الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›التغيير -2›طبيعة الحلول الإسلامية للمتغيرات طبيعة الحلول الإسلامية للمتغيرات الجمعة 28 ذو القعدة 1426هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 4617 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الواقع دائماً يتغير، ولذلك فالحكم عليه يتغير، الإسلام لم يقدم حلولاً جاهزة لكل الأشياء كما يظن البعض، وإنما الإسلام قدم حلولاً تنطلق من واقع الناس.ولذلك علي رضي الله عنه -كما هو معروف- لما عرضت عليه الخلافة، وقيل له: تسير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر و عمر قال: [ أما سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فنعم، وأما سيرة أبي بكر و عمر فأجتهد كما اجتهدوا ]، وهذا كان فطنة من الإمام الراشد علي رضي الله عنه، أن الزمان يتغير، وفعلاً يوجد أشياء تتغير، يعني: مثلاً: قضية الكتابة -كتابة السنة النبوية- مما تغير فيها الاجتهاد من المنع إلى الأمر والإيجاب.إذاً: هنا تلاحظ أن إدراك المتغيرات والانطلاق منها قضية ضرورية جداً. وهنا أنا أريد فقط أن أضرب مثالاً واحداً، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ) هذا الحديث وهو صحيح يوحي بأن نظام الحكم في الإسلام -وهو نظام الخلافة- أنه يستمر لثلاثين سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينتقل إلى الملك. والعلماء والمؤرخون لما تكلموا -ومنهم ابن تيمية رحمه الله- لما تكلموا عن انتقال الخلافة إلى الملك قالوا: إن أحوال الناس تغيرت وظروفهم وأوضاعهم، وأصبحت الأمور تستدعي تغييراً لهم. وهذا ينسجم مع قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه -وهو أحد الخلفاء المجددين- أنه [ يجد للناس من الأقضية بقدر ما يجد لهم من الفجور ]، فتكون بعض الأشياء الشرعية بمثاليتها أحياناً غير قابلة للتحقق أو غير قابلة للتطبيق، أو ليست حلاً للمشكلات؛ لأن حلول المشكلات تنطلق من الواقع، تنطلق من فهم الواقع. ولذلك لما تريد أن تعطي جرعة لشخص، علاجاً لشخص -سواءٌ كان هذا علاجاً لمشكلة نفسية أو مشكلة طبية أو أي مشكلة أخرى- لا بد أن تكون عارفاً بحال هذا الشخص، والذين يتكلمون عن الفتوى يتكلمون عن هذا الجانب، أن الفتوى هي معرفة حال السائل والإجابة عليه بما يقتضيه المقام. ولذلك أقول: إن الإصلاح الإسلامي -سواءً كان إصلاحاً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً- لا يتجاهل الواقع، ولا يتعالى عليه، ولا يغمض عينيه عنه؛ وإنما يقدم حلولاً تنطلق من هذا الواقع، وهي حلول واقعية. وهنا أذكر على سبيل المثال: أنه قبل يمكن خمس أو ست سنوات زارني أحد الشباب من مسلمي بريطانيا ، هو بريطاني، أتاني على عجل وقال لي: إنه الآن يشد متاعه ليسافر إلى أفغانستان ، طبعاً هذا قبل أحداث سبتمبر بفترة، فقلت له: ولماذا؟ هو جاء من بريطانيا ، ولماذا؟ قال: أنا أريد أن أذهب لأبايع أمير المؤمنين هناك، وهذه خلافة يجب على كل المسلمين البيعة لها! فقلت له: يا أخي الحبيب! لقد ادعيت لهم ما لم يدعوا هم لأنفسهم، فهم يقولون عن أنفسهم: إنهم كانوا حكومة لبلدهم، ولم يطلبوا من غيرهم من المسلمين أن يبايعوهم، ولم يقدموا أنفسهم كحكومة للعالم الإسلامي أو لجزء من العالم الإسلامي. فأحياناً هناك إشكالية كبيرة جداً في عدم فهم الناس للحلول الإسلامية، وعدم إدراكهم لأن هذه الحلول تطبق بحسب الواقع، وأن الحل الصحيح انطلق من هذا الواقع. المتغيرات العصرية المؤثرة والموقف منها التالي عوائق وموانع التغيير في المجتمع الإسلامي التغيير -2 السابق الإسلام دعوة إلى التغيير والإصلاح في حياة البشرية التغيير -2 مواضيع ذات صلة الأوضاع السيئة والضعف العام الذي ينشأ في المجتمع التوبة من أهم أساليب التغيير تغير أهداف الجهاد والحروب قدرة الكل على تغيير الواقع كيفية مواجهة الأعداء