الرئيسة ›محاضرات›ألا له الخلق والأمر›شمولية الشرع وشمولية القدر شمولية الشرع وشمولية القدر الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 480 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: البارحة كنت بدأت حديثي مع الشباب بنقطة معينة، وانصرف الحديث عنها إلى موضوع آخر، كانت بداية الحديث أني أشرت للإخوة إلى أهمية القرآن الكريم، وأنه أي موضوع تحب أن تطرحه أو تتحدث عنه ستجد أصول هذا الموضوع في القرآن الكريم، مهما خطر في بالك من الموضوعات التي ترى أنها ذات أهمية، وأن الناس يحتاجوا إليها؛ تجد أن في القرآن الكريم علاجاً وشفاءً ودواءً لهذه الموضوعات، وهذا مصداق قول الله تعالى: (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89]، والمقصود هنا بالكتاب يقيناً: القرآن الكريم. أما قوله تعالى: (( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ))[الأنعام:38] فالراجح في تفسير هذه الآية أن المقصود بالكتاب والله أعلم: اللوح المحفوظ الذي كتب الله سبحانه وتعالى فيه مقادير كل شيء، كما جاء في القرآن والحديث في مواضع كثيرة. فمجموع الآيتين يكمل بعضهما بعضاً، الآية الأولى: (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89]. فيها حديث عن الشرع، ففيها بيان أن الشريعة شاملة لكل شئون الحياة، أصولها في القرآن الكريم، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أما في الآية الأخرى: (( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ))[الأنعام:38]، فواضح من السياق أنها تتحدث عن القدر، الأولى عن الشرع، والثانية عن القدر، وأول الآية: (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ))[الأنعام:38]، فتتكامل الآيتان في بيان شمولية الشرع، وشمولية القدر، فـكما أنه لا يقع في الكون شيء دق أو جل، ظهر أو خفي؛ إلا بقضاء وقدر، وهو معلوم لله سبحانه وتعالى قبل وقوعه، معلوم تفصيلاً مكانه وزمانه، ونوعه ووقته، وكل ما يتعلق به، فكذلك لا يقع في الكون شيء من أفعال المكلفين -أفعال العباد- إلا وفي الشرع بيانه؛ تحليلاً أو تحريماً، استحباباً أو كراهة أو إباحة. التالي وقفات مع قول الله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار) ألا له الخلق والأمر مواضيع ذات صلة أهم الفروق بين قسمي العبادات والمعاملات السهولة واليسر معنى تطبيق الشريعة ثالثاً: حفظ النفس امتناع النبي عليه الصلاة والسلام من قتل المنافقين