الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الاستثمار›وقفة مع الظاهرة الاجتماعية في الانشغال بسوق المال وقفة مع الظاهرة الاجتماعية في الانشغال بسوق المال الجمعة 10 صفر 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 3935 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: طيب. الحقيقة أن المجتمعات العربية -لو دخلنا إلى المحور الذي ربما ينتظره منا المشاهدون بشكل أكثر إلحاحاً- المجتمعات العربية عرفت أسواق المال في السنوات الأخيرة، أو بالأحرى في العقدين الأخيرين، وبالذات في السنوات القليلة الأخيرة تولعت المجتمعات العربية في هذه الأسواق، حتى وصل الأمر أن كل أفراد المجتمع بلا استثناء، وكل طبقات المجتمع بلا استثناء أصبح منها ممثلون كثر في أسواق المال، بل تعدى الأمر هذا الحد إلى أن أصبح الولع في أسواق المال عبارة عن ظاهرة اجتماعية أكثر من كونها ظاهرة اقتصادية، وهذا نادراً ما يحدث أن يتحول الاقتصاد إلى ظاهرة اجتماعية ملحة على كل أفراد المجتمع. قبل أن أتكلم عن بعض الإفرازات في أسواق المال أود الحديث عن الاشتغال بأسواق المال كظاهرة اجتماعية أشغلت المجتمع بالكل في هذا الأمر. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أعتقد أنه ليس نادراً، المال مصاحب للإنسان، وحتى ربما التحولات التاريخية تجد المال فيها حاضراً بشكل أو بآخر بدرجة أو بأخرى، ولذلك ليس غريباً أن يقع مثل هذا التأثير الاجتماعي لقضية أسواق المال. أسواق المال ربما عرفت في العالم قبل أكثر من أربعة قرون، ولكن أصبحت تتطور يوماً بعد يوم، حتى أصبحت اليوم ليست مقصورة فقط على البورصة أو سوق الأوراق النقدية في مكان معين يأتي إليه الناس، بل كل من يملك جهاز حاسوب حتى في مكتبه أو في إدارته أو في عيادته إن كان طبيباً، والرجال والنساء أصبحوا يتعاملون ويتعاطون مع هذه القضايا، وارتبطت حتى أحوالهم الصحية والنفسية وعلاقاتهم الاجتماعية، كالعلاقات مثلاً بين الزوجين، والعلاقة بين الأصدقاء، أصبحت مرتبطة إلى حد كبير بقضية الأسهم وقضية الأموال. الكثيرون تجد أنهم أصبحوا يستدينون، ليس فقط أنه يضارب بالفائض من ماله وإنما يستدين، وقد يبيع بعض أشيائه الضرورية، وأنا أعرف من باع بيته، وأعرف من باع سيارته، والمرأة التي باعت ذهبها، وكثيرون باعوا أشياء ضرورية جرياً وراء أحلام الثراء السريع، وهذه إحدى القضايا المشكلة، أن الناس دخلوا في هذا الأمر دخولاً فيه نوع من التسرع، ودون أن يكون هناك نوع من الإرشاد أو التهيئة. أيضاً: قضية الانهماك المفرط، وهذه قضية ضارة في كل شيء، يعني: الله سبحانه وتعالى يحب العدل في كل الأشياء، حتى في العبادة النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( اكلفوا من العمل ما تطيقون ). أما قضية أن تكون كل قوى الإنسان مرهونة وراء الانهماك في هذه الأسواق، حتى إنها تؤثر على الإنسان في السكر وفي الضغط، وفي أشياء كثيرة جداً، وتستغرق كل وقته وكل طاقته هذا خطأ. قضية العشوائية وأحلام الثراء السريع: هذا أيضاً ملاحظ أنا أذكر مرة شخصاً عنده أرض، وهذه الأرض لم يجد من يشتريها، فجاء لبعض الطيبين وقال لهم: عندي أرض، والأرض هذه عندي أخبار خاصة أنَّه -والله- فيها نفط في باطن هذه الأرض، فكاد أن يوقع ببعض الناس المتعجلين أن يشتروها منه بمثل هذه الطريقة أو هذه اللعبة. كثير من الناس الذي يضرهم هو الاندفاع والعشوائية في الأمر، وتخيل أن عنده فرصة يجب أن لا تضيع، والواقع أنه لو سلم من هذه الفرصة لكان خيراً له وأفضل. نعم هناك فرص يجب أن تلتقط، لكن ليس بهذه العشوائية، والعوام عندنا مثلاً يقولون: (لو فيها خير ما عافها الطير). أي: لو كانت هذه الفرصة جميلة، وهذه من الأشياء التي تفيد أحياناً، أن الناس ليسوا أغبياء، وأيضاً الناس يحبون المال مثلك، فتخيل أنه هذه الفرصة عندك وليست عندهم، يأتيك إنسان يقول لك: والله هذه فرصة ثمينة وذهبية، أنا ما أقولها لأحد، لك أنت بشكل خاص؛ لأنك قريب أو صديق، وهكذا يتم جمع محافظ بشكل كبير من أناس متخصصين وأناس غير متخصصين، هذا أيضاً خطأ كبير. قضية دخول هذه العملية حتى على الوظائف: المعلم ترك تعليمه، والطبيب ترك طبه، والمرأة تركت عملها في المنزل، وكثير من الناس انهمكوا، بل أصبحت عملية التجارة الطبيعية، التجارة مثلاً في العقار بشكل معتدل، التجارة في ممارسات سليمة وصحيحة، في البيع في الشراء كل في مجاله، أصبح الكثيرون يحسون بأن هذه قضية طويلة وثمارها محدودة جداً، وما لهم وطول النفس مثلاً في بيع ذهب أو أشياء من هذا النوع، بينما هو يستطيع بين يوم وليلة أن يحصد كميات هائلة من الأرباح. المقدم: وهذا ما يخاف منه الكثير من المتابعين للموضوع، عموماً الإنماء الحضاري المعتمد على الناحية الاقتصادية.. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. المقدم: قد يكون فيه انحسار حضاري في مجالات ضخمة جداً. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا صحيح، أنها جنت على كثير من الإنجازات، ويفترض أن يكون هناك توازن في الجانب الاقتصادي والمالي، بل وصل الحال ببعض الناس إلى حد أنه أولاً قضية مسألة الاستشارات الآن، أصبحت الاستشارات هي تجارة مستقلة بحد ذاتها، وليس هذا فقط، هذا قد يكون مفهوماً إذا كانت استشارات ذات شفافية كما هو الحال في كل بلاد العالم.. المشكلة أنه أحياناً قد تدخل قضايا حتى المنجمين والعرافين، وأحلام الإنسان في النوم أصبحت تتدخل في هذا الموضوع وتؤثر فيه، ولذلك صارت النكسة التي حصلت الآن في سوق الأسهم، وهي ليست جديدة، أنا أذكر في التاريخ الاقتصادي لكل بلد من دول الخليج ، ودول عربية -بل دول العالم- حالات من التأخر، وأحياناً تجدهم يسمونها مثلاً في ذلك اليوم الأسود أو التعيس أو الأغبر، أو الشهر أو بشيء من هذا القبيل، وهذا طبعاً تعبير عن المشكلة أو الأزمة أو حتى الكارثة التي حصلت، وأعتقد أنه مسألة الانضباط والتوازن والعدل مهمة جداً. التالي توجيه للداخلين في سوق الأسهم الاستثمار السابق حقائق ومعانٍ في علاقة الاستثمار بالاستخلاف في الأرض الاستثمار مواضيع ذات صلة حقائق ومعانٍ في علاقة الاستثمار بالاستخلاف في الأرض المشاركة في الصناديق الاستثمارية مشاركة علي النحاس.. تجربة حية مع برنامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع مشاركات حكم دفع أموال الزكاة إلى الوقف والقيام باستثمارها لصالح مستحقيها