ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›فقه الخطأ›الخطأ غريزة فطرية الخطأ غريزة فطرية السبت 3 شعبان 1430هـ طباعة د. سلمان العودة 1024 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة الدكتور! لو عدنا إلى الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا فتستغفروا فيغفر الله لكم، لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم).الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم.المقدم: كما ذكرنا قد يكون الخطأ فطرياً في الإنسان، ولكن كيف يمكن لنا أن لا يكون هناك تطبيع مع هذا الخطأ؟ كيف يمكن لنا أن لا نبرر هذا الخطأ أو أن نعيش معه؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: دعنا نعالج النقطة الأولى، أنا أعتقد أنها مهمة جداً، مسألة أنه كون (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم)، والنصوص الشرعية كثيرة، يعني الآية الكريمة التي سقتها أيضاً: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ))[آل عمران:135]، يعني: هذه حال المتقين، ومع ذلك يقع أن يصدر من أحدهم هذا الذنب العظيم، ولكنه لا يصر عليه، ولكن يستغفر الله سبحانه وتعالى فيغفر الله تعالى له.كذلك الحديث المتفق عليه حديث أبي هريرة يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (كتب على ابن آدم حظه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة)، لما تقرأ هذا الحديث يوحي بأن كل إنسان كتب عليه حضه، وأنه سوف يدركه لا محالة لا مفر، (فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها اللمس والبطش، والفم يزني وزناه القبلة، واللسان يزني وزناه الكلام، والقلب يتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).آدم عليه الصلاة والسلام كانت بداية نزوله إلى الأرض هي نتيجة خطأ وقع منه لما أكل من الشجرة وقد نهاه الله تعالى عنها فأكل منها هو وزوجه أيضاً، فهنا آدم و حواء وقع منهما هذا الأمر ((قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا))[الأعراف:23]، إذاً وقع منهم الخطأ، وبناءً عليه، ولسابق حكمة الله سبحانه وتعالى أمر الله تعالى بهبوطهم إلى الأرض، ووجود الحياة على ظهر هذا الكوكب. هنا أريد أن أكرس أو أبين معنى مهم جداً وهو أن الخطأ هنا شيء ضروري، يعني: صحيح الأديان، الرسالات السماوية، الكتب السماوية كلها جاءت بصواب، وجاءت ترسم صورة يعني: الصورة المثالية الحقيقية، لكنك تلاحظ أنه حتى في هذه الكتب السماوية، وفي التعليم أن هناك الحديث عن التوبة، وهناك الحديث عن العقوبة، وهناك حديث عن الاستغفار، إذاً هناك إشارة إلى أن.. وإن كان الدين جاء يرسم الصورة المثالية إن صح التعبير، إلا أن الله سبحانه وتعالى منزل هذا الدين وخالق هذا الإنسان يعلم أن الإنسان لا يمكن أن يبقى على هذه الصورة المثالية، وأن الإنسان سوف يهبط، وثقلة الطين سوف تؤثر عليه يوماً من الأيام، فيقع في الخطأ، ولذلك يفتح له باب التوبة، ويفتح له باب الاستغفار. ولذلك الحياة البشرية لا يمكن تصورها بعيداً عن الخطأ، حتى في عهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، يعني: المجتمع المدني في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: تقرأ مثلاً فيه الرجل الذي شرب الخمر وجلد في الخمر، تقرأ فيه المرأة التي زنت، تقرأ فيه البائع الذي عالج امرأةً في أقصى المدينة ، تقرأ فيه صورة الرجل الذي غش في الطعام وقال عليه الصلاة والسلام: (ما هذا يا صاحب الصبرة؟ قال: يا رسول الله! أصابته السماء، قال: من غش فليس منا)، تقرأ فيه ...المقدم: هناك نماذج كثيرة حول ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: حتى الصحابي الذي قام بتسريب سر من أسرار المسلمين إلى المشركين، في قائمة طويلة من هذه الأخطاء، لا تعني أن المجتمع تحول إلى سلسلة أخطاء، لا، إنما تعني أنه علينا أن نكون واقعيين، أو نكون متواضعين حينما نتصور الحياة الإنسانية، أو حتى الحياة الإسلامية، أحياناً نتكلم نحن عن الدولة الإسلامية كمثال، (طيب) هل نتصور أن الدولة الإسلامية التي في أذهاننا، أو أن المجتمع الإسلامي الذي نحلم أن يكتمل يوماً من الأيام، سوف يكون عبارة عن مجتمع مثالي ما فيه أخطاء، هذا ليس صحيحاً، هذا خروج حتى عن النص الشرعي، هذا هو الخطأ نفسه. التالي كيفية التعامل مع الخطأ قبل وبعد وقوعه فقه الخطأ السابق مرجعية الخطأ أو تحديد مفهومه فقه الخطأ مواضيع ذات صلة الخطأ يحمل الإنسان على التوبة والاستغفار مداخلة حول نشر الكتب في الأماكن العامة والاعتناء بقراءة الطفل المرأة بين كونها انقيادية أو قيادية علاقة القراءة بتقدم المجتمعات أو تخلفها الشخص العنادي وصفاته