الرئيسة ›برامج›برامج عامة›أولويات الاصلاح›إشكاليات وعوائق داخل المجتمع الذي يريد الإصلاح إشكاليات وعوائق داخل المجتمع الذي يريد الإصلاح الجمعة 6 جمادى الأولى 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 694 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: خلصنا دكتور سلمان: الإصلاح يحث عليه الشرع، وهو سنة كونية، وهو ضرورة حياتية، ولو أجرينا استفتاء على كافة المستويات وقلنا: يا ناس! يا جماعة! ما رأيكم في الإصلاح؟ ما أهمية الإصلاح؟ لا أعتقد أن هنالك إجابة ستخرج عن إطار: نحن نحتاج إلى إصلاح، وكل يدعي وصلاً بليلى، وكل يدعي أنه مصلح، لكن لماذا نجد أن هنالك بشكل أو بآخر توجد عوائق أمام الإصلاح؟ هل هو المشكلة في أسلوب طرح المشروع الإصلاحي، وبالتالي تختلف الآراء حوله، ومن ثم يعاق هذا المشروع الإصلاحي، هل هنالك خلل في ترتيب أولويات المشروع الإصلاحي؟ هل هنالك تخوف أن المشروع الإصلاحي يحمل في طياته.. فلنفرض جدلاً أن البعض يعتقد أنك إذا أثرت قضية الإصلاح يعتقد أن الإصلاح بمفهوم الآخر الذي يطرحه يعني هدم عرى الدين، هدم الأخلاق، هدم المبادئ، هل المشكلة في الذي عرض المشروع الإصلاحي.. عرضه بهذا الشكل؟ استفز الآخر، وبالتالي الآخر الذي ينظر إلى الإصلاح أنه فقط هو الإصلاح في المبادئ والقيم دون أن يوسع دائرة أو مفهوم الإصلاح، ومن ثم يحدث هذا الإشكال، فتوجد فئات، ويمكن أن تكون هذه الفئات صاحبة قرار تعيق الإصلاح بحقيقة الأمر، وإن كانت تدعي أننا نحتاج إلى أن نكون مصلحين، نحتاج الإصلاح وتدعو للإصلاح، لكنها في حقيقة الأمر ربما يكون هذا الإصلاح يفوت عليها كثير من المصالح، ربما يكون هذا الإصلاح سبباً في كشف أشياء كثيرة جداً، أعتقد أنه هناك إشكاليات؛ الاتفاق على الخطوط العامة موجود، لكن في إشكاليات الحقيقة في رحم المجتمع الذي يسعى إلى الإصلاح، كيف تنظر إلى القضية أبا معاذ؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، هو بدون شك دعنا نعود إلى كلمة الإصلاح ذاتها، هذه الكلمة الجميلة كم يجنى عليها، مثل كلمة الحرية، مثل كلمات كثيرة جداً، سوء توظيف هذه الكلمة أعتقد أنه أمر مشكل، أحياناً نحن نشاهد الساسة في أكثر من بلد وهم يتكلمون عبر الشاشات، فيتكلمون بكلام رائع، لو كنت أنت مكانهم لا يمكن أن تقول أفضل مما قالوا، لكن مثلما يقول المثل الذي يقول: أسمع أقوالك أسمع شيئاً جديداً، أنظر أفعالك أستعجب، فلذلك أعتقد أن مسألة التخوف هي من أهم العوائق الخوف. المقدم: لماذا؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني: مثلاً البعض يخاف على الدين، أعتقد من حقنا أن نخاف على ديننا؛ لأن الأمة العربية والإسلامية أعظم ما يميزها هو دينها، وهي بغير دينها لا شيء، والتاريخ يثبت أنه لا يمكن أن يقوم أي مشروع نهضوي أو حضاري أو إصلاحي لهذه الأمة إلا على أساس القيم الدينية والأخلاقية. المقدم: لماذا يخاف على دينه؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هنا يأتي السؤال، الخوف على الدين طبعاً قد يكون نتيجة لالتباس في بعض المفاهيم الإصلاحية، ولذلك أكثر من مرة نادينا بضرورة أن يوجد قدر كبير جداً من التطمين. المقدم: والوضوح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني: أي مشروع إصلاحي ينبغي أن يعطي جرعات طمأنينة صادقة، وإلا من حقي أنا كمواطن أو الآخر أو الثالث أن يخاف، لماذا؟ لأنه يقول: الوضع الذي أنا أعيش فيه أحياناً، هكذا بعض الناس يقول: الوضع الذي أعيش فيه ليس هو الوضع المنشود، ولكن على الأقل هو وضع عرفته وتكيفت معه، فلا أريد أن أنتقل إلى وضع آخر إلا بعدما يكون عندي طمأنينة أن الوضع الآخر على الأقل ليس أسوأ مما أنا فيه، إما أن يكون مثله على أقل تقدير أو يكون أفضل منه، لا يكفي أن يكون مثله، إذا كان مثله فأبقى كما أنا، ما في داعي لتكاليف النقلة، ينبغي أن يكون أفضل من الوضع الذي أنا فيه، وهذا طبعاً كيف يتحقق؟ يتحقق من خلال أولاً الخطاب الديني، ينبغي أن يكون الخطاب الديني حاضراً ومؤثراً، وأكثر من مرة يتم التأكيد على أساس أن الخطاب الديني ينبغي أن يكون حضوره حضوراً أساسياً، وليس حضوراً ثانوياً، ألا يكون الخطاب الديني والتوجيه الديني يوظف توظيفاً في جانب معين، لا، ينبغي أن يكون مؤثراً وحاضراً في لغة الإصلاح في أي بلد إسلامي. المقدم: وفي كل المجالات.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وفي كل المجالات. المقدم: أي نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا جانب مهم.أيضاً جانب طريقة إدارة العمليات الإصلاحية، بما في ذلك تحديد الجهات المسئولة عن.. المقدم: عفواً أبو معاذ ! على أساس ما تلتبس علي الأمور، أنت ذكرت أنه هناك ناس يتخوفون على دينهم، والآخرون يتخوفون على ماذا؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هناك من قد يتخوف على الأمن، هناك من قد يتخوف على الاستقرار في البلد، وهذا أحياناً تسمعه كثيراً، يعني: إنسان قد يتوقع.. على سبيل المثال: المملكة عاشت قبل سنة تقريباً ما يسمى بانتخابات بلدية، هذه الانتخابات سبق أن نوقشت في أحد مجالس الحوار الوطني، وكنت حاضراً فيه، فوجدت أن بعض الناس طرحوا تخوفاً أن الانتخابات إذا وجدت الناس غير واعيين، وطرحوا مجموعة من المخاوف الكبيرة التي يتوقعونها في حالة ما إذا وجدت مثل هذه الانتخابات، لماذا؟ لأنهم لم يجربوا، وعادةً الإنسان الأشياء الجديدة ينظر إليها بتخوف أو ريبة، هذا جانب، بعض الناس قد يكون التخوف ناتجاً من كونه ينظر إلى عملية الإصلاح نظرة أحادية، أو نظرة خصوصية، بمعنى أن الإصلاح هو ما أقتنع به أنا، وأظن أن هذا ليس سليماً، الإصلاح هو ما يكون مصلحة عامة للمجتمع، وليس مصلحة شخصية، فرق بين المصالح الشخصية، الإنسان قد يسعى في مصلحته الشخصية ما عليه، من حقك أن تبحث عن مصلحتك الشخصية في حدود ما أحل الله سبحانه وتعالى، لكن فيما يتعلق بمصالح المجتمع أو مطالب الإصلاح ينبغي ألا يكون المنطلق فيها نظرة إلى ما هو من مصلحة الإنسان. ولذلك قلت لبعض الإخوة: متى يصل المجتمع إلى العافية وإلى مستوى أن يصبح أهلاً لأن يستشار في بعض قضاياه؟ هل نستطيع أن نقول: إنه يوم يكون سيرشحك أنت مثلاً أو فلاناً، نقول: المجتمع الآن وعى، وإذا كان سيرشح فلاناً أو فلاناً فهو غير واع؟ هذا صعب، دع المجتمع يخوض التجربة وتجربة مضبوطة، ومؤصلة، وفيها صواب وفيها خطأ، ويقيم هذه التجربة، ثم ينتقل إلى تجربة أخرى تكون أكثر كفاءة وأكثر توسعاً في هذا الجانب، فالخوف قد يكون خوفاً على الجانب الديني.قد يكون خوفاً على الجانب الأخلاقي، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع المرأة، الناس يخافون؛ لأن التجارب الماثلة في العالم الإسلامي فيما يسمى بتحرير المرأة فضلاً عن العالم الغربي الذي وصل إلى درجة مساواة المرأة بالرجل في كل شيء، جعلت كثيراً من الناس ينأون بمجتمعاتهم وبأنفسهم عن أن تصير إلى البؤس الذي يشهدونه في عدد من البلاد، يعني: المرأة في البلاد الإسلامية ربما تحدث الكثيرون باسمها، وربما طالب الكثيرون بحقوقها، لكن لما تنظر إلى واقعها تجد أن هذا الواقع لم يتغير إيجابياً، وإنما تغير لصالح أحياناً ابتزاز المرأة أو الزج بالمرأة في غير مجالاتها، وفي غير الجوانب التي تناسب فطرتها، وتناسب أخلاقياتها ودينها، ولهذا بدأت من حيث انتهت، يعني: أصبحنا نجد الآن حتى في تركيا مثلاً في مصر نجد ظاهرة الحجاب الإسلامي والالتزام به، والعودة إلى الحجاب كما هو معروف. المقدم: جميل، يعني: لا زال في النفس شيء من هذا التخوف، الحقيقة إن شاء الله أنه سيحل. التالي رؤية الدكتور عبد الرحمن الطريري للإصلاح أولويات الاصلاح السابق الخوف من الإصلاح أولويات الاصلاح مواضيع ذات صلة حاجيات الأمة الإسلامية في هذا الزمن الراهن الشيخ سلمان العودة نموذج تغيير التحذير من استباحة الدماء بسبب الاختلاف في الرأي المبادرة بالتغيير التعليق على تقرير أحمد الفهيد