ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الزخرف - 1›إشراقات في قوله تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) إشراقات في قوله تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1860 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ))[الزخرف:3]، ولما يقول: (إنا) هنا يشير إلى المصدر، فهذا القرآن ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من عند الله، ففيه تعظيم وتفخيم لمصدر هذا الذكر ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ))[الزخرف:3]، يعني هو من عند الله سبحانه، ولما يقول: (جعلناه) معناه: أنزلناه، معناه: صيرناه، معناه: كتبناه في اللوح المحفوظ؛ لأن القرآن موجود في اللوح المحفوظ، فليست الآية كما يزعم بعض المعتزلة أنها تدل على أن القرآن مخلوق، وإنما القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: ((جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا))[الزخرف:3]، فجمع هنا مع الكتاب كونه مكتوباً جمع معها كونه مقروءاً منطوقاً قرآناً، ولذلك كانت طريقة إثبات القرآن معجزة، وأنا عندي فيها محاضرة عن رسم المصحف، يعني: فيه إعجاز صراحة، وفي كتاب اسمه رسم المصحف ليت أحداً يقرأه، دكتور عراقي السامرائي أظنه، فهنا الله تعالى حافظ الكتاب بالكتابة، بحيث أن الكتاب (القرآن) مكتوب في عهد أبي بكر رضي الله عنه، يعني: المهم الأعظم والأقدس للخلافة الراشدة هي كتابة المصحف بحيث وجد المصحف مجموعاً، ووجد منه عدة نسخ وزعت على الأمصار. هذا المكتوب محفوظ كنص وحروف موجودة في الكتاب، ولذلك انظر الرسم العثماني الآن، هذا مختلف عن الإملاء العربي في أشياء كثيرة، حفاظاً على قداسته، وعلى ما توارثه الصحابة رضي الله عنهم، فهو محفوظ من هذه الناحية، وهناك الآن مخطوطات -أنا عندي واحد منها- في تركيا ، وفي اليمن ، وفي طاجيكستان ، في طشقند وفي عدة مدن ومكتبات في العالم نسخ من المصحف عمرها ألف سنة، ألف ومائتا سنة، ألف وثلاثمائة سنة، بل هناك المصحف الإمام الذي لما قتل عثمان رضي الله عنه كان المصحف في حجره، هذا المصحف أنا أجزم بأنه موجود، لكن أين هو؟ يحتاج إلى بحث، ويا ليت أنه هناك أي مركز إسلامي يعنى بجمع مخطوطات المصحف والتحري حولها، هذا عمل عظيم جداً، وربما يأخذ أولوية. وكذلك حفظ المصحف مرة ثانية بكونه قرآناً، بمعنى أن ناساً يحفظونه، أناجيلهم في صدورهم، الآن لا تستغرب أنه تجد طفلاً تركياً وموجود في اليوتيوب مقاطع مخيفة مذهلة، تجد طفلاً عمره ثمان سنوات حافظ القرآن من أوله إلى آخره غيباً، وحافظ أرقام الآيات، وحافظ أرقام الصفحات، وتقدر تقول له: اقرأ من صفحة كذا يقرأ لك من أعلى الصفحة، تقدر تقول: (جيب) الآية التي قبلها يجيب لك الآية التي قبلها، يعني: شيء اعمل فيه كما شئت تجد أنه لا يكاد يفوته شيء في ضبط وإتقان المصحف، فهذا شيء من صدق موعود الله لنا، لماذا؟ لأن القرآن هذا هو أساس الرسالة، وأساس الحجة، لو سأل سائل: أعظم حجة على صدق النبوة ما هي؟ بالنسبة للآيات ذهبت، كانت مع الأنبياء، كانشقاق القمر أو غيره، لكن بقي ماذا؟ بقي المصحف أعظم دليل وبرهان على صدق النبوة، وصدق الرسالة، ويهدي إلى صراط مستقيم، ولذلك أنا أتعجب أنني لا أجد الاهتمام بالقرآن والمصحف من هذا المنطلق، حتى يهتمون بالسنة أكثر من اهتمامهم بالقرآن الكريم، ويهتمون بالفروع أكثر من اهتمامهم بالأصول، وهذا شيء حقيقة يحتاج إلى مراجعة.فالله تعالى قال هنا: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا))[الزخرف:3]، يعني: جعلنا الكتاب المشار إليه قبل ذلك، ((قُرْآنًا))[الزخرف:3] مقروءاً ومجموعاً أيضاً ((عَرَبِيًّا))[الزخرف:3]، بلسان عربي مبين، يا أخي هذا تشريف، هذا تشريف لهذه الأمة، أن يكون القرآن نزل بلسانها، ((قُرْآنًا عَرَبِيًّا))[الزخرف:3]، تخيل أنك أعجمي فارسي أو تركي أو أوروبي لا تعرف اللغة العربية متى سوف تتعلمها؟ ثم متى سوف تفهم وتقرأ باللغة العربية؟ ثم متى سوف تدرك الأسرار؟ الآن أنا أؤكد لك أن الإنسان العامي البسيط الذي لم يراجع كتاباً من كتب التفسير، لكنه عربي الأرومة والأصل لما يقرأ القرآن يفهم أشياء كثيرة جداً منه بدون أن يراجع، فالله تعالى جعله قرآناً عربياً، وهذه مسئولية، ولذلك قال سبحانه: ((لَعَلَّكُمْ))[الزخرف:3] ماذا؟ ((تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3]، هذا خطاب في الأصل للعرب قبل غيرهم، إن تعقلوا لأن القرآن بلغتكم وأنتم تفهمونه وتدركون أسراره، وتدركون إعجازه، وتدركون معانيه، ففيه حجة عليكم، ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3]، حجة على العرب قبل أن يكون حجة على غيرهم، ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3].وفيه تشريف للغة العرب التي نزل القرآن بها، وأنها أعظم اللغات، حتى قيل: إنها هي لغة آدم عليه السلام، وقيل: إنها هي لغة أهل الجنة، وأنا شاهدت محاضرة للدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن اللغة العربية فضل اللغة العربية ومكانتها موجودة في اليوتيوب اسمعها لمدة ساعة، شيء مذهل، معلومات، أرقام، اللغة العربية لغة ثرية، كل لغات العالم أخذت من اللغة العربية، العبرية، واللاتينية، وغيرها من اللغات، تجد نسبة قلت أو كثرت من كلماتها ذات أصول عربية، فاللغة العربية تعطي أكثر مما تأخذ، خاصةً في وقت عزها وشموخها، وإلا الآن بسبب المخترعات وغيرها ربما تغير الأمر.((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3]، (لعلكم) هذا على سبيل الترجي في الأصل، بمعنى كي تعقلوا، أو لأجل أن تعقلوا، (تعقلون) لاحظ كلمة تعقلون، إذاً العقل مطلوب أو لا؟ مطلوب، القرآن جاء من أجل ماذا؟ يشحذ العقول، ليس من أجل أن يخدر العقول، بعض المواعظ تخدر العقول، وبعض الخطابات الدينية تحذر من العقول، أما الله فيقول: ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3]، ويقول: نزلنا القرآن، وجعلناه عربياً من أجل أن تتحرك عقولكم، فتعقلوا وتفهموا، وإنما الخطاب للعقلاء، والتكليف هو للعقلاء، ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))[الزخرف:3]. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم..) سورة الزخرف - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (حم والكتاب المبين) سورة الزخرف - 1 مواضيع ذات صلة إشراقات في قوله تعالى: (وقيله يا رب ..) إلى قوله: (..فسوف يعلمون) مناسبة التسبيح في قوله: (وتقولوا سبحان..) إشراقات في قوله تعالى: (أم اتخذ مما يخلق بنات..) إشراقات في قوله تعالى: (والذي نزل من السماء ماء بقدر..) معنى (الأزواج)