الرئيسة ›برامج›برامج عامة›أولويات الاصلاح›ادعاء الإصلاح والانحراف عن مدلوله الحقيقي ادعاء الإصلاح والانحراف عن مدلوله الحقيقي الجمعة 6 جمادى الأولى 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 581 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.أعزائي المشاهدين! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، أهلاً بكم في لقاء متجدد من برنامجكم: (حوار الأسبوع). (الإصلاح)، الإصلاح كلمة عظيمة ذات مدلول عميق، كل يخطب ودها، ويدعي وصلها، ويهفو إلى تحقيقها، كيف لا وهي تحمل في طياتها دلالات الخير، وتقويم الاعوجاج والوصول إلى الوضع الأفضل؟!الإصلاح سمة من سمات المجتمع الحيوي المتجدد، وأساس مهم لبقائه ومنافسته، ولهذا لا نستغرب أن يأتي لفظ الإصلاح وترادفاته في القرآن كثيراً.لكن مع وضوح كلمة الإصلاح، ومع وجود النوايا الطيبة لتحقيقها قد تختلف المفاهيم حوله، وقد تختل الموازين في تقدير أولوياته، عندها تصاب بوصلة الإصلاح بالارتعاش حين تفتقر إلى الأرضية الثابتة المتوازنة، وتتقاذفها أيدي المختلفين، فكل يعتقد أنه يملك القدرة على توجيه بوصلة الإصلاح إلى الطريق الصحيح.هنالك من يكفر الناس ويرهبهم ويزهق أرواحهم ويدعي أنه مصلح!وهنالك من يحطم قيم المجتمع ومبادئه، ويسعى إلى وضع إسفين ين الراعي والرعية ويعتقد أنه مصلح، (( وَإِذَا قِيلَ لَهمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ))[البقرة:11].الإصلاح أولوياته، آلياته، قضايا جديرة بالنقاش، نسعد بأن نناقشها مع فضيلة الشيخ الدكتور: سلمان بن فهد العودة الداعية والمفكر الإسلامي المعروف، باسمكم جميعاً أرحب بالدكتور سلمان شاكراً له كريم استجابته لدعوة البرنامج، فأهلاً وسهلاً دكتور سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم جميعاً، حياك الله، وحيا الإخوة والأخوات. المقدم: الوقت في الحقيقة العادة بعد ما يمضي الوقت يقولون: الوقت بدأ، أنا أقول: من الآن الوقت بدأ الحقيقة على الانتهاء، لذلك هذا يحفزنا أن..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أو قل: داهمنا الوقت. المقدم: داهمنا الوقت، نحاول أن نتجاوز المقدمات.كيف تنظر دكتور سلمان بن فهد العودة -ولك تجربتك ولك فكرك- إلى الإصلاح كسنة حياتية مهمة لأي مجتمع، وعامل لبقائه والاستمرار؟ وكيف يمكن أن تكون هذه النظرة نابعة من طبيعة الشريعة التي هي فعلاً دينميكية وتدعو إلى الإصلاح المستمر؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على النبي الكريم سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.كانت تتلجلج في صدري هذه الآية الكريمة: (( وَإِذَا قِيلَ لَهمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ))[البقرة:11-12]، والآية الأخرى: (( لا يَشْعُرُونَ ))[البقرة:12]، فهنا تلاحظ أن كلمة الإصلاح استخدمت في هذا السياق أن المنافقين كانوا يدعون أنهم مصلحون، فالله سبحانه وتعالى حكم عليهم بأنهم مفسدون، ومع ذلك بقيت كلمة الإصلاح كلمة جميلة وشفافة ومطلوبة.أريد أن نلتقط هذا الخيط، بعض الناس لما يسمعون كلمة الإصلاح، أو حلقة عن الإصلاح، وقد سمعت هذا بنفسي، يقول لك: أيش الإصلاح؟ نحن فاسدون حتى نصلح؟ بل هذا نقرأه في الصحف أحياناً، فأقول: استخدام المنافقين السيئ لكلمة الإصلاح، والتي كان يقصد من ورائها إهدار القيم، ومحاربة الإسلام وأهل الإسلام لم يمنع الأنبياء من استخدامها، كما قال شعيب عليه السلام: (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ))[هود:88] ، والله سبحانه وتعالى: (( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ))[الأعراف:56]، فبين الله سبحانه وتعالى أن الإصلاح مطلوب، وينبغي أن يكون هو المسعى للناس كلهم جميعاً.إذاً لا ينبغي أن يكون لدينا تردد في استخدام هذه الكلمة بسبب أن هناك من يسيء استخدامها، سواءً كان من يسيء استخدامها مثلما تفضلت في مقدمتك؛ أن هناك من قد يظن أنه مصلح، أو يدعي أنه مصلح من خلال عملية الخرق في سفينة المجتمع باستخدام العنف كما رأينا أمثلته في السعودية ، في مصر ، في عدد من البلاد الإسلامية التي نجد فيها مجموعات تذرعت بالعنف لفرض مشروعها، قد يكون مشروعاً سياسياً أو فكرياً أو ما شابه، فهذا لا شك أنه انحراف في مفهوم الإصلاح، أو كان ذلك يتمثل في الجهة الأخرى التي تتمثل في بعض التغريبيين الذين يتحدثون عن الإصلاح وباسم الإصلاح، وفي الواقع أنهم يريدون استنساخ النمط والنموذج الغربي وفرضه على المجتمعات الإسلامية، وهم يكفرون بتاريخ هذه الأمة، وتراثها، وقيمها، ومبادئها، ولذلك هم يريدون نقل تجربة غربية أو شرقية، ونقلها بخيرها وشرها، وحلوها ومرها، وبؤسها إلى العالم الإسلامي، ولا شك أن هذا أيضاً انحراف آخر، يوجب علينا في الوقت الذي نعزل فيه هذه الممارسات المنحرفة أياً كان انحرافها سواءً كان انحرافها باسم الدين، والغلو في الدين، أو كان باسم الغلو في العلمنة. المقدم: جميل.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وفي الوقت نفسه ينبغي أن تظل كلمة الإصلاح كلمة جميلة وشفافة، وألا نسمح باختطافها إن صح التعبير لصالح هذا التطرف أو ذاك التطرف، هذا مبدأ مهم جداً أن ننطلق منه. التالي الخوف من الإصلاح أولويات الاصلاح مواضيع ذات صلة كيفية التعامل مع تقاطع مشروع النهضة مع الحكومات القائمة أثر الحوار مع الآخر في تذليل مقاومة التغيير إنكار المنكر لا يتعارض مع واقع الأمة العالم العربي والإسلامي بين الواقع والمأمول فقه الاستطاعة العامة