الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الاستثمار›أخلاقيات وآداب مهمة في أسواق المال أخلاقيات وآداب مهمة في أسواق المال الجمعة 10 صفر 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 3999 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: طيب. ما دمنا تكلمنا عن ظاهرة الانحسار، أنا أريد أن أجعلها مدخلاً إلى قضية حقيقة التوكل على الله عز وجل عند الناس، مثلاً ظاهرة الانحسار ليست فقط مقصورة على السوق المحلي، السوق المحلي ربما لأنه عانى في الأسبوعين الماضيين ظاهرة انحسار كبيرة، اعتبرها كثير من أهل السوق أنها بمثابة الكارثة على صغار المستثمرين، لكن سوق البورصة في مصر ، وفي عمان وفي دبي دول الخليج ، دبي أبو ظبي في قطر في الكويت ، كل البورصة الإقليمية تقريباً تعاني من الانحسار، ما تأثير هذا على نفسيات المتعاملين من حيث التوكل على الله عز وجل؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أولاً: نؤكد في مسألة سوق الأسهم، ويسعدنا -علم الله- أنه تكون هذه المؤسسات المالية في العالم الإسلامي أن تكون ذات دأب ونشاط.. أولاً: من أجل رفاهية المواطن، وثانياً: من أجل رقي البلد؛ لأن وجود كم هائل من الاستثمار المالي والنقدي في الأسواق العربية والإسلامية هو أحد علامات التفوق في الجملة، لكن يجب أن لا يكون الأمر مقصوراً عليه، أمس كنت أقرأ تقريراً يتحدث عن ظاهرة التصيد في العالم، انتشار البضاعة الصينية أو انتشار التجربة الصينية مثلاً التي تملك ترليونات من الأموال، وتعتبر من أقوى الاقتصادات المنافسة، وقد يشهد العالم مفاجآت كثيرة في مجال النمو الصيني، وهذا الاقتصاد لا يعتمد على جانب معين، وإنما يحاول أن يوجد محافظ متعددة في التجارة والاقتصاد. فيما يتعلق بموضوع التوكل على الله. أعتقد أن هناك أخلاقيات يجب على من يدخل السوق أن يصطحبها معه، وأنا أذكر أني قلت قبل يمكن عام (1413هـ)، عملت مادة عنوانها: (دلوني على السوق)، وأشرت فيها إلى أنه الصحابة رضي الله عنهم كانوا من كبار التجار كثير منهم، فالتجارة والمال ليست عيباً كما يظن البعض، والبحث فيها بحد ذاته، بل عبد الرحمن بن عوف هو صاحب هذه الكلمة: [ دلوني على السوق ]. أبو بكر كان يقول: [ شغلتني الخلافة عن التجارة ]. عمر كان يقول: [ ألهاني عن الحديث الصفق في الأسواق ]. عثمان مجهز جيش العسرة. لكن كانت الدنيا في أيديهم ولم تكن الدنيا في قلوبهم، كان الواحد منهم متوكلاً على الله، ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول: (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3]، أي: الله كافيه، فكون الإنسان يعتمد اعتماداً كلياً على الأسباب المادية هذا خطأ كبير، سواءٌ في مجال التجارة أو غيره. أيضاً قضية التقوى: وهي قرين التوكل، الله سبحانه وتعالى يقول: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3]، التقوى هنا تعني معاني كثيرة: من أهمها: النية الطيبة، ولذلك دائماً نوصي الناس الذين يدخلون السوق نقول: اجعل نيتك طيبة، أنه إذا رزقك الله على الأقل تكون كصاحب الحديقة: ( اسق حديقة فلان. قال: ماذا تصنع؟ قال: إنني آكل الثلث وأتصدق بالثلث وأرد الثلث فيها )، فالإنسان الطيب الإنسان الكريم الإنسان الذي نيته طيبة حتى في المال غالباً يكون موفقاً ويكون مرزوقاً ويحفظه الله سبحانه وتعالى من الصدمات، فقضية التقوى قضية مهمة جداً. أيضاً قضية الصبر وعدم الاستعجال، وكون الإنسان يريد أن يقطع في يوم أو في شهر ما قطعه الآخرون في فترة طويلة جداً، هذا من الخطأ الكبير، ودائماً المخاطرة مرتبطة بارتفاع الربح، ولهذا على الإنسان أنه يقبل ربحاً أقل مع مخاطرة أقل، خصوصاً لما يكون يخاطر برأس المال نفسه وليس يخاطر بأرباح إضافية زائدة. أيضاً مسألة العدل مهمة جداً، العدل في الإنفاق، حتى على النفس وعلى الآخرين يكون الإنسان معتدلاً (( لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ))[الفرقان:67]، قضية العدل في التعامل مع الأشياء، مثلما قلنا: بعض الناس الذين ألغوا كل أبواب التجارة والرزق وجعلوا مستقبلهم مرهوناً بمحفظة الأسهم أو البورصة أو غيرها، هذا خطأ كبير خطأ على أنفسهم وخطأ أيضاً على مستقبل المجتمع ومستقبل الأمة. التالي توجيه للداخلين في سوق الأسهم الاستثمار السابق وقفة مع الظاهرة الاجتماعية في الانشغال بسوق المال الاستثمار مواضيع ذات صلة حكم أرباح بيع الأسهم حكم المضاربة في أسهم غير البنوك حكم الاكتتاب في الشركات القائمة على النظام المباح مع ممارستها لأنشطة ربوية دعوة لتكوين جمعيات لحماية المساهمين من الغش والتلاعب بأموالهم حكم تداول الأسهم في البنوك الربوية