الرئيسة ›محاضرات›صناعة المستقبل›أهمية التخطيط للمستقبل أهمية التخطيط للمستقبل الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1430هـ طباعة د. سلمان العودة 532 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة السابعة: قضية التخطيط للمستقبل. التخطيط هو صناعة المستقبل في حقيقة الأمر، في خمسينات القرن الماضي عملت دراسة على مائة طالب في أعرق الجامعات الأمريكية، جامعة هارفارد مائة طالب، اختير عشرة منهم تبين أن هؤلاء العشرة قد حددوا أهدافهم مبكرين، وكتبوا هذه الأهداف، ليس فقط أنها في رءوسهم، وإنما كتبوها في ورق، وحاولوا أن يبحثوا عن الطريق إليها، وبعد عشر سنوات أعيدت الدراسة، فتبين أن هؤلاء العشرة من مائة يعني: 10% أنهم يملكون 96% من الثروة التي يملكها هؤلاء مجتمعين، و 4% من الثروة يملكها التسعون الباقون، هؤلاء فازوا؛ لأنهم وضعوا أهدافاً؛ ولأنهم كتبوا هذه الأهداف.أنا هنا سوف أسألكم سؤالاً فقط أريد الجواب برفع اليد:كم منكم من لديه هدف محدد وقد قام بكتابته؟أنا أول واحد ما رفعت يدي؛ لأن ما عندي هدف محدد، ما رأيكم أنتم؟ طيب عندنا عدد؛ لكنه طبعاً أقل من 30% من حجم الحضور، وعلى كل حال هؤلاء سوف يحصلون والله أعلم إن شاء الله على أهدافهم، قد لا تكون أهدافهم ثروة، ولكن إن كانت أهدافكم ثروة أرجو أنكم ما تنسونا جزاكم الله خيراً! نحن مرة ذهبنا في سفر وركبنا مع (التاكس)، ومعي واحد من المشايخ صاحب ظرف ولطف الشيخ عبد الوهاب الطريري، فلما ركب مع صاحب الحافلة أخ مصري، وهو يحب المصريين ويداعبهم، تحدث معه، وقال له: إن شاء الله بعد فترة أنت ستكون وزيراً، وسيكون عندك أموال، وما أدري كيف دخل معه، الرجل تشبع بالفكرة وتشبع قال: (بس هاه) لما تقابلنا يعني كذا أنت مشغول عنا وما (تعطينا) وجه، ما (تعطينا بال)، قال: لا، لا، أبداً، بالعكس أنتم أصدقائي، وعدنا وعداً إن شاء الله صادقاً أنه (ما راح) ينسانا.إذاً: الهدف لا بد من كتابته، الهدف هو رؤية؛ لكن لا بد أن تكون مصحوبة بخطة عملية، إذاً يقولون: إن الهدف هو حلم؛ ولكنه حلم مؤقت، يعني: له وقت معين يسعى الإنسان في تحقيقه، مثلاً: نحن هنا في حالات كثيرة جداً لا نحدد أهدافنا على صعيد الفرد، لكن على صعيد الجماعات، على صعيد الشركات، على صعيد الدول، الدول العربية والإسلامية عندها سؤال أنا أعتقد أنهم ما أجابوا عليه، هل الحرب في صالحهم أم لا؟ هل السلم في صالحهم أم لا؟ هل في صالحهم أن تظل الأمور بين الليل والنهار لا حرب ولا سلم؟ هذا أمر غير محدد، إذا كان الأمر غير محدد معناه: أنه ليس هناك هدف، وفي حكمة جميلة جداً تقول: الريح أبداً ليست في صالح البحار الذي لم يحدد وجهته، البحار الذي يمشي في البحر وما حدد الوجهة التي سوف يسافر إليها الريح ليست في صالحه؛ لأن الريح تذهب به ذات اليمين وذات الشمال، نحن أحياناً نخطط فقط لشيء واحد؛ وهو التضحية، نعم سنكون محتاجين إلى التضحية، والحياة لا يمكن أن تكون إلا بتضحية، لكن أعتقد أنه كما يقولون: الذي يذهب للسلام عليه أن يخطط للحرب، التخطيط متصل بالذكاء، ولذلك يقولون: التخطيط من سمات الإنسان، لكن اكتشفوا أن حيوانات تخطط، يعني: على سبيل الطرفة قالوا: في نوع من القرود أظن الشمبانزي يخطط؛ لأنه تعود أن الناس يأتونه أحياناً ويضايقونه، وهو تعود أن يرميهم بالأشياء، بما لديه حتى الحجارة، فاكتشفوا أنه يقوم بإعداد هذه الأشياء، يعني: أصبح متعوداً أن الناس يزورونه، ويجهز لهم هذه الضيافة، فهذا نوع من التخطيط؛ لأنه من الحيوانات الذكية، ولهذا نقول: إن التخطيط متصل جزئياً بموضوع الذكاء كما هو متصل بالتربية، متصل أيضاً بجانب القدوة، وجانب التدريب، الذين يخفقون كما يقال في التخطيط هم يخططون للإخفاق، وهذه من الحكم الجميلة: من يخفق في التخطيط فهو تقصد أن يخطط للإخفاق، هذا التخطيط للنجاح، سواءً كان نجاحاً معرفياً، أو نجاحاً سياسياً، أو نجاحاً اقتصادياً، لكن في تخطيط آخر وهو مهم جداً التخطيط للسعادة؛ لأنه من دون السعادة لا تنفعه الأشياء، كل الأمور الموجودة من حوله الأموال، والقصور، والسمعة وكل الأشياء لا تنفعه ما لم يكن يشعر بالسعادة في داخله، ولهذا لا بد من التخطيط للسعادة.وربما أنا أستطيع أن أقول لك باختصار..، طبعاً نحن يا دكتور! أخذنا أكثر مما يجب، لكن باقي عندنا الفقرة الأخيرة فقط فيما يتعلق بالسعادة، أنا أقول تجربة شخصية يمكن كتبتها في أحد المقالات: أن من التخطيط للسعادة أن يعود الإنسان نفسه أنه في كل صباح عندما يستيقظ يحاول أن يعود نفسه أن يبدأ بالأشياء الجميلة، ويتعود الأشياء الجميلة أياً كانت، ومن هنا يتبرمج مع الوقت أنه كلما استيقظ من النوم تذكر الأشياء الجميلة التي سيبدأ بها، أنا مثلاً كلما استيقظت بعدما يذكر الإنسان ربه، ويثني عليه، ويحمده ويشكره على الحياة: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي رد إلي روحي، وعافاني في بدني، وأذن لي بذكره، بعد ذلك أنا يمكن على طول أذهب إلى الجوال، وأفتح الجوال فأجد الرسائل، هذه الرسائل فيها نوع من المتعة، الطرفة، تربطك بالواقع حتى لو أنك بعيد عن الناس مثلاً منفصل في بيتك، وحتى مثلاً ريثما تتوضأ تكون الرسائل قد وصلت إليك، فتجد أنه هذا صديق، وهذا ابن عم، وهذا ابن خال، وهذه كلمة جميلة، وهذا بيت شعر، فهذه أشياء معينة من شأنها أن تجعل الإنسان يتبرمج على السعادة، ويتذكر السعادة، إذا أصبحت الصباح قبل أن تذهب للعمل صل ركعتين، ابدأ حياتك بالشكر لله العظيم الذي منه كل شيء، احضن أولادك وأطفالك، اضحك معهم، ابتسم معهم، الحياة لا تسوى شيئاً من دونهم، وهم أيضاً بالنسبة لك أنت شيء كبير في واقعهم، مثل هذه المعاني تدربنا، وتبرمجنا عقلياً، ونفسياً ووجدانياً على أن نبدأ حياتنا بالسعادة، وتصبح السعادة عادة. التالي إلى أين يذهب العالم؟! صناعة المستقبل السابق كيف نقرأ المستقبل صناعة المستقبل مواضيع ذات صلة معوقات في طريق نهضة الأمم مقياس معرفة المعروف والمنكر خروج الصحوة من ميدان القول والارتجال إلى ميدان التخطيط والعمل التخطيط المستقبلي لشئون الحياة كلها مشاركة عبد الرحمن الزنيدي .. الحفاظ على المال العام ومراعاة احتياجات الفقراء