الرئيسة ›محاضرات›خطبة الجمعة بجامع الدرويش...›المقصد من المحاولات الخمس المقصد من المحاولات الخمس الجمعة 23 جمادى الآخرة 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 559 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))[الأحزاب:56]. اللهم صلِّ على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ثم أما بعد: وضعت عنواناً لهذه الخطبة: (خمس محاولات). افترضوا أيها الأحبة! أن شخصاً يريد أن يصعد إلى قمة جبل، وهو منذ وعى الحياة وعقل وأدرك يحاول الصعود إلى هذا الجبل، فيصعد قليلاً ثم يخفق ويتراجع، ويكرر المحاولة هذه خمس مرات في اليوم، فإذا كان عمره الآن أربعين سنة، ثلاثين سنة، خمسين سنة، في كل يوم يحاول الصعود والوصول إلى قمة الجبل خمس مرات، بماذا نستطيع أن نصف هذا الإنسان؟ هل نصفه بأنه فاشل؛ لأنه ما وصل القمة؟ ونحن ما ندري ممكن يكون وصل؟! هل نصفه بأنه بليد؛ لأنه يكرر المحاولة، أم نصفه بأنه صبور؛ لأنه لم ييئس وبأنه مثابر، ومحاول وناجح؛ لأنه إن وصل إلى قمة الجبل فقد بلغ المراد، وإن لم يصل فحسبه أنه مات وهو يحاول، ولم تفلح الإخفاقات الكثيرة أن تصده عن هدفه؟ بأي الوصفين يمكن أن نصف هذا الإنسان؟ أعتقد أن الجميع سيثنون على فعلته، ونحن كثيراً ما نثني على النمل، نملة تحاول صعود جدار بارتفاع جدار هذا المسجد المبارك، ثم تسقط وتكرر المحاولة، حتى تصل، وكانت العرب تقول: أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلج لما وضعت هذا العنوان: (خمس محاولات)، تراءى أمام ناظري حديث صحيح رواه مسلم وغيره عن جماعة من الصحابة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( أرأيتم -أخبروني- لو أن نهراً غمراً -نهر متدفق وقوي- يجري بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا )، الصلوات الخمس هي محاولات خمس، يومية، محاولات لماذا؟ محاولات لأشياء كثيرة أهمها: محاولة ضبط العلاقة مع الله بالقرب والمناجاة والتعبد. هذا أولاً. وثانياً: محاولة ضبط العلاقة مع الناس بالحب والسلام والود والوئام، سبحانك ربي! منذ عقلنا، ونحن صغار كان آباؤنا يأخذوننا معهم إلى المسجد، ونحن لا نعي شيئاً، و أتذكر أول مرة أخذني أبي معه إلى المسجد، فرأيت الناس بعد الصلاة يعدون بأيديهم، يسبحون، فرجعت وقلت له: يا أبي! أبشرك قد عددت اليوم مائة بعد الصلاة، أظن أنهم يعدون واحد .. اثنين .. ثلاثة .. أربعة، قال لي: لا يا بني! إنهم يسبحون: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. صغار يأخذنا آباؤنا معهم إلى المساجد، ونكبر فتصبح الصلاة عادة، ليست عادة بمعنى أننا نحافظ عليها ولا نتركها، لكن عادة بمعنى أننا نفعلها دون أن نعي الأقوال والأعمال التي نقوم بها. التالي الصلاة منحة من الله خطبة الجمعة بجامع الدرويش بالدوحة بعنوان - خمس محاولات مواضيع ذات صلة الإكثار من النوافل لمن كان تاركاً للصلاة ثم تاب بقاء المرأة مع زوج لا يصلي حكم من قتل في مقاتلة العدو وهو لا يصلي حكم تارك الصلاة حكم تارك الصلاة