الرئيسة ›دروس›العقيدة الواسطية›وسطية أهل السنة - العلو -...›وسطية أهل السنة في فرق الأمة›وسطية أهل السنة في باب الوعيد وسطية أهل السنة في باب الوعيد الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 377 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة التاسعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم.]والمقصود بالوعيد، الوعيد على أصحاب الذنوب والمعاصي والكبائر التي توعدوا فيها بالعذاب في الدار الآخرة بألوان الوعيد الواردة في القرآن والسنة، مثل كونهم مثلاً لا يدخلون الجنة، أو كونهم يعذبون بالنار، أو كونهم يأتيهم نوع من العذاب، أو من الطرد، أو اللعن، أو غيره. وأول من نازع في هذا الأصل هم الخوارج ، الذين ظهروا زمن الصحابة رضي الله عنهم كما أسلفنا، وقالوا: إن مرتكب الكبيرة مخلد في نار جهنم، وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشرة أوجه كما ذكر ذلك الإمام أحمد عن هؤلاء الخوارج ، وجاءت أحاديثهم في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب ، و أبي سعيد الخدري ، و أبي هريرة ، وجماعة من الصحابة، ولم يصح في أهل البدع شيء كما صح في هؤلاء الخوارج ، وفي هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنهم: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، وقال: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (اقتلوهم أو قاتلوهم؛ فإن عند الله تعالى أجراً لمن قتلهم)، حتى قال في حديث صحيح: (لو يعلم الذين يقتلونهم ما لهم من الأجر عند الله تعالى لنكلوا عن العمل)، يعني: من عظمة الأجر لهؤلاء، مع ما كان عليه هؤلاء القوم من الخشوع، والنسك، والزهد، والعبادة، والغيرة، ولكن هذا كله كان بغلو، وإفراط، ونوع من حض النفس الذي لم يشعروا به، وانساقوا معه، فكان أول انشقاق عقدي وعملي ضرب الأمة المسلمة، وترتب عليه سفك الدم الحرام، واستحلال الحرمات كما هو معروف، والمشكلة الطويلة العريضة التي ظلت في التاريخ وبقيت قرونهم كما جاء: (كلما انقطع منهم قرن ظهر منهم قرن آخر). فهؤلاء كانوا يرون أن أصحاب المعاصي من الكافرين المخلدين في نار جهنم، ويستدلون بظواهر النصوص القرآنية، ويقيمون على ذلك، وزادوا أنهم تحزبوا كما ذكرنا، واعتدوا، وسفكوا الدماء، فهذه مخالفة. ويشترك مع هؤلاء الخوارج المعتزلة ، ولذلك المصنف رحمه الله قال: [(وبين الوعيدية من القدرية).] يعني المعتزلة ، فإن المعتزلة يوافقون الخوارج في أن صاحب الكبيرة أو صاحب المعصية مخلد في نار جهنم في الدار الآخرة، لكنهم يختلفون معهم في حكمه في الدنيا، وفي اسمه في الدنيا كما سوف يأتي.إذاً (الوعيدية من القدرية وغيرهم) وهم المعتزلة و الخوارج يقولون بهذا.وأما المرجئة وهم الطرف الثاني فهم الذين يغلبون باب الرجاء؛ ولهذا سموا مرجئة؛ لأنهم يغلبون باب الرجاء على باب الخوف، بينما الخوارج يغلبون باب الخوف على باب الرجاء، وقد يكون سبب تسميتهم بـالمرجئة لأنهم أرجئوا العمل يعني: أخروه عن الإيمان، فالعمل عندهم لا يدخل في مسمى الإيمان، وإنما الإيمان عندهم هو اعتقاد القلب، أو تصديق القلب. وهؤلاء المرجئة في أحكام العصاة في الدار الآخرة على طوائف: منهم من يقولون: إنه لا يدخل النار أحد من المسلمين ألبتة، وهؤلاء أشد المرجئة ، فيقولون: إن جميع المسلمين لا يدخل أحد منهم النار مطلقاً، هذه طائفة، وهي أشد المرجئة كما ذكرنا.الطائفة الثانية: من لا يجزم بدخول أحد من عصاة المؤمنين النار، يعني: يقولون: من الممكن، ليس على سبيل القطع، لكن من الممكن أن لا يدخل أحد من العصاة النار، وهذا مخالف للسنة، لماذا هو مخالف للسنة؟ لأنه جاء في أحاديث كثيرة جداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هناك من يخرجون من النار، هناك من يخرجون بالشفاعة، وهناك من يخرجون برحمة الله تبارك وتعالى، إذاً هناك من يدخلون النار ثم يخرجون منها، وهؤلاء لا شك ممن..مداخلة: من العصاة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: من المسلمين العصاة، نعم، من المسلمين ومن العصاة، أما أنهم من العصاة فلأن الله تعالى لا يظلم أحداً، وأما أنهم من المسلمين فلأن غيرهم لا يدخل الجنة، وهؤلاء يخرجون من النار ويدخلون الجنة، إذاً هم مسلمون، وهم عصاة، ولهذا نقول: لا بد أن يدخل من عصاة المسلمين أحد النار، لكن هل نحكم لعاص بعينه؟ كلا، فهو تحت المشيئة: إن شاء الله تعالى عذبه، وإن شاء غفر له.إذاً الطبقة الوسطى من أهل الإرجاء يقولون: من الممكن أن لا يدخلها أحد ألبتة فيخالفون هذه السنة.ومنهم المقتصد وهم الذين يسمون مرجئة الفقهاء، وهؤلاء الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، ولهذا سموا مرجئة، أو يسمون مرجئة الفقهاء، كـحماد بن أبي سليمان وغيره، ولكن هؤلاء يوافقون السلف في حكم مرتكب الكبيرة، وأنه تحت المشيئة، وأن من أهل الكبائر من يدخل النار ويخرج منها.والسنة الصريحة تدل على أن العصاة تحت المشيئة، وأن منهم من يعذب بالنار، ومنهم من يخرج منها كما ذكرنا. التالي وسطية أهل السنة في باب أسماء الإيمان والدين وسطية أهل السنة في فرق الأمة السابق وسطية أهل السنة في باب الأفعال وسطية أهل السنة في فرق الأمة مواضيع ذات صلة انهيار الأسباب المادية أمام قدرة الله عز وجل الخوف من الحج ومن النفاق على النفس الإيمان المجرد دون الالتزام بأحكام الشريعة إظهار الإيمان وتقوية شواهده وسطية أهل السنة في باب أسماء الإيمان والدين