي على غيره من الناس، وكثير منهم يوجدون على التلفزة الفضائية ومرغوبين من قبل المشاهدين والناس والعامة فضلاً عن طلبة العلم والعلماء، عن العامة، بل منهم من تطاول على العلماء، أرجو من الشيخ الدكتور سلمان العودة أسأل الله أن يطيل في عمره أن يتحدث حول هذه النقطة، وأن يوجه الناس والمشاهدين والمستمعين إلى الطريق الصحيح حتى يعرفوا من يفتيهم على حق متبعاً للكتاب والسنة ممن يفتيهم على باطل واتباع للهوى. أشكركم على إتاحة الفرصة لهذه المشاركة، والسلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. المقدم: ولك جزيل الشكر.الأخ خالد من الكويت . تفضل أخي خالد .مداخلة: ألو السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.مداخلة: كيف حالكم؟المقدم: أهلاً وسهلاً.مداخلة: ممكن أكلم الشيخ سلمان .المقدم: تفضل معك.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تفضل يا أخي خالد مرحباً. مداخلة: ألو.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تفضل يا أخي خالد معك. مداخلة: كيف حالك يا شيخ؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أهلاً وسهلاً. مداخلة: طيب إن شاء الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الله يرضى عليك. مداخلة: يا شيخ بالنسبة أحياناً الأسئلة تورد مثلاً على سبيل المثال المسجد الأقصى مثلاً، بل قد تجد من الناس يظنون أن الإيمان وهذا يعني الله عز وجل معية الله مع خلقه ومع المسلمين ومع أهل الإيمان، لماذا يحصل كل هذا يعني في المسجد الأقصى وفي العراق وفي المسلمين وتعذيبهم وتهديم البيوت، لماذا لم يؤثر الإيمان مثلاً على هؤلاء المصابين المسلمين يعني: بالنسبة للمسجد الأقصى.. إلى غير ذلك؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ممتاز ... ممتاز. المقدم: شكراً.. شكراً أخي خالد شكراً جزيلاً. فضيلة الشيخ لعلنا نبدأ في عرض الأسئلة قبل أن نأخذ..طيب الأخت وداد عفواً يا شيخ، الأخت وداد من السعودية تفضلي.مداخلة: ألو السلام عليكم.المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: أول شيء أحب أقول لكم: كل عام وأنتم بخير بمناسبة الشهر الكريم.المقدم: وأنت بخير.مداخلة: وأحب أقول للشيخ: جزاك الله خيراً على توضيح مفهوم شمولية العبادة، وأنا في اعتقادي أن إغفالنا لهذا المفهوم يعني الغرب تقدم علينا في التكنولوجيا وفي شتى مجالات الحياة يعني، بس كان أحب أسأل سؤالاً لو سمحتم.المقدم: تفضلي.مداخلة: بالنسبة أنا عندي مرض السكر منذ ثلاث سنوات، وكل يوم الحمد لله أصوم في رمضان والسكر من النوع الأول فصعب التحكم فيه، لكن الآن أنا حامل الحمد لله، والدكتور قال لي: يعني صعب نحن نتحكم فيه الآن؛ لأن الحمل عليه خطر إذا ما تحكمنا في السكر فما تصومي الشهر كله، فأريد أعرف الحكم الآن هل هو حكم مريض، أو حكم حامل خائفة على جنينها، وأحب توضحوا لي الحكم، ونقطة معذرة أخرى.المقدم: تفضلي. مداخلة: أنا نفسياً الآن متعبة؛ لأنني أحس أن أجراً كبيراً ضاع عليَّ بسبب عدم صيامي، فأتمنى يعني كلمة من الشيخ بهذا الموضوع.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أبشري إن شاء الله. المقدم: وهو كذلك.مداخلة: جزاكم الله خيراً.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وإياك. المقدم: وإياك، أسأل الله عز وجل أن يشفيك وجميع مرضى المسلمين.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: آمين آمين. أجوبة أسئلة المتصلين أسباب عدم تأثير العبادة المقدم: عوداً على أول الاتصالات: الأخ من قطر فضيلة الشيخ يسأل: لماذا لا تؤثر فينا العبادة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أولاً: أشكر -في الحقيقة- عدداً من الأسئلة التي تنبثق من ذات الموضوع، هذه بداية جيدة، وحتى لو هي أسئلة غريبة نحن نستقبلها بكل حال.فقضية سؤال الأخ خالد : لماذا لم تؤثر العبادة فينا؟أعتقد أنه لم تؤثر العبادة فينا؛ لأننا حافظنا على شكل العبادة وليس على روحها وسرها ومعناها؛ وبالتالي لم يكن للعبادة ذلك الأثر، وكما قلت: أصبح الناس مشغوفين جداً بالسؤال عن تفاصيل العبادة وليس فقط العبادة، وإنما تفاصيل التفاصيل، يعني: أكثر من مرة سألني عدد من الشباب، يقول لي: هل يجوز أو هل يشرع أنني آخذ النواة عندما آكل التمر وأضعها على يدي ثم أرميها هكذا؟ وتكرر السؤال أكثر من مرة، وكنت أنهى هؤلاء الشباب وأقول لهم: ابتعدوا عن هذه التفاصيل الدقيقة التي لا تنفعكم، والحياة أضيق وأقل وأقصر من أن نضيعها في مثل هذه الجزئيات ونغرق فيها. بعض الإخوة يقولون دائماً: إنه لا مانع من الجمع بين كل هذه الأشياء، فأقول: هذا نظرياً سليم، لكن الحياة ما تعطيك فرصة، يعني: ليس لديك إمكانية أن تجمع بين أشياء كثيرة جداً، إذا انشغلت مثلاً بتفاصيل الطهارة وكل الناس وكل طلبة العلم يبدءون بالطهارة ثم الصلاة ثم تفاصيل الزكاة ثم الصوم ثم الحج ثم البيوع والمعاملات ويدرسونها دراسة فقهية محددة، دعك هذا للمختصين، لطلبة العلم الشرعي، لكن كثير من الناس يتتبعون هذه الجزئيات.إذاً: متى سوف يكون عند الإنسان وقت للتعرَّف ودراسة الحياة في الوقت الذي عندنا فيه كتب كثيرة جداً كما ذكرت في التفاصيل وتفاصيل التفاصيل. تسأل أحياناً عن كتب في فقه الحياة، في النظام السياسي مثلاً في الإسلام، في النظام الحضاري، في النظام الأخلاقي، في النظام التربوي، فتجد أنها نادرة وقليلة، مع أننا نواجه اليوم طغياناً ونواجه تحديات صعبة تفترض علينا أن ننتقل إلى مثل هذا اللون وهذه الحياة.كذلك الدروس يعني تجد ندرة في الدروس حتى في علم التفسير وهو علم أساسي وجوهري أو في السيرة النبوية التي تعلم المسلم كيف يرتبط بدينه تجد أن هناك ندرة.فأعتقد أن سبب ضعف التأثير: أنه تؤثر فينا عوامل أخرى، آباؤنا وأجدادنا كان بعض اللعابين منهم العيارين كما يسمونهم، كانوا اثنين أو ثلاثة يبنون الجدار، واحد يذهب لأخذ الأجرة واثنين يمسكون الجدار حتى لا يسقط قبل استلام الأجرة. فهناك أحياناً ثقافة في المجتمع غير الدين، هذه الثقافة هي التي تؤثر في الناس وتوجد عندهم انفصالاً، بحيث أن الإنسان إذا دخل المسجد كأنه خلع ثوباً ولبس ثوباً آخر، بحيث أنه يسجد ويركع، طيب يا أخي أنت ساجد وتقول: سبحان ربي الأعلى، معناه: أنك تؤمن بإله يراقبك وأنت في السوق أو في العمل أو في المتجر أو في المطعم أو في المنزل أو في غرفة النوم.. أو في أي مكان، يفترض أن يكون عند الإنسان يقظة، ويكون عنده نوع من عدم الازدواجية في شخصيته. نحن نحتاج من الدعاة والعلماء والفقهاء إلى التركيز على روح العبادة ولبها وليس فقط على شكل العبادة وصورتها . المقدم: جميل. إذاً حس العبادة لم يصاحبنا، لم يصاحب الطبيب ولا التاجر ولا صاحب العمل. ولا فني المعمل ولا البناء حتى الذي ذكرت.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ولا الحاكم ولا الرئيس ولا الزوج ولا الأب ولا المعلم.سألت نفسي يوماً من الأيام أخي فهد : لماذا شرعت العبادات؟ فوجدت أن أول جواب عندي في نظري: أن من أهم وأول ما شرعت العبادات من أجله هو تربية الناس على حفظ الحقوق.. حفظ حقوق الناس، حفظ حقوق الآخرين، بينما تجد أن الكثيرين يطيحون بحقوق الناس ولا يلتفتون . عمر رضي الله عنه لأنه عابد حقاً كان يقول: [لو عثرت بغلة في العراق لشعرت أن الله تعالى سائلني عنها: لمَ لم تسو لها الطريق يا عمر ؟]، فيدرك يعني أن حفظ حقوق الناس من أعظم ما يسأل عنه العبد يوم القيامة . حكم المريض بالكلى الذي لا يستطيع الصوم المقدم: جميل جداً، يبدو أننا لو أفضنا الحديث في هذه النقطة فقط في حس العبادة وكيف يتغلغل في المجتمع ما أخذنا حقها بالكامل، لكن ننتقل إلى سؤال أم شهاب من سلطنة عمان وهي مريضة بالكلى شفاها الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: شفاك الله. المقدم: أو آسف.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: زوجها. المقدم: زوجها مريض بالكلى. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: شفاه الله تعالى وعافاه، وإن شاء الله تكون زراعة الكلية ناجحة، ونسأله سبحانه أن يَمنّ عليه بالعافية ويبقيه لزوجه وأطفاله وأسرته.ما هو حكم هذا المريض؟معروف أن المريض بالكلى لا يصلح له الصيام، فهو يحتاج إلى تناول السوائل دائماً لفترة طويلة؛ ولذلك فإن زوجك يا أم شهاب عليه أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً، غداء أو عشاء، سواء الآن أو يجمعها كلها بعد شهر رمضان، وليس عليه أكثر من هذا. حكم زكاة القروض المقدم: طيب، الأخ محمد من السعودية .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأخ محمد يسأل عن القرض، أنا ما فهمت بالضبط أيش يقصد بالقرض.. المقدم: يبدو أنه استدان قرضاً من البنك، فيسأل عن الزكاة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني إذا كان القرض بمعناه الشرعي، بمعنى: أنه أخذ مالاً، سواء نقداً أو ذهباً أو غيره من أحد بدون زيادة؛ لأن الذهب لا يجوز أخذه بالزيادة بالتقسيط يعني، فإذا أخذ الإنسان نقداً أو أخذ شيئاً على أن يرد مثله بعد ذلك، فهذا ليس عليه زكاة على المستقرض؛ لأنه يعتبر ديناً في ذمته، والدين يسقط وجوب الزكاة. التصدر للفتوى المقدم: طيب والأخ جمعان ..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأخ جمعان أيضاً أشار إلى نقطة مهمة يقول: إنه قد يكون هناك كثير من الشباب في مقتبل طلب العلم ويدرس الواحد منهم ثم يرى أنه عالم فذ ويتكلم ويفتي. المقدم: ويتصدر.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ويتصدر، وقد يهاجم أيضاً غيره، ويقول: إن هؤلاء قد يكونون أحياناً مرغوبين من بعض الناس.فأقول: أخي جمعان ما ذكرته هي ملاحظة صحيحة، وأنا أعتقد كما أن الطبيب مثلاً نحن نمنع أن يمارس الطب إلا من يكون عنده كفاءة وإمكانية وعنده سنة امتياز، وعنده خبرة معينة، وبعد سبع سنوات أيضاً ووفق أصول وضبط معين، وهكذا جوانب التخصص الأخرى، فأعتقد أن الشريعة أولى برعاية ذلك، وأن يكون هناك نوع من الضبط والنظام في مسألة الفتوى. أما مسألة الوعظ؛ سواء كان الوعظ في القنوات الفضائية أو في المساجد.. أو غيرها إذا كان الإنسان يعظ وعظاً مجرداً، يعني: تذكيراً بالجنة والنار وبالحقوق الشرعية المتفق عليها فهذا الأمر فيه أخف وأوسع. المصائب النازلة بالأمة الإسلامية المقدم: جميل الأخ خالد .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأخ خالد من الكويت رد على نفس الموضوع المهم الذي نحن نتحدث عنه ونشير إليه، وهو ما يتعلق: أنه ما دام الناس يعتقدون أن الله معهم وأنه يعبده المسلمون، يعني: لماذا يقع للمسلمين في فلسطين أو في العراق أو في أفغانستان أو في الشيشان .. أو في أي مكان لماذا يقع لهم ما يقع؟ وهذا سؤال مهم.أولاً: أقول يا أخي خالد : إن ما يقع للناس جزء منه هو بقضاء الله وقدره، وهو يقع على المسلمين والكفار، انظر مثلاً إلى الإعصارات التي تضرب أمريكا كاترينا وغيرها، أو تسونامي أو غيرها في آسيا ، هذه مصائب جُبلت عليها الحياة، فـ الحياة جُبلت على وجود نوع من المصائب، وهذا لا يختص بالمسلم أو غيره ، ونحن نرى دولة كـأمريكا وهي دولة عظمى كيف واجهت هذه الأعاصير، وكيف أفلست وثبت فشلها وعجزها عن مواجهة ذلك، وكان هناك نقد كبير جداً لمعالجة مثل هذا الأمر.النوع الثاني مما يصيب الناس: ما يكون بسبب تقصيرهم، مثل: الهزائم والنكبات التي وقعت عليهم بسبب التقصير الذي صدر منهم، وهذا أيضاً ما حصل للمسلمين في أكثر من بلد، فهذا بدون شك أنه بسبب ضعف المسلمين؛ لأننا نحن هنا لما نقول: تقصيرهم في العبادة ماذا نعني؟ هل حل مشكلة فلسطين مثلاً المزيد من الصلاة، أو المزيد من الصوم؟ نعم، يجب على المسلم أن يؤدي عباداته وصلواته وصومه. لكن يجب أن ندرك أن من العبادة التي يجب على المسلمين أداؤها مثلاً التقدم في العلوم، هذه عبادة، وأنت تعجب وتتألم أخي خالد لهذا التناقض الكبير بين ديننا وبين واقعنا.أنا دائماً أخي أقول: إننا أمة اقرأ تجدها في ذيل القافلة في التخلف العلمي، مع أن عندهم نصاً مقدَّساً يوصيهم ويوجب عليهم القراءة، وهو أول ما نزل في القرآن، بينما الأمم الغربية ما عندها نص قرآني أو رباني يقول لهم: اقرءوا، ويأخذهم بالدين للعلم والقراءة. أمة: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا))[آل عمران:103]، عندها نص قرآني يوجب عليها الوحدة، وأن تسعى إليها وتتربى عليها، لكن هذه الأمة أشد ما تكون انقساماً وتشرذماً، حتى إن بعض المسلمين لو استطاع أن يشق نفسه اثنين أو يتخاصم مع نفسه في المرآة إذا لم يجد من يخاصمه، وتجد أنه لو اجتمع أربعة من المسلمين شكلوا خمس جماعات ، وتجد الخلافات السياسية أيضاً بين الدول الإسلامية تستعصي على الحل، بينما أوروبا التي خاضت حروباً طاحنة فيما بينها وذهب فيها أكثر من ستين وسبعين مليوناً استطاعت أن تقلب هذه الصفحة من جديد وتصنع نوعاً من الوحدة. أمة العدل: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا))[المائدة:8]، تستغرب كيف أن هذه الأمة يشيع فيها ألوان من بخس الحقوق والظلم على كافة المستويات كما قلنا من الحاكم إلى الأب إلى الرئيس إلى المعلم إلى جميع الناس، وكأنه أمر يتعاطونه فيما بينهم، والناس قد يطالبون بعض الناس بحقوقهم لكن لا يؤدون واجباتهم، وهذا ظلم آخر أيضاً؛ لأن الذي يطالب بالحق عليه أن يتعلم أيضاً كيف يؤدي الواجب الذي عليه.فأحياناً أنا أتألم لهذا، وأقول لأخي خالد وغيره: علينا ألا نحاكم الإسلام إلى واقع المسلمين اليوم لأن الإسلام حكم المسلمين فترة طويلة جداً وأنتج هذه الحضارة العظيمة لأناس كانوا رعاة الغنم فأصبحوا قادة الشعوب والأمم، والأمة الأمية تحولت إلى أمة تعلم الناس الحضارة والتقدم .الأمة اليوم في فترة ضعف وانحدار، وليس على الله بعزيز أن ترتقي إلى درجة من القوة متى وجد الشباب الطامح الطموح الذي لديه الرغبة في الإنتاج والرغبة في العمل، ووضع يده على مكمن الداء في هذه الأمة. المقدم: جميع يا شيخ، المشكلة أنه يقتنع أكثرنا يا شيخ في هذا الوقت أننا يجب ألا نحاكم الإسلام بما نفعله الآن، لكن من يقنع المجتمعات الأخرى، أو من يقنع الآخر أن الإسلام لا نمثله نحن.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وهذا يجب أن يكون هناك خطاب إعلامي قوي جداً صريح يكشف للناس حقيقة الإسلام؛ حتى لا يلتبس ذلك على المسلمين أو على غير المسلمين الذين جرت العادة أنهم يأخذون الإسلام من أعمال المسلمين وتصرفات المسلمين.وأقول على وجه الخصوص: المسلمون في ديار الغرب عليهم مسئولية كبيرة وعلينا مسئولية في توجيههم، وكنت ذكرت في موضوع العبادة نفسه أن من النماذج المؤلمة أن بعض الشباب في ديار الغرب يصلون في المسجد وبعد الصلاة يذهبون لما يسميه بعضهم جمع الغنائم، فيستحلون الأخذ والسطو على أموال الكفار ، نعم هذه فئة قليلة جداً ومحدودة في أوروبا لكنها موجودة.وذكر لي أخ ثقة قصة حصلت فعلاً في فرنسا : إحدى الأخوات المسلمات دعت امرأة فرنسية وأسلمت على يدها، وكانت المرأة الفرنسية تعتبر هذه المرأة المسلمة نموذجاً وقدوة؛ لأنها قرأت في تعليمات الإسلام الشيء العظيم، فدخلوا بقالة ثم خرجوا منها، وبينما هم في الطريق لحقتهم أجهزة البوليس واستوقفتهم وقالت: أنتم متهمون بسرقة، فنزلت المرأة الفرنسية وهي ترغي وتزبد وتتكلم عليهم وتقول: أنتم عنصريون وأنتم تحاربون الإسلام؛ لأن هذه المرأة ذات سحنة عربية فأنتم لاحقتموها، فقالوا لها: لماذا أنت غاضبة؟ كل ما في الأمر أننا نفتش السيارة وينتهي الأمر، فتشوا السيارة ووجدوا المسروقات، فاكتشفت هذه المرأة الفرنسية أن المرأة المسلمة هي التي سرقت، كيف تدعو إنساناً إلى القيم والأخلاق وأنت تمد يدك إلى جيبه لتسرق محفظته، فارتدت هذه المرأة عن الإسلام.ولذلك يقول بعض المهتدين: الإسلام محجوب بمساوئ أهله، فالواقع العملي للمسلمين يحول بين الناس وبين الدخول في الإسلام، وهذا من الصد عن سبيل الله . المقدم: وألف حكاية وحكاية تدل على نماذج من الانفصال للأسف الشديد. أسئلة المتصلين المقدم: عفواً قبل أن ندخل إلى الأخت وداد معنا الأخ حسين من العراق وآسف جداً إن أطلنا عليك، تفضل يا أخي.مداخلة: السلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مداخلة: كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم عليكم والله يتقبل منا ومنكم. المقدم: آمين.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك يا أخي حسين ، وحفظ الله بلدكم وأهلكم. مداخلة: وأنا سعيد جداً في لقائي مع الشيخ الأستاذ الفاضل سلمان العودة ، وأنا متابع له باستمرار على موقعه في الإنترنت: الإسلام اليوم. فضيلة الشيخ! أصل العبادة أننا لم نتعلم ولم نخلق علماء، وإنما تعلمنا من مشايخنا وأساتذتنا، ولكن هنا ما يحدث في بعض شبابنا وهي مسألة إن قرأ أو تعلم مسألة أصبح عالماً ومفتياً يحلل مال هذا ويقتل هذا ويسفك دم هذا، والتمادي الذي يفعله الإنسان وهو يخرج عن جوهر العبادة ويخرج عن صميم العبادة، وللأسف ونخشى أن نقع فيما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم التنطع، بأنه يتجاوز على العلماء فيستبيح، وهذا التنطع الذي وصل فيه الأمة ما وصل، حتى إن هناك عبادات أعطيك مثلاً ونحن نعيشه اليوم في العراق هو التمادي بحيث يخرج من طور الجهاد الذي هو في الكتاب والسنة إلى أن يخرج بإرهاب في منظور الغرب وليس في منظورنا هو كله تمادٍ يا شيخ، فأتمنى من فضيلة الشيخ سلمان العودة ، هناك شباب أيضاً يتجاوزون حتى على العلماء، يعني: أنا للأسف أذكرها، هناك من يتجاوز على الشيخ نفسه سلمان العودة أنه يقول: إنه هو من التكفيريين، أو هو من المحرضين، أو هو ليس من العلماء إنما هو من الدعاة، فهذا كله يخرج عن طور العبادة.فسؤالي فضيلة الشيخ جزاكم الله خيراً: ما هو السبيل إلى وقوف الحد على هذا التمادي بحيث نأتي إلى جوهر العبادة، نتمسك بأصولها، نلتزم بمعالمها؛ حتى لا نتجاوز، حتى لا نكون نحن مفتين، حتى لا نكون نحن مشرعين ولا نحن القضاة، ففضيلة الشيخ جزاكم الله خيراً، أرد إليك هذا الجواب حتى يعود كل شيء إلى منهجه الصحيح، فسؤالي يا شيخ محدد وقد أطلت عليكم وأنا آسف، ولكنني سعيد باتصالي معك يا فضيلة الشيخ سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: شكراً شكراً أخي حسين بارك الله فيك. مداخلة: ما هي نصيحتكم لشبابنا بعدم التجاوز على العبادة وعدم التجاوز على العلماء، ولأنه تجاوز عليهم هو ترك صميم العبادة وجوهرها، فجزاكم الله خيراً.المقدم: شكراً.مداخلة: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا تنسونا من دعائكم عند الفطور؛ لأننا نحن في ضيق في هذه الأيام في العراق ، فلا تنسونا من دعائكم فضيلة الشيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أبشر يا أخ حسين أبشر. المقدم: فرج الله كربتكم أخي حسين ، وشكراً لاتصالك. أجوبة أسئلة المتصلين حكم صيام المريضة والحامل المقدم: الأخت وداد قبل أن نتطرق إلى الأخ حسين .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأخت وداد علقت على نفس الموضوع، أشكرك يا أختي وداد ، يعني: يهم الإنسان أن يسمع صدى صوته عند الآخرين، شفاك الله وعافاك، تقول: إن عندها مرض السكر وأنها حامل، نسأل الله أن يتمم عليها ويرزقها الذرية الصالحة. المقدم: آمين آمين. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وبالتالي الطبيب أمرها ألا تصوم، يجب عليك ألا تصومي حينئذ؛ أولاً: لأنك مريضة، وثانياً: رعاية للطفل أيضاً، فليس عليك صيام، لكن عليك أن تطعمي عن كل يوم مسكيناً.. عليك القضاء فيما بعد ذلك، تقضين عن كل يوم يوماً بعدما تلدين، وأيضاً إذا احتجت إلى الفطر للإرضاع بعدما ترضعين، وليس عليك شيء وراء هذا. المقدم: هل أعامل الآن كحامل أو كمريضة؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هي مريضة وحامل في نفس والوقت يعني. المقدم: وتقول أنها نفسيتها..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وأما مسألة أن الأجر ضاع عليك، فأبداً أبشري أدركت الأجر العظيم، الأجر أختي وداد ضاع على أقوام في صحتهم وعافيتهم وقدرتهم ويمكن أن يضيعوا أوقاتهم في اللهو والقيل والقال ومجالس السوء التي لا تنفع ولا تدفع.أما الأخت الكريمة التي يتحرك قلبها بالشوق والرغبة إلى العبادة وتتألم لما فاتها من ذلك فالأجر مكتوب لها، أجرك مكتوب لك، وأيضاً سوف يعوضك الله سبحانه وتعالى، ويسعك أن تقضي وقتك في قراءة القرآن وذكر الله والتسبيح والاستغفار وخدمة الناس ونفعهم والإحسان إلى زوجك وأطفالك.. فكل هذا من العبادة كما نحن نتحدث عنه قبل قليل. الموقف من أحداث الساحة العراقية المقدم: الأخ حسين من العراق .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأخ حسين أيضاً طرح قضايا كبيرة، والحقيقة قضايا مهمة ومتوقعة أنها تطرح في مثل هذا الحوار ولا بأس أن تثار، وأسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يحفظ العراق وأهل العراق ، وأن يقيم عليهم وحدتهم ويولي عليهم خيارهم ويكفيهم شرارهم، ويكفيهم شر عدوهم وشر الشيطان وشركه وشر كل ذي شر وشر كل دابة هو آخذ بناصيتها.ومشكلة التعالم عند بعض الشباب مشكلة قائمة، وأنا أتألم من ضياع المرجعية عند المسلمين عامة والسنة خاصة؛ بحيث لم يعد هناك نوع من الرجوع إلى الأكابر والأخذ عنهم والروية في بعض القضايا، وبذلك استبيحت الدماء والأعراض والأموال ووقع ما وقع مما هو ضرر كبير.مسألة الجهاد: الجهاد في العراق أو غير العراق يعني: مقاومة العدو المحتل، فإذا غزي بلد إسلامي -كما وقع في العراق - فالجهاد حينئذٍ هو مقاتلة العدو المحتل فقط وليس غير، أما توسيع الدائرة بقتل الناس بالشبهة والاحتمال والظن ولمجرد العلاقة.حتى أحد الأيام اتصل بي أحد الإخوة وقال: يا أخي! هؤلاء منافقون الذين نقتلهم، قلت: حتى لو كانوا منافقين لا يجوز قتلهم، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين، وإنما لما استأذنه بعضهم في قتلهم قال: (لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)، وهديه صلى الله عليه وسلم في المنافقين معروف، هذا إذا سلمنا أنهم منافقون، مع أنه ليس من حق الإنسان أن يتهم كل من خالفه بأنه منافق.فأنا أقول: إنه كما ذكرت أن هناك نوعاً من الخطر الكبير، وأخشى أن تكون هذه التجاوزات التي تقع في العراق أنها هي أكثر ما يهدد ويضر حتى المقاومة الرشيدة، فالناس يجمعون أحياناً على مقاومة العدو المحتل لما يكون الأمر صموداً إليه، لكن أن تكون القضية مفتوحة وضائعة وكل أحد مستهدف بكافة الاحتمالات، والطوائف تتقاتل فيما بينها: هذا شيعي وهذا سني وهذا كردي وهذا كذا، فهذا خطر كبير.أما من يتحدثون أنني محرض أو مكفر، فبالعكس أنت ممكن تتابع أنت وغيرك، نحن لا نكفِّر أحداً من المسلمين، و الأصل عندنا بقاء المسلم على دينه، وأيضاً لا نحرِّض على قتل الأبرياء وعلى قتل المدنيين وعلى قتل المسلمين فموقفنا واضح جداً، نحن مع المقاومة الرشيدة في فلسطين التي تقاتل العدو الصهيوني فقط، ومع المقاومة الرشيدة في العراق التي تقاتل جيش التحالف المحتل فقط، أما ما سوى ذلك فنحن لا نقره . المقدم: طيب ربما يعني كان قصد الأخ حسين أشمل من ذلك، يمكن لم يقصد شخصاً، لكن هو طرق اسم سلمان العودة كمثال، هو يتكلم طبعاً كما فهمت منه: أن هنالك أدعياء يتصدرون، هو نفس الأخ جمعان من السعودية ، لكن الوقت طبعاً ضاق علينا ولدينا أكثر من اتصال لو سمحت لي يا شيخ، بسرعة وسنأخذ اتصالاً ونرد عليه في كل اتصال لوحده. حكم زكاة الأسهم المقدم: الأخ أبو سلطان من الإمارات تفضل.مداخلة: ألو السلام عليكم.المقدم: عليكم السلام ورحمة الله.مداخلة: جزاكم الله منا خيراً، أردنا سؤال فضيلة الشيخ بخصوص الزكاة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تفضل يا أبو سلطان . مداخلة: فضيلة الشيخ! بالنسبة للأسهم هل يجوز عليها زكاة إذا ما دار عليها الحول؟ وهل بإمكاني كيف أخرجها بأي سعر؟ وهل من الإمكان أني أحجز مبلغها إذا طلع لها زكاة في الوقت هذا وأطلعها وأوزعها بعد كذا شهر أو بما يتيح لي الفرصة؟ثانياً: ذهب المرأة التي تستخدمه خصوصية في حق ذهبها.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم هل فيه زكاة أو لا؟ مداخلة: هل تخرج عليه زكاة أو..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: واضح السؤال. المقدم: شكراً.. شكراً لك أبو سلطان تفضل.مداخلة: العفو ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بالنسبة لزكاة الأسهم إذا حال عليها الحول وهي عندك وكانت الشركة التي تساهم فيها لا تخرج الزكاة فيجب عليك أن تزكي.وهكذا أسهم التداول هي عروض تجارة تجب فيها الزكاة.ويزكيها الإنسان بسعر يومها، فإذا افترضنا أن شهر الزكاة عندك رمضان تنظر قيمة الأسهم الآن وتخرج الزكاة.والزكاة تخرج فوراً، ويمكن للإنسان أن يعجل الزكاة، لكن لو أخرها لسبب أن هناك حالة أو حاجة أو مجاعة وأخر الزكاة لأسبوع أو أسبوعين أو شهراً أو نحو ذلك فلا بأس بهذا إن شاء الله. حكم زكاة الحلي الملبوس الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أما ذهب النساء الذي يلبس ففيه خلاف طويل عريض عند الفقهاء، والجمهور على أنه لا زكاة فيه، وهو الذي أختاره: أن كل المستعملات ليس فيها زكاة مثل السيارة التي يركبها أو البيت الذي يسكنه، وهكذا الحلي الذي تلبسه المرأة ليس عليه زكاة، لكن إن أخرجت المرأة الزكاة احتياطاً فهذا جيد. حكم من نوى الإفطار في رمضان ولم يتعاط مفطراً المقدم: جميل جزاك الله خيراً. الأخ حمود من سلطنة عمان تفضل.. تفضل أخي حمود .مداخلة: نعم.المقدم: معك.مداخلة: أنا كان يريد يعمل لي منظاراً الدكتور فنويت ووقفت الأكل من الساعة الحادية عشرة ليلاً بهذه النية؛ نية على أساس أن أعمل المنظار.. الأكل والشرب، ولكن الساعة الثانية عشرة عند الظهر أبلغوني أنه ليس هناك منظار، فهل لي ... أكتفي بهذه النية لمواصلة صومي وأعتبره عن صيام رمضان؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني: هم طلبوا منك الفطر؛ لأنهم سيعملون لك منظاراً؟ مداخلة: هم طلبوا مني التوقف عن الأكل، فأنا توقفت عن الأكل والشرب.المقدم: طيب، توقفت عن الأكل والشرب من الفجر؟ مداخلة: من الساعة الحادية عشرة ليلاً.المقدم: من الحادية عشرة ليلاً؟مداخلة: نعم.المقدم: طيب.مداخلة: بقصد المنظار فقط ... الصبح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه، على كل حال صومك صحيح يا أخي حمود ؛ لأنك ممسك عن الأكل والشرب وأنت أصلاً ناوٍ الصيام في رمضان، فصومك إن شاء الله صحيح ولا شيء عليك. مداخلة: ما كنت ناوياً الصيام أبداً.المقدم: ما كان ناوياً الصيام، كان ناوياً الإمساك من أجل..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: كنت ناوياً أن تفطر؟ مداخلة: كنت ناوياً أن أفطر الصباح بعد المنظار بسبب ... داخل بطني.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ومتى أبلغوك أنه لن يكون هناك منظار؟ مداخلة: أبلغوني الظهر.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الظهر؟ مداخلة: نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. إذاً: جزء من اليوم تجرد عن نية الصيام وهو أول النهار، ما دمت ناوياً للفطر فعليك القضاء. المقدم: نعم.مداخلة: جزاك الله خيراً.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. المقدم: شكراً لك. حكم خروج الدم الفاسد للحامل في شهر رمضان المقدم: أم عبد الإله من السعودية تفضلي.مداخلة: ألو. السلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وعليكم السلام. المقدم: عليكم السلام ورحمة الله.مداخلة: كل عام وأنتم طيبون.المقدم: أهلاً كل عام وأنتِ طيبة.مداخلة: لو سمحت يا شيخ! امرأة حامل منذ شهرين أو شهرين ونصف ... ما أدري أيش حكم الصيام تصوم وتصلي وهي في هذا الوضع؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الشهران ونصف، يعني: تقريباً حدود سبعين إلى خمسة وسبعين يوماً؟ مداخلة: تقريباً شهرين أو شهرين ونصف.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا لا يُعدّ نفاساً يا أم عبد الإله ، بل هو دم فساد، فتصوم وتصلي. مداخلة: طيب، اليومان التي أخرتها، يعني: هي من أمس بهذا الوضع أمس واليوم هي ما صامت ولا صلت؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تقضيها بعد. مداخلة: يعني عادي.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تقضيها فيما بعد، تقضي الصوم فيما بعد. مداخلة: والصلاة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والصلاة. مداخلة: وتقضي الصلاة التي راحت عليها؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. مداخلة: طيب شكراً لك.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: حياك الله. أسباب انتصار المسلمين على الأعداء المقدم: شكراً، الأخ سلمان من السعودية في أقل من عشر ثواني.مداخلة: السلام عليكم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عليكم السلام ورحمة الله. مداخلة: مساكم الله بالخير يا شيخ سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً أخي سلمان . مداخلة: كيف الحال يا شيخ؟المقدم: عشر ثواني يا أخي سلمان انتهى..مداخلة: يا شيخ سلمان أنت قلت: إن تقدم المسلمين ونصرة المسلمين في فلسطين ما هو بكثرة الصلاة، بل أنه في التقدم العلمي.المقدم: طيب.مداخلة: الشيء الثاني يا شيخ نريد تلفونك بحيث نقدر نكلمك أو..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (0554250250). المقدم: تسمح لي يا شيخ..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تقدم المسلمين بالصلاة وبالتقدم العلمي. المقدم: شكراً أخي سلمان ، وبمشيئة الله سنتطرق لمثل هذا إن شاء الله في حلقة قادمة بمشيئة الله عز وجل.بقي معنا وقت، بقي لك يا شيخ عشرون ثانية.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: طيب، أنا أطرح قضية الحل، الانحياز للكيف وليس الانحياز للكم في أداء العبادة. يعني: المطلوب منا أن نصلي وأن ندعو للمسلمين في فلسطين وفي غيرها هذا جزء من الحل، لكن لو قرأنا صحيح البخاري مثلاً مهما قرأناه لن يكون هذا هو سبب الفتح حتى ننفذ قول الله تعالى: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ))[الأنفال:60] . خاتمة الحلقة المقدم: شكراً بس.. شكراً لك فضيلة الشيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. المقدم: لا زلنا نتواصل معكم، ونريد أن نشدد أيضاً على أن الموقع الإلكتروني في خدمتكم أربعاً وعشرين ساعة، ويستقبل إن شاء الله كل تواصلكم.وإلى اللقاء في الغد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.