ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الكرامات - الخصال الحميدة›من هم الأولياء؟ من هم الأولياء؟ الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1237 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة الثالثة: هذه هي الكرامات، فمن هم الأولياء؟الأولياء جمع ولي، والولي من الولاية وهي القرب، ولهذا يسمى ابن العم ولياً، ويسمى القائم على الشيء ولياً، ويسمى الصديق ولياً، ويسمى المحب ولياً.. إلى غير ذلك، و للشوكاني كتاب اسمه قطر الولي على حديث الولي وهو كتاب جيد في شرح الحديث المشهور.المقصود أن هذا هو الولي، والمقصود بالولي هو من قام بالدين ظاهراً وباطناً، ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله: "من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً"، فليست الولاية شيئاً وهمياً، أو شيئاً خيالياً، أو ادعاء أجور، وإنما الولاية هي الإيمان والتقوى، ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ))[يونس:62-63]، فالإيمان والتقوى بهما تنال ولاية الله تبارك وتعالى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي أيضاً الذي رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..) إلى آخر الحديث. ولهذا ذكر في الآية وذكر في الحديث أولياء الله تعالى المتقين، ووعدهم بالبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فما هي البشرى؟ ((لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))[يونس:64]، ما هي البشرى في الحياة الدنيا؟ ذكر المفسرون والعلماء والشراح أقوالاً في البشرى كلها تصلح في هذا الباب. فمنها أولاً: أن يكون البشرى حفظهم من الذنوب والمعاصي، ولهذا قال في الحديث: (فإذا أحببته كنت سمعه)، وفي رواية قال: (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش)، والمعنى أنه لا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا يرى إلا ما يرضي الله، ولا يمشي أو يأخذ إلا فيما يرضي الله تبارك وتعالى، فيكون من علامات الولاية ومن مظاهر البشرى له في الدنيا أن يحفظه الله تبارك وتعالى بسمعه وبصره ويده ورجله وجوارحه وعقله وقلبه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب، هذا واحد.ثانياً: أيضاً في الدنيا والنعيم في الدنيا، ولهذا لما قال الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ))[الانفطار:13]، قال ابن تيمية رحمه الله: إنه نعيم في الدنيا وفي الآخرة، وكذلك لما قال: ((وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ))[الانفطار:14]، قال: في الدنيا وفي الآخرة، ولهذا قال: ((يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ))[الانفطار:15]، يعني: كمال الجحيم والشقاء يوم الدين، وإن لهم في الدنيا العذاب الأدنى، وهكذا المؤمنون لهم في الدنيا النعيم الأدنى، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28]، وقال سبحانه: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))[طه:123-124].وكان بعض السلف يقول: [إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة].ويقول ابن تيمية رحمه الله: إنه لتمر بالقلب ساعات يرقص القلب فيها طرباً، حتى إنني أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فهم في عيش طيب.ففي الدنيا للمؤمن البشرى، والبشرى فيها السرور، وقرة العين، والحبور، والنعيم، حتى تقلبت به الأحوال، لو كان مريضاً، لو كان فقيراً، لو كان أسيراً، لو كان كسيراً، لو كان معدماً، لو كان مضيقاً عليه، إلا أن عنده سروراً وقرة عين في قلبه، فما يضره أن يكسب بعض مظاهر السعادة، فما أن يستقر في قلبه أنه يشعر بالحسرة في داخله لا ينفعه أن يكون بيده المال، أو الجاه، أو غير ذلك.الثالث من البشرى في الحياة الدنيا: الرؤيا الصالحة، ولهذا فسر جماعة كما ذكره الطبري في تفسيره عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم فسروا قوله تعالى: ((لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))[يونس:64] بالرؤيا الصالحة يراها المؤمن، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن، أو ترى له)، فإن الرؤيا الصالحة من علامات الولاية، وإن كان هذا ليس مطرداً، فالكافر قد يرى رؤيا صالحة كما في قصة الملك قصة يوسف ، ولكن المقصود أن الرؤيا الصالحة للمؤمن سواء رآها هو أو رؤيت له فهي من المبشرات، مما يدعو لهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: الرؤيا تسر المؤمن، ولا تغره. فهي تسره، وتوجد عنده نوعاً من السرور والاطمئنان لمستقبله في الدنيا وفي الآخرة أيضاً، الاطمئنان إلى ولده، الاطمئنان إلى حاله، إلى ثباته، إلى الخير الذي ينتظره بإذن الله تعالى.الرابع من البشرى أيضاً: إجابة الدعاء، إجابة الله تعالى دعاء المؤمنين، ولهذا قال في الحديث نفسه حديث أبي هريرة قال: (ولئن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه)، فكون المؤمن يدعو فيستجيب الله تعالى له فهذا من البشرى، ومن عاجل البشرى، وهو أحياناً يكون كرامةً، كأن يستجيب الله تعالى له بشيء لم تجر العادة له بالإجابة، فينجيه الله سبحانه وتعالى من خطر محدق، أو مرض محقق، أو من شيء قد ألم به وأحاط به إحاطةً يصعب الخلاص منها في جاري العادة، ومع ذلك قد ينجيه الله تعالى منها أو يعطيه ما سأل على غير ترقب وعلى غير انتظار، فإن هذا من عاجل البشرى. ومن أمثلة ذلك: (قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فسقطت عليهم صخرة، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فدعا الأول بأنه كان باراً بوالديه فانفرج ثلث الصخرة، ودعا الثاني بأنه دعته ابنة عمه، وكانت جميلة، فلما كان منها مقعد الرجل من امرأته ذكرته بالله تعالى فتركها وكف عنها، فانفرج ثلث الصخرة، ودعا الثالث بأنه حفظ مالاً لصاحبه وثمره حتى كان وادياً من الإبل ومن البقر ومن الغنم، فلما جاء يطلب أجرته رده عليه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون)، والحديث في صحيح البخاري ، فهذا نوع من إجابة الله تعالى لدعاء المؤمن، وهو من البشرى.أيضاً من البشارة البشارة عند الموت، وهذه هي الخامسة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ))[فصلت:30]، فهؤلاء بشروا، ((وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ))[فصلت:30]، ولهذا قال: ((أَلَّا تَخَافُوا))[فصلت:30]، يعني: لا تخافوا مما أمامكم مما أنتم مقدمون عليه، ((وَلا تَحْزَنُوا))[فصلت:30] على ما وراءكم من الولد، والزوج، وغير ذلك، ((وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ))[فصلت:30]، فهذه من البشارة لهم والبشرى في الحياة الدنيا، هذا قبل الموت. السادس: أنه يدخل فيها الكرامة الخاصة الخارقة للعادة لمن أراده الله تعالى منهم، ولو لم تكن مرتبطة بدعاء مثلاًـ، أو بغير ذلك، فهي كرامة يجريها الله تعالى لهم، ومن ذلك ما حكاه الله تعالى عن أهل الكهف. التالي التصديق بكرامات الأولياء الكرامات - الخصال الحميدة السابق نماذج من أنواع القدرة والتأثيرات الكرامات - الخصال الحميدة مواضيع ذات صلة تعريف الصلاة لغة وشرعاً معنى الصيام المعنى اللغوي للهجرة تعريف الصيام لغة وشرعاً الخطأ الاجتماعي