الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الأزمة -2›مكمن الخلل في الأزمة وعدل الله سبحانه وتعالى فينا مكمن الخلل في الأزمة وعدل الله سبحانه وتعالى فينا الجمعة 25 جمادى الآخرة 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 4087 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إذاً: ينبغي أن ندرك أن هناك أزمة، ويمكن من الجانب الآخر المهم للأزمة هو أننا لا نريد أن نعترف بهذه الأزمة، وإذا اعترفنا بها لا نريد أن نتحمل جزءاً من مسئوليتنا عنها، ودائماً ما أقول: دعونا نتكلم في البديهيات، ربنا سبحانه لا يظلم أحداً، وهو يقول: (( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))[النحل:118]، (( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ))[الزخرف:76]، (( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))[يونس:44].إذاً: دعونا نعترف للحظة أن الله تعالى حكم عدل، وأن القدر يجري وفق حكمة ربانية وعدالة، ولكن البلاء والمصيبة من داخل أنفسنا، ولا أدل على ذلك من واقعنا خلال الأزمات، لو أننا نسينا الأزمة التي نعيشها الآن في لبنان أو في فلسطين وتخيلنا ماذا نكون عليه بعد أن تهدأ الأمور، أو ما كنا عليه قبل أن تتوتر الأمور؛ لوجدت أننا كنا في حالة لا تؤهلنا لأن يمنحنا الله تعالى نصره، وأن يعطينا ما نصبوا إليه. الله تعالى يمنح النصر من يشاء، ولكن الله تعالى لا يمنح النصر إلا من يستحقونه ، ولهذا قال سبحانه: (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ))[الحج:40]، من هم الجديرون بالنصر؟(( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ))[الحج:41]، الكثيرون قد يدعون ادعاءات طويلة وعريضة، والكلام أحياناً رخيص، ويمكن الإنسان يظن ويدعي، والله سبحانه وتعالى ذكر عن قوم أنه قيل لهم: (( كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ))[النساء:77].الأزمة هذه على مرارتها وقساوتها، وما من أحد إلا ولا يملك دمعه وعينه وقلبه وهو يرى مشاهد الدمار في بلاد الإسلام، والقتل، والاغتصاب، والعدوان، والصمت، والتواطؤ، إلا أننا مع ذلك نلتمس رحمة الله سبحانه وتعالى، وفرج الله، ونصر الله عز وجل، ونلتمس الحكمة الربانية في أنه لعل من خلال هذه الظلمات المتكاثفة أن يستشعر الناس قدراً من التطلع الصائب، قدراً من الاعتراف بالخطأ على النفس، أريد من نفسي ومنك أخي فهد ومن كل فرد يستمع أنه لفترة مؤقتة نتوقف عن توزيع المسئوليات، ونوزع المسئولية أو نحمل المسئولية لأنفسنا مباشرة، وننظر ماذا يمكن أن نعمل، وماذا يمكن أن نقدم، وماذا يمكن أن نساهم فيه؟ التالي خاتمة الحلقة الأزمة -2 السابق أزمات الحياة المتلاحقة الأزمة -2 مواضيع ذات صلة السبيل إلى توحيد الجماعات الإسلامية على المستوى العام الأخطاء المتعلقة بحق الأمة الانفتاح والاعتدال في المواقف الاهتمام بالمتابعة الفعالة للأحداث والابتعاد عن المشاعر المثبطة