الرئيسة ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [6]›الدروس المستفادة من مفاوضة...›الإنصات والاستماع للمتحدث دون مقاطعة الإنصات والاستماع للمتحدث دون مقاطعة الأحد 6 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 312 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ...وأهم وأعظم درس يمكن أن نتلقاه، هو قضية الحوار، وأدب الحوار، وأدب الحديث، يعني كون النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى هذا الرجل حتى ينتهي هذا معنى مهم، ألا تقاطع المتحدث، مهما يكون كلامه في نظرك كلاماً رديئاً، كلاماً غير سليم، غير صحيح، الانتصار ليس بالصراخ، ولا بالضجيج، ولا بالجلبة، ولا باستخدام عبارات لها قعقعة، ولها قوة، ولها شدة، مثل ما يظنه الكثير من الناس، ولو كان الانتصار بالحجة بمثل هذا الأسلوب من رفع الصوت أو الصراخ، أو استخدام عبارات رنانة لكان الجهلة والأغبياء وأمثالهم أولى بالنصر والفلج في الخصومات، بينما الواقع والتاريخ يشهد بأن الانتصار في الخصومة يكون بالحجة، يكون بالقوة، يكون بالمنطق، يكون بالعقل.فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا ترك الرجل حتى تحدث ولم يرد عليه، لم يقل له: إنما جئت به سفه، ولو قال لصدق عليه الصلاة والسلام، ولم يقل: إن ما تمارسه الآن هو الكفر الصراح البواح، ولو قالها لكان راشداً باراً صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنه استمع إليه ثم تركه وقدم له صلى الله عليه وسلم الدعوة التي عنده، واكتفى بأن يقرأ عليه شيئاً من القرآن، حتى لم يضف إليها صلى الله عليه وسلم من عند نفسه شيئاً، وهنا نجد أننا أمام منهج قرآني نبوي عظيم، يعني الله سبحانه وتعالى لما يقول مثلاً: (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:24-25]، يعني: ما أجرمنا لا تسألون عنه، فالجريمة التي يفعلها المسلم مثلاً لا يمكن أن يسأل عنها الكافر، كل أحد يؤخذ بذنبه. (( وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:25]، فسمى الأمر الصادر منهم عملاً، لم يسمه جريمة، وهذا ما يسميه الفقهاء والعلماء والمناطقة: التنزل للخصم. فمثل هذا الأسلوب في الحوار والأخذ والعطاء والرد هو الأسلوب الرباني، هو الأسلوب النبوي. التالي ضرورة شيوع أدب الحوار في سائر حياتنا الدروس المستفادة من مفاوضة عتبة بن ربيعة لرسول الله مواضيع ذات صلة أهمية النظر لحياة الإنسان كاملة قبل الحكم عليه التحول من النقد الموضوعي إلى النقد الشخصي الرفق عند طرح موضوعات الخلاف تقبل النصح والنقد الهادف صفات المحاور الجيد