الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الحياة الزوجية -4›أهمية التعامل مع تجربة الزواج بواقعية بعيداً عن الخيال القصصي، وبذل الجهد في إنجاحها أهمية التعامل مع تجربة الزواج بواقعية بعيداً عن الخيال القصصي، وبذل الجهد في إنجاحها الجمعة 14 ربيع الآخر 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 3988 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: الآن فضيلة الدكتور دخلنا إلى عش الزوجية، ونحن نسير الحقيقة مع الشاب والبنت سواءً بسواء.أخذ الشاب بيد البنت ودخلا في بيت الزوجية، ومن أول ليلة ما الذي يجب أن يفعله الزوج، وما الذي يجب أن تفعله الزوجة؟ كيف ينظر الشاب إلى البنت، كيف تنظر البنت إلى الشاب؟ دعنا نتكلم عنه بصفة الزوج هذا (أ) والزوجة (ب)، ما الذي يجب أن يفعله (أ)، وما الذي يجب أن تفعله (ب)؟ بالبدء هل من هدف يمكن أن يرسل في ليلة الزواج؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله لهم وبارك عليهم، وجمع بينهم على خير، وزواج مبارك، وعشرة سعيدة، وعش طيب، وإلى الأبد إن شاء الله. الهدف هو استمرار هذه الحياة والعلاقة في الدنيا وفي الآخرة، وبالمناسبة يحدثني أحد كبار السن أن جيراناً لهم كانوا في غاية الولاء والوفاء بين الزوجين والمحبة الصادقة، ففي آخر العمر كانت الزوجة تقول لزوجها: أحياناً يأتيني بعض الفقراء والمحتاجين فأعطيهم بعض المال من مالك يا أبا فلان، فأرجو أن تكون مسامحني، قال: الله يسامحك وبحل وأدعو لك، وأنت شريكة في الأجر، فقالت: نسأل الله أن يجمعني وإياك في الجنة، قال بلغته العامية: (فرقا)، يعني: حتى في الآخرة؟ طبعاً هو يقول هذا على سبيل الدعابة لها، وإلا هو كان محباً لها وحياة جميلة وسعيدة. وهذا المثال يذكرني بقصة أخرى جميلة.. أحد أصدقائي يحدثني عن زوجته.. ربما لأكثر من اثنين وعشرين أو ثلاث وعشرين سنة، يحلف لي بالله -وهو صادق- أنه ما مرت ليلة من الليالي نمنا على غضب، أو عدم تفاهم، هذا مستوى غير عادي. وأيضاً جاءني رجل كبير في السن في الثمانين من عمره، وحتى اسمه موجود عندي، وكان هذا الرجل يحدثني عن قصته، وكيف تزوج امرأته، وكيف أنجب منها، وأنها إلى الآن معه، وأنه لتوه جاء من العمرة هو وإياها، وكان يمسك بطرف يدها ليذهب بها إذا أراد أن يشتري شيئاً من البقالة، أو يشتري خبزاً، أو يتعاطى أي حاجة، أو يذهب إلى الحرم أو يعود إليه، كأنهم أزواج لتوهم دخلوا عش الزوجية، حتى أنه صار لها مرض وتم استئصال رحمها، ومع ذلك كان يدعو لها ويقول: عسى يومي قبل يومها. هذا المستوى من العلاقة الزوجية موجود، لكن من الخطأ الكبير أن نربط نفوس وعقول الشباب والفتيات بهذا المستوى؛ لأنه في الواقع -أستطيع أن أقول- ليس طبيعياً بكل حال، ولو رجعنا إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وهم الأسوة والقدوة، لوجدنا أن هناك حالات الرسول صلى الله عليه وسلم يعاتب فيها أزواجه، وفي حالات أخرى الزوجات تعاتب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واجتمعن حوله يسألنه النفقة ويرفعن أصواتهن، وكانت إحداهن تهجره إلى الليل لا تكلمه؛ لأن سهولة نفسية الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسماحته تفضي إلى هذا المعنى، وربما تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي فأغلقت إحداهن الباب في وجهه، فلما يأتي يجد الباب مغلقاً بالمزلاج، وتقول: ارجع أكمل الليلة عند المرأة التي كنت عندها، وأشياء وأشياء في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت عائشة تغضب فتقول: ورب إبراهيم ، وترضى فتقول: ورب محمد. فإذاً الحياة هي مزيج، وينبغي أن ندخل الحياة بقدر من الواقعية وقدر من الوعي، الكثيرون يتحدثون عن شعارات، يعني: لما تأتي مثلاً الزوجة تشتكي تقول: والله أنا حريصة، وأريد أن أبني.. وأريد.. وأريد، والزوج كذلك يتحدث عن شعارات، نعم الكل لم يدخل عش الزوجية إلا ولديه طموح أن يكون عشاً هانئاً سعيداً جميلاً، كما أني أقول: لا يدخل أحد معركة إلا وهو يظن أنه منتصر فيها، لكن مجرد الشعار ومجرد التمنيات لا تصنع حياة جميلة؛ حتى نستطيع أن نحول ونبرمج هذه الشعارات إلى واقع عملي وواقع جميل. أيضاً البداية لا تكفي، بعض الناس تكون بدايتهم جميلة، وأذكر لما عينت بعد الجامعة مدرساً في إحدى المدارس، كان أحد الأساتذة يراني مجتهداً في السنة الأولى في التحضير والإعداد، وأذهب من أول ما يضرب الجرس، وأتأخر مع الطلاب، فكان يبتسم ويقول لي: (بشر الزرع بفلاح جديد)، يعني: أن الإنسان في البدايات الأولى أحياناً يقول لك: شهر العسل مثلاً أو سنة العسل، من الناحية الواقعية هذا صحيح، بمعنى: أن الإنسان أول ما يبدأ في الأشياء يبدأ متحمساً.. يبدأ متفاعلاً.. يبدأ طموحاً، ثم الحياة أحياناً قد تفرض على الإنسان نوعاً من الاختلاف، ونوعاً من التغير، ما لم يكن هناك نوع من الضبط والبرنامج - وبلاش نوع؛ لأن أحد الإخوة يعاتبني ويقول: أنت تكثر من كلمة (نوع من) هذه إن شاء الله ننتبه لها بإذن الله تعالى.. أحد المتابعين الظرفاء- المهم أن يكون في الحياة برنامج عملي يحول هذه التمنيات والطموحات إلى واقع وإلى سلوك، هذا جانب في غاية الأهمية. التالي وجود هدف للحياة الزوجية سبب لاستمرارها الحياة الزوجية -4 السابق مقدمة الحلقة الحياة الزوجية -4 مواضيع ذات صلة العدل بين الأولاد السلام الأسري حكم استباحة الزوج مال زوجته دور الأخت هل الأبناء والزوجة والمال مصدر أمان؟