الرئيسة ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الطهارة›باب المسح على الخفين - حديث...›الأدلة الواردة في مشروعية...›الجمع بين دلالة الآية على المسح على الخفين وبين الأدلة القطعية من السنة في وجوب غسل القدمين الجمع بين دلالة الآية على المسح على الخفين وبين الأدلة القطعية من السنة في وجوب غسل القدمين الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 3957 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وبناءً على ذلك قد يظهر بادي الرأي نوع من الإشكال بين ظاهر الآية في قراءة: (وأرجلِكم)، الدالة على أن حكم القدم المسح، وبين ما ثبت في السنة ثبوتاً قطعياً من وجوب غسل القدم، وأمام هذا الإشكال الظاهري قال بعض أهل العلم: إن قوله تعالى: ( وامسحوا برءوسكم أرجلِكم) على قراءة الخفض مجرور بالمجاورة. وهذا عند العرب يقولون: أحياناً إذا كانت كلمة بجوار كلمة قد تعطى حكمها من حيث الشكل والإعراب الظاهر، وإن كانت تختلف عنها، وقد أولع النحويون بذكر مثال للجر بالمجاورة وهو قولهم: جحر ضب خرب، فـ(خرب): هذه صفة للضب أو صفة للجحر؟ صفة للجحر، وحقها أن تكون مرفوعة: (خربٌ)، لكن لأنها جاورت كلمة (ضب) جحر ضب جرت مثلها فقيل: جحر ضب خرب، هذا يسمونه جر بالمجاورة ، وقد أثبته جمع من أهل اللغة كـالأخفش و أبي البقاء العكبري ، ونصره الإمام الشنقيطي في كتاب أضواء البيان ، واستشهد له بعدد من الآيات القرآنية على ثبوت الجر بالمجاورة في لغة العرب، واستشهد له أيضاً بكثير من الأبيات الشعرية. هذا هو الوجه الأول، أن يكون قوله: (وأرجلِكم) مجرور بالمجاورة؛ لأنه جاور كلمة: (وامسحوا برءوسِكم).الوجه الثاني: أن يقال: إن المقصود بالمسح في قوله: (وأرجلِكم) أن يكون المقصود غسل الرجل، وعبر عنه بالمسح وإن كان المقصود الغسل.الوجه الثالث: وهو ما ذهب إليه الطبري في تفسيره أنه قال: يجمع بين القراءتين، بين قراءة النصب وقراءة الخفض بأن المطلوب في الرجل الغسل مع المسح، بمعنى: أنه لا يكفي صب الماء عليها بل لا بد من دلكها باليد، وذلك مبالغة في تنظيفها وتنقيتها؛ لأنها تتعرض لكثير من الأوساخ، بخلاف بقية الأعضاء.الوجه الرابع: وهو المهم عندنا الآن أن يكون قوله: (وأرجلِكم) معطوف فعلاً على: (رءوسكم)، ويكون بياناً لجواز المسح على القدم إذا كانت مستورة بالخف أو الجورب أو نحوهما.قال الإمام الصنعاني في سبل السلام : وهذا الوجه أقوى ما حملت عليه قراءة الخفض، يعني: أن يكون المقصود الإشارة إلى المسح على الخفين، وهذا وجه قوي، وبناءً عليه نقول: إن هذه الآية وهي قوله تعالى: (وامسحوا برءوسكم وأرجلِكم)، والقراءة الأخرى: (وأرجلَكم)، هذه القراءة دلت على وجوب غسل القدمين إذا كانتا مكشوفتين، وجواز المسح على الخفين بشروطه المعروفة، فهذا هو الدليل الأول من أدلة ثبوت المسح على الخفين، وهو قراءة الخفض في آية المائدة. التالي الأحاديث النبوية الواردة في المسح على الخفين الأدلة الواردة في مشروعية المسح على الخفين السابق قوله تعالى: (.. وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) والقراءات الواردة فيها الأدلة الواردة في مشروعية المسح على الخفين مواضيع ذات صلة فوائد حديث علي في بيان حكم المذي حكم من لبس جوارب أخرى فوق الأولى على غير طهارة شروط المسح على الخفين حكم المسح على الجورب الأقوال في المسح على العمامة