الرئيسة ›برامج›نبض›الإحسان›الإحسان في العبادة›أهمية الإحسان في العبادة أهمية الإحسان في العبادة السبت 5 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 608 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لكن التعبير النبوي العجيب الغريب لما قال: ( أن تعبد الله كأنك تراه )، يعني: أي شيء يمكن أن يحفز الإنسان على الإحسان، والجودة والإتقان أفضل من شعوره بأن الله يراه، فهو هنا عبر بالعبادة، والعبادة كما يقول العلماء: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، كما قال ابن تيمية في كتاب العبودية.هنا مثلاً على سبيل المثال: الإنسان لما يصلي، كيف يقرأ الفاتحة؟ كيف يقول: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))[الفاتحة:5]؟ افترض أنه إمام، هل هو يقول هذه السورة ويتغنى بها ويجمل لفظها..؟ المقدم: يرتلها..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ويرتلها، وقلبه مع من وراءه؟ هل أتقن.. هل أبدع.. هل أجاد.. هل تغنى بحيث أن الجماعة أعجبوا وطربوا وأثنوا، وقالوا: ما شاء الله صوت جميل؟ والصوت الجميل حسن.. المقدم: بلا شك، نعم. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ( الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال )، وأيضاً في الحديث الآخر: ( ما أذن الله لشيء أذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ).ولكن أيضاً السؤال يرجع مرة أخرى: هل أنا أقرأ هذه الآية الكريمة وأتغنى بها وقلبي مع من ورائي، أو أنا أقرأ هذه الآية وأنا قلبي أمامي.. أنني بين يدي الله ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))[الفاتحة:5] أخاطبه سبحانه، ثم أناديه وأناجيه وأضع حاجتي بين يديه: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ))[الفاتحة:6]؟ فهنا يأتيك معنى الإحسان: ( أن تعبد الله كأنك تراه )، وهذا المعنى حفظه الأطفال الصغار في المدارس. أنت في أي سنة حفظته يا أخي رياض؟! المقدم: أتوقع في الابتدائية أكيد.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يمكن ثاني ابتدائي. المقدم: نعم صحيح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لكن السؤال.. المقدم: تنزيله على أرض الواقع.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تنزيله على الواقع، تحويله إلى سلوك، أو -(بلاش) أقول: سلوك- تحويله إلى محاولة، يعني: مثلاً لما يكون عمري أنا خمسون.. فوق الخمسين، دائماً أقول فوق الخمسين، حتى يكون ما فوق الخمسين مفتوح محتمل يمكن سنة ويمكن تسع، المهم، لما تكون أنت في طول عمرك وأنت واقف على هذه العتبة، تحاول أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، استشعار واستحضار هذا المعنى النبوي الذي تعجز الألفاظ اللغوية عن وصفه؛ بأبلغ وأجمل وأكمل مما عبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أن تعبد الله كأنك تراه )، كونك في كل ركعة تحاول هذا معناه أنه أنت على خير، ومستحيل أبداً؛ لأن الله سبحانه وتعالى: ( من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني مشياً أتيته هرولة ). التالي تفاوت درجات الإحسان في العبادة الإحسان في العبادة مواضيع ذات صلة وقت ظهور الإسلام أصول الإيمان الستة رد على تعقب مقال تضمن ذكر مفهوم الإيمان عند الفرق الإيمان مفتاح النجاح الإيمان الحق عصمة من المادية والخرافة