الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الحياة الزوجية -3›من الحكم العميقة في مشروعية الزواج من الحكم العميقة في مشروعية الزواج الجمعة 7 ربيع الآخر 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 3989 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة الدكتور يبدو لي أنه في البدء يمكن أن نتكلم عن العقد كلفظة أو كفلسفة أو كمعنى في الشريعة الإسلامية. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هو كذلك. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أولاً: ربما يكون من المناسب التذكير بقضية مبدئية، وهي مسألة أن الزواج كما سلف سنة، الزواج هنا فطرة؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل في كل من الطرفين الميل للآخر، ولذلك كلٌ من الزوجين يكمل الآخر، ومن تزوج فقد استكمل شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي، والإنسان يشعر بالشعث في عواطفه حتى يتزوج فتلتم هذه العواطف وتجتمع. إذاً: الزواج يحقق معنى فطرياً.. يحقق الأنس؛ لأن الإنسان بطبيعته اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده، ولذلك كثير من حالات الزواج لا يكون فيها فقط لقاء جسدي، وإنما لقاء الروح، ولقاء المشاعر، ولقاء الأحاسيس، والعقول أيضاً، فتكون الزوجة صديقة وعشيقة، ومستشارة وصاحبة، ومساعدة وسكرتيرة، وأشياء كثيرة جداً تؤديها في الوقت ذاته، والزوج بالنسبة لزوجته يكون هو كذلك، ولعل من أجمل الإشارات هنا لما الله سبحانه وتعالى يعبر بقضية اللباس (( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ))[البقرة:187]، فتأمل اللباس.. اللباس طهارة.. اللباس ستر.. اللباس دفء.. اللباس وقاية.. اللباس صحبة ومرافقة واتصال مباشر.. هناك معان عظيمة جداً في هذا المعنى. أيضاً موضوع الزواج فيه قضية الإشباع.. الإشباع العاطفي والإشباع الجسدي أيضاً، وهذا أمر مما جبل الناس عليه، وغالباً الناس الذين يجدون الإشباع الحلال لا يبحثون عن الحرام، ولذلك جزء من عملية الدعوة إلى الإصلاح وإلى الرقي بالمجتمع، في قيمه وأخلاقه هي محاولة ردم أو رتق الشقوق الموجودة في مؤسسة الزوجية، بحيث تتحول البيوت إلى سكن وإلى استقرار، يمنع الإنسان من التطلع إلى الحرام ، فضلاً عما ينتجه ذلك من معاني العبودية لله التي لا تتحقق إلا بالزوجية. زد على ذلك موضوع الأولاد والنسل، فقد أذن الله سبحانه وتعالى أن يكون بقاء هذا الكون واستمراره مرهوناً ومربوطاً بتناسل الناس، ولهذا الله سبحانه وتعالى قال: (( اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ))[النساء:1]، وهنا تلاحظ حنين كل واحد من الزوجين إلى الآخر (( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ))[النساء:1]، فهذا الكون كله بالأصل من بيت واحد آدم و حواء عليهما السلام. التالي خاتمة الحلقة الحياة الزوجية -3 السابق مقدمة الحلقة الحياة الزوجية -3 مواضيع ذات صلة من معاني اللباس في التعبير القرآني حكم الزواج بفتاة أكبر من الزوج حكم ترك الفتاة الزواج وفاءً لخطيبها الميت وحكم إجبارها عليه حفظ وطيبة حق المرأة في اختيار الزوج وفق الشرع