ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›أكثر من دائرة›بيت الأهل›بيت الأهل.. رؤية شرعية بيت الأهل.. رؤية شرعية الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1326 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحمد لله رب العالمين. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. قرأت قصة قبل فترة أن وزيراً بلغ الستين من عمره، فكان يقول: أن والده -يمكن صعيدي- يومياً إذا جاء هذا الوزير من عمله قد يأتي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً يستوقفه عند الباب ويقول: أين كنت؟ فيقول هذا الوزير: إنه كان في العمل، أو كان في خارج الدوام، أو كان في سهرة مع أصدقائه، فيقول له: تفضل ادخل، وهكذا إذا أراد أن يخرج يستوقفه، فتعجبت من هذه الأخلاق الحديدية الجبارة عند هذا الإنسان الذي يصبر على هذا الإلحاح والمتابعة والملاحظة من قبل والده، لكن هذا يتحدث أو يؤكد أهمية أكبر وأوسع من هذا المثال التفصيلي، وهو الدور الكبير والخطير لبيت الأهل وللمنزل في حياة الإنسان، ولذلك عني القرآن الكريم بتوضيح هذه النقطة في سورة النور تجد عدداً من التوجيهات والتشريعات المتعلقة بهذا الموضوع. مثلاً أن الله سبحانه وتعالى يأمر الإنسان إذا دخل بيتاً غير بيته أن لا يدخل حتى يستأذن: (( حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))[النور:27]، يعني: أن الإنسان ليس من حقه أن يقتحم البيوت على أهلها لا بالدخول ولا حتى بالنظر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الاستئذان من أجل النظر )، أنك لا تحاول أن تتلصص على بيوت الناس، أو تدخل أو تستمع أيضاً، فكل هذه أشياء محرمة، البيوت لها حرمة يجب أن تصان، ثم في داخل البيت، البيت له جانب محوري في حضور وتأثير الناس الذين ينتمون إليه من الوالدين والأولاد والبنات، تلاحظ هذه المحورية من خلال قوله سبحانه: (( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ))[النور:61].إذاً الشعار الذي يجب أن يشمل العلاقة بين أهل البيت هو (سلموا على أنفسكم)، هذا معناه بشكل واضح: أن العلاقة بين أهل البيت بين أعضاء هذه الأسرة وهذه المؤسسة يجب أن تكون مبنية على السلام، السلام ليس مجرد تحية تقال، وإنما هو علاقة وشعور وإحساس وترابط بينهم، كلما تدخل تسلم، ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسلام على أهله )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أبشر خديجة -زوجته- ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب )، لماذا؟ لأنه بيت كانت السكينة تظلله، والسلام يكتنفه، ولهذا لها في الجنة بيت مثل ذلك، ليس فيه صخب ولا نصب.السلام هو الشعار المفقود في كثير من البيوت بين الزوجين بدلاً من الضجيج والصخب والعتب، وكذلك بين الأولاد والبنات وبين مجموعة أفراد الأسرة. من السلام هنا أن لا نسمح للمشكلات أن تصعد، يعني: إلى وقت قريب كان الأولاد يتزوجون ويبقون في بيت الأهل، كل واحد له بيت أو غرفة خاصة وتسمى بيتاً، يستقر فيه هو وزوجته، وقد يكون البيت يحتوي على مجموعة، وهذا لا يزال موجوداً في كثير من البلاد في المغرب ، في فلسطين ، في الشام ، في أماكن كثيرة جداً يحدثني عدد من الإخوة أنه قد يتحول البيت الواحد إلى مجموعة بيوت، والأسرة إلى خمس.. ست.. سبع أسر، وكلهم يتزوجون وينجبون ويضلون موجودين في هذا البيت، فيكون البيت هو الأساس وهو المنطلق، هذا لا بأس به، وأن يكون الأولاد يستقلون في بيوت أخرى هذا بدون شك أفضل إذا تيسر، لماذا؟ لأنه يسمح لعلاقة حميمية أكثر سهولة وانسيابية بين الزوج والزوجة، خصوصاً وهم في مقتبل التكوين الأسري والعلاقة الزوجية؛ لأنه أيضاً يحمي العلاقة الزوجية، البيت يكون فيه مجموعة من الأولاد، ومجموعة من الزوجات، وهنا قد يطلع الشاب على بعض أسرار الزوجية، أو على المرأة وهي في حال لا يناسب أن يطلع عليها بسبب تداخلهم واختلاطهم، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت )، يعني: حتى الحمو الذي هو قريب الزوج أخوه أو عمه أو ابن عمه هو الموت، يعني: الخطورة؛ لأنه من جهة قد يسهل اطلاعه ودخوله وارتباطه، يعني: يترتب على ذلك أحياناً أمور ليست جيدة، ومن هنا يكون الاستقلال في المنزل أفضل إذا أمكن أو تيسر أن يكون له بيت خاص أو شقة خاصة، أو ينتقل إلى مكان آخر، هذه ...أيضاً من السلام أن لا نسمح للمشكلات بالتصعيد والتطويل، يعني: من المشكلات التي تقع أن الولد يريد أن يتزوج، البنت ما حصلت على موافقة (100%)، الأم تريده لبنت أختها، لبنت خالته مثلاً، أو الأب يريده لبنت أخيه بنت عمه، الولد يريد امرأة أخرى، ليس فيها شيء، ليس فيها بأس، وربما الأهل لا يعترضون اعتراضاً حاسماً، ولكنهم لا يفضلون، فهذه المشكلة أحياناً قد تتصعد بسبب عدم الحكمة في معالجتها، ويكون هناك وقفة نفس عند الأب أو الأم، الولد لا يحسن المعالجة، يتطور الموضوع بحيث مع الوقت يكون هناك حواجز بين الأم وبين الزوجة الجديدة، وإذا جاءت لا يكون هناك ترحيب بها.. ملاحظات أخطائها، هذه الملاحظات على الزوجة أن تدرك أن من مصلحتها أن تسعى إلى كسب قلب الأم؛ لأن الأم ربما أطول نفس، فكلما جاء الولد بدأت تقول مثلاً: زوجتك فيها كذا، قالت كذا، عملت كذا، لو سمحت ما في داعي تكرار المجيء، يحدث مثل هذا، فهذا قد يؤثر على العلاقة بين الزوج وزوجته.كذلك البنت، كثير من البنات تشتكي من مشكلة في البيت، أن والله مثلاً جاءها شاب أهلها لا يوافقون عليه، قد تكون عدم الموافقة لسبب وجيه وسليم وصحيح، لكن أحياناً قد لا يكون السبب بتلك الوجاهة، فكنت أقول لبعض الأخوات وبعض البنات: إذا لم يكن ثمة ضرورة لهذا الزواج فمن الأفضل أن تقبلي بالشاب الذي يقبل به أهلك أو على الأقل لا يعترضون عليه اعتراضاً جدياً، لماذا؟ لأنه ستجدين أنك بحاجة إلى بيت الأهل يوماً من الأيام للزيارة، ربما هذا الرجل يموت فترجعين إلى أهلك، قد يطلق وهذه أمور مجربة واسألني عنها، في كثير من الأحيان الشاب متعلق بالفتاة فعلاً لا يخدعها، ولا يمثل، وهي متعلقة به، لكن بعد الزواج، وبعد الاحتكاك، وبعد المعاشرة، وبعد الأكل والشرب، والنوم، والعمل، والأولاد، والمشكلات، الحب تحول إلى حب عملي، والعرب يقولون: أحياناً إذا نكح الحب فسد، هذا ليس مطرداً، لكن يتحول إلى حب واقعي، بعد ذلك قد تتطور الأمور إلى أن يبدأ يلاحظ عيوبها، وهي تلاحظ عيوبه، الهوة تتسع، في النهاية البنت -كما يقول الزوج أو تقول هي- ليس لها إلا بيت أهلها، (طيب) هي قد دمرت العلاقة معهم في فترة من الفترات، وصعّدت هذه المشكلة.ومن هنا أقول: علينا أن لا نقبل بتصعيد المشكلة، وأن ندرك أن بيت الأهل ينبغي أن يضل هو المحضن والظل الظليل الذي يأوي إليه الأولاد، وتأوي إليه البنات، تظلله السكينة والعلاقة الأخوية والمودة والسلام. السابق مع المختص بيت الأهل مواضيع ذات صلة الحاجة إلى الانتماء مشاركة .. ضرورة تذليل الصعوبات التي تواجه المعاقين في أماكن العمل حكم رد الظلم بالظلم وقوع البعض في الخطأ لا يبرر احتقارهم والحط من قدرهم مظهر الإنسان لا ينبئ بالضرورة عن معرفة الأخلاقيات التي يحملها