الرئيسة ›برامج›برامج عامة›الأمن الفكري›غياب مصطلح الأمن الفكري في الزمن الماضي غياب مصطلح الأمن الفكري في الزمن الماضي الأحد 24 ذو الحجة 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 464 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.مشاهدينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.في عصر تكالبت فيه الاختلافات، وكثرت حوله الآراء، ولم يصغ فيه للعقلاء من الأخيار زعماً من البعض ممن يوصفون بالمتعجلين، الذين انطووا تحت سقف مغلق للعزلة من البحث والتروي، دفعتهم الأفكار المضللة، وتوهموا أن الزمن لا يتغير، والدين مرن في فروعه وفق الحاجة والضرورة التي تستوجب التغيير دون خلل بالأساسيات، وازدادت رقعة الشعوب، وتباعدت الأجسام، وانشغل الناس بالدنيا، ووثق أرباب الأسر بالجيرة والأصحاب، فغشي الفكر هداءةً مطمئنة، فكان للشباب أن يختلطوا بمن يتلقفهم من البسطاء المزيفين، الذين وُجِهوا أو وَجّهوا تلك الفئة من الأجيال توجيهاً مندفعاً ربما للظلام الموحش، وصعب على العقلاء من أصحاب الفكر النير والنبيل تعديل سلوكهم إلا بمشقة وفقدان الثقة، نتيجة الغرس المتصلب البعيد عن الفكر النبيل.وهناك من الفضلاء أصحاب الحجة والبيان من دعاة الفكر الوسطي الذين ساروا وفق منهج عام مؤيد من علماء هذا العصر الذين بحثوا وتعمقوا في التأصيل العلمي، وجعلوا من المنهج حمايةً للعقول، وأمناً للفكر، فحاولوا تعميمه مع يقينهم بصراع فكري متباعد ومتشدد، شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً دفعوا إلى الظلام والتعجل، واستغل انشغال أو ثقة الأبوين لمن توسمت فيهم الهداية، الذين يرون في المنهج كما هو الحال عليه في ذلك العصر لا يتغير أو يطور من منظورهم الفكري، وأصبحت الأسر في حيرة من أمرها تضع يديها على القلب خوفاً على الأجيال في وقت كثر فيه الخلاف، إلا أن المدركين ببواطن الأمور الباحثون في عمق العقول والزمان يدركون خطورة توجيه الأجيال بعد أن قربت الأفكار بمسعىً من التقنية الحديثة، فصار التوجيه يأتي من أناس لا منهج ولا فكر واضح، يستغلون حماس الفكر واندفاعه في تحقيق مآربهم ونواياهم المبطنة تحت ستار المنهج المضلل.(الأمن الفكري والوسطية في تثقيف الأسر والأجيال) حوارنا الليلة مع من استطاع في زمن تقريب ومحبة الناس إليه، والإصغاء له بعقل رزين موزوناً بالحديث في أعماق الكتب، ومسايرتها للزمن.ضيفنا الليلة تقبل دعوة البرنامج مشكوراً رغم مشاغله في البحث والدعوة الفكرية المعاصرة، والذي نتأمل من خلاله تضميد الفكر النشاز، ومداخله الهدامة، مرحبين بالشيخ الدكتور والداعية الإسلامي سلمان بن فهد العودة، الذي نثمن له تجاوبه، وانفراد شاشة الإخبارية أن يكون ضيفاً عليها وعلى مشاهديها الكرام.والترحيب موصول بالأكاديمي الدكتور سليمان الضحيان المحاضر في كلية اللغة العربية بجامعة القصيم مقدرين تجاوبه ضيفاً لهذه الحلقة.الأمن الفكري والوسطية، حلقتنا هذه الليلة من برنامجكم من الإخبارية.مرحباً فيكم شيخ سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أهلاً ومرحباً فيك. المقدم: حياكم الله، مرحباً فيك دكتور.الدكتور سليمان الضحيان: حياك الله.المقدم: أولاً طبعاً أثني الشكر الجزيل باسم قناة الإخبارية تفضلكم وتفضل الدكتور على حضور هذه الليلة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيكم. المقدم: طبعاً الأمن الفكري يا دكتور أنا قلت لك قبل الحلقة: إننا لم نسمع الأمن الفكري أصلاً، ولا تتبعت مثلاً مسيرة الشباب الآن ممن درسوا في كثير من المجالات الدراسية سواءً كانوا في مراحل في جامعة الإمام أو جامعة الملك سعود، إلا أننا لم نسمع بالأمن الفكري إلا في السنتين الأخيرتين، أين أنتم كدعاة؟ وأين المجتمع من الأمن الفكري؟ تفضل يا شيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.أما بعد: فأولاً: الأمن الفكري أو حتى الوسطية، وأنا أرى أنك جمعت في العنوان بين هذين المعنيين، ولا شك أن كل واحد منهما يستحق حديثاً خاصاً، فالحديث عن الوسطية، ومفهوم الوسطية، وإطارها، ومن هم الذين شذوا أو خرجوا عن الوسطية يتطلب حديثاً خاصاً، والأمن الفكري يتطلب حديثاً آخر، لكن لا مانع من المزاوجة بينهما.فأقول: إن الحديث عن هذا الموضوع أو ذاك يجب ألا يكون فقط ردة فعل، ولعل هذا جزء من الجواب على سؤالك: أنه لماذا لم نسمع مثل هذا المصطلح الأمن الفكري في زمن مضى؟ لأننا دائماً منهمكون بردود الأفعال، وهذا لا شك أنه مؤشر على غياب التخطيط والرؤية الإستراتيجية التي تحدد للمجتمعات مسارها وطريقها، سواءً على صعيد الفكر والنظر والعلم والمعرفة والفقه والجوانب الشرعية، أو على صعيد الاقتصاد، أو على صعيد المواقف السياسية إلى غير ذلك. التالي اعتبار الوسطية مدخلاً للأمن الفكري الأمن الفكري مواضيع ذات صلة تفسير القيام بالرسوم المسيئة بصراع بين رؤيتين: علمانية ومتدينة أثر البيئة في انتشار العنف وبيان معالجته الخاصية الرابعة: أن هذه الطائفة ظاهرة إلى قيام الساعة التفجير وتداعياته! ضرورة كشف العلمانيين وبيان عوارهم