الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›التغيير -2›عوائق وموانع التغيير في المجتمع الإسلامي عوائق وموانع التغيير في المجتمع الإسلامي الجمعة 28 ذو القعدة 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4184 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: من خلال نبض كلامك أيضاً، وأرى من خلال كلامك أنه نوع من أنواع مسحة الشؤم، غير قضية مسحة التفاؤل الذي أخذناها في الحلقة الماضية وفي الأسبوع الماضي، لكن أنت استفضت استفاضة كبيرة جداً، أنا أريد الوصول إلى آليات محددة وواضحة عن عوائق التغيير في المجتمع الإسلامي، يمكننا أن نقول: 1-2-3-4 كعوائق للتغيير. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم أنا لا أتشاءم حقيقة، يعني: دق ناقوس الخطر ليس تشاؤماً، هو نوع -إن صح التعبير- من الوعي، وإن كان هناك أحياناً الحاجة إلى سحابة تشاؤم تحدونا إلى العمل، فهذا غير أن يكون التشاؤم حالة تسكن الإنسان، وحتى حينما يقدم الإنسان على مثل هذه الأشياء أو يقولها؛ يعني أنا أقدم هذا التحذير -إن صح التعبير- وأنا لست متشائماً، وأقول: حتى حينما تقع أحداث مؤلمة فالإنسان يقرأ وجهها الإيجابي. ولعل عندك -إن شاء الله- في المستقبل حلقة مخصصة في الإيجابية، نعرف كيف نقرأ من خلالها الأحداث بشكل إيجابي. أما عوائق التغيير أو موانعه التي تحول بين الناس وبينه؛ فأعتقد أنها كثيرة، منها أن كثيراً من الناس يقع عندهم تداخل أو اضطراب بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره، بين الضروريات والثوابت التي يجب المحافظة عليها؛ لأنها هي التي تحدد شكل المجتمع وشخصية المجتمع أو الفرد أو الجماعة، وبين الأشياء الاجتهادية التي هي قابلة للتغيير، وهذه قضية أشرنا إليها إشارة عابرة. أن من الناس من يوسع دائرة الضروريات حتى يغلب جانب الجمود. ومن الناس من يضيق هذه الظاهرة حتى يأكل بعض الضروريات، وقد يجادل وينازع في ضروريات شرعية دينية، هذه لا بد من ضبطها وإحكامها. من العوائق -وهو مهم جداً- قضية أنه هناك نفور طبيعي من التغيير عند كثير من الناس، وإن كانوا هم يتغيرون لكن يتغيرون بدون إرادة، أما إذا كان هناك تغيير يديرونه فيكون عند الناس نوع من النفور منه، إما انحيازاً للمألوف؛ لأن أكثر الناس ينحازون للمألوف والعادة، أو لعدم وضوح الصورة عندهم، وهناك نوع من الغموض أحياناً، أو المخاوف، بعض الناس يفرط فيهم الخوف، وكثيراً ما سمعت بعض الناس يقول: والله إذا حصل كذا وكذا فسوف يقع من السلب والنهب والعدوان على الأعراض، ويذكر صوراً ليست واقعية، إنما تنم عن نوع من الغيرة الزائدة عنده. فمسألة الانحياز للمألوف قضية موجودة عند كثير من الناس. من الناحية السياسية: تجد الكثير من السياسيين يظنون أن البقاء على ما هم عليه هو الذي يحفظ وحدة المجتمع وأمنه، وأن أي تغيير سياسي قد يترتب عليه أنواع من المشاكل والفتن، ولذلك يؤثرون البقاء على المشاكل أو ترحيل المشاكل للمستقبل أحياناً، بينما تحتاج كثير من المشكلات إلى أن يعمل فيها مبضع الجراح، وينقى الجرح فلا يرم -كما يقال- على فساد. كذلك من الناحية الذهنية والعقلية: كثير من الناس عندهم طريقة تفكير معينة لا يريدون أن يغيروها، مثلاً: تعود على التلقي والتلقين من الأكابر أو الأشياخ أو السادة أو القادة، فيتلقن منهم أشياء لا يؤثر أن يفكر فيها، بل يؤثر الاستسلام لها، وهذا نوع من التلقين. بينما الإسلام يعود الاستسلام لله سبحانه وتعالى، لكن ما يتعلق بالبشر يعني المناقشة والأخذ والعطاء. في القضايا الاجتماعية: كثير من الناس قد يقبلون الموروث والمألوف، ولو كان رديئاً، أنا أذكر مثلاً عندنا في البلد معروف أن الخياطين للنساء كثيراً ما يكونون هم من الرجال، وبعد ذلك وجدت قضية بيوت أو دور للأزياء تديرها النساء، فكان هناك نوع من الامتعاض من كثيرين من هذه الدور، ويقولون: هذه الدور خطر كبير؛ فكنت أقول لهم: الطبيعي أن تتولى المرأة أمر الخياطة، والمعاملة مع المرأة الأخرى، وليس طبيعياً أن يكون عامل خياط يتولى قضية الخياطة للمرأة، ومعرفة أبعاد جسمها، والحجم والطول والعرض والخصر وغير ذلك، وترد، ويكون هناك تعامل وعلاقة، وأخذ ورد. فكان البعض يقولون: والله إذا وجدت هذه الدور أخذ النساء راحتهن، وصار بعضهن يتكلم مع بعض، وقد تتحول إلى..، إلى..، إلى غير ذلك، طيب. هذه المخاوف وجدت لأمر؛ لأنه ليس موجوداً أو لأنه لتوِّه ينزل. أيضاً مثال ثان يقع الآن: الآن العمال الذين يبيعون ملابس النساء -حتى الملابس النسائية الداخلية والخاصة- تجد أنهم رجال وشباب، وأحياناً المرأة تأخذ المقاس وتنظر إليه والرجل ينظر، وقد يقدم لها وقد يقول هذا أفضل لك، وهذا ليس أفضل لك! وهذه صورة رديئة جداً وغير مناسبة، وفيها مجافاة للذوق، وكثيرون كتبوا عنها، ومع ذلك أصبحت مألوفة. فلما يكون هناك نوع من فكرة تغيير أماكن البيع إلى أماكن نسائية، تجد أن بعض الإخوة -وقد سمعت هذا منهم- يبدون تخوفاً ويبدون تذمراً.. لماذا؟ لأن هناك نوعاً من المألوف الذي أخذوا عليه؛ فالانتقال منه أحياناً غير مقبول. كثير من الناس يلجئون إلى التأجيل والتعيير في موضوع التغيير، يعني: استجابة لدوافع نفسية هو يؤجل من دون أن يكون عنده برنامج محدد أو فترة زمنية معقولة أو وعد مضبوط. من الناس من في طبيعته الجمود. وأخيراً أقول: إن من أعداء التغيير: الاندفاع غير المدروس. فالذين يتكلمون عن التغيير وهم يريدون أن يمسخوا المجتمع، أو أن يستنسخوا أنماط المجتمعات الغربية للعالم الإسلامي، وينسوا خصوصيات هذه المجتمعات؛ أعتقد أنهم هم أعداء حقيقيون للتغيير، وإن كانوا يطالبون بالتغيير. البعض يقول: إن الوقت يمضي، وبالتالي يحاولون أن يكون هناك نوع من إسراع عجلة التغيير بأكثر مما يتحمله الناس، وأعتقد أنه هنا -إن صح التعبير- خلطة سرية -دعنا نعبر بهذا التعبير- لا بد من ضبطها وإحكامها. التالي طبيعة التغير في رؤى ومحاولات التيار الإسلامي التغيير -2 السابق طبيعة الحلول الإسلامية للمتغيرات التغيير -2 مواضيع ذات صلة أثر الصحبة في التغيير استحضار قضية الصراع واستجلاب صورة العدو سبيل إلى الإنجاز التفاعل مع مشروع النهضة والدعوة إليه ترشيد الصحوة عن طريق أئمة المساجد العلاقة بين الإرادة والقوة في التغيير