ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›الإيمان وأركانه - إثبات الصفات›التعريف بكتاب (العقيدة الواسطية) التعريف بكتاب (العقيدة الواسطية) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1865 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله في هذه الدورة العلمية المكثفة، التي تعقد في هذه الإجازة من سنة 1423هـ ابتداءً من هذا اليوم السبت الثامن عشر من شهر ربيع الثاني، وكما هو معلن في الدروس فإن هذا اليوم هو في شرح العقيدة الواسطية، وسنحرص إن شاء الله تعالى على إنجاز هذا الشرح بحيث يكون شرحاً وسطاً بين المطول والمختصر، ولذلك سنضطر إلى إضافة بعض الجلسات لهذه العقيدة وذلك من يوم الجمعة، فسوف نضيف يوم الجمعة الذي هو إجازة في الأصل ليلة السبت سوف نضيفه إلى مجالس شرح الواسطية بحيث يتم إنجازها وشرحها بإذن الله تعالى، وفي غد شرح عمدة الفقه من كتاب البيوع، وبعده أخلاق المسلم، وفي الثلاثاء دروس في السيرة النبوية، والأربعاء في الفقه، والخميس هو درس عام، والجمعة يكون درساً في شرح العقيدة الواسطية.وقد كنت شرحت هذه العقيدة منذ أكثر من عشر سنوات في دروس بعد صلاة الفجر، إضافة إلى مجموعة أخرى من المتون، منها: كتاب التوحيد ، و الأصول الثلاثة ، و نخبة الفكر ، و شرح صحيح البخاري ، و شرح صحيح مسلم ، وكان مجموع هذه الدروس يصل إلى بضع مئات من الأشرطة، ولكنها مع الأسف مما فقد وضاع من الأشرطة ولم يبق منها إلا القليل من دروس التفسير التي هي موجودة متداولة، وأنا إذ أقول هذا فإنني أوجه نداءً إلى الإخوة من الطلاب أو من أصحاب التسجيلات الذين قد يكونون لديهم شيء أو بقية من هذه الأشرطة أن يسعوا إلى تحصيلها وتوصيلها مأجورين بإذن الله تعالى.عندنا اليوم الدرس الأول في شرح العقيدة الواسطية، ونحن نرحب بالإخوة الحضور، كما نرحب بالإخوة الذين يستمعون إلى هذا الدرس بواسطة البث المباشر من الإنترنت، وقسمت هذا الدرس إلى فقرات متتابعة طلباً للضبط والاختصار، فسنجعل العقيدة من أولها إلى آخرها في أرقام: الأول: اسم الكتاب، واسم الكتاب العقيدة الواسطية ، أو المسألة الواسطية على اختلاف في النسخ، وسبب تسميتها بذلك هو ما يوضحه المصنف نفسه رحمه الله من أنه قدم عليه من أرض واسط رجل من القضاة يقال له: رضي الدين الواسطي ، وهو من أصحاب الإمام الشافعي ، وطلب هذا الرجل حينما قدم حاجاً ومر بأرض الشيخ بـالشام طلب منه أن يكتب له عقيدةً، وشكى إليه حال الناس وما وصلوا إليه من غلبة الجهل والظلم عليهم، ودروس الدين والعلم، فأشار إليه الشيخ وطلب منه أن يقرأ في بعض ما كتبه السلف من العقائد المتعددة المعروفة المصنفة، فأصر الواسطي على الشيخ أن يكتب له ولأهل بيته عقيدةً نافعةً مختصرة، وقال: إنه يحب عقيدةً يكتبها الشيخ بنفسه، فكتب الشيخ ابن تيمية رحمه الله هذه العقيدة في قعدة بعد صلاة العصر كما ذكر. ومدينة واسط التي تنسب إليها هذه العقيدة الواسطية هي اسم لعدد من المواضع ربما تزيد على سبعة مواضع كما ذكرها أهل الجغرافيا وأهل اللغة، لكن الأقرب أن المقصود بـواسط هنا هي واسط الحجاج، وهي المدينة التي بناها الحجاج بين الكوفة و البصرة في أرض العراق ، وهي اسم مذكر مصروف، فواسط مذكر مصروف، بينما غالب أسماء البلدان والمواضع يغلب عليها أن تكون مؤنثة، وأن تكون ممنوعةً من الصرف، وهذا الموضع الذي اختصه الحجاج بن يوسف في العراق سمي بواسط؛ لأنه وسط في منطقة وسط بين الكوفة وبين البصرة . ومن الطرائف أن أهل واسط يضرب بهم المثل في التغافل، فيقول العرب: تغافل كأنك واسطي، يعني: تظاهر بالغفلة كأنك من أهل واسط، ويقولون كما يقول المبرد عن سفيان الثوري : إن سبب هذا أن أهل واسط كان الحجاج يسخرهم في البناء، ويلزمهم به إلزاماً، ومعروف ما هو عليه من البطش والظلم والتعسف، فكانوا يهربون منه وينامون بين الغرباء في المسجد، فيأتي الشرطي ويصيح في المسجد ويقول: يا واسطي، فمن كان من أهل واسط أول الأمر رفع رأسه؛ لأنه يظن أنه هو المقصود، فيأخذه الشرطي ويلزمه بالبناء، فصاروا بعد ذلك يتعلمون، وصاروا يتغافلون، فإذا نودوا لم يلتفتوا كأن القوم غير مقصودين، ولذلك يقول الشاعر كما ينسب إلى الفضل الرقاشي يقول: تركت عيادتي ونسيت بري وقدماً كنت بي براً حفيا فما هذا التغافل يا ابن عيسى كأنك صرت بعدي واسطيا أو أظنك صرت بعدي واسطيا.ومن لطائف الموافقات في هذا: أن هذه العقيدة عنيت بإبراز وسطية أهل السنة والجماعة بين الطوائف في عدد من مسائل الإيمان، ومسائل الاعتقاد، وهذا ما بينه الشيخ في آخر الكتاب، ولذلك ظن بعض المصنفين وبعض الشراح أنها سميت الواسطية؛ لأنها تكلمت عن وسطية أهل السنة ، ولو كان ذلك كذلك لسميت العقيدة الوسطية، وإنما الواقع أنها الواسطية كما ذكرنا، وهذا السبب الذي أشرت إليه قبل ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله نصاً في المجلد الثالث من الفتاوى، فإنه عقد فصلاً للمناظرة التي جرت حول هذه العقيدة الواسطية، وسوف يأتي ذكر لهذه المناظرة في أكثر من مناسبة، المقصود أن العلماء في عصره ألبوا عليه السلطان، وتكلموا عليه، وعقدوا له مجلساً للمناظرة والمحاكمة والمساءلة، فكان من ضمن الأشياء التي ذكرها رحمه الله: أنه كتب هذه العقيدة بناءً على طلب، وكان يقول: إنني لا أكتب لأحد شيئاً ابتداءً، وإنما من سألني أو طلب مني شيئاً من ذلك أجبته. التالي نبذة تعريفية بالمؤلف الإيمان وأركانه - إثبات الصفات مواضيع ذات صلة ديوان البارود الكتابة للنشر والتوزيع دوافع تأليف المعجم المفهرس التعليق على كلام ابن القيم في كتاب الحارث المحاسبي تقييم كتاب (الشيعة والتشيع)