الرئيسة ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الصيام›كتاب الصيام [5]›شرح حديث جابر: (أن رسول الله خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم ..) شرح حديث جابر: (أن رسول الله خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم ..) الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439هـ طباعة د. سلمان العودة 594 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الحديث الذي يليه رقمه ستمائة واثنان وسبعون حديث جابر: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى إذا بلغ كراع الغميم فصام الناس، ثم دعا صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال صلى الله عليه وسلم: أولئك العصاة، أولئك العصاة )، وفي لفظ: ( فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب ). رواه مسلم. تخريج الحديث أولاً ما يتعلق بتخريج الحديث: فقد رواه مسلم كما ذكر المصنف في باب جواز الصوم والفطر للمسافر من كتاب الصيام، وأيضاً رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، ورواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان. معاني ألفاظ الحديث ما يتعلق بألفاظ الحديث: (عام الفتح) المقصود هنا فتح مكة، وهو أي عام فتح مكة سنة كم؟مداخلة: الثامنة للهجرة.الشيخ: في السنة الثامنة، نعم، وربما يقال في منتصف السنة الثامنة، يعني: بعد مضي ثمان سنوات ونصف خرج صلى الله عليه وسلم لفتح مكة.وقوله: ( حتى بلغ كراع الغميم )، هكذا هو بضم الكاف كُراع والغميم أيضاً بالفتح، وهو موضع بين مكة والمدينة قريب من عسفان، أنتم أهل مكة يقولون ماذا؟مداخلة: أدرى بشعابها.الشيخ: أدرى بشعابها، أنتم أهل مكة أدرى بشعابها، عسفان كم عن مكة؟مداخلة: تسعون كيلوا.الشيخ: تسعون كيلوا، نعم الفقهاء والذين كتبوا من المعاصرين في المسافات يقولون: أربع وثمانون كيلوا من مكة، فيبدو أن الطرق ربما تتفاوت، فعلى أي حال هذا هو المقصود بـكراع الغميم، مع أنه ورد في بعض روايات الحديث أسماء أخرى، فهي متقاربة قد يطلق على الجبل أو على هذا السهل أو على غيره. فوائد الحديث ما يتعلق بفوائد الحديث: فيه جواز الفطر للمسافر، وهذا بينه الله تعالى في كتابه: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ))[البقرة:184]، وفيه جواز الفطر للمسافر أثناء اليوم كما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان صائماً أول النهار ثم دعا بماء فشرب.وفيه إظهار العمل ليقتدي به من خلفه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب منه عليه الصلاة والسلام.وفيه الرفق بالناس في العبادات والتكاليف وغيرها، وأنه من شق عليهم شاق الله عليه ومن رفق بهم رفق الله به.وفيه من لطائف معاني وفوائد الحديث حاجة الناس أحياناً إلى إلزامهم بالرخصة وإلزامهم بالرفق؛ لأن نفوسهم تطلعت إلى الشدة وإلى القوة فاحتاجوا إلى أن يلزموا بالرخصة، وهذا كثيراً ما يقع، خصوصاً للإنسان المتدين أو الذي يقوى في الدين أو في العبادة أو في طلب العلم يكون بحاجة إلى من يلزمه بالرخصة، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع أصحابه، انظروا إليه الآن وهو يطالبهم بالفطر ويفطر أمامهم ويرفع، ثم يظل أناس منهم لم يفطروا فماذا يقول عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( أولئك العصاة، أولئك العصاة ).انظروا إليه بالأمس عليه الصلاة والسلام وهم يواصلون وينهاهم عن الوصال ثم ينهاهم، فيقولون: أنت تواصل فيقول: ( أنا لست كهيئتكم )، ثم يواصلون حتى يواصل بهم يوماً فيوماً إلى أن يروا الهلال ويقول: ( لو مد في الشهر لزدتكم ) كالمنكل لهم، فهذا دليل على أن المربي والمعلم والأستاذ ينبغي أن يأخذ الناس بالرخصة ويلزمهم بها أحياناً، خصوصاً إذا كانت نفوسهم تتطلع إلى مستويات أعلى وقد يشق عليهم ذلك أو يثقلهم. التالي شرح حديث حمزة بن عمرو أنه قال: (يا رسول الله! أجد بي قوة على الصيام في السفر ..) كتاب الصيام [5] السابق شرح حديث أبي هريرة: (من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ..) كتاب الصيام [5] مواضيع ذات صلة متن حديث: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربع ركعات ..) وتخريجه معاني ألفاظ الحديث الجمع بين ترك الرواتب في السفر وحديث: (من حافظ على اثنتي عشرة ركعة) فوائد حديث: (أخذ علينا رسول الله ألا ننوح) معاني ألفاظ حديث أم سلمة في النفاس