ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء عم›سورة الكافرون - تفسير (2)›إشراقات في قوله تعالى: (لكم...›وجود معنى المتاركة والموادعة في القرآن إلى جانب معنى الذم الصريح للكفار على كفرهم وجود معنى المتاركة والموادعة في القرآن إلى جانب معنى الذم الصريح للكفار على كفرهم الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4141 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص هناك معنى آخر في قوله: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ))[الكافرون:6] وهو نوع من المتاركة والموادعة، وإن كان الخطاب في القرآن من أول السورة خطاباً صريحاً مباشراً يجبههم في وجوههم: (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ))[الكافرون:1-2] إلا أنه في الأخير قال: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ))[الكافرون:6]، يعني كأن هذا فيه نوع مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لقريش: ( ويح قريش لقد أكلتهم الحرب، ماذا لو خلوا بيني وبين سائر العرب؟! فإن أظهرني الله فعزي عزهم ونصري نصرهم، وهم أسعد الناس بي، وإن خذلت أو قتلت فقد كفوا بغيرهم )، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس منهم أن اتركوني والعرب، دعوني أدعو إلى الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بغريب.موسى عليه الصلاة والسلام ماذا قال لفرعون؟ دعاه إلى الله أول الأمر، لكن فرعون رفض الدعوة، بعد ذلك انتقل موسى إلى مرحلة ثانية فقال: (( أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ))[الشعراء:17] يعني: اتركني لبني إسرائيل جماعتي أدعوهم إلى الله، خل بيني وبينهم.أيضاً شعيب ماذا قال لقومه بعدما طال مكثه معهم وطال إباؤهم عليه؟ قال: (( وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا ))[الأعراف:87] فما هو الحل؟ (( فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ))[الأعراف:87].إذاً: هذا نوع من المتاركة والموادعة، أي: أنت امش في سبيلك ودعني أمشي في سبيلي أدعو إلى الله عز وجل، وهذا قد يكون حلاً في كثير من المواقف.وهذا أيضاً شيء عجيب؛ أنه في هذه السورة العظيمة التي هي سورة البراءة من الشرك وأهله، وفيها هذا الوضوح وهذا التجلي في مسألة مواجهة المشركين، إلا أنها أيضاً تختم بهذا المعنى: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ))[الكافرون:6]، دعوني وديني أدعو الناس إليه، فمن قبل مني فالحمد لله، ومن رد دعوتي فأمره إلى الله، ولا تعارضوني ولا تقفوا في طريقي، ومع ذلك هم لم يقبلوا هذا منه عليه الصلاة والسلام، وإنما حاربوه وعاندوه وآذوه، حتى خرج من مكة صلى الله عليه وآله وسلم. التالي المواقف في مسائل السياسة الشرعية ليست أزلية إشراقات في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين) السابق الاعتراف بوجود الآخر وليس إقراره إشراقات في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين) مواضيع ذات صلة السبب في عدم مجادلة ومحاجة الكافرين في هذه السورة بلاغة الخطاب القرآني في لفت الانتباه بقوله (يا أيها) إشراقات في قوله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) إشراقات في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين) من المعاني المقصودة للتكرار في سورة الكافرون