الرئيسة ›محاضرات›حسن الخلق›وسائل إصلاح أخلاق الإنسان›رفع الإنسان الأخلاق الفاضلة وصرفها إلى الخير رفع الإنسان الأخلاق الفاضلة وصرفها إلى الخير الاثنين 25 رجب 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 279 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الوسيلة الثالثة: هي تعلية ورفع الجوانب الفطرية عند الإنسان، ففي الإنسان خصال فطرية مفطور عليها، مغالبتها مستحيلة؛ لكن الوسيلة المناسبة هي أن يحرص الإنسان على أن يصرف هذه الجوانب الفطرية الغريزية في مصرف مفيد ونافع، أو على الأقل في مصرف مباح.الإنسان -مثلاً- عنده طبيعة الغضب، هذا الغضب يمكن أن يكون غضباً في ذات الله عز وجل إذا انتهكت حرماته، غضباً ينتج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غضباً ينتج الجهاد، غضبًا ينتج القيام بالأعمال والمشاريع التي تنفع الناس، وفي الحديث الصحيح قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من طلب العلم ليتصدر به في المجالس أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالنار النار)، وفي الحديث الآخر: (لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، والحديث رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد، وغيرهم بإسناد صحيح. فحب الظهور إذا هذبه الإنسان يمكن أن يكون وسيلة نافعة؛ لأن هناك مجالات كثيرة لا يستطيع الإنسان الذي يكره الظهور ويبالغ في كراهيته أن يفيد فيها، فالإنسان الصالح الذي حاول أن يصلح نيته يجد فيها ميداناً لممارسة الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر والنهي والإصلاح في المجتمع، وخدمة الناس ونفعهم بطريقة صحيحة تتوافق مع طبيعته وجبلته التي فطر عليها، دون أن تتحول إلى صورة عكسية كما سبق، ودون أن يكون هذا هو هدفه المقصود أصلاً، فيتحول علمه والعياذ بالله إلى عمل من أجل الدنيا.ولذلك لما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة قال: ( من أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن)، وذلك لأن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلا مانع أن يعمل الإنسان على معالجة هذا الخلق بطريقة تدريجية مناسبة، وعلى صرفه في الميدان المناسب، وقُلْ مثل ذلك في أي خلق آخر. التالي الإبدال للأخلاق الذميمة وسائل إصلاح أخلاق الإنسان السابق المحاسبة وسائل إصلاح أخلاق الإنسان مواضيع ذات صلة نماذج من الوفاء في العصر الحديث منزلة الحياء من الدين أحلى شيء في الحياة أثر غياب القدوة في العصر الحاضر بين العفو والحزم