الرئيسة ›برامج›برامج عامة›حوار الأسبوع - المجتمع وآفاق...›التغيير ضرورة حتمية ومطلب شرعي التغيير ضرورة حتمية ومطلب شرعي الجمعة 10 صفر 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 493 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، مرحباً بكم في لقاء وحوار متجدد في برنامجكم الأسبوعي حوار الأسبوع، التغيير سنة إلهية حتمية، تلك الكلمة التي إذا أطلقت ثار حولها النقاش والخلاف، لماذا تتداعى الصور السلبية حين نتحدث عن التغيير، هل نخشى التغيير؟ ومن أين يبدأ؟ ومن هم أصحاب القرار فيه؟ وكيف يوجه؟ وما هي أنواع التغيير؟ ومن أين نبدأ؟ وكيف يمكن أن يحدث التغيير في المجتمع المسلم في ظل هذه العولمة؟ محاور كثيرة نتجاذب أطراف الحديث فيها مع ضيف كريم فضيلة الأستاذ الدكتور سلمان بن فهد العودة الداعية والمفكر الإسلامي المعروف، كما نسعد بمشاركات نخبة من أهل الفكر والأدب والثقافة والعلم لإثراء هذا الموضوع الذي نحسب أنه من الموضوعات الهامة والحساسة، باسمكم جميعاً أرحب بضيف اللقاء فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة شاكراً له كريم استجابته لدعوة البرنامج، فأهلاً وسهلاً بك دكتور سلمان.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: شكراً لكم، وبارك الله فيكم، وحياك الله والإخوة والمستمعين والأخوات المستمعات. المقدم: الآن بدأ العد التنازلي للوقت، والمحاور ساخنة وحساسة، فأنا سأختزل حقيقة الكثير من المقدمات وربما نتساعد على ذلك.حتمية التغيير، دكتور سلمان لماذا حينما تطلق كلمة التغيير ينتاب الإنسان شعور بالخوف، وتتداعى الصور السلبية عن التغيير؛ انحراف، فساد، انحلال، فهل فعلاً نحن نخشى التغيير في المجتمع المسلم؟ وهل من طبيعة المجتمع المسلم أنه يخشى التغيير؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.أولاً: دعنا نستفتح بذلك الدعاء الذي هو من جوامع الدعاء، وقد وجدته في غير ما موضع وهو من الحكمة وإن لم يكن وارداً بحروفه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن معانيه وألفاظه ودلالاته ذات بعد قرآني: اللهم هب لي من السكينة ما يعينني على تقبل ما لا يمكن تغييره، وهب لي من الشجاعة ما يعينني على تغيير ما يمكن ويجب تغييره، وهب لي من الحكمة ما يعينني على التفريق بين ما يجب تغييره وما لا يجب، وبين ما يمكن وما لا يمكن تغييره. إذاً نحن أمام أشياء يجب تغييرها، وهذا أمر قطعي، يمكن نخرج من النقطة هذه من مسألة بسيطة جداً، أولا فكرة التغيير هي تقوم على أساس أن ما أنت عليه ليس هو نهاية المطاف وليس هو الكمال، حتى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاطبه ربه وقال: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:99]، يعني: حتى تموت، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتدرج في الكمال كما قال هو أيضاً في الحديث الآخر عليه الصلاة والسلام: ( يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق )، إذاً هو ترقي، ( ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ).إذاً كل أحد يؤمن بالتغيير، ويطلب التغيير، ويسعى إلى التغيير، ذلك التغيير المدروس، التغيير الإيجابي، التغيير الرشيد نحو الأفضل، إلا الميت الذي عظامه رميم، أو الجاهل الذي هو في حكم الميت، أو الإنسان الذي يستشعر بالكمال الزائف، فيرى أن ما هو عليه كما يقال: ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولذلك هناك بعض المعاني وبعض الأمثال تدمر طاقة الإنسان ورغبته في التغيير مثل هذا المثل لما يقال: ليس في الإمكان أبدع مما كان، بينما نجد في مقابله مثلاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أمتي كالغيث، لا يدرى أوله خير أم آخره )، مع أنه في أول هذه الأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، وهناك أحاديث عن فضيلة القرون الثلاثة الأولى، ومع ذلك يعطي النبي صلى الله عليه وسلم أفضلية وخيرية لآخر هذه الأمة، مما يدل على أن فكرة التغيير الإيجابي هي فكرة ضرورية، هي فكرة أيضاً قدرية، الجسد يتغير، فأنت اليوم غيرك في الأمس غيرك غداً، حتى خلايا الجسم تتغير بشكل مستمر، والطفل.. سنة إلهية، العقل يتغير؛ لأنه يحتوي على مجموعة من المعلومات والحقائق والأفكار، الطفل يستوعب منها شيئاً، وكلما كبر زادت دائرة الاستيعاب لديه، (( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ))[النحل:70]، القلب يتغير أيضاً، متى يبدأ القلب يستشعر مشاعر الحب للأم؟ هذا مبكر جداً، يتطور إلى استشعار الحب لمن حوله، يتطور إلى استشعار الحب للجنس الآخر حب الرجل للمرأة أو المرأة للرجل، ولهذا التغيير هو جزء من الإنسانية التي لا تصل إلى كمالها دفعة واحدة، ولهذا يقول ربنا سبحانه عن القرآن: (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ))[النساء:82]، إذاً الذي من عند الله هو الذي لا يتغير، وأما البشر، المخلوقات، حتى الأفلاك والأجرام والأهرام والأشياء كلها تخضع لسنة الله سبحانه وتعالى في التغيير، والإنسان الذي يرفض مبدأ التغيير.. المقدم: أو يخشاه.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أو يخشاه، هذا الإنسان ربما يعاني مشكلة مع نفسه؛ لأنه إما أن يستشعر أنه كامل، أنا أذكر أعطيت مرة واحداً كتاباً ليقرأه قال: ما أحتاج أقرؤه؛ لأنني كامل، فالإنسان الذي يستشعر أنه كامل يظن أن التغيير ينقص من كماله، كذلك الجاهل؛ لأن الجاهل أحياناً لا يدري ما هو مقدم عليه، كما قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين: (( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ))[المنافقون:4]، فيظن أن كل تغيير هو في غير صالحه، ودعنا نتخيل مثالاً ربما يكون طريفاً، الآن لما يكون عندك جدول دراسي أنت أستاذ أو أنا في الجامعة تجد مثلاً الأستاذ الذي يخاف من التغيير دائماً أنه تنتقل محاضرة أو حصة أو شيء من هذا القبيل هذا الإنسان ربما مسكون دائماً بهاجس أن الآخرين يعملون ضده، أو أن حتى نواميس القضاء والقدر والتاريخ تعمل ضده. ولذلك أقول: أولاً التغيير كما أنت أشرت في صدر حديثك هو حتمية وسنة جارية عند الخلق كلهم جميعاً، وبالذات المجتمعات الحية، المجتمعات الشابة، المجتمع السعودي مثلاً مجتمع شاب، أوروبا يسمونها أوروبا العجوز، تجد الناس فيها كباراً وكهولاً، والأطفال تجدهم قليلاً جداً، ولهذا من معاني كونها القارة العجوز، لكن لما تأتي إلى بلد كـالمملكة العربية السعودية، أو ما أقول: الشباب نسبة من هم دون العشرين فيها من شباب أو أطفال تزيد على (65%)، معنى ذلك أن هذا مجتمع يتغير بشكل حتمي، بمعنى أن التغيير هنا جارٍ جارٍ شئنا أم أبينا، اخترنا أم لم نختر. لكن هنا يأتي السؤال: هل نقبل تغييراً على شروطنا وتغييراً واعياً، وتغييراً مدروساً، وتغييراً نحن ندير دفته، أو نستسلم لعوامل التغيير التي تقع من خلال وسائل الإعلام، من خلال حتى الألعاب ألعاب الأطفال مثلاً يقع فيها شيء من ذلك، زد على ذلك أن من طبيعة البشر أنهم يملون ويسأمون، بنو إسرائيل قالوا: (( لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ))[البقرة:61]، فطلبوا البصل والعدس والثوم بديلاً عن السمان وبديلاً عن الأشياء الجميلة، والعسل الذي كان يقال لهم.أيضاً في القرآن قول الله سبحانه وتعالى: (( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11]، هذا يدل على أن التغيير كما هو ضرورة حتمية هو مطلب شرعي أن يتغير الناس؛ لأنه باختصار الواقع الذي نحن فيه سواء في هذا المجتمع أو في العالم العربي أو الإسلامي أو حتى في البشرية لا نستطيع أن نقول: إن هذا الواقع واقع مثالي وفاضل، وبالتالي ليس علينا أن نسعى لما هو أفضل منه. التالي أسباب الخوف من التغيير حوار الأسبوع - المجتمع وآفاق التغيير مواضيع ذات صلة التعليق على التقرير معنى قوله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) تنوع وسائل الفساد والانحراف وبقاء عوامل الثبات عند المسلمين الواجب على الجميع تقديم ما يقدر عليه ولو كان يسيراً العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل