ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›القدر - الإيمان قول وعمل›معنى القضاء والقدر والفرق بينهما معنى القضاء والقدر والفرق بينهما الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1463 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وكلمة (القدر) تأتي مصحوبةً بالقضاء أيضاً كما تلاحظون، فنقول: الإيمان بالقضاء والإيمان بالقدر، والأقرب أن القضاء والقدر إذا ذكر أحدهما فإنه يدل على معنى الآخر، فإذا قيل: القدر شمل القضاء، وإذا قيل: القضاء شمل القدر، ولهذا يقول مثلاً الشافعي رحمه الله: دع الأيام تصنع ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء أي: إذا قدر الله تعالى شيئاً على عباده أو قضاؤه، وهكذا القدر فإنه يطلق ويقصد به القضاء، فهما من الأشياء التي إذا اجتمعت افترق معناها، وإذا افترقت اتفق معناها، لكن إذا ذكر القضاء والقدر معاً كما في كتاب ربما تعرفونه ثلاثة مجلدات لا بأس به: جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى، فإذا ذكر القدر والقضاء معاً فإن كل واحد منهما يكون له معنى آخر غير الثاني، ولعل أجود ما يقال في هذا: إن المقصود بالقدر هو الحكم السابق عند الله سبحانه وتعالى، التقدير السابق عند الله عز وجل هذا يسمى القدر، وأما القضاء فهو الإيجاد والخلق، هذا أحد المعاني، وهو الذي ذكره الخطابي واختاره، ورجحه غير واحد من أهل العلم. ومما يدل على هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى: ((فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ))[فصلت:12]، فإن قوله: (فقضاهن) أي: خلقهن، ((خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ))[الحديد:4]، فمعنى قضاهن أي: خلقهن وأوجدهن، وهكذا قوله سبحانه: ((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا))[مريم:71]، يعني: صائراً قائماً موجوداً، هذا أحد المعاني.إذاً القضاء والقدر أمران متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، أحدهما وهو القدر بمنزلة الأساس، والثاني بمنزلة البناء الذي يبنى عليه. وقول الله سبحانه وتعالى: ((وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا))[الفرقان:2]، لاحظ أنه هنا ذكر الخلق أولاً، وذكر التقدير ثانياً، وخلق كل شيء فقدره تقديراً، فهنا بعض العلماء تساءلوا: أنه هنا الخلق جاء قبل التقدير، وهذا لا يتفق مع ما ذكرناه من أن التقدير يعني القدر الأصلي، والقضاء هو الخلق التالي، فمنهم من قال: إن الترتيب هنا في الآية ليس ترتيباً وجودياً بحسب وجودها، وإنما هو ترتيب ذكري لمناسبة معينة، وقد يكون من المقاصد في ذلك مراعاة نهايات الآيات وفواصل الآيات، كما في قوله تعالى: ((آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى))[طه:70]، مع أن موسى أفضل من هارون ، فيكون المقصود هنا رعاية الفواصل وأواخر الآيات، هذا أحد الأقوال. والقول الثاني ولعله أجود في الآية الكريمة: أن التقدير هنا ((فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا))[الفرقان:2] ليس معناه القدر والكتابة، وإنما معناه قدره يعني: أعطاه قدره المناسب له، أعطاه كيفه، أعطاه شكله، أعطاه صفته، وهذا يتناسب مع قوله تعالى: ((الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى))[الأعلى:2]، يعني: أعطاه شكله، وأعطاه صفته المناسبة، فجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، وهكذا كل شيء أحسن الله تعالى خلقه ((الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ))[السجدة:7]، فيكون معنى (قدره تقديراً) يعني: سواه تسويةً، وأعطاه أوصافه المناسبة له. التالي فوائد الإيمان بالقضاء والقدر القدر - الإيمان قول وعمل السابق الأدلة على وجوب الإيمان بالقدر القدر - الإيمان قول وعمل مواضيع ذات صلة مفهوم القضاء والقدر القضاء والقدر يعني إذن الله لعباده بأفعالهم الإيمان بالأمر والنهي كيفية تقدير المعاصي على العبد وعقابه عليها حكم السفر إلى البلاد الموبوءة