الرئيسة ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء عم›سورة العصر - تفسير (2)›إشراقات في قوله تعالى: (إلا...›الروح الجماعية المستوحاة من لفظ (آمنوا) ودلالاتها الروح الجماعية المستوحاة من لفظ (آمنوا) ودلالاتها الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 3891 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص طيب.. قوله سبحانه وتعالى: ((إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا))[العصر:3] الواو هذه ماذا نسميها، واو الجماعة، إذن الله تكلم الآن، عن فرد أم عن جماعة؟ عن جماعة، وهذا غالب ما تجده في القرآن الكريم، مما يدل على أهمية الاجتماع في هذه الأمة والتآلف فيما بينها، وأن الله سبحانه وتعالى يحب اجتماعهم ويكره فرقتهم، ولذلك ذكره الله سبحانه وتعالى فيما لا يأتي عليه الحصر من المواضع الآن: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ))[الصف:4]. ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))[آل عمران:103]، وفي القرآن دائماً: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))[البقرة:277]، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا))[البقرة:104]. إذاً: الخطاب لجماعة، وهنا المقصود جماعة المسلمين، جماعة المؤمنين، فهذه الآيات تؤكد مسألة الانتماء لهذه الأمة، وهذا معنى يحتاج إلى توكيد، الانتماء لهذه الأمة، بحيث تحس بآلامها ومصائبها كما تحس بأفراحها، وتتعاطف معها، وتبذل لها ما يجب عليك، فهذا معنى مهم جداً.اليوم أيها الأحبة.. مع الأسف الأمم الغربية الكافرة تربي أفرادها على ما يسمى بروح الفريق، حينما يعملون عملاً تجد عندهم العمل المؤسسي كما يقال، عمل قائم على جهد جماعة، وجهودهم يكمل بعضها بعضاً، ويزكي بعضها بعضاً، وكل واحد منهم يسد إمكانية أو ثغرة لا يسدها غيره، حتى اليهود اليوم مثلاً، وهم باليقين كما ذكر الله تعالى عنهم: ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى))[الحشر:14]، ومع ذلك في هذه المرحلة التي أذن الله لهم فيها بنوع من التمكين عندهم تناقضات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، أحزاب يمينية، أحزاب وسط، أحزاب متطرفة، أحزاب أصولية، ومع ذلك كلهم يجتمعون تحت ما يسمى: بقبة الكنيست، ويخدمون كيان إسرائيل، كل إنسان يخدم من زاويته، العلماني من زاويته، والمتدين عندهم من زاويته، فكلمهم يصبون جهدهم في خدمة هذا الكيان الذي يدركون أن به قوتهم وبقائهم وعزهم. وتجد في الأمم الغربية أيضاً التربية القوية على مثل هذه المعاني على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدول. أحياناً نذكر الإخوة ونقول لهم: الولايات المتحدة الأمريكية الآن، التي أصبحت إمبراطورية الآن تفرض هيمنتها في الشرق والغرب، وتضرب ذات اليمين وذات الشمال وتمارس إذلالاً لمن لا ينساقون وراء إرادتها، أو تحاول ذلك، هذه الإمبراطورية عبارة عن كم دولة؟ عبارة عن خمسين دولة (خمسين ولاية)، كل ولاية لها من ميزانيتها وكثافة عددها ومساحتها وقدراتها شيء هائل، ولذلك كانت ما كانت، الدول الأوروبية الآن مع أن بعضها عبارة عن إمبراطوريات في مجال الاقتصاد وغيره، مثل بريطانيا و ألمانيا و فرنسا وسواها، ومع ذلك هي تسعى الآن إلى نوع من الوحدة، وهناك عملة اليورو التي طرحت منذ فترة، وهناك إزالة الحدود فيما بين هذه الدول، وهناك قضية إزالة الحدود الجمركية أيضاً، هناك خطوات كبيرة جداً، توحيد العلاقات الخارجية والسعي في ذلك، توحيد الجانب العسكري، عندهم خطوات جادة في موضوع التقارب فيما بينهم. التالي واقع الأمة من الخطاب القرآني الداعي إلى الاجتماع إشراقات في قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...) السابق الإيمان الحق عصمة من المادية والخرافة إشراقات في قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...) مواضيع ذات صلة صلاة العصر واقع الأمة من الخطاب القرآني الداعي إلى الاجتماع ضرورة المعاصرة والمعايشة والفهم للزمان تفسير قوله تعالى: (إن الإنسان لفي خسر) العمل الصالح ودوره في تكريس الوحدة والاجتماع