ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الشورى - 1›إشراقات في قوله تعالى: (كذلك يوحي إليك..) إشراقات في قوله تعالى: (كذلك يوحي إليك..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1417 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ((كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ))[الشورى:3].(كذلك) هذا إشارة إلى ماذا؟ يعني: مثل هذا الوحي الذي سوف تجده في هذه السورة يوحي الله إليك، أو مثل هذه السورة كلها، ولذلك قال بعضهم: إن هذه السورة ((حم * عسق))[الشورى:1-2] إنها نزلت على الأنبياء جميعاً. والأقرب أن المقصود أنه مثل ذلك، يعني: ليس نص هذا الوحي، وإنما الوحي الذي أوحاه الله إليك أوحاه الله تعالى إلى من قبلك من الرسل والأنبياء، والعرب كانوا أمة أمية، وكانوا أهل شعر وقصص وأساطير، لكن لم يكن عندهم علم بالوحي والرسالة، ولذلك استغربوا، النبي نفسه صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل وقال له: (اقرأ)، ما الذي حدث منه عليه الصلاة والسلام؟ حدث منه استغراب أول الأمر، وقال: (ما أنا بقارئ .. وقال: لقد خشيت على نفسي)، بينما الأمم السابقة مثل بني إسرائيل كانت الملائكة تدخل بيوتهم، وتخرج من بيوتهم، والوحي ينزل، ولذلك كثر فيهم الرسل، وكثر فيهم الأنبياء، ومن هنا موسى عليه السلام لما سمع.. ماذا سمع صوت منْ؟صوت الله يناديه ((يَا مُوسَى))[الأعراف:144] ومع ذلك لم يقع من موسى الاستغراب؛ لأن ثقافة الوحي والرسالة عندهم كانت متداولة وموجودة بخلاف العرب، ولذلك الله سبحانه وتعالى يسمي أهل الكتاب: أهل الذكر، أو أهل العلم، أو ((الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ))[الإسراء:107]، ويسمي العرب: (الأميين)، وأحياناً يسميهم (الذين لا يعلمون): ((وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ))[البقرة:118]؛ لأنه لم يكن عندهم علم بهذه الأشياء ولا حتى بالعلوم الدنيوية لم يكن عندهم علم كبير فيه، فمن هنا قال: ((كَذَلِكَ يُوحِي))[الشورى:3]، يعني مثل الوحي إلى الأنبياء السابقين يوحي الله تعالى إليك وإلى الذين من قبلك، فهو الوحي مصدره واحد وهو الله سبحانه. ويجوز -والله أعلم- أن يكون قوله: (كذلك) يرجع إلى الحروف، يعني: من مثل هذه الحروف التي هي: الحاء والميم والعين والسين والقاف، يتكون الوحي الذي يوحيه الله تعالى إليك وإلى الذين من قبلك وإن كان الوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو من هذه الحروف، يعني: باللغة العربية، بينما هو بالنسبة للأنبياء السابقين هو وحي بلغتهم كما قال سبحانه: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهمْ))[إبراهيم:4].((يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ))[الشورى:3]، هذا توطئة وتمهيد وقبول أن هذا ليس أمراً غريباً، ولا منكراً، ولا إدّاً، وإنما الله تعالى أوحى إلى الأنبياء من قبلك، فهو أمر يعرفه أهل العلم.((اللهُ))[الشورى:3] هذا مصدر الوحي، ((اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))[الشورى:3]، الذي عز فغلب، فلا يقهر سبحانه، ولا يغلب، وجنده هم المنصورون؛ النبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن به، وكأن قائلاً يقول هنا: إذا كان الله سبحانه وتعالى هو العزيز، فلماذا يقع أحياناً أن يتغلب أعداؤه أو يخذل بعض أوليائه في عاجل الحياة الدنيا، ولذلك عقب بقوله: ((الْحَكِيمُ))[الشورى:3]، العزة هنا مربوطة بالحكمة، فمن حكمة الله تعالى أن يظهر من يشاء وقت ما يشاء، فلا يفتات البشر عليه، ولذلك قال: ((اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))[الشورى:3]. التالي إشراقات في قوله تعالى: (له ما في السموات وما في الأرض..) سورة الشورى - 1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (حم * عسق) سورة الشورى - 1 مواضيع ذات صلة المقصود بالتزويج إشراقات في قوله تعالى: (الله لطيف بعباده..) ماذا نتعلم من طلب الملائكة المغفرة لمن في الأرض؟ معنى تفطر السموات إشراقات في قوله تعالى: (فاطر السموات والأرض...)