الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الفن -2›طرح الفن على مائدة إسلامية طرح الفن على مائدة إسلامية الجمعة 16 ربيع الأول 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 4237 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: أنا أريد أن أبدأ فضيلة الدكتور من حيث انتهينا الأسبوع الماضي، كنت قد سألتك عن مسوغات إطلاق الأسلمة على الفن، وكنا تجاذبنا شيئاً من الحديث في نهاية هذه الحلقة، أنا لا أريد أن أستكمله الحقيقة؛ لأنه فيه أشياء كثيرة من الجدليات، والواقع يشهد بذلك، والوقت يضيق عندي، لكن أريد أن أتكلم عن شيء معين، وصلتني رسالة بالبريد من أحد الإخوة خالد الرشودي كان يتكلم عن الدعاة والإسلاميين، وأن من الخطأ أن يطرح موضوع مثل الفن على طاولة..الحقيقة أنه كان عنيفاً بعض الشيء معي، لكنه كان يحمل وجهة نظر كثيراً ما ترد ذكرها، يقول: من الخطأ أن يطرح موضوع الفن أصلاً على مائدة داعية أو شيخ؛ لأنه كثير من الإسلاميين لا يقبلون مبدأ التأثم، ويرون أن الحياة يجب أن تكون نظيفة، والفن يحمل أشياء تأثمية، لكنه في نفس الوقت يرتقي بالذائقة والجمال وكذا وكذا، فأنت كونك تطرح في برنامج مثل هذه البرامج موضوع الفن هل هو حلال أم حرام على مائدة داعية مثل الشيخ سلمان العودة هذا أصلاً بحد ذاته خطأ، ويجب أن لا يتكلم فيه الدعاة قدر يتكلم فيه ناس من المختصين بالفن. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.قد أتفق مع الأخ خالد فيما ذكرته عنه من جهة أن الحياة فيها اتساع، و الله سبحانه وتعالى جعل الشريعة عبارة عن ضبط للحياة، بمعنى: أنه ليس المطلوب دائماً وأبداً التوقف عند الأشياء ومحاولة إلباسها لبوساً فقهياً معيناً، فهناك قدر من المسئولية الشخصية ، وهذا ربما تكلمنا عنه في حلقة الفتوى حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً: ( استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك ). وأيضاً فإن الشريعة فيها معايير عامة قد لا يستطيع الإنسان أن يرتقي إلى مستوى صفائها وحياديتها، فالإنسان دائماً يتأثر بأشياء من منطلق النظرة الشخصية أو الاجتماعية أو الفقهية الخاصة به، بينما شريعة الله تبارك وتعالى أوسع من ذلك . يعني: مسألة التأثم الآن، يعني: الفقهاء يتكلمون عن أنواع المحرمات كما هو معروف، الله سبحانه وتعالى يقول: (( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ))[النجم:32] إذاً: هناك اللمم، واللمم هذا ليس من الحلال، ولكنه ليس من الحرام المحض أيضاً . وكذلك درجات المحرم، يعني: الأصوليون ذكروا، وهذا أشار إليه ابن القيم جيداً في زاد المعاد وغيره من الكتب وابن حزم وسواه؛ أشاروا إلى أن المحرمات أنواع، وهذا مبدأ عظيم جداً ونحن نتكلم في هذه القضية: الأول: هو المحرم لذاته تحريم المقاصد، يعني: تحريمه مقاصدي، مثل تحريم الفواحش، هذا التحريم تحريم ذاتي، ولذلك لا يمكن أن تأتي حالة تكون الفاحشة فيها حلالاً أبداً. بينما هناك نوع آخر ليس محرماً لذاته، وإنما يكون ممنوعاً لأنه وسيلة إلى غيره، فتحريمه تحريم الوسائل والأسباب والذرائع، وليس تحريم المقاصد العليا ولو كان منصوصاً على تحريمه، مثل ما يتعلق بالنظر، ولهذا فنظر الرجل مثلاً إلى المرأة الأجنبية وإن كان الأصل فيه المنع الشرعي إلا أن الفقهاء ينصون على أن المحرم تحريم الوسيلة يباح للحاجة، مثل نظر الخاطب، ومثل نظر المعامل، ومثل نظر المشتري والشاهد والقاضي والطبيب وغيرهم، إذاً: يباح للحاجة، ويباح للمصلحة الراجحة، ويباح للضرورة كما هو معروف في حالة العلاج والطب وغيرها. إذاً: المحرمات في الشريعة درجات وأنواع، ويفترض أن يكون الفقيه ليس بالضرورة أن يدس أنفه أو يُقحم أنفه في كل قضية، وإنما هناك قضايا تجري بموجب نظام الحياة، والناس يتعاطون معها بنوع من عدم القصد، أو نوع من الاجتهاد، أو نوع من الاستغفار أيضاً ؛ ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله تبارك وتعالى لهم ) الحديث في هذه القضية يطول، لكن أنت أومأت إلي أن لا أستطرد كثيراً. التالي خاتمة الحلقة الفن -2 السابق إضاءة حول الحلقة الماضية عن الفن الفن -2 مواضيع ذات صلة حكم التصوير الفوتوغرافي والنحت والتصوير باليد تقديم صورة جيدة للمغترين بالفن حكم التصوير الفوتوغرافي حكم التمثيل والأناشيد ووسائل الدعوة الأخرى حكم المسلسلات التلفزيونية