ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›أكثر من دائرة›العمالة المنزلية›حقوق العمالة المنزلية .. رؤية شرعية حقوق العمالة المنزلية .. رؤية شرعية الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 936 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين.من غرائب المصادفات أنه قبل لحظات فقط اتصل بي بعضهم من قبل وزارة العمل والشئون الاجتماعية في المملكة العربية السعودية ، وكانوا يتحدثون عن حملة عالمية تنال من هذا المجتمع من خلال تعامله مع العمالة الأجنبية المقيمة فيه. مما لا شك فيه أن هذا المجتمع يستوعب الآن عدداً كبيراً جداً من العمالة، سواء كانوا ذكوراً يأتون كموظفين، أو كسائقين أو كغيرهم، أو إناثاً في المنازل، وخدم وخادمات، وممرضات وغير ذلك، هذه العمالة لها وعليها، قد يكون جزء منها يتعلق بالترف والتفاخر، ويوم من الأيام كنا في مجلس، فكان البعض يتحدث أن عنده في البيت عشر خادمات.. خمس عشرة خادمة، وأعتقد أن جزءاً من ذلك لا شك يتعلق بنوع من المفاخرة والمباهاة، هذه واحدة، بينما هناك آخرون قد يكون ثمة ما يدعو إلى وجود هذه العمالة، مثل كون المرأة موظفة، مثل وجود عدد كبير من الأطفال، مثل كون المنزل واسعاً وفسيحاً وفيه عدد من الخدمات التي لا يمكن أن تقوم بها المرأة.. إلى غير ذلك، فالأمور تقدر بقدرها، لا إفراط ولا تفريط، هذا أولاً.الأمر الثاني: أن وجود كثير من هؤلاء قد يكون مبنياً على وعود وأحلام وهمية، أنا أعرف أن بعض هؤلاء جاءوا وهم يظنون أن أبواب الرزق والخير والذهب سوف تفتح لهم من خلال مجيئهم لهذا المجتمع، جاءوا بوعود، بل بعضهم يشترون الفيز، وعملية بيع وشراء الفيز عملية محرمة؛ لأنها مبنية على بيع الوهم في الواقع، أولاً الكثير منهم يبتز، زد على ذلك أن هناك خداعاً، فالعامل قد يشتري الفيزة بمبالغ طائلة ويعطيها لأخيه أو لقريبه، ولما يأتي هذا الأخ أو القريب لا يجد الفرص العملية.زد على ذلك أن هذا يترتب عليه أن يكتظ مجتمعنا بأعداد من العاملين الذين يفترض أنهم عاملون لكنهم في الواقع غير عاملين، ومثل هؤلاء قد يتعاطون بيع المخدرات، قد يتعاطون بيع المواد السيئة والمحرمة والإباحية، قد يتحول وجودهم إلى تبعة وعبء حتى من الناحية الأمنية، ونحن نعرف المناطق العشوائية في عدد من المدن السعودية والخليجية.. بل والعالمية يوجد فيها مئات الآلاف وأحياناً ملايين من الناس الذين تصعب السيطرة عليهم، ويصعب حتى دخول الأجهزة الأمنية وغيرها وضبط هذه الأماكن، وتكون بعيدة عن المدارس، ليس فيها تعليم، ليس فيها صحة، ليس فيها مرافق حياتية، ولا شك أن هذه هي البيئة أو البؤرة التي تفرخ وتنتج ألوان الجرائم والانحراف الأخلاقي.إذاً هنا علينا أن ندق نواقيس الخطر ونقول: إن جزءاً من وجود هذه العمالة هو مسوغ ومبرر، بينما الجزء الآخر منها يحتاج إلى إعادة نظر، وإلى استشعار التبعة والمسئولية، سواء من قبل من يتعاطون من مكاتب الاستقدام أو غيرهم، أو من يشتغلون، أو من قبل الجهات الرسمية والحكومية التي تنظم مثل هذا العمل.الأمر الآخر: أن العمالة بطبيعة الحال دورها ضعيف، يعني: هي في مقام الضعف؛ لأنهم خدام، أو سائقون، أو عمال، أو موظفون من الدرجة الثانية، ومثل هؤلاء عادةً ما يكثر الظلم عليهم، وكما كان المتنبي يقول: والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم ولهذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم كان يشدد في حقوق الضعفاء، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة )، وفي حديث عجيب وغريب حديث أم سلمة ( لما ذكرت امرأة بـالحبشة -وهو صحيح أيضاً- وقالت: إنها كانت تحمل قربة على كتفها، وجاء شاب قوي مراهق ومندفع، فدفعها وسقطت القربة معها )، يعني: حركة عدوانية عشوائية، يمكن الشاب هذا يضحك ويصفق مع مجموعة من أصدقائه، لكن هذا العمل مرذول عند الله سبحانه وتعالى، وعند الصالحين من خلقه، ( فلما قامت هذه المرأة قالت له: ستعلم يا غُدر -يعني: يا غادر- إذا نزل الله لفصل القضاء بين عباده ماذا يكون جزاؤك؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت صدقت، لا بوركت أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ).من الظلم تحميلهم العمل الذي لا يطيقونه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي ذر : ( إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ).انظر هذا الرقي العظيم في أخلاقيات الإسلام، يعني: يفترض أننا نحن نحاول على الأقل نطبق هذه الأخلاقيات، يعني: أن لا تكلفه ما لا يطيق في العمل المنزلي، وأن تطعمه مما تأكل، خصوصاً أنه قد ... جزءاً من العمل، جزءاً من الطعام، أو غير ذلك، فمن غير اللائق أن تتطلع نفسه إليه، ثم لا يحصل ولا على قدر منه، وكذلك تلبسه مما تلبس، ( ولا تكلفوهم ما يغلبهم ) يعني: الأشياء التي تكون شاقة عليهم من الأحمال والأثقال والتبعات والمشقات والسهر وغير ذلك من الأشياء، فهذا كله من العدل الواجب.أيضاً من العدل: مراعاة حقوقهم فيما يتعلق بالجوانب الصحية، فيما يتعلق بالرعاية، فيما يتعلق بالظروف النفسية، هؤلاء غرباء، والغربة لها تبعات، ولذلك هم ربما حتى من ناحية اللغة قد يأتي العامل أو تأتي الخادمة وهي لا تعرف لغة القوم إلا بالإشارة، وتحتاج فترة طويلة حتى تتعرف على الكلمات الأساسية في المطبخ والملابس والأطفال وغير ذلك، وهي بعيدة عن أهلها، وقد تحرم أحياناً من الاتصال، أو تحرم من الإرسال، أو يقع لها مشكلات نفسية بسبب صدمة الغربة والوحشة، وربما ترفض العمل، وهذا كثير ما يقع، ليس لأنها لا تريد أن تعمل، هي استماتت من أجل المجيء، ولكن بعد ذلك صار عندها وضع نفسي، والإنسان بشر يتعرض لأزمات نفسية، فيفترض هنا أن يكون هناك قدرة على استيعاب هؤلاء، على الصبر عليهم، وتقدير ظروفه. ويوم من الأيام كنت مع مجموعة مع عائلة، وكان هناك نوع من الضجر والغضب على الخادمة، فقلت لهم: تخيلوا أن فلانة -وهي إحدى بناتهم- هي خادمة قد ذهبت آلاف الكيلو مترات إلى إندونيسيا أو إلى الفلبين أو إلى الهند من أجل أن تعمل، كيف سيكون الوضع؟ طبعاً الجواب التلقائي: باسم الله عليها. صحيح، لكن أيضاً ينبغي أن نقدر الآخرين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أراد بحبوحة الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه )، يعني: لو كنت أنت في مقام هذا الخادم أو السائق، أو كنتِ أنت في مقام هذه الشغالة أو الخادمة، ينبغي أن يتخيل الإنسان كيف يتعامل معه الآخرون، وكيف يمكن أن يمدحهم إذا تعاملوا معه بطريقة، أو يذمهم إذا تعاملوا معه بطريقة أخرى، بل ليس سراً أن يقال: إن بعض الخادمات بسبب أنها في المنزل، وقد لا يتوفر معها المحرم، وقد لا تكون كل البيوت مبنية على النقاء والصفاء، يقع لها عدوان، يقع لها ضرب، قد يقع اغتصاب أو محاولات اغتصاب بظروف معينة، كل هذا مما يأباه الله تعالى، ويأباه المؤمنون، وهو من الانحراف العظيم، ربما لما يكون الإنسان قوياً يدافع عن نفسه، لكن الضعيف يستسلم ويستخفي، وحقه عند الله سبحانه وتعالى، لماذا؟ لأنه قد يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، أو قد يدعو عليك، أو حتى لو ما دعا عليك، ولنفترض أنه غير مسلم، حتى غير المسلم له حق، لا يجوز العدوان عليه، ولا بخسه حقه، بل العدوان عليه أو بخسه حقه قد يكون مدعاة إلى سوء ظنه بالإسلام وبالمجتمعات الإسلامية، وتنفيره، وبذلك يكون جريمتان اثنين في واحد: الجريمة الأولى هي الظلم، والجريمة الثانية هي تقديم صورة بشعة عن الدين الذي ينتمي إليه هذا الإنسان. ولذلك أقول: إن المنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات العفو وغيرها التي تصدر التقارير وإن كان الكثير من هذه التقارير ليست دقيقة، وقد تعتمد على حالات فردية، أو على مبالغات، إلا أن علينا أن لا ننظر فقط إلى التقارير الدولية علينا أن ننظر إلى رقابة الله تبارك وتعالى علينا، وإلى الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. السابق مع المختص العمالة المنزلية مواضيع ذات صلة تقرير حول الأعمال المهنية في قطاع غزة والتعليق عليه استطلاع آراء الجمهور فصل موظف من عمل خيري لامتلاكه شهادة جامعية حكم الاستمرار في عمل يفرض عليك صاحبه ترك صلاة الجمعة مع المختص