ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›على طريق الدعوة›دور خطبة الجمعة.. بين الواقع والمأمول دور خطبة الجمعة.. بين الواقع والمأمول الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 765 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص السؤال: خطبة الجمعة بين الدور المناط، والواقع الذي تعيشه؟الجواب: خطبة الجمعة -الحقيقة- من أعظم وسائل الدعوة، لا يوجد وسيلة في الدنيا، بأوامر الله تعالى وأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام يأتي الناس للسماع لإنسان يتكلم، إلا خطبة الجمعة، إذاً بمقتضى التعبد الإنسان مسوق ومدعو إلى الإنصات، كل مسلم يأتي إلى الجمعة، حتى المقصرون في الفروض الخمسة، لا يصلونها مع الجماعة، أو يفرطون فيها، يأتون إلى الجمعة، ثم ينصتون للخطبة، بمقتضى أمر الشرع، الأمر بالإنصات، حتى قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت )، حتى إنكار المنكر وأنت تسمع الخطبة لا تنكره، حتى رد السلام وأنت تسمع الخطبة لا ترده، حتى تشميت العاطس وأنت تسمع الخطبة لا تشمت، لماذا؟لأن المطلوب كمال الإنصات للخطيب.يبقى السؤال: هذا الخطيب كم يستمع إليه؟ لا أعني خطيباً بعينه، لكن عموم خطباء المسلمين، عموم المساجد يحضرها ملايين بلا شك، بل مئات الملايين في أنحاء العالم الإسلامي، فماذا يسمعون؟ هاهنا السؤال الكبير!ألا تستحق خطبة الجمعة التي يحشد لها هذا الحشد الهائل- ألا تستحق جهوداً خاصة؟!ألا تستحق كتباً معينة؟!ألا تستحق دورات تدريبية للخطباء؟! ألا تستحق تأهيل الخطباء؟! ألا تستحق عناية الدعاة إلى الله عز وجل، والعلماء، والخطباء بالدرجة الأولى، بحيث يكون هناك اهتمام؟! ليس كثيراً على الخطيب أن يخصص يوم الجمعة والخميس كاملاً، لإعداد الخطبة، ومراجعتها، وضبطها، وتصحيحها، بحيث تكون ملائمة للواقع، تمس حاجات الناس، وواقعهم، وظروفهم، وتناسب مستواهم العقلي، والذهني، واللغوي، وتحرك مشاعرهم، وتكون منوعة، ويلتزم فيها بتربية الناس على الكتاب والسنة والدليل الشرعي، إلى غير ذلك من الأشياء التي يجب على الخطباء أن يحرصوا على إيصالها إلى الناس.أما واقع الخطبة فالله المستعان! هناك خطب -لا شك- على المستوى المطلوب، وخطباء مشاهير ربما بلغت شهرتهم العالم الإسلامي، وهذا أمر مما يحمد بلا شك.لكن بالمقابل هناك خطباء كثير، قد تجد أن الخطيب في واد، والناس في واد آخر، حتى إننا دخلنا بعض المساجد في عدد من البلاد الإسلامية، فوجدنا أن الناس حلقاً حلقاً، كل عشرة يتحدثون فيما بينهم، وكأنهم في مطعم، أو ناد، والخطيب يصيح بأعلى صوته، ولا والله لا نكاد نرى إنساناً يستمع لهذا الخطيب، ما السر في ذلك؟! طبعاً مجموعة أشياء، لكن منها: أن الخطيب قد لا يكون لامس شغاف قلوب الناس، أو تلمس حاجاتهم، أو خاطبهم بصورة مباشرة؛ لأن الكلام المؤثر يستمع إليه الجميع، حتى من لا يرغب في الاستماع، هذه قضية.قضية أخرى: قصر الخطبة على معان محددة، بعيدة عما يعتمل في نفوس الآتين إلى المسجد. أضرب على ذلك مثلاً: لما كانت الأزمة في الكويت، غزو الكويت، وما ترتب على ذلك من آثار بعيدة، أصبح كل مسلم مشحوناً بهذه القضية، يأتي إلى المسجد، ماذا يسمع؟ قد يجد أن الخطيب يتكلم عن أحكام تغسيل الموتى -مثلاً-، هذا الموضوع جيد بحد ذاته، ولا بد للناس أن يعرفوا كيفية تغسيل الموتى، وأحكام الدفن، وما أشبه، لكن هل هذا اليوم هو يومه؟! لا، ليس يومه المناسب، هذا في وادٍ وذاك في واد آخر. كان ينبغي أن تكون الخطبة تعالج واقع الناس، أو تستفيد من واقع معين لتوجيه الناس نحو الأشياء المطلوبة لهم. التالي الأدب والأدباء على طريق الدعوة السابق ولاية الفقيه على طريق الدعوة مواضيع ذات صلة الهجوم على الشريط بحجة الخوف من الثورات هم إنشاء ملتقى دعوي للفتيات الأمر قبل النهي وردة الفعل سمعة المتحدث كلمة بشأن افتتاح موقع منابر الدعوة