الرئيسة ›محاضرات›في القضية البوسنية›جوانب من مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك جوانب من مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك السبت 1 ربيع الأول 1413هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 804 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك مأساة لا يستطيع أن يتصورها إلا من شاهد ولو بعض فصولها، وليس راءٍ كمن سمع، ولا الذي يسمع بحرّ النار كالذي يطأ بقدميه على الجمر، إن مجرد النظر إلى صورة امرأة مسنة، وإلى وجهها الذي بانت عليه تجاعيد السنين، وإلى عيونها الدامعة، وإلى صرخاتها التي تنطلق في الهواء، تبكي نفسها، تبكي غربتها، تبكي أولادها، تبكي زوجها، تبكي بيتها المهدم، تبكي طريقها الذي مشت وهي لا تدري إلى أين تصير، ولا إلى أين تسير، أو تتجسد هذه المأساة على وجه طفل بريء يصرخ، والرضاعة في فمه، وهو محمل بالأتوبيس أو بالطائرة وسط مجموعات كبيرة من الأطفال الصغار، الذين لا يدرون إلى أين هم ذاهبون، ولا يعرفون لآبائهم ولا لأمهاتهم مكاناً، ولا يعرفون ماذا جرى في هذه البلاد. والطفل في المهد لم يعلم بما انقلبت حياته بعد بشرٍ شر منقلب فهي مأساة كبيرة، مأساة شعب قوامه ستة ملايين، مأساة بلاد واسعة عريضة، مأساة المزارع الخضراء، مأساة الدين الذي هُجّر أهله، وشردوا وقتلوا وحشدوا وحشروا في معسكرات الاعتقال.إنك تسمع أحياناً عن مأساة شخصية يفلح صاحبها في تصويرها، فلا تملك عينك من البكاء والدموع، ولا تملك الألم أن يعتصر قلبك، فكيف ترى يكون الحال وأنت أمام مأساة شعب بأكمله؟ تلفتوا هاهمُ في الأرض إخوتنا شعب برمته في العري يحتضرُ كانوا بأوطانهم كالناس وانتبهوا فما هم من وجود الناس إن ذكروا مشردون بلا تيه فلو طلبوا تجدد التيه في الآفاق ما قدروا يلقى الشريد فجاج الأرض واسعة لكنهم بمدى أنفاسهم حشروا في خيمة من نسيج الوهم لفقها ضمير باغ على الإسلام يأتمر أوهى وأوهن خيطاً من سياسته لو مسها الضوء لانقدّتْ بها السترُ تعدو الرياح بها نشوى مقهقهة كأنها بشقوق الرمل تنحدر الأسر القتل التهجير الاغتصاب صور أخرى من المأساة التالي الموقف الإسلامي من مأساة البوسنة والهرسك في القضية البوسنية السابق تدخل الأمم المتحدة لوقف القتال بين الصرب والكروات ودلالاته في القضية البوسنية مواضيع ذات صلة صيام اللاجئين السوريين في أوروبا سبب تقدم اليابان خلافاً لحال المسلمين حفل تكريم لبعض الشخصيات الإسلامية في البحرين مشكلة المياه بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها المثال الخامس: الفلسطينيون الذين أخرجوا من ديارهم