الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›القصيدة -2›الشعر حافظة للتاريخ والأحداث الشعر حافظة للتاريخ والأحداث الجمعة 4 جمادى الآخرة 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 4101 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل باعتبار الشعر أيضاً حافظة للتاريخ كما كانت مداخلة معنا الأسبوع الماضي بما فيه الشعر النبطي أو الشعر العامي باختلاف المدن أو الشعر العربي الفصيح. يعني أنا يستوقفني حادثة أو قصة معينة للشاعر إبراهيم ناجي وهو دكتور وهو طبيب، يعني استشفيت فيها جمال الأسلوب الذي علّم فيه أستاذه، يعني هو كان كما يروي أحد الأصدقاء إبراهيم ناجي كان في السنة النهائية في كلية الطب وكان في المشرحة، وعرض عليه أستاذهم -وهو علّامة في الطب رأس امرأة مقطوع- وقال: تعرفوا عليه، تعرفوا على المرض الذي ماتت به، فجاء دور إبراهيم ناجي وكان أعتقد أنه هو الأول، فيقول إبراهيم : إنني تلعثمت وحرت جواباً وما استطعت، فعنفني أستاذي ويقول: لا أنساها حتى أموت، وهو ليس له في الشعر؛ لكن عنفني تعنيفاً قال: يا إبراهيم ألست شاعراً؟! طبعاً ما هو داخل الشعر، أنت شاعر تأمل هذا الوجه ثم اكتشف مرضه، يقول: وفعلاً فتأملته بوجهي أو بمشاعري الشاعرية، فرأيت شحوباً ذا لون خاص، ورأيت أن الأجفان تلونت بشكل آخر، ورأيت محاجر العيون كيف استدارت دائرة أحيت فيّ ذوقاً شعرياً بالتعرف، فقلت: قد ماتت بالسل، فقال: نعم، ماتت بالسل فأعطاني شهادة الامتياز!فحتى الشعور أصبح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والسل هو أيضاً المرض الذي مات به السياب فيما أعتقد، وهو أحد أعمدة الشعر الحديث، وله الأعمال الكاملة المجموعة الشعرية، فيها ألوان وضروب من الشعر والإبداع وفيها بطبيعة الحال مختلف الاتجاهات والتوجهات، ولكن يجمع النقاد على أنه شاعر فحل ومبدع، وأكثر ما يستهويني قصائده بعد ما ذهب إلى العلاج في لندن وبدأ يشتاق إلى جيكور قريته، وإلى بلده العراق ، وإلى نخل العراق ، وإلى أطفاله، وإلى زوجته : إقبال يا زوجتي الحبيبة كوني لغيلان رضاً وطيبةكوني له أباً وأماً وارحمي نحيبه يتخيل نفسه وقد عاد وألقى العصا وطرق الباب، وأجمل من ذلك كله أن هذا المرض الذي هو في الظاهر مرض معاناة إلا أنه تحول إلى عافية، وهنا قراءة الإيجابية، فالرجل وجد طريقه إلى الله من خلال هذا المرض: لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبد الألملك الحمد إن الرزايا عطاء وإن المصيبات بعض الكرمألم تعطني أنت هذا الصباح وأعطيتني أنت هذا السحرفهل تشكر الأرض قطر المطر وتجزع إن لم يجدها الغمامهدايا الحبيب أضم إلى الصدر باقاتها هداياك مقبولة هاتهايا رب أيوب قد أعيا به الداء يعيش بلا أرض بلا وطن، فتجد المعاني الإنسانية الراقية والأحاسيس الجميلة، والعودة إلى الله تعالى، والشعور بقربه ومناجاته، وأنه يتحول المرض عنده إلى هدية يأخذها ويتقبلها، وإن كان يشعر بأن الداء في خافقيه أو في أضلاعه كالسكاكين والمدى: يمزق جنبي مثل المدىولا يهدأ الداء عند الصباحولا يمسح الليل أوجاعه بالردى ولكن أيوب إن صاح صاحلك الحمد يا رامياً بالقدر ويا كاتباً بعد ذاك الشفاء فبدون شك هذه أحاسيس راقية وكبيرة. التالي الشعر والرثاء القصيدة -2 السابق أهمية الشعر عند العرب القصيدة -2 مواضيع ذات صلة قراءة روايات الدكتور غازي القصيبي قصيدة حول موضوع الإسلام والغرب أصدق الشعر قصيدة عنوانها: (في الزنزانة) مفهوم الفيء